[B]إلى أبعد مدى وصل الازدراء في مبانينا الحكومية بجزء مهم من مجتمعنا له ظروفه الخاصة، ومن يراجع قصر العدل عنوان العدالة ورمز عدم التفرقة بين فئات المجتمع المختلفة سوف يطالع الى اي مدى من التهكم وعدم مراعاة شعور الاخرين وصل بنا الحال، حيث يطالع الداخل الى قصر العدل جحرا ضيقاً لا تكاد تزيد مساحته على مساحة كابينة الهاتف العمومي ولا يتسع لكرسي متحرك الا بالكاد ثم لا يلبث ان يصطدم بلافتة «مصعد للمعوقين» فلا تكاد تفيق من صدمة الجحر الضيق والمكان الذي لا يليق لشدة ضيقه بالمعاملة الانسانية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي هي بالغة الاهمية في المجتمع والتي هي في حاجة دائمة الى تكريم خاص منا ليس من قبيل الشفقة وانما من قبيل المشاركة والعرفان والرقي في المعاملة التي يقاس بها رقي الشعوب وحضارتهم حتى تصدمك اللافتة التي لا تراعي اي ذوق او مشاعر. فهل من اختار اللافتة الصادمة لتكون عنوانا يصطدام به كل داخل الى قصر العدل لا يعلم ان كلمة «المعوقين» تشير وبصورة صادمة الى اصحاب الاعاقات الذهنية والعقلية وانها مفردة اختفت في كل بلدان العالم لمجافاتها ابسط قواعد التحضر والذوق والاخلاق في التعامل مع الاخرين وتم استبدالها بمفردة اقل حدة هي «ذوي الاحتياجات الخاصة». اعتقد اننا في حاجة الى الارتقاء اكثر والتحلي بالكثير من الانضباط في اختيار مفرداتنا وطريقة تعاملنا وعلينا الا نضيف لاشقائنا وابنائنا واصدقائنا واهلنا من ابناء هذه الفئة معاناة فوق معاناتهم واذى نفسياً يعمق جراح مشاعرهم. [/B]