يعد الشلل الدماغي إحدى حالات الإعاقة المتعددة، حيث يُحدث تلفا بخلايا المخ، وغالبا ما تتم الإصابة به أثناء فترة الحمل أي للجنين أو بعد الولادة مباشرة، وأوضحت أخصائية سلوك الأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسي د.مي مدحت، أن الشلل اضطراب يسبب عدم القدرة على الحركة والدماغ هنا «تشير إلى المخ» مجازا، ولا نستطيع أن نطلق على الشلل الدماغي أنه مرض بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنه غير قابل للعلاج.
وتتابع د.مي أن هناك حالات إصابة قد تكون معتدلة، وأخرى حادة، مضيفة أن المريض يمكنه تلقي العلاج المناسب، ويحيا حياة طبيعية، ويعمل بشرط التعامل معه بشكل سليم.
وعن أسباب الإصابة بالشلل الدماغي، قالت أخصائية السلوك النفسي للأطفال، إنها تشمل:
إصابة المرأة الحامل بعدوى خلال فترة الحمل، أو تعرض الأم إلى التسمم بالرصاص، أو الولادة المبكرة، أو نقص وصول الأكسجين للطفل أثناء الولادة، مشيرة إلى أن السبب الأخير هو الأكثر انتشارا وشيوعا، ويحدث ذلك بسبب انفصال المشيمة مبكرا.
وتؤكد أن هناك عددا من الأسباب الأخرى لمرض الشلل الدماغي، منها اختلاف فصيلتي الدم للأبوين، أو إصابة الأم بالحصبة الألمانية خلال الحمل، أو الإصابة بأي مرض فيروسي في بداية الحمل، أو الإصابة بالكائنات الحية الدقيقة التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي للطفل المولود حديثا، مضيفة أنه كلما نضج الطفل قلت فرص الإصابة بهذا المرض.
وأضافت د.مي أن أعراض الشلل الدماغي تتفاوت من حالة إلى أخرى وفق الجزء التالف بخلايا المخ ومدى تأثر الجهاز العصبي المركزي، ومهما كان مدى هذا التأثير فلا يستطيع الشخص التحكم كلياً في تصرفاته وتوازنه، وهي تظهر على صورة تشنجات، حركات لا إرادية، إدراك وإحساس غير طبيعيين، ضعف الرؤية والكلام والسمع، تأخر عقلي، اضطراب في السلوك والحركة.
وعن علاج الشلل الدماغي، أكدت أخصائية السلوك النفسي، أنه لا يوجد أي علاج لهذه الإصابة، ولكن التدخل المبكر يقلل من تدهور الحالة، ومن حدة الأعراض، ويتم الاعتماد في تلك المرحلة على: التأهيل اللغوي (التخاطب) والعلاج المهني والتأهيل الجسدي، النفسي، الاجتماعي والمساعدة النفسية من جانب الأهل والأصدقاء والأخصائيين والمهتمين بمجال الإعاقات، مشددة على أن أهم علاج في ذلك كله هو إعطاء استقلالية لهؤلاء الأطفال في الحياة، مع المراقبة غير المباشرة لهم.