0 تعليق
383 المشاهدات

فهد محمد علي.. إعاقة بلون الذهب والفضة



من نعم الله على عباده، أنه يعطيهم بقدر ما يأخذ منهم، فيحرمهم من شيء، ويعوضهم أشياء، وهذا ما يتجلى في قصة الشاب فهد محمد علي الذي حرمه الله من ساقيه عندما كان عمره سنتين، نتيجة «خطأ طبي»، لكنه أعطاه يدين أقوى من رجليه، استثمرهما في وقت لاحق في التدريبات الرياضية، واللياقة البدنية، حتى غدا بطل دولة الإمارات في سباق الكراسي المتحركة، وحقق مراكز مشرفة، وحصد ميداليات ذهبية وبرونزية وفضية في كثير من البطولات العالمية.

خطأ طبي

فهد الذي فقد ساقيه ثمناً «لخطأ طبي» ناتج عن حقنه بمادة دوائية شلت حركته نصفياً، ودفعت الأطباء في أقل من شهر إلى عملية البتر، لم يفقد الصبر والعزيمة، ولم يتباطأ عن الحركة في مضمار أحلامه وطموحاته، بل استمر في ممارسة حياته بكل تفاصيلها، معطياً ظهره لإعاقته التي تحولت فيما بعد إلى مصدر لنجوميته، وشهرته وقوته، في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة على المستويين المحلي والعالمي.

وبالرغم من ظروفه الصحية والحركية، إلا أنه أصر على الالتحاق بالمدرسة، والاندماج مع زملائه في الفصول الدراسية، بعد أن أخذ قرارا في وقت مبكر من حياته بعدم الانكسار أمام إعاقته، وعدم اللجوء إلى العزلة والانطواء داخل البيت، أو الاستسلام لنظرات الناس المعجونة بمشاعر الشفقة، المثيرة للضجر والامتعاض، على اعتبار أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمقتون الأشخاص الذين يتطلعون اليهم بعين الشفقة والحزن على وضعهم الصحي، والاجتماعي.

ويقول فهد: «بقدر ما كانت مصيبتي كبيرة، وهي كذلك الآن، إلا أنني لم أهتم كثيرا بها، وتعاملت مع إعاقتي كأنها لم تكن، ومارست حياتي منذ الطفولة دونما اهتمام بها، فاعتمدت على نفسي، ولم أسمح لأحد بمن فيهم أهلي، أن يتعاطف معي، أو يشفق علي فقط لأني معاق، وهذا سر قوتي المعنوية، وثقتي العالية بنفسي وبقدراتي، ولو أني ضعفت، واستكنت من بداية إعاقتي لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن من الشهرة والنجومية، ولم أفرض نفسي بقوة بين الناس مثلما أنا الآن، والفضل في ذلك لله أولاً، ثم لأهلي الذين أحبوني، ورعوني، وساندوني في كل الظروف التي مررت بها طيلة حياتي، ثم لثباتي في وجه الإعاقة، والإصرار على منازلتها، وقهرها، وتحقيق ما أصبو أليه بعيدا عنها».

ولحب فهد للرياضة، وتعلقه بها مذ كان عمره 13 عاما، فقد انقطع عن الدراسة في بداية المرحلة الإعدادية، والتحق بنادي دبي لرياضة المعاقين، وأخذ يتدرب على الرياضات الخاصة بالمعاقين حركيا، لا سيما رياضة سباق الكراسي المتحركة، وظل مواظبا على الحضور والتمارين حتى صار محترفا بها، ويشار إليه بالبنان عندما يأتي تصنيف المحترفين، والمتميزين، واستطاع بكل جدارة ان يلون حياته «بالذهبي والفضي» لوني الميداليات التي يظفر بها من تلقاء مشاركته في العديد من المباريات المحلية والدولية.

حصاد الذهب

ومؤخراً فاز فهد بميداليتين ذهبيتين، وأخريين فضيتين في بطولة سباق عالمية جرت هذا العام في العاصمة البريطانية لندن، بعد ان حصل على خمس «ذهبيات» في بطولة التشيك التي جرت في العام 2012، وقبلها حاز فضيتين وبرونزية على مستوى الدولة في 2010، إلى جانب 4 فضيات وبرونزية في بطولة سويسرا في 2009، وهي المرة الأولى له التي يشارك بها ضمن منتخب الإمارات في بطولات عالمية، والآن هو حامل اللقب على مستوى الدولة بعد تحصنه وراء رصيد كبير من الفوز والميداليات.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0