[B]منذ أن عملت في هذا المجال ومع هذه الفئة من المجتمع ومع من يعمل ويتعامل معهم.. لمست نوعين من البشر..أحدهما ذاك الصامت والعامل في إخلاص دون أي حضور إعلامي أو بريق يرتجى من ورائه فائدة شخصية وهم ولله الحمد كثر.. هدفهم خدمة هؤلاء وهدفهم تقديم أفضل الخدمات لهم وهدفهم رفع العديد من المعاناة عنهم وهدفهم إرضاء الله عز وجل.. هؤلاء الذين نضع أيدينا معهم ونساندهم ونذلل العقبات أمامهم وهؤلاء الذين نحترمهم. في الجانب الآخر نرى نوعية أخرى من البشر.. تكثر الظهور في وسائل الإعلام المختلفة.. وتتشدق بقضية المعاق وبقانونه واحتياجاته دون أن تبدي أمرا يدل على إخلاص النوايا وصدق العمل.. فنراها أول من تعرقل العديد من احتياجاته وتستفيد من قضاياه ولا تخلص في العمل الملاصق بالمعاق ولا تؤدي واجبا مطلوبا عليها له وتحاول قدر الإمكان عرقلة عمل المخلصين مع المعاق فقط لأنه يعارض مصالحها الشخصية ويقف في تحقيق مآربها.. فتتصيد أخطاء العاملين وتعترض من أجل الاعتراض وترفض من أجل الرفض وتظهر عكس ما تبطن. إن فاقد الشيء لا يعطيه.. القضية ليست شهرة أو مال أو استفادة دنيوية، القضية قضية ضمير حي يبرر ما نفعل ولم نفعل.. القضية أن الإنسان حين يقول يربط قوله بفعل حي يدل عليه.. القضية أن يعمل الإنسان بصمت ويجعل عمله يدل عليه ويبرزه، فكلام كثير دون إنتاج لا مردود من ورائه ولا خير فيه.. الخير كله أن أعطي عملي مع المعاق حقه وأن ألتزم بقوانينه وأخلص فيه.. لا أثير مشاكل لي من ورائها مقصد آخر غير ما أدعي. المعاق أهم عندي من كل ما حوله من بشر..أذلل له العقبات وأساعده.. أبتسم له وأعينه. أشعره بكيانه وأهميته.. أريه دربه وأساهم في مستقبله.. أما أولئك الذين يظهرون عكس ما يبطنون فإن خدع البشر بهم فالله لا يخدعه أمر المنافقين والذين هم في الدرك الأسفل من النار.[/B]