[B]تساءل رئيس اتحاد الطفل للحضانات الخاصة الخاصة د. محمد الرفاعي عن القوانين واللوائح والاجراءات التي تحمي الاطفال في سن الطفولة المبكرة، مشيرا الى ان اللائحة المنظمة لعمل الحضانات يشوبها الكثير من الاخطاء والمثالب، لذا تقدم الاتحاد بمشروع قانون للحضانات لمجلس الامة لكن نتيجة الظروف التي يمر بها البلد لم يتم اعتماده واقراره. وبين ان منح التراخيص للحضانات يتطلب موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية اولا ثم البلدية، الامر الذي يكلف طالب الترخيص تكاليف باهظة، ثم ترفض البلدية منح الترخيص بسبب المكان، متسائلا: لم لا تكون موافقة البلدية على المواقع الاجراء الاول؟! وتساءل الرفاعي: ما اسباب الطفرة في منح التراخيص في السنوات الثلاثة الاخيرة حيث وصل العدد الى 230 حضانة؟ وتابع: لماذا لا يشترط الاختصاص والتفرغ للحصول على التراخيص لحماية الاطفال؟ علما ان جميع الحضانات تدار من قبل القطاع الخاص باستثناء الحضانة العائلية للايتام التي تدار من قبل الحكومة وعملها مختلف عن الحضانات. وتطرق في اللقاء الى الحديث عن امور اخرى كثيرة حول عمل الحضانات ودور المربين في صقل شخصية الطفل في سن مبكرة وتأثيراته على شخصيته في المراحل العمرية الاخرى. وفيما يلي نص الحوار: هل هناك قانون لتنظيم دار الحضانة في الكويت؟ ٭ للاسف الشديد الى تاريخنا هذا لا يوجد قانون وانما توجد لائحة بقرار وزاري رقم 37/94 يشوبها الكثير من الاخطاء والمثالب ولا تفي بالغرض الذي من شأنه حماية ورعاية الطفل والعناية به في مرحلة الطفولة المبكرة، والاتحاد تقدم بمشروع قانون للحضانات لمجلس الامة والى الان لم يتم اعتماده واقراره ونأمل إقراره خلال مجلس الامة القادم في انعقاده لسنته الاولى وذلك لاهمية هذا القانون. ما المتطلبات الاجرائية للحصول على ترخيص دار حضانة؟ ٭ المتطلبات الاجرائية لاصدار ترخيص دار حضانة لا يمكن تصديقها وذلك للحقائق التالية: يمنح الترخيص للعاملين في أي جهة كانت ولا يشترط التفرغ خلافا لما هو متبع بوزارة التجارة بترخيص بقالة على سبيل المثال، ولا يشترط لمنح ترخيص دار الحضانة التخصص لصاحب الترخيص بما يتناسب مع عمل الحضانة، موافقة وزارة الشؤون تعتبر مبدئية وبلدية الكويت من يقرر صلاحية المكان وترخيصه وبذلك يتحمل صاحب الترخيص تكاليف ثلاثة شهور ايجارات واعداد لدار الحضانة ويصدم بقرار البلدية بعدم الموافقة على الموقع، ولا توجد قرارات ادارية مكتوبة بوقف التراخيص او اصدارها فقط دون ان يكون هناك مستند رسمي بذلك فغالبا ما تكون القرارات شفهية من الادارة المختصة (ادارة المرأة والطفولة)، وقبل عام 1980 بلغ عدد الحضانات 10 حضانات والى سنة 2009 بلغ عددها 150 حضانة (30 سنة تقريبا) والمستغرب انه من 2009 ولغاية 2012 بلغ عدد الحضانات في الكويت 230 حضانة (على مدار 3 سنوات فقط) السؤال المستغرب لماذا هذه الطفرة في عدد الحضانات الخاصة يا ترى؟ هل من مؤهلات علمية مطلوبة لكل من (صاحب الحضانة – مدير الحضانة – المشرفات او المربيات – العاملين.. الخ) في دار الحضانة؟ ٭ المؤهل لصاحب الحضانة (جامعي) اما العاملون في الحضانة ومديرتها فلا يشترط اي تأهيل او تخصص. هل يشترط في منح ترخيص دار الحضانة ان يكون صاحب الترخيص من ذوي الاختصاص والمتفرغين لمثل هذا العمل؟ ٭ لا يشترط التفرغ للحصول على ترخيص دار حضانة، ويمنح لغير ذوي الاختصاص كذلك حسب اللائحة المنظمة للحضانات المعتمدة في وزارة الشؤون. هل التطبيقات الادارية من الناحية التخطيطية والتنظيمية تحظى بالاهتمام الاستراتيجي لمرحلة الطفولة المبكرة وبالاخص دار الحضانة محليا واقليميا كما هو متبع في الدول المتقدمة والمتطورة التي سبقتنا في هذا المجال؟ ٭ لا توجد تطبيقات ادارية استراتيجية للطفولة المبكرة محليا ولا حتى اقليميا، وهذا يشمل غالبية دول العالم الثالث (الدول النامية) وكل الامور تسير دون تخطيط او دراسات علمية علما ان الكويت ذاخرة في مثل هذه الخبرات. هل دور الحضانات في الكويت تدار من قبل القطاع العام او الخاص، وهل هناك منهج موحد ومعتمد لعمل دار الحضانة؟ ٭ الحضانات تدار من قبل القطاع الخاص (أصحاب دور الحضانات) والحكومة لا تملك الا حضانة واحدة هي الحضانة العائلية للايتام وعملها يختلف كليا عن نوعية عمل الحضانات وتدخل الوزارة في ادارة الحضانة يعتبر تدخلا غير قانوني في شؤون القطاع الخاص. ما المنهج المطبق في دار الحضانة؟ ٭ لا يوجد منهج موحد لدور الحضانات في الكويت فكل صاحب حضانة يجتهد لوضع المنهج الذي يتماشى مع اهوائه ورغباته دون حسيب أو رقيب، والاتحاد يسعى لعمل منهج موحد للحضانات في الكويت من جامعة الكويت وجهات خارجية بعد صدور القانون ان شاء الله، لكي نتلافي اي اتجاهات فكرية متطرفة غير معنية بها دار الحضانة. هل يتبع في دار الحضانة اسلوب التعلم ام التعليم المباشر كما هو الحال في السلم التربوي التعليمي؟ ٭ غالبية الحضانات، للاسف الشديد، تتبع منهج التعليم بما يعتبر مخالفا لهذه المرحلة العمرية وذلك بتشجيع من اولياء الامور، ما يشكل ضررا للطفل في مراحل الطفولة اللاحقة. هل يتم تحفيظ الطفل الحروف والاعداد شفويا وتحريريا في دار الحضانة؟ ٭ يجب الا يتم تعليم الطفل في مرحلة الحضانة الكتابة بواسطة السبورة والقلم ولكن يتم تدريبهم على الحروف والارقام بواسطة اللعب والاناشيد وليس بواسطة اساليب التعليم التربوية في KG1 ينطق الحروف وينسبها للاشياء شفويا والارقام من 1 الى 20 ينطقها فقط أما في KG2 فيكتبها تحريرا حروفا وارقاما. هل مناهج دور الحضانات متشابهة ام مختلفة في الكويت؟ ٭ مناهج الحضانات غير موحدة وغير متشابهة وكل حضانة تضع ما يناسبها من مناهج. هل تتبع الحضانة اسلوب التعليم الموجه بواسطة السبورة والقلم والحاسب الآلي؟ ٭ للاسف، غالبية الحضانات تستخدم اساليب التعليم التربوية وقليل منها يستخدم اسلوب منتسوري للتعلم والتدريب وتحسين السلوكيات، وهذا تقليد يؤثر سلبا على الابناء في المدى الطويل الذي شجع منتسوري للتعليم لانه يحض الاطفال فكريا عبر الاساليب المحببة لهم. اللغة الاساسية للعرب يجب ان تكون العربية واللغة الانجليزية للاجانب يجب ان تكون اجنبية حتى لا تضيع «اللكنة» في اللسان حسب مخرجات الحروف للكلمات. ومن الخطأ الجسيم تأسيس اللغة الاجنبية (الانجليزية) للاطفال العرب لوجود احرف مثل (خ، ع، ض، ظ، ط»، وكما قال الشاعر: ولسان الضاد يجمعنا فاللهجة لا تكتب ولا تغير باللغة شيئآ، وكسر اللسان للحروف مطلوب في هذه المرحلة. الاتصال بين الكبار والصغار ما الاخطاء الشائعة للاتصال في هذه المرحلة؟ ٭ عدم القدرة على فهم ما يريده الطفل والتعامل والتخاطب مع الطفل على مستوى فكرنا وليس فكره فيجب ان يفعل ما نريد وليس يفعل ما يريد هو. ٭ التعامل مع الطفل باسلوب الفرضية والطاعة العمياء. ٭ عدم الانتباه حول طرق اتصالنا الخاطئة مع بعضنا البعض امامه. ٭ طرق اتصالنا الخاطئة مع الآخرين امامه يجعله لا يكترث كثيرا بالمحاضرات التي نلقيها عليه، فالطفل في هذه المرحلة يرى اكثر مما يسمع. ٭ اعتبار الطفل تبعية وملكية وليس امانة فنحن مؤتمنون عليها. ما التطبيقات الصحيحة لعملية التخاطب مع الطفل في هذه المرحلة؟ ٭ يجب مخاطبة الطفل بنفس مستوى النظر اليه اي انه يجب ان تخاطب الطفل وانت جالس وليس واقفا حتى يستمع اليك ويصغي. ٭ كثرة الزجر والنهر يجعلها تعابير عادية يتعود عليها الطفل مع الوقت ولا تؤثر عليه. ٭ ترديد الالفاظ النابية يجعلها صحيحة في نظره ولا يمكن ان يتخلص منها طيلة فترة حياته. هل توجد صعوبات اتصال بين الاطفال واقرانهم؟ ٭ الاطفال يتصلون مع اقرانهم بصورة سلسلة وسريعة عكس اتصالهم مع الكبار. فهل يمكن معالجة الآثار السلبية الناتجة لاخطاء الاتصال التي حدثت في مرحلة الطفولة المبكرة في المراحل اللاحقة لها؟ ٭ للاسف الشديد لا وخصوصا عندما يحدث ذلك في مرحلة الطفولة المبكرة «من شب على شيء شاب عليه». مثلا: ضرب الاب للام لا يغتفر عند الولد، فيصبح المعتدى عدوا لدودا له. مثلا: رؤية الجريمة والحوادث وذبح الاضاحي مؤثرة في الطفل وتطبع في ذاكرته الى الابد خصوصا العنيف منها، فننصح بالعمل الدائم على تجنيبه تلك المناظر قدر الامكان. السلوكيات الايجابية والسلبية ما الذي يتميز به الطفل من قدرات ومهارات حركية وذهنية في هذه المرحلة؟ ٭ قوة الملاحظة ـ الاستكشاف ـ كثرة الاسئلة ـ التقليد، في المرحلة من سنتين الى 6 سنوات تقريبا، لذلك نرجو كل الرجاء من اولياء الامور الاجابة عن اسئلة الطفل في هذه المرحلة حتى لا نحدث التردد والحياء عنده من طرحها واكتسابه للمعلومات بطرق غير صحيحة. ما السلوكيات السلبية التي يجب معالجتها بالطفل في هذه المرحلة؟ ٭ جميع السلوكيات السلبية مثل «الانانية ـ العصبية ـ العناد ـ فرض النفس على الآخرين ـ الدلال المفرط ـ العدوانية …الخ». ما الاخطاء الشائعة بتربية الطفل في هذه المرحلة؟ ٭ مستوى الوعي لدى اولياء الامور ونقص المؤهلات لدى المشرفات والمسؤولات عن الرعاية والعناية بالاطفال في هذه المرحلة تترك بصماتها على الاطفال لجميع المراحل العمرية ما بعد الطفولة. هل غرس مشاعر الخوف والغضب والحزن والحب في الطفل بهذه المرحلة يعتبر إيجابيا أم سلبيا؟ ٭ الخوف يعطي الأمان. ٭ والغضب يعطي الثقة بالنفس. ٭ والحزن يعطي الإحساس بالآخرين. ٭ والحب يعلمه العطاء. ما المؤثرات الرئيسية على الطفل من المحيط في هذه المرحلة؟ ٭ بالدرجة الأولى الوالدين ـ الأقران ـ البيئة ـ التلفاز ـ المشرفين والمربين. ويعتبر التلفاز من أشد الأعداء للطفل لأنه يشل نموه الحركي والذهني ويعوده على أسلوب التلقي والخيال والعنف. هل يمكن للمربية أو المشرفة بالتعاون مع الوالدين اكتشاف مكامن الإبداع والتمييز بالطفل في هذه المرحلة وما يمكن أن تكون تلك الإبداعات والامتيازات؟ ٭ طبيعي التعاون ما بين المشرفات والمربيات وأولياء الأمور وضروري جدا لاكتشاف الإبداع والتميز لدى الطفل وتشجيعه، وعلى عاتقهم تقع هذه المسؤولية. ما السلوكيات السلبية التي يساهم فيها الوالدان بشكل غير مقصود أو متعمد بشخصية الطفل في هذه المرحلة؟ ٭ غالبية أولياء الأمور يريدون أبناءهم مثلهم وتابعين لهم في كل شيء وهذا خطأ لأنه لا يحدث التطور والتغير بالأفراد والمجتمع، كذلك الإفراط في الدلال والحب الزائد ينعكس سلبيا على سلوكيات الطفل وخصوصا في هذه المرحلة، مما قد يكسبه عادات غير حميدة في مراحل لاحقة. الإصابات العضوية والنفسية ما الإصابات الشائعة التي يحدثها الكبار للصغار في هذه المرحلة؟ ٭ ضرب الطفل وإهانته بالألفاظ النابية التي تخدش شخصيته من أكثر الأمور التي تترك الأثر السلبي على نفسية الطفل والضرر العضوي ويجب الابتعاد قدر الإمكان عن أي إشارات حركية لاتباعهم بعض الحركات التي يعتاد عليها الوالدان والمربيات بصفة تلقائية. ما الأماكن التي غالبا ما تحدث فيها الإصابات العضوية للأطفال؟ ٭ الأماكن التي غالبا ما تحدث فيها الإصابات العضوية للطفل هي: ٭ المخزن. ٭ المطبخ. ٭ غرفة الطفل. ٭ السيارة. ٭ الحمام هل يتأثر الطفل من الإصابات التي يحدثها له الأقران؟ ٭ لا يتأثر الطفل من الإصابات التي يحدثها له الأقران بل تعتبر ذكريات جميلة لديه. ما أبرز المؤشرات التي تحدثها وسائل الإعلام في الأطفال؟ ٭ يعتبر كل من الحاسب الآلي والتلفاز والمسرحيات الهزلية غير الهادفة والأفلام العنيفة جميعها مؤثرة وتترك مؤثرات لا تمحو من ذاكرة الطفل مع مر السنين، لذا تقع علينا مسؤولية كبيرة في حماية ابنائنا من هذه المؤثرات. التغذية ما الوجبات المثالية للطفل في هذه المرحلة؟ ٭ الحرص كل الحرص على أن يتمتع الطفل بحليب الأم خصوصا في السنة الأولى منذ الولادة لما في ذلك من فوائد كثيرة لنموه الجسماني والذهني كذلك، وأن يتناول الوجبات الصحية في هذه المرحلة وهي أربع وجبات و12 ساعة نوم يوميا. كيف يمكننا حماية اطفالنا في هذه المرحلة من اعداء التغذية (الأبيضان)؟ ٭ يجب حماية الاطفال في هذه المرحلة من تناول الملح والسكر والتعويض عنها بالمغذيات الأخرى الشبيهة والطبيعية مثل الحبوب والخضار والفواكه. ما المواد الشائع تناولها عند الاطفال في هذه المرحلة والتي تشكل سوء تغذية؟ ٭ الحلويات المصبوغة ـ البفك ـ المشروبات الغازية، وتقليل وجبات الحليب خصوصا عند الصباح وعند النوم. هل هناك انعكاسات سلبية لسوء التغذية عند الطفل في هذه المرحلة على مهاراته الذهنية والحركية والسلوكية؟ ٭ ويجب أن تكون الوجبات اليومية منتظمة وساعات النوم كذلك منتظمة وإلا سوف ينعكس ذلك سلبا على النشاط الحركي والذهني ومتطلبات النمو الأخرى للطفل. وأخيرا ملاحظة: إذا كنا قد تأثرنا بأخطاء الآخرين علينا فيجب ألا ننقل أخطاءنا إلى أطفالنا كما حدث لنا. الطفولة المبكرة داء ودواء أنتهز هذه الفرصة لتهنئة أطفالنا الأعزاء وطالباتنا وطلابنا على بداية العام الدراسي 2012-2013 وأتمنى لهم التوفيق والنجاح إن شاء الله لإسعاد أولياء أمورهم. بشرى لأطفالنا الأعزاء إصدار قانون خاص للحضانات في الكويت في دور الانعقاد المقبل لمجلس الأمة إن شاء الله في السنة الأولى له بعون الله تعالى. نصيحة للعاملين في الحضانات تحصين أنفسهم بالمؤهلات والمهارات والقدرات التي يحتاجونها للتعامل مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، فالأطفال في هذه المرحلة يحتاجون الى متخصصين ومدربين ولا يحتاجون الى مدرسين. نصيحة لأولياء الأمور عدم الاستعجال في عملية دمج التعلم بالتعليم خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة لعدم الإضرار بأطفالهم في مراحل لاحقة لهم. بشرى لأصحاب الحضانات مدة الترخيص لدار الحضانة ستكون لمدة 5 سنوات بدلا من السنتين خلال الـ 3 أشهر المقبلة إن شاء الله والتي كان للاتحاد دور أساسي في تنفيذه وتطبيقه لتقليل الجهد والوقت والمال على السيدات والسادة أصحاب الحضانات. نحن نولد ملائكة لأننا أتينا من الرحم وهو اسم مشتق من الرحمن أفضل الأسماء الحسنى لله عز وجل، ولكن بذرة الشر تولد معنا، فإما أن ننميها وتطغى علينا فنصبح مجرمين، وإما ان ندحرها ونحجمها فنصبح صالحين، والحقيقة تقول اننا لا نستطيع القضاء عليها لوجودها بنا بسبب المعصية (معصية آدم لربه) وكذلك لسبب آخر وهو ليكون لنا الخيار بين الخير والشر لإمكانية محاسبتنا ومعاقبتنا بعد ذلك.. ويلعب الوالدان والأقران دورا مؤثرا على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة لاعتبارهم أسبابا رئيسية وأساسية لانحراف الأطفال الى السلبية أو الاتجاه الى الإيجابية حسب الشخصية التي يدفعون اليها الأطفال بأسبابهم. القاعدة الاجتماعية: إن السلوك وليد الماضي وليس الحاضر أو المستقبل فالعناد عند الطفل يقود الى مراهقة مشاكسة وشباب مستهتر وقائد متسلط. إن مرحلة الطفولة المبكرة (منذ المرحلة الجنينية والولادة ـ 6 سنوات) لم تحظ بالاهتمام المطلوب من قبل الإدارتين العامة والخاصة في معظم دول العالم الثالث (الدول النامية). (الإدارة العامة مقصرة بسن القوانين واللوائح التي من شأنها الحماية والرعاية والعناية لهذه المرحلة). (الإدارة الخاصة يشوبها الكثير من الاستغلال التجاري للطفل في هذه المرحلة). اضافة الى ان المنظمات المختصة من منظمات المجتمع المدني إنجازاتها خجولة كذلك في هذا المجال. لذلك اعترى هذه المرحلة (مرحلة الطفولة المبكرة) الكثير من الأخطاء والسلبيات والمثالب غير المتعمدة لقصور في الفهم والإدراك لأهمية هذه المرحلة للأطفال وحساسيتها لهم وتأثيراتها السلبية والإيجابية عليهم، ففيها يتم الغرس والتأهيل للتعليم وتشكيل وبلورة الشخصية، وتعديل الكثير من السلوكيات الشاذة وغير الحميدة الملازمة للفرد طيلة مراحل نموه وحتى مماته. والأمثلة كثيرة للاستدلال على صحة هذا الطرح ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أولا: أين القوانين واللوائح والإجراءات التي تحمي الصغار من الكبار، والتي توفر لهم الحماية والعناية والرعاية الصحيحة للوصول بهم الى مرحلة الطفولة الأولى والثانية والثالثة لتأخذهم الى بر الأمان. ثانيا: أين فينا من النوابغ والمميزين والمبدعين ممن يشار لهم بالبنان، وان وجدوا ما عددهم يا ترى؟ حتى نصل الى عالم الرجل الصناعي والتكنولوجيا الحديثة، فنحن أسواق مزدهرة واستهلاكية للصناعات الغربية، وبالأخص الصناعات الحربية. ثالثا: معظم المشاكل التي يواجهها عامة الناس في العالم الثالث تكمن حلولها فقط في المادة أو العنف والصراخ.. وليس برجاحة الفكر والحكمة والتدبير والفطنة. رابعا: ضياع وهدر الثروات والموارد الطبيعية بسبب عدم خلق موارد اضافية جديدة تساند وتحافظ على ما أنعم الله عليهم بها، وهذا لا يعطي مؤشرا للأمان والاستقرار والبقاء كذلك. خامسا: غالبية أفراد العالم الثالث هم من المنجزين وليسوا من المنتجين.. «الإنجاز قتل الوقت ـ الإنتاج كسب للوقت» سادسا: يواجه معظم شعوب وأنظمة العالم الثالث تخبطا وعدم تخطيط الى النظم الاقتصادية والإدارية والسياسية، فأين هم من دول العالم الأول المتقدم.. وما مسافة الفاصل النسبي لدول العالم الثالث (الدول النامية) الذي يفصل بين النظرية (فن المعرفة) والتطبيق (فن الفعل). سابعا: الأولويات معكوسة والهرم مقلوب في معظم الحلول للمشاكل التي تواجهها معظم دول العالم الثالث. المصابون، الأطفال، النساء، كبار السن، البقية (يطبق فقط في حالة الطوارئ) ولا يطبق بشكل أساسي في سن القوانين واللوائح والإجراءات التي تنظم الحياة الاجتماعية في المجتمع. ثامنا: الأفراد في معظم دول العالم الثالث ينشغلون بإيجاد مشاكل تشغلهم وتهدر وقتهم وليس بإيجاد حلول تنقذهم وذلك بهدف عدم مواجهة أنفسهم وهذا ما يسمى في علم النفس «جلد الذات» معاقبة الإنسان لنفسه. تاسعا: شعار أولياء الأمور في معظم هذه الدول «نحن نريد ان يكون أطفالنا مثلنا، وكما نريد نحن وليس كما يريدون هم» فمتى يحدث التطور إذن؟! [/B]