بطلات من ذهب.. هزمن الإعاقة بالإرادة والعزيمة القوية، وأحرزن بطولات عالمية في مجالات الرياضة، وكسرن حاجز المحلية، وحلقن في الفضاء الدولي، حيث شاركن في العديد من الرياضات المختلفة، فمنهن سباحات عالميات وعداءات وبطلات في ألعاب القوى وغيرها، ولكنهن كوفئن بالتجاهل، ولم يسلط الضوء عليهن بصورة تتناسب مع ما حققنه من إنجازات رغم الإعاقة.
الفتيات المعاقات اللائي رفعن اسم الكويت عالياً في المحافل الدولية، وأحرزن بطولات عالمية، كان لا بد من تقديرهن واحتضان تميزهن ومساندتهن مادياً ومعنوياً هن وأقرانهن من الرياضيين المعاقين. ولم تعد الرياضة حكراً على الرجال، فالفتاة المعاقة نجحت في إثبات ذاتها في الحقل الرياضي، بل أصبحت قادرة على التفوق وتحقيق الإنجازات وحصد الميداليات وتمثيل بلادها في شتى المحافل الدولية.
سلّطنا الضوء على واقع رياضة المرأة المعاقة والتقت بعدد من اللاعبات والمتدربات من ذوات الإعاقة للتعرف على أبرز العقبات التي تقف حائلاً أمام مسيرتهن الرياضية وأبرز مطالبهن، حيث شددت اللاعبات على ضرورة الارتقاء بثقافة الأسرة، وتوعية ولي الأمر وتفهمه مدى أهمية الرياضة للفتاة المعاقة، حيث اعتبرن أن العادات والتقاليد تتحكم في محدودية دائرة العنصر النسائي وضعف الإقبال على الرياضة. وطالبن بضرورة تخصيص كادر تدريبي نسائي متخصص في مجال الإعاقة، والتعرف على كيفية التعامل مع المتدربات واللاعبات كل حسب إعاقته، وفي ما يلي التفاصيل:
[url]http://im63.gulfup.com/zb5nXP.jpg[/url]
البالول: نفتقد الأندية الخاصة بالمعاقين ذهنياً
أكدت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول أن الكويت تفتقد الأندية الرياضية الخاصة بالإعاقة الذهنية، في حين أن جميع الأندية سواء كانت للمعاقين او غير المعاقين ترفض استقبال أبناء الاعاقة الذهنية، مما يشكل عبئا كبيرا على الأسر لحاجة هذه الفئة الى الرياضة نظرا لما يعانونه من السمنة المفرطة.
ومضت البالول بالقول: لهذا، ونظرا لدورنا كجمعية، ومع مشاركتنا العام الماضي باولمبياد شمال افريقيا والشرق الاوسط، وبتشجيع من د.جاسم الشراح وما لمسناه من نجاح في جميع الأنشطة الرياضية التي شارك فيها أبناء الجمعية وابناء ذوي الاعاقة الذهنية في كرة القدم وكرة السلة وغيرها، مما أدى إلى تفكير الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون بالتوسع في هذه الانشطة وبعد انجاز العمل في بناء احواض السباحة بالمبنى الجديد للجمعية التي تعتبر الوحيدة التي تخدم الاعاقة الذهنية، مضيفة «ومازلنا في طور الانشاء مع توفير المدرسين المختصين لهذه الرياضة لتكتمل الانشطة التي تقدمها الجمعية من أنشطة تربوية وتعليمية واجتماعية وصحية وعلاجية، بالاضافة إلى الأنشطة الرياضية التي نأمل ان تخدم هذه الفئة لتنمي قدراتهم الادراكية، وتساعدهم في المشاركة في الكثير من المسابقات الرياضية المختلفة، وتخدم هذه الانشطة خاصة السباحة للبنين والبنات، بالاضافة الى مشاركة الأمهات.
وأكدت أهمية مشاركة المرأة في المسابقات الدولية والرياضية التي قد تقف العادات والتقاليد حائلا في تنفيذها، لذا سيكون النشاط الرياضي مقتصرا على التدريب فقط.
بطلة العالم في ألعاب القوى
[url]http://im63.gulfup.com/XTqxrF.jpg[/url]
مها الشريعان حصدت بطولات عالمية رغم الشلل الدماغي
قهرت إعاقتها الحركية (شلل دماغي نصفي) بإرادتها القوية، وغالبت أمواج الحياة، وحققت إنجازات وبطولات رياضية في كل الصعد المحلية والدولية والأولومبية، وأيضاً الخليجية، وسجلت أرقاماً قياسية، هي اللاعبة المعتزلة مها الشريعان التي كانت صاحبة الرقم القياسي العالمي في دفع الجلة وذهبية بطولة العالم بنيوزيلندا عام ٢٠٠٣، حيث أشادت بالدعم الحكومي للرياضة النسائية الذي قادهن الى تمثيل وطنهن في كل المحافل الدولية.
بدأت مشوارها مع الإنجازات الرياضية منذ عام ١٩٩٧حين التحقت بنادي الكويت الرياضي، ومنذ ذلك الحين حققت العديد من البطولات، وحصلت على العديد من الميداليات، اذ كانت اول بطولة تحصل عليها في دفع الجلة عام ١٩٩٩ في بطولة ألعاب القوى الانكليزية، ومن ثم توالت مشاركاتها في المحافل الدولية الرياضية.
ومن واقع تجربتها الرياضية، أشارت الشريعان إلى قلة إقبال العنصر النسائي على الرياضة بكل أنواعها، لافتة إلى ارتباط قلة عدد المدربات بقلة عدد اللاعبات.
وأشارت إلى انها ختمت مشوارها الرياضي بآخر خارجية لها في ابوظبي، حيث حصلت على الميدالية الذهبية، ومن ثم توقفت عن الرياضة بسبب إصابتها من جراء اللعب.
ولم تغفل استحضار الدور الكبير الذي لعبته أسرتها في التخفيف عنها، ورفع معنوياتها ودعمها طوال مشوارها الرياضي الى جانب التعليمي والصحي، فكانت تاخد بيدها لتحقيق أهدافها وممارسة هواياتها.
دور الأسرة
أكدت المدربة نجلاء فاروق أهمية دور الأسرة في حث بناتها وتحفيزهن على ممارسة الرياضة، لافتة إلى تفهم وإدراك بعض أولياء الامور لطبيعة التدريب للاعبة، وتمثيل بلدها في المحافل المحلية والدولية، في حين يفضل البعض الآخر من الأسر وجود مرافق للبنات.
سجى العازمي
أحرزت ميداليات برونزية وفضية
ولم يختلف السجل الرياضي للاعبة المحترفة سجى العازمي (٢٣عاما وتعاني من شلل دماغي) عن مثيلتها السابقة، حيث كانت لها مشاركات في العديد من البطولات المحلية والدولية، ولعل آخرها بطولة فزاع الدولي التي أقيمت في الإمارات، كما انها حصدت على ميداليات برونزية وفضية.
وجسدت العازمي مقولة «هذا الشبل من ذاك الأسد»، فعلى خطى والدها البطل الرياضي المتقاعد سارت، الذي يمثل لها الداعم النفسي الاول، نظرا إلى إدراكه اهمية الرياضة.
[url]http://im63.gulfup.com/KdZ3nk.jpg[/url]
شافي الهاجري: الكويت من الدول المؤسسة لرياضة المعاقات
أكد رئيس نادي الكويت للمعاقين شافي الهاجري أن الكويت من الدول المؤسسة لرياضة المعاقين للفتيات منذ بدايتها، ولها بطلات يتمتعن بسجل حافل ممن حققن ميداليات في الأولمبياد وبطولة العالم، لافتا إلى ان النادي يسير على الخطة نفسها للمحافظة على الإنجازات السابقة من خلال دعم ورعاية جيل جديد من الناشئات ومشاركتهن في العديد من البطولات العالمية.
وكشف عن مشاركة اللاعبات في بطولة آسيا التي ستقام في كوريا في اكتوبر المقبل، وبطولة الكويت الدولية في ديسمبر القادم، مؤكدا حرص النادي على استقطاب المدربين والمدربات والأطباء من ذوي الكفاءات والخبرات في مجال المعاقين. ولفت الهاجري إلى توفير طاقم طبي متكامل وعيادة للعلاج الطبيعي بالنادي، ملمحا إلى أن النادي متعاقد مع مستشفى طيبة لعمل فحص طبي دوري شامل للاعبين واللاعبات.
ميزانية
وأشار إلى رصد ميزانية من الهيئة العامة للشباب والرياضة للمشاركة في البطولات الخارجية، وعمل المعسكرات الداخلية والخارجية، بالاضافة إلى صرف راتب الاحتراف للاعبات، لافتا الى وجود تفرغ رياضي أثناء المشاركات والمعسكرات الخارجية والداخلية للاعبات.
[url]http://im63.gulfup.com/peqlm0.jpg[/url]
المدربة نجلاء فاروق مع إحدى الفتيات في نادي المعاقين
نجلاء فاروق: العادات والتقاليد وراء عزوف بعض الفتيات عن الرياضة
أكدت مدربة الفتيات بنادي الكويت للمعاقين كابتن نجلاء فاروق أن الكويت من الدول الرائدة في الاهتمام بذوي الاعاقة، ولاسيما المرأة، مثنية على الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الدولة لأبناء هذه الفئة إلى جانب الجهود التي يبذلها النادي في توفير طاقم من المدربين والمدربات المؤهلين، ومن ذوي الكفاءة والخبرة والتخصص، فضلا عن توفير أحدث الأجهزة لتحقيق مستوى رياضي افضل للاعبين واللاعبات.
وأشارت فاروق إلى ضعف إقبال العنصر النسائي على ممارسة الرياضة، وقلة نسبة مشاركتهن مقارنة بالرجال، لافتة إلى أن اجمالي عدد المتدربات بالنادي ١٦ لاعبة في ألعاب القوى، وهي اللعبة الرئيسية والسباحة التي تعتبر نشاطا ترفيهيا.
عقبات
واستعرضت فاروق جملة من العقبات التي تعترض مسيرة الرياضة النسائية لذوات الاعاقة، في مقدمتها طبيعة المجتمع الذي تحكمه العادات والتقاليد، الأمر الذي يتحكم في مشاركة المرأة في المجتمع الكويتي، حيث أن كثيرا من الأسر ترفض فكرة سفر بناتها إلى الخارج، فضلا عن طبيعة الطقس التي تؤثر في إقبال اللاعبات على ممارسة الرياضة.
وشددت على أهمية الرياضة للاعبات ذوات الاعاقة في تحسين مستوى اللياقة البدنية، وقدرتهن على اداء مهامهم الحياتية والمنزلية، بالاضافة إلى تعزيز ثقتهن الذاتية واعتمادهن على أنفسهن.
فروق فردية
وأوضحت الفرق في تدريب اللاعبات ذوات الاعاقة الحركية عن نظرائهن من الاعاقة الذهنية، فالفئة الاولى تتمتع بقدرات عقلية جيدة، وتستجيب لتوجيهات المدربة، بخلاف الذهنية، فهي اصعب بالتدريب على حد قولها، ولا تستوعب التعليمات بشكل جيد، كما أنها تستلزم معاملة خاصة على أيدي متخصصات.
تحديات
واستحضرت أبرز التحديات التي تعيق المدربات، ولعل أبرزها عدم التزام اللاعبات بالتمرين، بالاضافة إلى أن الحالة النفسية التي تواجه اللاعبة ذات الاعاقة تؤثر في تعاملها مع المدربة.
غُصَّة
اشتكت فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة من العزلة الإجبارية التي تفرضها بعض الأسر، مشيرات إلى ان ذلك يتنافى مع الحقوق الإنسانية. وطالبت الفتيات بتوعية المجتمع بقدراتهن ومهاراتهن وتميزهن في كل المجالات.