[B]( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) صدق الله العظيم
أولا التعريف بكلمة متلازمة:
كلمة “متلازمة” التي يشيع استعمالها في عالم الطب والطب النفسي. كما شاع استعمالها مؤخرا خارج عالم الطب لوصف مجموعة من الظواهر الاجتماعية او الثقافية التي تحدث مجتمعة.
فما المقصود بهذه الكلمة؟
أصل الكلمة من اللغة اليونانية من كلمتين “syn ” وتعني معا + كلمة “dramein” وتعني يعمل او يشتغل (run together) واطلقت كلمة متلازمة (syndrome) على مجموعة العلامات المرضية (التي يلاحظها الطبيب) والأعراض (التي يصفها المريض) والتي تحدث معا، فوجود احدها ينبه الى وجود الأخر، وتشير هذه العلامات والأعراض إلى وجود حالة مرضية أو احتمال ظهور مرض معين.
ويطلق أسم متلازمة لوصف مجموعة من الأعراض التي تتم ملاحظة انها تحدث معاً والسبب المرضي لحدوثها غير معروف. ويبقى اسم متلازمة في معظم الأحيان بعد معرفة السبب الحقيقي لهذه الأعراض.
ويطلق عادة أسم الطبيب الذي قدم التقارير الأولى عن ملاحظاته حول مجموعة الأعراض المتلازمة. أو قد يطلق عليها أسماء لها علاقة بالمؤشرات المرتبطة بالأسباب أو الأماكن وغيرها من الدلالات.
وفيما يلى التحدث عن بعض المتلازمات كالتالي:-
متلازمة داوون: تشير كلمة متلازمة داون إلى مجموعة من العلامات والسمات التي توجد وتظهر مجتمعه في أن واحد وهو واحد من أسباب التخلف العقلي الأكثر شيوعاً ، ويؤدي إلى تباطؤ في النمو العقلي والحركي ليس بالضرورة أن يكون حاله وراثية ، بل هو قدر من الله تعالي يحدث خلال انقسام الخلية عند بداية تكوين الجنين وعليه فان أي زوجين وبدون تمييز معرضين لإنجاب طفل متلازمة داون ويحدث متلازمة داون لوجود كروموسوم زائد في كل خليه من خلايا الجسم ، حيث يكون الطفل المصاب لديه 47 كروموسوماً بدلا من 46 كروموسوماً وهو العدد الطبيعي ، ويكون الكروموسوم الزائد متصلاً بزوج الكروموسومات رقم (21) بحيث يصبح هذا الزوج ثلاثياً بدلا من يكون ثنائياً لهذا يطلق على هذه الحالة اسم الزوج 21 الثلاثي ( Trisomy ) ويشكل هذا النوع 95% من حالات متلازمة داون ومن أنواعه أيضا الالتصاق الكروموسومي ( Translocation) ويتمثل بالتصاق الكروموسومات بشكل أخر ويشكل هذا النوع حوالي 3- 4% من حالات متلازمة داون.
الموزاييك ( Mosaic ): ويتمثل بوجود الكروموسوم الزائد في بعض الخلايا وعدم وجوده ببعض الخلايا الأخرى ،ويكون أصحاب هذا النوع أقرب إلى العاديين ، ويشكل هذا النوع 1-2 % من مجموع الحالات ،أما كلمة داون فقد اشتقت من اسم العالم الإنجليزي الذي وصف ولاحظ هذه الأعراض في عام 1866م وهو ( جون لنجد ون داون ) Dr .John Langdon Down السمات الجسمية لأطفال متلازمة داون يتم تشخيص طفل (( متلازمة داون )) مبكراً بعد الولادة مبنياً على ملامح وجهيه وسمات جسميه على الطفل ومن أهم الملامح والسمات ما يلي : –
– ارتخاء عام في عضلات الجسم والمفاصل وضعفها ، وقد تتحسن حالة الطفل كلما كبر -يكون وزن الطفل وطوله أقل من المعدل عند الولادة
– الحواجب متقاربة فوق الأنف ، ومرسومة
– العينان صغيرتان مائلتان نحو الأعلى ، مع وجود تشقق في الجفون
– الأذنان صغيرتان ومنخفضتان
– الأنف صغير والجسر الأنفي مسطحاً
– الفم صغير والشفتان عريضتان وجافتان وتجويف الفك السفلي أصغر قليلاً ، مما يجعل اللسان بارزاً وطويلاً ، وهذا سلوك يمكن إيقافه عن طريق تعليم الطفل ، وقد تبدو بعض التشققات باللسان
– صغر حجم الأسنان وتشوهها ، مما يؤدي إلى صعوبات في النطق
– صغر الأيادي وقصر الأصابع بالإضافة إلى وجود خط أفقي في راحة اليد
– الرقبة قصيرة ، والشعر ناعم ومستقيم
– عظم الكتف قصيرة
– معظم أطفال (( متلازمة داون )) قصار القامة ، ممتلئ الجسم
– الرأس مستدير ، صغير الحجم نسبياً ، وجبهته عريضة ، ويلاحظ تفلطح مؤخرة الرأس مما يجعله دائرياً
– توجد مسافة بين إصبعي الرجل ( الإبهام والسبابة )
– خشونة وتجعد في البشرة مع نعومة الشعر وخفته.
سمات أطفال متلازمة داون
أ- السمات الاجتماعية والنفسية :
اجتماعيون معظمهم يحب الموسيقى ، يميلون إلى المرح والانشراح والاستمتاع بالأشياء وحب التقليد ، والبعض منهم يشعر بالخجل أمام الزائرين ، أما البعض الآخر فيبدي تعاطفاً شديداً اتجاه الغرباء ، يميلون إلى سماع الأناشيد والموسيقي والأغاني ، والتفاعل معها ، سواء بالسمع أو بالأداء الحركي المتوافق مع طبيعة المادة المسموعة ، لا يرغبون بالبقاء في الأماكن المغلقة الضيقة لمدة طويلة ويحبون الأماكن المفتوحة ، وذلك حباً للحرية والانطلاقة الحركية.
ب- السمات الصحية :
المشكلة الرئيسة لهؤلاء الأطفال هي التأخر العقلي ( وتختلف درجته من طفل لآخر ) وبطْء النمو ( أي تأخر في التسنين ، والمشي ، والنطق ، والتحكم ، في عمليات الإخراج ، والتأخر ( في النشاط الحركي ) وأحياناً يكون لهذا الطفل تشوهات خلقية في القلب 0 والطفل المصاب (( بمتلازمة داون)) أكثر عرضة للرشوحات والنزلات الصدرية من الطفل العادي.
جـ- السمات العقلية لأطفال (( متلازمة داون)) :
إذا عرفنا أن مستوى الذكاء للفرد العادي يترواح ما بين 90- 110 ، فإن ذكاء المصابين (( بمتلازمة داون )) يترواح ما بين 35-75 ( التخلف العقلي البسيط) ، وأحياناً إلى 80 ، وهذا يرجع إلى طبيعة الأسرة ، ومدي الاهتمام التربوي والنفسي والاجتماعي بالطفل ، وإلى دور المؤسسات المجتمعية تجاه هؤلاء الأطفال وأثبتت الدراسات الحديثة أن النشاطات والتفاعلات العقلية لبعض منهم لا تتجاوز الحد الأدنى المتعارف عليه بالنسبة للطفل العادي وإن بعضهم الآخر يعاني من تخلف بسيط أو متوسط وإن القلة القليلة فقط تعاني من التخلف العقلي إلى درجة كبيرة ، وهذا يعني أن الطفل المصاب (( بمتلازمة داون )) قادر على التعلم أطفال ((متلازمة داون)) والحياة العائلية للأسرة تأثير كبير في رعاية الأطفال عامة ، والمصابين خاصة ، وتتفاوت الأسر في توفير هذه الرعاية ، فمنها من لا يتفهم وضع طفل متلازمة داون واحتياجاته وسماته وبهذا التصرف يحرم الطفل من ممارسة حياته الطبيعية وسط المحيط الأسري بين اخوته وأقرانه فينعكس هذا التصرف بشكل سلبي على حياة الطفل التربوية والنفسية بينما يحيي طفل متلازمة داون حياة صحية في الأسر المتفهمة له بشكل خاص ولباقي إخوانه بشكل عام ، وهذه الأسر تهتم بتوفير المناخ الطبيعي المليء بالحب والتعاطف والتسامح ، ويؤثر هذا المناخ على الأبناء إيجابيا مما يسهل على طفل الداون أن يظهر بعض سماته كالمودة والتسامح.[/B]