الطفل ذو الاحتياجات الخاصة، فى حاجة إلى توجيه، ومعاملة خاصة، ولأن توجيه السلوك غير المقبول واستخدام العقاب فن له قواعد، والتى يجب وأن تتناسب مع المشكلة، تقول الدكتورة مى مدحت رمزى أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة، إن توجيه الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة ليسلك سلوكا مقبولا جزء ضرورى من حسن تربيته، وهو يختلف باختلاف السن، فالعقاب لا يتساوى فى كل المراحل العمرية.
وتضيف أن الطفل يرغب فى إرضاء أمه وهو صغير السن، لذلك يجب أن تستغل هذه الفكرة، وعندما يظهر الوالدان فرحتهما واستحسانهما لسلوك طفلهما، فهذا يدعم سلوكه السليم والعكس صحيح عندما يستنكران سلوكه الضار السىء، لذلك يجب أن يبتعد الأباء عن السلوك الصارم والذى يسبب مشاكل لنفسية الطفل.
وتابعت على الوالدين أن يتحكما فى غضبهما تجاه تصرف الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، فهو قد يكون مدركا لخطورة أو لسوء سلوكه، وعلى الأم أن تدرك جيدا أن تفادى حدوث سلوك غير مرغوب فيه أسهل من إيقافه بعد حدوثه.
فمثلا يفضل وضع الأشياء القابلة للكسر أو الثمينة بعيدا عن متناول الطفل بدلا من معاقبته لكسرها، وعلى الوالدين تشجيع فضول الطفل عن طريق توجيهه إلى أنشطة مثل لعبة تجميع الصور والتلوين وقراءة القصص.
وتؤكد أخصائية العلاج النفسى، أن تغيير السلوك غير المرغوب فيه لدى الطفل يكسبه ضبط النفس لتحمل مسئولياته ومراعاة الآخرين، وضبط النفس لا يكتسب تلقائيا، أو فجأة، فالأطفال يحتاجون إلى إرشاد الوالدين للتحكم فى النفس والتفكير فى السلوك الذى يسلكه.
وهناك بعض الطرق التى يفضل استخدامها مع الطفل للتحكم فى السلوكيات غير المرغوبة:
– اجعل طفلك يعرف أنك تدرك صعوبة التحكم فى بعض السلوكيات، وأنك تعرف كم هو غاضب وما هو شعوره الداخلى، وأنك تسانده على كل حال.
– كلما زاد عمر طفلك كلما زادت الحدود الموضوعة له، فيزداد قلقه وغضبه، لذلك يحتاج المزيد من الوقت للتدريب، ولإظهار أحاسيسه وانفعالاته، وإذا لم يكن الطفل مخرباً فاعطه الفرصة للتعبير من خلال اللعب.
– يمكن إجراء تمثيلية أبطالها الدمى للوصول إلى حل لمشكلة ما، وإذا لم يكن الطفل قادراً على الكلام فيجب الاعتماد على الإشارة فى اللعب، مستخدماً نبرات الصوت وتعبيرات الوجه لمشاركته الشعور والانفعال، ومع التدريب يمكن تعليم طفلك الكثير من السلوكيات الجديدة والجيدة.
– مع التحديات فى التدريب على التهذيب فإن الطفل يحتاج إلى الكثير من وقت التدريب والعواطف، فالطفل يقابل بازدياد تحديات وموانع جديدة، مما يؤدى إلى زيادة الانفعالات والغضب، فزيادة وقت التدريب تعطيه الفرصة للسيطرة على هذه العواطف ويقلل من تأثيراتها عليه، وزيادة وقت اللعب ستكون مناسبة لإظهار مكنونات نفسه كما ستكون فرصة لزيادة الترابط معك والثقة بك، وهو ذو أهمية كبرى لزيادة محتسباته لإرضائك وإرضاء نفسه.
– فى حالة صدور سلوك سيىء من الطفل، وثار وغضب تجاه المواجهة، ضع الطفل فى حضنك حتى يهدأ.
– كن ثابتاً صارماً ولكن بحنان.
– لا تنفعل أو تثور (فذلك سيخيف الطفل وستزيد من سلوكه السيىء) الهدف هنا إيصال رسالة له أنه قادر على التحكم فى نفسه وعلى الهدوء، وأن بإمكانك مساعدته على ذلك، وبعد هدوئه يمكن مناقشته عن الموضوع لكى يعرف خطأه،
– كما يمكن استخدام الثواب والعقاب معتمداً على معرفة الطفل وقدراته الفكرية، مثلاً منع رؤية التليفزيون، أو اللعب على الكمبيوتر، ولكن العقاب البدنى والضرب والعصبية ممنوع منعا باتا، لأن ذلك يزيد من عناد الطفل ويكسبه بعض السلوكيات العدوانية، وإذا كان الطفل غير قادر على الكلام فيمكن استخدام الإشارة لتوضيح العقاب.