إذا أردت أن تحافظ على أمعائك سليمة مع التقدم في السن، فعليك أن تتمرن أكثر وتتناول غذاء صحياً. كذلك من الضروري أن تخضع، من حين إلى آخر، لفحوص سرطان القولون.
يحتاج البعض إلى إجراء فحوص سرطان القولون حتى بعد تخطيه سن الثمانين.
ولكن هل من مرحلة يبلغها الإنسان ويستطيع معها التوقف عن إجراء هذه الفحوص؟ تجيب الدكتورة جاكلين وولف، طبيبة جهاز هضمي وبروفسورة مساعدة في كلية الطب في جامعة هارفارد: {ليست المسألة بهذه البساطة. يعتمد ذلك على حالة الشخص الذي يحتاج إلى فحوص}.
النسيج
يميل الأطباء عادةً إلى تفادي إجراء فحوص من هذا النوع بعد سن الخامسة والسبعين. وترفع الكلية الأميركية لأطباء الجهاز الهضمي هذه السن إلى ثمانين. يعود ذلك إلى أن مخاطر الفحص الأكثر فاعلية، التنظير، تفوق فوائده في حالة المسنين.
اعتبر بعض الأطباء أن هذه التوصيات تعني تفادي إجراء هذا الفحص لكل مَن تخطوا الخامسة والسبعين من عمرهم، حسبما يوضح باحثو دراسة نُشرت في Annals of Internal Medicine. رغم ذلك، لاحظ هؤلاء الباحثون أن أنواعاً عدة من فحوص سرطان القولون فاعلة وتحد من الكلفة الطبية حتى سن السادسة والثمانين، في حالة مَن لم يخضعوا مسبقاً لفحوص مماثلة ولا يعانون أي حالة مزمنة أخرى. ويُعتبر هذا اكتشافاً مهماً مع ارتفاع متوسط عمر الإنسان المتوقّع.
لكن الاكتشاف ينطبق على مَن لم يخضعوا مسبقاً لهذه الفحوص. فقد أظهرت الأدلة أخيراً أن نحو 45% ممن تخطوا الخامسة والسبعين من عمرهم يخضعون مراراً لتنظير للقولون لا داعي له خلال السنوات السبع الأولى التي تلي عملية تنظير أولية تُظهر أن المريض لا يعاني أي خطب.
وإذا كنت ممن يخضعون مراراً لتنظير القولون، تؤكد الدكتورة وولف أن هذه مشكلة. توضح: {يجب ألا تخضع لتنظير القولون بشكل دوري إن لم تكن مريضاً}.
فحوص القولون
تنظير القولون
• كيفية إجرائه: يتطلب هذا عادةً التخدير ويُجرى في المستشفى أو مركز جراحي. يفحص طبيب جهاز هضمي داخل القولون والمستقيم بواسطة أنبوب صغير مرن مزود بكاميرا في أحد طرفيه. تُدعى الأورام السرطانية أو التي قد تتحول إلى سرطان سليلات ويمكن إزالتها. فضلاً عن ذلك، يواجه المريض خطر انثقاب القولون، إلا أنه بسيط.
• التحضير: قبل الفحص، يُنظَّف القولون من البراز بواسطة مجموعة من الأدوية الملينة والأطعمة السائلة.
• وتيرته: كل عشر سنوات لمن يعانون خطراً معتدلاً يهدد بإصابتهم بسرطان القولون. وتقصر هذه المدة إن كان خطر الإصابة بالسرطان أعلى.
التنظير السيني
• كيفية إجرائه: لا يتطلب هذا الفحص عادةً التخدير ويُجرى في عيادة الطبيب. يفحص الطبيب المستقيم والجزء السفلي من القولون، فحسب، بواسطة أنبوب مرن يدخله عبر الشرج. ومن الممكن التخلص من السليلات.
• التحضير: قبل هذا الإجراء، يُنظَّف القولون من البراز بواسطة الحقن الشرجية والأدوية الملينة.
• وتيرته: كل خمس سنوات لمن يكون خطر الإصابة بسرطان القولون في حالتهم مرتفعاً.
فحص الدم
• كيفية إجرائه: يتطلب هذا الفحص استعمال المريض أدوات خاصة لأخذ عينات من البراز تُحلَّل في المختبر بحثاً عن آثار دماء. فقد يشير الدم إلى وجود سليلات وأنسجة سرطانية، التي قد تنزف. ويُضطر المريض إلى الخضوع لتنظير للقولون في حال تبين وجود دم.
• التحضير: يقوم المريض ببعض التغييرات في غذائه، مثل تفادي تناول اللحم الأحمر والإفراط في استهلاك الفيتامين C.
• وتيرته: مرة في السنة لمن يكون خطر الإصابة بسرطان القولون في حالتهم متوسطاً.
تنظير القولون الافتراضي
• كيفية إجرائه: يُجرى هذا الفحص في مركز تصوير. يُدخل الطبيب أنبوباً عبر الشرج لنفخ القولون. ثم تقدّم آلات تصوير بالأشعة السينية وكمبيوترات صوراً للمستقيم والقولون. وإذا تبين وجود سليلة، يحتاج المريض إلى الخضوع لفحوص إضافية.
• التحضير: لا تختلف عملية التحضير عن عملية التحضير للخضوع لتنظير عادي للقولون. فقبل الفحص، يُنظَّف القولون من البراز بواسطة الأدوية الملينة والسوائل.
• وتيرته: لا يُنصح بعد بإجراء هذا الفحص دورياً.
ما عليك فعله
إذا كنت قد تخطيت الخامسة والسبعين من العمر، فعليك أنت وطبيبك أن تقيّما مخاطر هذا الفحص وفوائده. تذكر الدكتورة وولف: «إن كنت تملك تاريخاً طويلاً مع سرطان القولون، أو إذا كنت تعاني سليلات قد تتحول إلى سرطان، فأنت إذاً أكثر عرضة لخطر سرطان القولون. في هذه الحالة، لا أتردد في إخضاع هؤلاء الأشخاص للفحص في سن الخامسة والسبعين أو الثمانين، حتى لو كانوا أصحاء. ولكن إذا كان الشخص مريضاً أو قد يتعرض للجفاف خلال التحضير لهذا الفحص، فقد أمتنع عن ذلك».
أما إذا لم تكن قوياً كفاية لتخضع لهذا الفحص، فتنصح الدكتورة وولف بالتفكير في وسيل فحص أخرى. وإذا نصحك طبيبك بفحص ما، فلا تتردد في سؤاله عما إذا كان يلائم سنك.