[B]إن من اعظم من يحتاج الى المواساة الايتام واللقطاء فقد فقدوا عزيزا عليهم وقائما يقوم بأمرهم ويدير شؤونهم بعد الله عز وجل، فقد اهتم الاسلام باليتيم وحرم اخذ مال اليتيم والاضرار به وحث على المحافظة عليه وعدم معاملة اليتيم بقسوة وشدة. وفضل كفالة اليتيم يعود على الكافل بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة، ويساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وحفظ ذرية الكافل وقيام الآخرين بالاحسان الى ابنائه، واكرام اليتيم دليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم كونه عاش يتيما وبجعل البيت الذي فيه اليتيم من خير بيوت المسلمين ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ويدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم وترقيق القلب وازالة القسوة عنه ويزكي مال المسلم. وقد مددت آيات كثيرة تؤكد اهمية معاملة اليتيم بالحسنى قال تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين) وقال تعالى: (ولاتقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا) – الاسراء 34، (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)، وقال تعالى (ويسألونك عن اليتامى كل إصلاح لهم خير وان تخالطوهم فأخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم إن الله عزيز حكيم). ومن ثمرات كفالة الأيتام ورعايتهم، من حديث سهل بن بن سعد الساعدي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم «انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، واشار بإصبعيه السبابة والوسطى». وقال تعالى في بيان مصارف الانفاق (يسألونك ماذا ينفقون كل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم). وجعل الله ايتاء الايتام أموالهم من اصول البر قال تعالى (ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى) – البقرة: 177. بل من المواثيق التي اخذها الله على بني اسرائيل الاحسان الى الايتام قال تعالى: (واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين) –البقرة: 83. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «ان احب البيوت الى الله بيت فيه يتيم مكرم».[/B]