أعلن مسؤولو مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين عن استراتيجية جديدة لخدمة هذه الفئات ومساندة جميع حالات الاعاقة والعمل على انخراطها في برامج متكاملة للدمج والتعليم والترفيه.
وكشفوا في لقاء عن خدمات جديدة للتدريب والتأهيل والعلاج الطبيعي، والعلاج بالألعاب.
وأكد نائب مدير عام المركز رعد ضاهر ان ذوي الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع، ورعايتهم مسؤولية الجميع، مشيرا الى ان مركز الخرافي يتبع آلية متطورة للتعامل مع هذه الفئات ورعايتها، ويقدم المزيد من الخدمات التعليمية والترفيهية المتطورة، فضلاً عن العمل على تأهيل الأطفال لينخرطوا في الحياة العامة بكل سهولة ويسر.
وأوضح ان المركز يحتوي على مكتبة وألعاب إلكترونية وحرف يدوية، كما ينظم رحلات خارجية للاطفال، ويساعدهم على الاندماج مع الأقران بسهولة ويسر.
وزاد بالقول «يعمل في المركز فريق متخصص على قدر كبير من الكفاءة والتخصص في مجالات الاعاقة، وعلى دراية كاملة بماهية الاعاقة وأنواعها، وطرق التعامل معها، كما يخضع العاملون في المركز لدورات تدريبية مكثفة». وذكر ضاهر ان المركز أيضاً يركز على استراتيجية للتأهيل والتدريب والتطوير على تعزيز مهارات التواصل اللغوي للحالات التي تعاني من مشكلات في النطق والسمع، كما يساعد الأطفال على الانفتاح على الحياة. وفي ما يلي نص اللقاء:
● ما شروط القبول لديكم؟ وكيف يتم تشخيص وتقييم الأطفال من ذوي الإعاقة؟
– من اهم شروط القبول والتسجيل لدينا في المركز ان يكون لدى الطفل شهادة اثبات اعاقة معتمدة من قبل الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة، وان يكون مسجلا لدى احدى المدارس والمراكز المختصة لذوي الاعاقة وان يكون خاليا من الامراض المعدية، وبالطبع ضمن شروط الفئة العمرية التي ذكرناها سابقا، كما ان المركز يستقبل الاطفال والفتيات (الكويتيين وغير الكويتيين) من جميع الجنسيات.
اما بالنسبة الى آليات التقييم والتشخيص فيتبع المركز المنهجية التالية، وهي اجراء مقابلة شخصية في البداية مع ولي الامر والاستماع الى رأيه وتجربته والوقوف على ملاحظاته الشخصية، وكذلك يُؤخذ بعين الاعتبار التقارير الطبية المتعلقة بحالة الطفل وتشخيص الطب التطوري له وشهادة اثبات الاعاقة من الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة وتقييم المدرسة التي ينتسب اليها، وتجمع كل هذه المعلومات حتى تتكون صورة واضحة لدينا عن حالة الطفل بشكل وافٍ نوعاً ما، كما ان المركز بدوره يعطي الطفل فرصة شهر تقريبا تتم خلالها ملاحظته من خلال اللعب وممارسته الانشطة الترفيهية المتنوعة، ومن ثم اجراء مقارنة بين المعلومات التي تم جمعها وبين الملاحظات الميدانية، وذلك من اجل تقديم افضل انواع الخدمات والرعاية والاهتمام والتدريب والتأهيل التي يحتاجها.
خدمات المركز
● ما طبيعة الخدمات التي يقدمها المركز للاطفال والاشخاص من ذوي الاعاقة؟
– يقدم المركز خدمات متنوعة يمكن ان نحصرها في ثلاثة انواع من الخدمات الترفيهية والتأهيلية والتدريبية، ومنها: توفير اللعب الحر بانواعه واللعب الهادف الموجه، وكذلك مختلف الانشطة الترفيهية، مثل الانشطة الرياضية والمهارات الحياتية وألعاب الحديقة وانشطة التمثيل والمسرح والحرف اليدوية والفنون والمكتبة والالعاب الالكترونية والمطبخ والتأهيل المنزلي، وكذلك الرحلات الخارجية مع اكتساب المهارات العملية في اماكن خارج اسوار المركز. ولا بد من الاشارة الى الخدمات الاضافية التي تقدم للاطفال من ذوي الاعاقة، وهي الخدمات التأهيلية، كالعلاج الطبيعي، العلاج بالعمل، وعلاج النطق، برنامج ماكتون للتواصل اللغوي، الغرف الحسية المضيئة والمظلمة.
وأخيراً الخدمات النفسية، ونود أن نشير الىانه كلما كان التدخل بأنواعه المختلفة مبكراً أعطى نتائج أفضل في المستقبل، كما أن المركز يهتم بالخدمات التدريبية والتوعوية للأشخاص القائمين على رعايتهم من أولياء الأمور والمختصين والمتطوعين وطلبة التدريب الميداني والمهتمين بالمجال، وذلك من خلال المحاضرات وورش العمل والندوات التوعوية للبيئة المحيطة بالأطفال من ذوي الإعاقة، حيث إنه كلما كانت البيئة المحيطة بهم أكثر إلماماً ومعرفة بالاضطراب أو الإعاقة التي تتعامل معها وحيثياتها ومعرفة كل ما هو جديد في هذا المجال انعكس ذلك على نوعية الخدمات ومستوى الرعاية المقدمة لهم.
عمل تطوعي
● هل يهتم المركز بالعمل التطوعي ويسمح للمتطوعين مع الأطفال من ذوي الإعاقة وماذا يقدم المركز للمتطوعين؟
ــــ لقد اعتنى مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين منذ تأسيسه وانطلاقته الأولى بالعمل التطوعي الفردي والجماعي، وأولى له أهمية كبرى إيماناً منه بالقيمة التي يمثلها العمل التطوعي وما ينتج عنه من آثار إيجابية تشد من أزر المجتمع الواحد وتقويه وتجعله في مصاف المجتمعات الراقية والمتقدمة، حيث يقدم الفرد أو الجهة المتطوعية جزءاً إرادياً وطوعياً وباختيار حر من أوقاتهم ومالهم وجهودهم تجاه الآخرين دون مقابل اللهم ما يجنونه من مردود معنوي وإنساني وجزاء رباني على عطائهم السخي، والعطاء ليس له حدود يتنوع بتنوع المعطي والمعطى له وبتنوع الأماكن والجوانب التي يتم التطوع بها.
لذلك حرصت إدارة المركز على تعزيز العمل التطوعي وتنميته وجعله من أهم الركائز التي يبني عليه أهدافه والخدمات التي يقدمها، وقد أقام المركز العديد من الملتقيات التطوعية التي هدف إلى تعزيز وتنمية العمل التطوعي وتنظيمه وإعادة هيكلته والاستثمار به وتشجيع فئات المجتمع، وخصوصاً الشباب فرادى أو مجموعات على الانخراط فيه للتمتع بالطاقات المتجددة والحماس الإيجابي والأفكار المبدعة، ويكون ذلك ضمن رؤية واضحة تستفيد من تجارب وخبرات والحماس الإيجابي والأفكار المبدعة، ويكون ذلك ضمن رؤية واضحة تستفيد من تجارب وخبرات الآخرين ممن يزخر بهم المجتمع الكويتي مع مراعاة معطيات الواقع وإفرازاته ومتطلبات المستقبل وتطلعاته.
وبناء على ما تقدم فقد فتح المركز أبوابه أمام المتطوعين وأخذ بأيديهم وعمل على تنمية اهتماماتهم وتحفيز قدراتهم ورفع من إمكاناتهم ومهاراتهم الشخصية بالتوجيه والتدريب وورش العمل المفيدة لهم، والتي تصب في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، كما ان المركز يتيح لهم فرصة التعرف على سير العمل واكتساب خبرات متنوعة في مجال الاعاقة وما يتعلق بشؤونهم وحقوقهم في المجتمع.
كفاءة وخبرات
● ماذا عن فريق العمل في المركز ومدى كفاءتهم وخبراتهم وتخصصاتهم العلمية والمهنية؟ وهل اجورهم المادية تتناسب وطبيعة ما يقومون به من عمل؟
– يعمل في المركز فريق عمل على درجة عالية من الكفاءة والتخصص في مجال الاعاقة، وهم على دراية كافية بماهية الاعاقة وانواعها وطرق التعامل معها، كما انهم يخضعون باستمرار إلى دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات من قبل خبراء محليين او دوليين لهم باع طويل وخبرة كبيرة في هذا المجال، بهدف معرفة احدث ما توصلت له الدراسات والابحاث في هذا الصدد، كما ان الاختصاصيين والمشرفين في المركز جمعيهم اجتازوا دورات متخصصة ومتعلقة بأهمية وقيمة اللعب في حياة الطفل بشكل عام والطفل المعاق بشكل خاص، هذا بالإضافة إلى العديد من الدورات وورش العمل المتعلقة بشؤون الاشخاص من ذوي الاعاقة.
أما بالنسبة إلى الجانب المادي فهو تفصيل بوجهة نظري للعمل مع الاشخاص المعاقين، لان هذه المهنة بالتحديد يغلب عليها الطابع الانساني والاخلاقي. وفي هذا السياق، تتبع ادارة المركز قانون العمل الكويتي وما يتضمنه من لوائح ونظم تحكم العلاقة بين المركز وموظفيه، ويتم تقدير الرواتب والحوافز بناء على التخصص والكفاءة والتميز في الاداء وسنوات الخبرة، كما ان الروح الايجابية والاخلاق العالية من الامور التي تلتفت إليها إدارة المركز في تقدير الرواتب لموظفيها. نعم إن للجانب المادي اهمية في حياتنا الشخصية وقد تكون هي المهنة التي يعتاش منها الموظف وليس له مصدر دخل آخر، وان متطلبات الحياة، كما يعلم الجميع، هي بازدياد، الا ان هناك سراً عجيباً في المهن المرتبطة بمجال الاعاقة، هذا السر بتجربتنا الشخصية هو البركة التي يطرحها الله في الجانب المادي بغض النظر عن كثرته او قلته، لا يدركها الا من عمل بإخلاص مع الاشخاص من ذوي الاعاقة، ويجب بطبيعة الحال ان تحفز المؤسسات الحكومية والخاصة موظفيها وتضع لهم امتيازات باستمرار حتى لا يتم العزوف عن المهن والتخصصات المرتبطة في عالم الاعاقة، ونعاني في المستقبل من نقص في الكوادر ذات الكفاءة والخبرة والتخصص، لانها وبصدق من المهن التي توجد بها ضغوطات واعباء كبيرة، وتجب مراعاة ذلك، والعمل على جذب واستقطاب العاملين في هذا الحقل حتى نضمن استمرارية في تقديم الخدمات المتميزة للاشخاص المعاقين والرقي بهم نحو حياة ومستقبل افضل لهم.
تنسيق مع أولياء الأمور
تحدث مسؤولو مركز الخرافي عن العقبات والمشكلات بالقول: لقد كنا مدركين بأننا سنواجه مشاكل، وكنا مستعدين لذلك، وقد كنا ومازلنا على درجة عالية من الشفافية والتعاون والتنسيق مع اولياء الامور والمتطوعين وادارات المؤسسات الاخرى وجميع العاملين والمتخصصين والناشطين في مجال الاعاقة، واتبعنا سياسة رحابة الصدر في تلقي الاقتراحات والاراء والنقد البناء وحتى الشكاوى، وقد ساعدنا ذلك في تقويم عملنا ورفع من مستوى الاداء.
وكان لهذه السياسة دور كبير في سد الثغرات وتدارك الاخطاء وتحقيق النجاحات التي وصلنا اليها، والتي يعود مردودها بالكامل على الاشخاص المعاقين وما يقدم لهم من خدمات.
تطوير
اقر مركز الخرافي لأنشطة الاطفال المعاقين وجمعية مؤسسة سند الطفل المعاق الكويتية خطة متكاملة للتطوير ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، اضافة الى وضع برامج حديثة لدمجهم وتأهيلهم وتعليمهم.
شروط القبول في المركز
1- شهادة اثبات اعاقة معتمدة من هيئة شؤون الاعاقة.
2- ان يكون الطفل مسجلاً في احدى المدارس او المراكز المختصة بذوي الاعاقة.
3- ان يكون الطفل خاليا من الامراض المعدية.
4- اجتياز المقابلة الشخصية.
آلية غير تقليدية في الرعاية
إخراج ذوي الاحتياجات الخاصة من الرتابة والملل
قال مسؤول مركز الخرافي لرعاية الأطفال المعاقين إن المركز في حالة حراك دائم ونسعى جاهدين إلى التطوير والتميز في نوعية الخدمات المقدّمة.
وأضاف نحاول أن نقدّم أفكاراً مبدعة وجديدة تخرج الأشخاص المعاقين من الرتابة والروتين والقالب الذي وضعوا فيه من سنين، في كيفية التعامل معهم والنظر إليهم، حيث إنه في الماضي كان التعامل مع الأشخاص المعاقين يكاد يكون محصوراً فقط في المنظور الطبي والتأهيلي والتعليمي والتدريبي، ولم يعط للجانب الترفيهي والاجتماعي ذلك الزخم والعناية والاهتمام، ولكن منذ تأسيس المركز وإشهار جمعيتنا استطعنا أن نحرر الأشخاص المعاقين من هذه النظرة، ونفتح أمامهم آفاقاً جديدة في نوعية التعامل معهم، وأن نضيف إلى ما يحصلون عليه من أنواع الرعاية المختلفة نكهة خاصة وهو الجانب الترفيهي والاجتماعي.
ولقد واجهنا في البداية صعوبات جمة في أن نقنع المحيطين بالأشخاص المعاقين والقائمين على رعايتهم والاهتمام بهم برؤيتنا الجديدة، ولكن مع التجربة والانعكاسات الإيجابية والأصداء الطيبة والتقدم الذي حققناه في مجال الإعاقة ومع الأشخاص المعاقين خلال مسيرة السنوات الماضية في نوعية الأنشطة والفعاليات والخدمات المقدّمة لهم، بدأنا بالفعل نحصد ما زرعناه، وأصبح الجانب الترفيهي والاجتماعي لا يقل أهمية عن الخدمات الأخرى المقدمة للأشخاص المعاقين.