[B]الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين هي جمعية خيرية تأسست عام 1971 لتقديم الخدمات المناسبة للمعوقين، وتوفير البيئة الملائمة لرعايتهم وتدريبهم، وكذلك توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للأطفال المعاقين، الذين لا تتوافر سبل رعايتهم في مؤسسات أخرى، وتشييد المراكز والأندية التخصصية لهم، بالإضافة الى تقديم الرعاية والإيواء والارشاد السليم لهم ولأسرهم، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية لتوعية المجتمع بأسباب الإعاقة وطرق الوقاية منها. ولقد زرت الجمعية مع مجموعة من الأهل والأصدقاء منتصف هذا الشهر الفضيل بدعوة من الأخت الفاضلة إقبال سيد إسماعيل بهبهاني لحضور حفل القرقيعان الذي تقيمه سنويا بمقر الجمعية في منطقة حولي، وذلك بهدف مشاركة نزلاء الجمعية من الأطفال والشباب المعاقين في هذه المناسبة الاجتماعية الجميلة. ولقد فوجئت ـــ كونها زيارتي الأولى للجمعية ـــ بحالات الإعاقة الشديدة لهؤلاء النزلاء، فهم اسرى الكراسي المتحركة ومعظمهم مشلولو اليدين ولكم ان تتعرفوا ـــ من هذا الوضع المأساوي ـــ الى الجهود الجبارة التي تبذلها الممرضات والعاملات في هذه المؤسسة لإطعام هؤلاء المعاقين ولمساعدتهم في دورات المياه للاستحمام ولقضاء الحاجة ولوضعهم بالأسرة في وقت النوم، وكذلك فإن تدريبهم على مسك القلم والكتابة ومسك الألوان للتلوين والإمساك بالألعاب وتحريكها يتطلب بذل الجهود الكبيرة بصورة متكررة. وتجولنا في أنحاء الجمعية برفقة السيدة الفاضلة فاطمة احمد، وهي موظفة تعمل لمدة عشرين عاما في هذا العمل الإنساني بالجمعية، وذلك للتعرف الى أنواع الخدمات التي تقدمها الجمعية لهؤلاء المعاقين، ووجدنا أنها تتضمن الخدمات الطبية التي يقوم بها فريق طبي متكامل، يضم طبيبة الجمعية واختصاصيات العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والممرضات وهن يقمن بتدريب هؤلاء المعاقين، وهناك الخدمات الاجتماعية، حيث تقوم الاختصاصيات الاجتماعيات بدراسة وضع الأسرة الشامل من النواحي الاجتماعية والاقتصادية ويعملن على توطيد علاقة الطفل المعاق بأسرته. كما أن الخدمات النفسية التي توفرها الجمعية تهدف إلى إتاحة الظروف الملائمة لتحقيق نمو الطفل المعاق من النواحي النفسية والمعرفية. وكذلك يقوم فريق مؤهل من المعلمات بالتعاون مع المختصين في الجمعية بتقديم خدمات تربوية متكاملة لنزلاء الجمعية. ان الزائر لهذه الجمعية يشعر بالفخر والاعتزاز لأن في الكويت مثل هذا الانجاز الحضاري لرعاية المعوقين، حيث ان هؤلاء الأفراد رغم محدودية حركاتهم الجسدية وقلة قواهم العقلية، فانهم يرتدون ملابس جميلة ولهم رائحة طيبة كنتيجة حتمية للاهتمام الشديد وللرعاية الكبيرة التي يحظون بها، وكذلك وجدنا أثناء تجوالنا غرف نوم جميلة وصحية، فيها أسرّة طبية للمعاقين تناسب نوعية إعاقاتهم، ويتوافر لهم جهاز التلفاز ومجموعة من الألعاب وغرف للطعام ومطابخ حديثة ودورات مياه نظيفة وملابس مرتبة ومنظمة في خزانات ملابسهم، وغرف للتعليم والتدريب، ولقد فاجأتنا احدى المعاقات عقليا بحفظها لسور من القرآن الكريم مما يدل على التدريب الناجح للمعلمات لهذه الفئة. بارك الله هذه الجهود التطوعية لمجلس الإدارة وللممرضات والموظفات والعاملات بالجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، فهذه هي ثمرة طيبة من ثمرات أهل الكويت الخيرين. د. بهيجة بهبهاني [/B]