ألقى الدكتور نواف كبارة كلمة باسم الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم
خلال الجلسة الختامية للمؤتمر ال65 للأمم المتحدة عبر إدارة شؤون الإعلام والمنظمات غير الحكومية، قال فيها: “قبل 51 عاما وبالتحديد في 28 آب 1963، وقف رجل عظيم في عاصمة هذه الدولة العظيمة وتحدث عن حلمه العميق الجذور في الحلم الأميركي أنه، في يوم من الأيام، سيعيش أولاده الأربعة في أمة لا يتم الحكم عليهم فيها بناء على لون بشرتهم بل وفقا لشخصيتهم. وعلى الرغم من ان حلم مارتن لوثر كينغ ربما لم يتحقق بعد، ولكن نستطيع جميعا ان نحلم للعالم في فترة ما بعد 2015 لأهداف الإنمائية للألفية، حلم ينبغي أن يكون مجسدا بعمق في ميثاق هذه المنظمة العظيمة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل المعاهدات والاتفاقات ذات الصلة، بما في ذلك اتفاق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة بنا والمسائل ذات الصلة”.
اضاف :”كم نحن نرغب اليوم في الانضمام الى مارتن لوثر كينغ ونحلم بأن المليار من الأشخاص ذوي الإعاقة لن يحكم عليهم او يتم تقويمهم في مرحلة ما بعد الاهداف الإنمائية للألفية عام 2015 بناء على إعاقتهم، ولكن عبر قدراتهم على المشاركة والإنتاجية مثلهم مثل أي إنسان آخر على هذا الكوكب”.
وتابع :”دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في مرحلة ما بعد عام 2015، ستكون لجميع الأطفال في العالم، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو عرقهم او قدراتهم، حقوق متساوية في التغذية والصحة والتعليم.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في فترة ما بعد عام 2015، ستكون المرأة السوداء من ذوات الإعاقة قادرة على التحرك في جميع أنحاء العالم وهي فخورة بلونها، معتزة بجنسها وسعيدة بقدراتها.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في المستقبل القريب، سيكون أي شخص مسن قادرا على العيش بسلام وكرامة ومتحررا من الخوف والقلق من الحاجة إلى توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الخاصة به.
دعونا جميعا نحلم اليوم بأنه في فترة ما بعد عام 2015، سيكون للشباب والشابات من جميع الأنواع والقدرات القدرة على مواجهة المستقبل بكل ثقة، وان يوفر لهم التعليم والوظائف، وحق الوصول الكامل إلى المشاركة في صنع مستقبل هذا العالم.
دعونا جميعا نحلم معا بأنه في مرحلة ما بعد 2015 ستكون هذه الأمم المتحدة العظيمة قادرة على وضع برامج وسياسات تقوم على إرادة مواطنيها للعيش في عالم أفضل يرتكز على السلام والحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.
دعونا جميعا نحلم بأن مرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية 2015 ستساعدنا لتحقيق عالم خال من الفقر والتهميش، وان يكون تمكين الناس، كل الناس، هو الهدف الذي نسعى جميعا إلى تحقيقه.
دعونا جميعا نحلم بأن المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى، ستكون متاحة للجميع وسوف تستغل موارد الأرض بطريقة رشيدة وذلك للسعي للحصول على الفائدة ليس فقط للناس الذين يعيشون اليوم ولكن لأجيال المستقبل العتيدة.
دعونا جميعا نحلم بأنه في فترة ما بعد عام 2015، ستكون الأديان قوة للتواصل ولنشر المحبة وقبول الأخر وان الحضارات لن تكون، كما رأها جان جاك روسو قبل 250 عاما، سباقا ميؤوسا بينها لإيجاد حلول للمشاكل التي تنتجها، ولكن قوة منافسة حقيقية بين الدول لانقاذ البيئة والمناخ من التلوث وانتهاكات للموارد اليشرية والارضية، لإيجاد علاج للسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، وجميع الأمراض الأخرى، لجعل الحياة أسهل للجميع، ولإزالة الحواجز أمام الناس للتحرك، والتفاعل والتواصل وتحقيق الكرامة والحرية.
دعونا جميعا نحلم معا بأنه في حقبة ما بعد عام 2015، لن تكون ارادة السلطة التي تكلم عنها نيتشه قوة للقهر والدمار ولكن مصدرا لتحقيق أفضل الإنتاج والابتكار والفنون، وحيث إرادة السلطة عند الجميع ستكون قيمة مضافة في عملية صنع عالم سهل الوصول وبشكل أفضل للجميع.
دعونا جميعا نحلم بأن مشكلة احد لن تحل على حساب الآخرين ولكن على فلسفة أن مأساة اي شخص هي شأن الجميع وشغلهم”.
وقال: “أنا آت من منطقة ينظر اليها العالم وكأنها تتخلف عن مواكبة العصر، ولكن اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن “الربيع العربي” هو حركة كاملة من الطموح من قبل الشعب العربي لتحقيق كل الأحلام المذكورة أعلاه وأن كل ما يسعى اليه هو المشاركة الحقيقية في صنع عالم ومستقبل أفضل.
وأنا أيضا هنا أمثل مليارا من الأشخاص ذوي الإعاقة فخورين بما نحن عليه، مؤمنين بقوة بالقدرات والإمكانات التي لدينا، ملتزمين بحزم النضال من أجل تحقيق الحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.
لذلك، اسمحوا لي أن أختتم كلمتي بحلم نهائي، أن تشمل الأهداف الإنمائية للألفية 2015 كل الناس، بالتالي ألا يترك واحد منا خارج الافادة منها.
هذه هي رسالتنا لكم وهذا هو أملنا للمستقبل. ان نعيش جميعا بسلام وكرامة”.