0 تعليق
440 المشاهدات

مغامر في الثمانين



قطع الألماني رويدغر نيبيرغ الأدغال والمحيطات بمفرده وواجه الافاعي بيديه العاريتين ونجا من 25 عمليات سرقة، لكن رأس هذا المغامر والناشط الإنساني المخضرم ما زال يعج بالمشاريع في سن التاسعة والسبعين.

ويقول نيبيرغ الذي جال العالم “لدي مشروعان او ثلاثة مشاريع كبيرة” لدعم قضيته الأخيرة في مكافحة ختان الفتيات الذي يعتبره “اسوأ حرب عرفها التاريخ يشنها المجتمع ضد النساء”. ويؤكد الرجل الرياضي “ستسمعون عنها ستكون ضخمة”. وهو يرفض التخفيف من نشاطه رغم الجهاز الموضوع في اذنه وركبته الإصطناعية، وهو جالس حول نار أشعلها بفركه حجري صوان في دارته في روسدورف قرب هامبورغ (شمال غرب).

ويوضح نيبيرغ أن بداية مغامراته تعود الى سن الرابعة، فهو يومها كان يريد ان يتوجه الى منزل جدته لكنه امضى ليلته في نهاية المطاف في متنزه على ما يذكر. ويضيف مازحاً “بعد فترة من ذلك حملتني والدتي مسؤولية واحدة من القرحات الكثيرة التي اصابت معدتها” وهو يقول أنه جعل سعيه إلى كل الامور القصوى “فلسفة حياة اغنت كثيرة حياتي”.

وكان نيبيرغ خبازاً متدرباً في الخمسينات متعطشاً للمغامرة، فراح يجول في المغرب على دراجة هوائية وتعلم فن ترويض الأفاعي، فكانت بداية سلسلة طويلة من الرحلات على الدرجات الهوائية على مسافات طويلة وشغف متجدد بالزواحف.

وفي اول رحلة كبيرة له اراد عبور النيل الازرق بمركب، وهو نهر مخيف فيه شلالات سريعة تغوص عبر اخاديد اثيوبيا العميقة وتعبر الصحاري التي تعج باللصوص. المحاولة الاولى فشلت في 1970 عندما علق المركب في شجرة إلا أن المسعى الثاني نجح. ولما عاد نيبيرغ مرة ثالثة لتصوير التماسيح العملاقة قضى صديقه مايكل تيخمان برصاصة لص. وبعد هذه المأساة اعتمد الشاب احد مبادئ الكشفية وهو “الكشاف دائما مستعد” وفرض على نفسه تدريبات رياضية مضنية وتمرن على الملاحة والطب وعلى فن الهروب.

ومن هذا العلم الجديد استمد كتابه الذي حقق مبيعات ضخمة وهو بعنوان “فن الاستمرار” الذي اعتمد اساساً لعدد من البرامح التلفزيونية وبرامحج الشباب واعتمد مرجعاً للجيش الالماني.

وفي الثمانينات، انطلق نيبيرغ بحثاً عن قبيلة يانومامي الهندية المعروف عنها انها عنيفة وشرسة، فركب نهر الامازون مرتدياً سروالاً قصيراً مع الة هرمونيكا ليشير الى انه لا يأتي كعدو. وهو يتذكر قائلاً “بلمح البصر ظهر ثلاثة منهم امامي وقد خفضوا سهامهم وهو مؤشر جيد. وتلك هي اللحظة التي كنت اخشاها منذ اشهر. وكنت اتساءل ان كان اللقاء الاول سيكون سهما في البطن”. ودعي نيبيرغ الى البلدة وقد كرر زياراته وقام بحوالى 15 رحلة الى الامازون للتنديد بمساوئ التنقيب عن الذهب في اراضي السكان الأصليين، إلى حيث نقل المنقبون امراضاً وتلوث الأنهار.

وكتب في ما بعد “اعتباراً من ذلك اليوم لم تعد الرحلات هدفا بحد ذاتها بل طريقة لمساعدة الشعوب المهددة. وقد كتب العديد من الكتب وحضر الكثير من البرامج وقام بمساع مع البنك الدولي والفاتيكان ليقوم برحلات ملفتة لدعم قضيته”.

في 1987 عبر هذا الرجل، الذي يقول انه يخشى المياه، المحيط الأطلسي مع مركب بدواسات صنعه بيديه. وأعاد الكرة على جذع شجرة، ومن ثم على طوف مصنوع من الخيزران، قبل ان توافق البرازيل عام 2000 على “سلام مقبول” مع جماعة الينومامي وهي نتيجة يقول انه ساهم في الوصول اليها. ومنذ ذلك الحين عاد المغامر مع منظمته الإنسانية “تارغيت-روديغر نيبيرغ” الى مناطق انجازاته السابقة ولا سيما لبناء مستشفيات في الأمازون وافريقيا.

وهدف المنظمة المعلن الان هو وضع حد للختان “الذي يوقع ستة الاف ضحية في اليوم ويقتل الكثير من النساء منذ خمسة الاف سنة” على ما يقول الرجل السبعيني. ومارس مع زوجته انيت الضغوط لدى المسؤولين في الازهر في القاهرة التي اصدرت فتوى بهذا الخصوص. ومن ثم انطلق المغامر لنشر الرسالة في صحاري شمال افريقيا مع “قوافل الأمل”.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0