[B] ناشدت عميدة كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتورة حياة الحجي، صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لإصدار مراسيمه وتوجيهاته السامية في إنشاء جامعة حكومية جديدة، لحل أزمة التعليم الجامعي التي تمر بها البلاد، أسوة بالتوجيهات السامية المتعلقة بالإنعاش الاقتصادي، مشيرة إلى أن «الكويت تملك المقدرة الفكرية والدراسية والحركية والمالية لإنشاء جامعة حكومية جديدة خلال عام أو عامين على الأكثر». وقالت الدكتورة الحجي إن «كلية الآداب كان لها نصيب الأسد في قبول الطلبة للعام الدراسي الحالي، حيث قبلت 1400 طالب وطالبة، ووفرت البيئة الأكاديمية والتعليمية المناسبة لهم، وقامت بانتداب أساتذة، واستغلال العديد من القاعات الدراسية، والعمل من الساعة الثامنة صباحا، وحتى الثامنة مساء من أجل استيعاب الطلبة». وردت الدكتورة الحجي، على من يشكك بكفاءة أساتذة قسم الإعلام، بأنهم «أساتذة من أولاد القسم، ومبعوثون من قبل الكلية، ولديهم نشاط كبير، ونظموا فعاليات عدة»، متوقعة، أن «يتم إنشاء قسم للغة الفرنسية وثقافتها خلال عامين تقريبا». وأعلنت الحجي عن تنظيم كلية الآداب لعدة أنشطة ثقافية، منها مؤتمر بعنوان «آسيا غير العربية والتغيرات في الثقافية العربية المعاصرة»، واحتفالية بمرور 400 عام على نشأة الكويت، واحتفالية بمناسبة يوم المعاق العالمي، ومؤتمر حول الاستشراق… وفي ما يلي تفاصيل الحوار. • كيف استطاعت الكلية قبول الطلبة، وكم عدد المقبولين لديها؟ ـ مشكلتنا في الكويت، أن لدينا جامعة حكومية واحدة وهي جامعة الكويت، وهي ذات مستوى ممتاز، وطلبتنا المبتعثون قادرون على مواكبة المستوى العلمي والأكاديمي لجامعات عريقة في بريطانيا وأميركا وغيرها منذ إنشائها، والآن الجامعة قد كبرت وأصبحت تحتضن أكثر من 36 ألف طالب وطالبة بنفس البنية التحتية التي انطلقت بها، وإن تم إجراء بعض التوسعة، ولكن بنسبة ضئيلة قياسا بحجم زيادة الطلبة، بيد أن الجامعات الخاصة ساهمت في احتضان الطلبة، وإيجاد مقاعد تعليمية لهم إلى جانب الابتعاث الخارجي، وهذا يدل على وجود دعم من المجتمع لإيجاد حل لهذه المشكلة، وإيجاد مخارج متعددة للتعليم، وفي الحقيقة هذا غير كاف لأن الحاجة التعليمية أكبر من ذلك. ونتيجة للوضع الذي نعانيه، فنحن بحاجة لإنشاء جامعة حكومية جديدة، ولابد من اتخاذ هذه الخطوة، ولدينا الطاقة التدريسية، فهناك الكثير من الكويتيين من حملة الشهادات العليا، وأيضا لدينا القدرة المالية على البناء، ولدينا طلبة كثر يريدون استكمال دراستهم الأكاديمية، ولا أعتقد أن إنشاء جامعة جديدة سيكلف كثيرا على الدولة، بل إن تحميل جامعة الكويت ما هو فوق طاقتها الاستيعابية هو الذي يكلف الدولة ماديا. وجامعة الكويت قبلت في العام الجديد 7400 طالب وطالبة، والكليات تباينت في قبولها حسب الطاقة الاستيعابية، ونحن كان لنا نصيب الأسد في قبول الطلبة، فقد كانت كلية الآداب أكبر كلية في قبول المستجدين، حيث خاطبنا عمادة القبول والتسجيل بقدرتنا على قبول 1400 طالب وطالبة. • هذا الرقم كبير، كيف استطاعت الكلية احتضان هؤلاء الطلبة؟ ـ الكلية الآن تعمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء، والأساتذة جميعهم يدرسون خلال هذا الوقت، وأيضا الأساتذة المنتدبين والمدرسين المساعدين يدرسون من الساعة الثانية ظهرا، وحتى الثامنة مساء، وكذلك سكرتارية الأقسام العلمية والعيادة الطبية يعملون حتى الساعة الثامنة مساء، والمدير الإداري متواجد طوال اليوم، وبالتالي فإن كلية الآداب تعمل طوال اليوم سعيا لاستيعاب الطلبة وفق تعاون الجميع من الأساتذة والإداريين. ولاستيعاب الطلبة قمنا بتحويل بعض المخازن والمختبرات إلى قاعات دراسية وقمنا بتحويل قاعة للاجتماعات إلى مكاتب للأساتذة ووسعنا في الانتداب أيضا. والجامعة سمحت بتدريس النصاب الإضافي، وهذا ساهم بشكل رئيسي في طرح الشعب الدراسية للطلبة، ولكن هذا الاستنزاف في العمل للأستاذ عندما يقوم بتدريس مقررات إضافية تبلغ خمسة إضافة إلى النصاب الطبيعي، لا يتيح للأستاذ مجالا كافيا لإجراء بحوث علمية، مما يؤثر على المستوى العلمي وعلى العطاء البحثي. وحقيقةً أتمنى من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، إصدار قرار ومرسوم أميري لإنشاء جامعة جديدة، أسوة بالقرارات والتوجيهات السامية التي صدرت بخصوص الإنعاش الاقتصادي واحتياطي الأجيال القادمة وغيرها، وليتأكد المجتمع أننا نملك المقدرة الفكرية والدراسية والحركية والمالية لإنشاء جامعة حكومية جديدة خلال عام. • ماذا عن خطة الكلية في البعثات والتعيينات؟ ـ لدينا نوعان من التعيينات، أعضاء هيئة التدريس، والوظائف الأكاديمية المساندة، والجامعة منحتنا الضوء الأخضر في تعيين من نريد شرط يكون مستواه مؤهلا، ووفقا لما هو مطلوب، وان يكون بنفس مستوى أساتذة الجامعة، والنوع الآخر هو تعيين الوظائف الأكاديمية المساندة، فلدينا الكثير من الكويتيين من حملة الماجستير والدكتوراة من خريجي الجامعة قادرون على تدريس مبادئ ومداخل التخصصات، وقسم التاريخ قام أخيرا بتعيين ستة من حملة الماجستير من خريجي القسم، والآن قسم التاريخ يدرس تقديم برنامج دكتوراه في التاريخ الحديث، وهذا يتيح للطلبة الحصول على الدكتوراه والماجستير في بلدهم. ومدير جامعة الكويت حريص على البدء في طرح برامج الماجستير والدكتوراه، ونحن مع الأقسام العلمية ماضون في هذا التوجه. وعدد المبتعثين لدينا كبير، فقسم الإعلام لوحده لديه 15 مبتعثا، واللغة الإنكليزية 12 مبتعثا، وقسم التاريخ 8، وإذا تم إنشاء جامعة جديدة ليس بالضرورة أن جميع هؤلاء المبتعثين بجامعة الكويت والأساتذة فيها يدرسون بجامعة الكويت فقط، بل سيخرج بلاشك منهم للتدريس في هذه الجامعة الجديدة، ويشكلون نواتها، ومن ثم يبدأ التوسع في إنشائها. • ما مصير قسم الإعلام حاليا؟ ـ قسم الإعلام يحتوي على 25 استاذا معظمهم تخصص صحافة، ولكي يتم تحويل قسم إلى كلية، لابد أن يكون أعداد الأساتذة متكافئة في مختلف التخصصات، ولكنهم يفتقدون لأساتذة في تخصصات أخرى، كما أن القسم لا يملك دكاترة بدرجة بروفيسور، وعلى الأقل يجب أن يكون لديه ستة دكاترة بدرجة بروفيسور، وهم الذين يضعون القاعدة العلمية القوية التي تمهد الطريق لتحويل القسم إلى كلية، والآن هناك بعض الأساتذة من القسم تقدموا بترقيات، وهذا سيفتح المجال تدريجيا للانتقال للكلية خلال خطة موضوعة. • بين الحين والآخر نجد من يشكك بأساتذة قسم الإعلام ومستواهم العلمي؟ ـ أغلب هؤلاء مبعوثون من الكلية وأولاد القسم، ولا يوجد أحد منهم من الخارج، وجميعهم نشيطون وأقاموا العديد من المعارض المهمة كالمعرض الإعلامي الخليجي وفعالية الإبداع الإعلامي، ونظموا رحلات خارجية وغيرها من الفعاليات، ومن تم تعيينه من الخارج فهم من خريجي أميركا والجامعة منحتهم بعثات. ولاشك أن أساتذة قسم الإعلان على مستوى عال من الكفاءة والمهارة والقدرة على العطاء والبذل وخدمة جامعة الكويت. • ما هو نشاط الكلية ثقافيا، وما المؤتمرات المقبلة عليها؟ ـ الكلية نشيطة بدعم إدارة الجامعة، وهذا الدعم يوفر لي التحرك بحرية مطلقة، ولدينا أربع لجان لنشاط ثقافي في الكلية لهذا العام، والعام المقبل، وسنقيم في 27 نوفمبر مؤتمرا دوليا بعنوان «آسيا غير العربية والتغيرات في الثقافية العربية المعاصرة»، بمشاركة 15 دولة من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وباكستان ودول مجلس التعاون ومصر وأسبانيا وبولندا والسويد وغيرها، وسيكون تحت رعاية وافتتاح مدير جامعة الكويت، ويستغرق ثلاثة أيام. وأيضا سننظم احتفالية بتاريخ 5 ديسمبر، وهي يوم المعاق العالمي، للتعبير عن مساندتنا المعنوية والمادية لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد افتتحنا بكلية الآداب مكتبا لذوي الاحتياجات الخاصة لخدمتهم وتسهيل أمورهم الدراسية من جداول وغيرها، وجعلنا المكتب ملائما لدخول وخروج المعاق، ويحتوي المكتب على جميع هواتف الطلبة وأولياء أمورهم وحالاتهم المرضية، ويقوم بإحضار الأستاذ إلى المكتب في حال طلب ولي الأمر ذلك والحديث حول ما يحتاجه لتدريس ابنه أو ابنته. وسيحضر الفعالية جميع الجهات المجتمعية المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الحقيقة هؤلاء طلبة لا ينقصهم شيء، وهم متميزون في الجامعة، ومتفوقون بالدراسة، وما يعانونه هو حاجز عضلي وحركي ليس أكثر. كما ستنظم الكلية في فبراير احتفالية لمرور 400 سنة على نشأة الكويت في العام 1613، وستكون الاحتفالية كبيرة على فترتين، الأولى من 17 إلى 21 فبراير، وهي فعالية هلا فبراير، حيث سننظم معرضا وندعو فيه جميع سفراء الدول الصديقة، والثانية بتاريخ 15 مارس، حيث سننظم احتفالية شعرية على مستوى دول مجلس التعاون على مدى يومين. ونستعد الآن لعقد مؤتمر عن الاستشراق في نوفمبر 2013، حيث زار الكويت الكثير من الرحالة الأجانب المستشرقين، والذين كتبوا عن الكويت والخليج العربي، ولولا مساعدة مدير جامعة الكويت ورؤساء الأقسام بالكلية وأعضاء هيئة التدريس والمدير الإداري، لما استطعنا القيام بهذا كله. • هل للكلية خطة خمسية؟ ـ لدينا برنامج اللغة الفرنسية، وهو برنامج قديم ولكن تعثر لأسباب مختلفة، والآن هذا البرنامج موجود يتبع قسم اللغة الإنكليزية، وهناك خطة ليكون قسما مستقلا وشكلنا لجنة لتحويله لقسم خلال سنتين، ويحتوي على أستاذين و15 طالبا وطالبة. وأتوقع خلال سنتين أن نعلن قيام قسم اللغة الفرنسية وثقافتها، وكذلك قسم التاريخ الذي يعمل على طرح شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث، وقسم اللغة العربية ماضٍ في طرح برنامج دكتوراه في علم النحو. وأيضا أرسلت مشروعين لقسم الإعلام لطرح دراسات عليا في الماجستير، إما مستقل أو مشترك مع أقسام أخرى، وشكلت لجنة بقسم الإعلام بهذا الخصوص، والآخر عقد مؤتمر عن الإعلام والشباب. والكلية خلال السنوات الماضية تم اعتمادها أكاديميا من مؤسسة أميركية، والتي قدمت بعض الملاحظات والمآخذ، وجميع الأقسام أخذت بها، وخلال الفترة المقبلة سيأتي لنا الرد النهائي لتجديد الاعتماد الأكاديمي لخمس سنوات جديدة. [/B]