[B]
1 – 1990……………
– في مثل هذه الأيام، وفي مثل هذا التاريخ من كل عام، وأقصد به شهر أغسطس، لا نستطيع تجاهل أو تناسي الغزو العراقي الغاشم على وطني في 1990/8/2. مهما علت الأصوات وكثرت المطالبات بأن ننسى المأساة.. وعفى الله عما سلف.
ماذا سنقول حينها لأم الشهيد؟
ماذا سنقول حينها لابن الشهيد؟
الشهداء هم تلك الجسور التي عبرنا عليها للحرية والسيادة الحقة والتحرر من براثن الغزو الغادر.
أنا لن أتناول اليوم ذكرى الغزو من حيث ماذا قدمنا وكيف صمدنا، ولن أكتب عن تحرير الكويت.
كل منا يعلم ماذا قدم لوطنه في أزمته الخطيرة، ولكن السؤال المهم: ماذا استفدنا من تجربة الغزو؟
هل استفدنا من الطاقات الكويتية التي تفجرت تحديا وإبداعا في الصمود والمقاومة؟
المطلوب من الحكومة اليوم أن تجعل التنمية وسيلة لشحذ الهمم والتعاون جميعاً وتحريك النفوس والأفكار وإبراز الطاقات من أجل الوطن.
نعم، على الحكومة – بكامل مؤسساتها – مسؤولية إعادة الروح.. روح المقاومة وروح المثابرة والصبر وروح الإبداع في المواطن الكويتي من أجل الوطن.
لا يجب علينا قراءة تاريخ الغزو كأحداث نمر عليها أو نسردها سرداً تراتبياً فحسب، وإنما يجب قراءتها كأحداث نحتت حاضرنا، ويستقيم بها مستقبلنا إن استفدنا منها.
نعم تُسجل الشعوب والدول تاريخها وتحافظ عليه، وتوثق أرشيف ذاكرتها وفاء لشهدائها وعرفاناً بالدماء التي سالت على تراب الوطن وترسيخاً لحبه، لغرسها في نفوس الأجيال القادمة للحفاظ على وطنهم والاستفادة من العبر وتجارب الآباء والأجداد.
ومن واقع حالنا الآن، أو ما بات يعرف بالتفكك الداخلي الذي نواجهه، أجد لزاماً عليّ أن أسأل كلاً منكم السؤال الأهم: هل نستطيع، وبكل ثقة، أن نقول لأهل الشهداء وللعالم وللأصدقاء الذين وقفوا معنا في تحرير وطننا.. لقد وقفتم مع الحق، وساندتم الديموقراطية والعدالة، وحقوق الإنسان، ومحاربة الفساد؟
2 – مسابقة أجمل عَلَم
– رفرف يا عـلم بلادي فـوق السهل والوادي
روحي والله وفؤادي رفرف رفرف يا علمنا
بهذه الكلمات الجميلة تغنى الفنان المرحوم سعود الراشد في مطلع الستينات، فالعلم هو هيبة الوطن ورمز الاستقلال والحرية.
وحينما اعتمد العلم الكويتي بشكله الحالي، استوحيت ألوانه الأربعة.. من قول الشاعر صفي الدين (بيض صنائعنا.. سود مواقعنا.. خضر مرابعنا.. حمر مواضينا).
منذ تاريخ 25 من نوفمبر عام 1961. وعلم بلادي يرفرف عاليا شامخا في سماء وطني، وعلى مقر امير البلاد ومباني الحكومة ودور السفارات والقنصليات الكويتية في الخارج.
ومع انطلاق الاحتفالات بشهر فبراير من كل عام.. والاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير تتزين الكويت في أبهى صورة، وهي تتوشح علم الكويت.. وتُرفع أعلام وطني في الشوارع، وفي جميع المحافظات.. وتتزين المؤسسات والهيئات الحكومية والمجمعات والأسواق بالأعلام والأنوار والزينة التي ترسم علم وطني.. ويرفرف علم الكويت فوق البيوت وعلى السيارات وفي الشوارع، على ساريات الإنارة وفوق الزوارق في عرض البحر، وحمل المواطنون علم بلادهم كل على طريقته الخاصة، منهم من حمل علم الكويت على الرؤوس والصدور ورسمه على الأيدي والوجوه.
كل هذا جميل.. وليس بكثير على وطني حبيبي.
ولكن نحن بحاجة إلى ترسيخ مفهوم الوطنية، وحب الوطن من خلال احترام العلم والنشيد الوطني للبلاد.
ونقترح.. ما دمنا نحتفل كل عام بالأعياد الوطنية والتحرير، أن نعمل مسابقة في كل محافظة لأجمل عمل وفكرة جديدة في رفع علم الكويت (على منطاد مثلا.. فوق شاحنة كبيرة.. على أعلى نقطة في المحافظة.. أو زراعة مسطح بالورود على هيئة علم الكويت.. الخ)
ولتصدح المدارس والجمعيات التعاونية بالنشيد الوطني مرافقا لعلم بلادي.
3 – جسور المشاة!
– التنمية عندنا دخلت في المبيت الشتوي، ومن ثم المبيت الصيفي، والأولوية في ديرتنا معطّله، حتى أصبح الحديث عن كثير من أمورنا الحياتية اليومية ترفا لا يليق بنا أن نتطرق إليه، ورفاهية زائدة عن الحد.
ورغم ذلك أجد لزاما عليّ أن أتطرق للحديث عن جسور المشاة التي أصبحت مهجورة من قِبل المواطن والمقيم، والتي كان من المفترض أنها أنشئت لتأمين أعلى مستويات السلامة المرورية للمشاة ومستخدمي الطرق، وتقليل زمن عبورهم الشارع، ولتعزيز معايير السلامة والأمان، وتشجيع مستخدمي الطريق والمشاة على استخدام هذه الجسور، ومساعدة الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة للعبور والانتقال الآمن من دون عناء، أو مخاطر، والحد من الحوادث المرورية.
بنيت الجسور، وفقا لتصاميم هندسية جمالية، وبمعايير ومواصفات فنية، تحقق عبورا آمنا، وفي الوقت نفسه، يكون ممتعا وسهلا للمشاة.
لا أعلم بالضبط من هي الجهة المسؤولة عن جسور المشاة، ولكن لدينا وزارة تخطيط كاملة الدسم. ولدينا وزارة داخلية قائمة بشحمها ولحمها. وعندنا وزارة إسكان يقترن بها اسم المواطن الكويتي منذ ولادته في بيت أبيه إلى أن يتزوج ويتسلم بيته من الوزارة. لا يعقل أبداً الحالة المزرية التي وصلت بها جسور المشاة عندنا.. لا من حيث الشكل ولا المضمون كذلك.
ولتحقيق كل أهداف بناء الجسور.. يجب تشكيل لجنة من عدة وزارات وإدارات لتحديد مواقع إنشاء هذه الجسور أولاً.
ومن ثم بناء مصاعد وسلالم كهربائية وتحديد جانب خاص في جسور المشاة لأهل الاحتياجات الخاصة ومستخدمي الكرسي المتحرك.
ويجب الاهتمام كذلك بالتصاميم الهندسية الجميلة وأن تكون الجسور مغطاة بزجاج كاشف شفاف ومكيف صيفاً ومضاء ليلاً وتوفير أكشاك صغيرة لبيع الماء والعصائر الباردة والآيس كريم. ويجب الا ننسى لصق استكرات وإعلانات تخدم المواطن والمقيم بلغاتهم الرئيسية. ولا يمنع من وجود سماعات لإذاعة الكويت الرسمية.
ناهيك عن وجود أشجار وأزهار صناعية لتضفي البهجة لرواد تلك الجسور.
4 – الموسوعة الذهبية
غنيمة الفهد مؤرخة اللهجة الكويتية…… هذا القلم….
هذا الفكر الصادق المخلص الذي ينحت بحجر النسيان ليحافظ على لهجتنا الكويتية وتراثنا الشعبي من الاندثار وبوسط هذا الكم الهائل من الأجهزة والتطور والأحداث والعلوم المختلفة والعولمة والمغريات التي تدفعنا من محيطنا وبيئتنا إلى الخارج أكثر وأكثر.
قد لا تكون العولمة والأخذ بالعلوم المتطورة خطيئة… ولكن من الخطأ أن ننسى بهذا الخضم تراثنا ولهجتنا،
فالتراث الشعبي هو الموروث الذي تفتخر به الدول وشعوبها من معتقدات وعادات وتقاليد بما فيه من إبداع شعبي في الآداب والفنون التعبيرية والفنون التشكيلية والصناعية خلال مسيرتها الثقافية. وهو ما يعكس الكثير من حياة الشعوب وثقافاتهم وأفكارهم وحاجاتهم ومن ثم يبرز مراحل تقدمهم وتطورهم.
ومما لا شك فيه ان كثيراً ما يُحكم على الشعوب من خلال تراثهم ومدى غزارته وتنوعّه الذي يدل على عظمة وسمو هذه الشعوب. فالتراث بمفهومه العام لم يكن نتاج زمن قصير أو عدد قليل من الناس… بل جاء نتيجة تراكم معرفي وخبرات طويلة ونقل متواتر تمّت المحافظة عليه من جيل إلى جيل.
لذلك نحن ندين بالشكر والعرفان للأخت غنيمة الفهد على إصدارها الأخير (الموسوعة الذهبية) الشاملة والكاملة في الكلمة واللهجة الكويتية، وجاءت في 825 صفحة كدليل لغوي وثقافي في التراث، وتعد بالوقت نفسه معجماً وقاموساً للأجيال القادمة.[/B]