[B]لا شك في أن ولادة طفل من الأطفال الخدج للأسرة يشكل عبئاً نفسياً واقتصادياً على الأبوين، فضلاً عن الأعباء الصحية التي قد تصاحب مولودهم، بالإضافة إلى معاناة الأم أثناء أشهر الحمل والولادة، سواء المبكرة أو مضاعفات الولادة بالنسبة لها وللوليد، وهذه هي حال الأم المكلومة فاطمة الكندري التي تعايشت مع حالة ابنها شملان خالد الفرج (وهو يعاني من إعاقة مزدوجة ذهنية متمثلة في صعوبات التعلم وبصرية شديدة نتيجة خطأ طبي) بكل ترحيب ورضا من منطلق إيمانها بالقضاء الإلهي، غير أنها انصدمت من قرار اللجنة المحددة من قبل المجلس الأعلى لشؤون ذوي الإعاقة الذي حكم على ابنها بالإعاقة البصرية البسيطة، بدلا من الإعاقة البصرية الشديدة رغم التقارير الطبية التي قدمتها، والتي تثبت أن ابنها يعاني من ضعف شديد في عينه اليسرى. بداية الإعاقة وبتعابير حزينة، تقول الكندري إنها ولدت ابنها ولادة مبكرة قبل موعده في الأسبوع الأول من الشهر الخامس في مستشفى خاص، وكان وزنه منخفضا جدا عند الولادة (900 غرام فقط) مما أسفر عن وجود مضاعفات، وتعرضه لكثير من مشاكل الوزن المنخفض المعروفة، كإصابات العين والرئة والنزيف داخل مجرات الدماغ، بالإضافة إلى التهاب بكتيري عام واضطراب في وظائف الرئة والكلى، حيث احتاج إلى التنفس بالجهاز لمدة طويلة. ما السبب؟ وكشفت الكندري عن أن السبب في إعاقة ابنها البصرية في العين اليمنى، كان نتيجة لخطأ طبي، حيث إن ابني كان يعاني من الحول عندما بلغ عامه الثاني، فنصحوني في مستشفى البحر للعيون بإجراء عملية ليزر للاستغناء عن النظارة، إلا أنه نتيجة لمرضه فقد أجراها له الأطباء، وبعدها في اليوم الثالث أعطوني ورقة للنظارة وصدمني، ومن ثم تم تحويل ابني إلى اختصاصي شبكية، حيث أجرى له سونار وصرح لي بأن ابني فقد البصر في عينه اليمنى، وكان يرغب في إجراء عملية أخرى له في عينه الثانية التي يبصر بها بنسبة ضئيلة، تكاد تصل %50 غير أنني رفضت، ورفعت قضية وخسرتها، ومن ثم اتجهت إلى لندن لمواصلة مسيرة العلاج مع ابني. طبيب متخصص وانتقدت الكندري عدم وجود متخصصين لعلاج كل مرض على حدة، مشيرة إلى أن الطبيب الذي يعالج ابنها هو طبيب أطفال عام، علما بأن ابنها يعاني من الصرع، في حين أنه من المفترض أن يعالجه طبيب أعصاب متخصص في هذا المجال. اهتمام أجنبي وأشادت بمدى الاهتمام والأولوية الخاصة التي يحظى بها ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول الأجنبية، بما فيها لندن بحكم تجربتها، مدللة على ذلك بالفصول المخصصة لهذه الفئة في جامعة كامبردج، فضلاً عن الامتيازات والخصومات التي يتم توفيرها لضعاف البصر، حيث إنهم يشترون النظارات بنصف الثمن، بخلاف الأمر في الكويت، حيث يتم التعامل مع هذه الفئة مثل باقي الأشخاص من دون تمييزهم أو مراعاة ظروفهم، سواء في إنجاز معاملاتهم، حيث الانتظار الطويل، أو حتى في المواقف الخاصة المدفوعة الأجر. تعارض في التقرير وأعربت الكندري عن استيائها وامتعاضها من تقرير اللجنة الطبية لهيئة شؤون ذوي الإعاقة، بشأن تقييم درجة الإعاقة، مستعرضة بالوثائق والمستندات مدى التعارض في قرار اللجنة السابق والحديث في المجلس الأعلى للمعاقين، بخصوص فحص النظر واختلاف التشخيص، وهي من إعاقة بصرية شديدة دائمة إلى بسيطة دائمة. تشخيص خطأ وأضافت: إن هذا القرار أدى إلى تخفيض معاشه وصارت لي ردة فعل، حيث إن الدفاع والداخلية رفضتا الأوراق التي قدمها خلال العامين الماضي والحالي، متسائلة إذا كان التشخيص خطأ، كيف لي أن أؤمن على علاج ابني في مستشفى حكومي؟ وفي السياق ذاته، أعلنت الكندري عن رغبتها في مقاضاة الطبيب في اللجنة الطبية الذي شخص درجة الإعاقة. وأشارت إلى أن أحد الأطباء في لندن د. ديفيد تيلر نصحنا بعدم إجراء أي عملية لابنها في عينه حتى لا تؤثر في عينه اليسرى التي يعاني فيها من ضعف شديد، لافتة إلى أن الأطباء في لندن أجمعوا على كلمة واحدة، وهي بأن أتوقع أن ابني سوف يفقد، وأنا أذهب هناك فقط لإجراء الفحوصات. الدمج التعليمي وانتقلت بالحديث عن جانب آخر في حياة ابنها (13 عاما) الذي يدرس في المرحلة الابتدائية في مدرسة الكويت الإنكليزية، منتقدة عدم وجود هيئة تدريسية متخصصة لهذه الفئة في تلك المدرسة. وحول رؤيتها لفكرة الدمج التعليمي، أبدت عدم استحسانها ورفضها للدمج بين طلبة ذوي الإعاقة وأقرانهم، لعدم إحساسهم بالفرق والتمييز فيما بينهم. الطبيب النفسي ذكرت الكندري أن للطبيب النفسي دورا مهما في حياة المعاق وأسرته، لافتة إلى أنها فتحت ملفا لابنها في الطب النفسي، نظرا إلى أهمية متابعته واستشارته، وخاصة في فترة المراهقة التي يمر بها الأبناء من هذه الفئة. هوايات عددت الكندري أبرز الهوايات المفضلة لدى ابنها، منها كرة القدم إلا أن إعاقته فضلا عن هشاشة العظام التي يعاني منها وقفت حائلا أمام ممارستها، لافتة إلى حرصها على إشراكه في مسابقات القرآن الكريم. العلاج الحكومي أقرت الكندري بأنها لا تحبذ اللجوء إلى العلاج الحكومي، وذلك بحكم تجربتها مع ابنها ومأساتها. استغلال المعاقين مقابل كسب عطف الآخرين ولدى سؤالها عن تقييمها لدور الجمعيات التعاونية، أشارت الكندري إلى وجود أناس يستغلون المعاق من أجل الظهور والتسلق على حسابهم، والتباهي بهم لكسب عطف الناس.[/B]