[COLOR=#000000][B]
حلة مميزة تكسو العالم العربي والإسلامي مع قدوم شهر رمضان، ومع إطلالته الفضيلة الفريدة عن باقي أشهر السنة، حيث يطل عليهم بالأجواء الإيمانية والطقوس الرمضانية تعبق بجو روحاني مازالت ترتبط بأذهان المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته وأطيافه، ومدونة في سجل الذكريات التي لا يعرفها النسيان.
ولهذا الشهر طابع مميز بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إنه يشجعهم على التعايش مع الآخرين، وفرصة جيدة للدمج الروحي والنفسي والاجتماعي، حيث تلتزم بعض الأسر بتعليم أبنائهم الفروض الدينية الواجبة وتحرص على مشاركتهم في أداء العبادات وتبادل صلة الأرحام تشجيعاً لهم على التواصل والاحتكاك مع الآخرين دون إحساسهم بأي اختلاف، مما يسهم في إضفاء القيم الإنسانية على شخصية ذوي الإعاقة من خلال محاكاتهم لأولياء أمورهم.
ولا ننسى الدور الذي تقوم به الجمعيات المعنية بحقوق ذوي الإعاقة في هذا الشهر من خلال مشاركة هذه الفئة في تعليمهم العبادات والطقوس الإيمانية، وغرس الوازع الديني لديهم، فضلاً عن تنظيم الأنشطة الرمضانية ومعايشة أجوائها.
التقت بذوي الإعاقة وأولياء أمورهم وعدد من مسؤولي الجمعيات المعنية بحقوقهم، ورصدت أبرز طقوسهم وأنشطتهم الرمضانية، وكانت أراؤهم متباينة كالتالي:
في البداية، وصفت سارة السبع من ذوي الإعاقة الحركية شهر رمضان بالضيف الكريم الذي ينتظره المسلمون في جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر، استعداداً لاستقباله بحلته الفضيلة وعباداته المتنوعة، مشيرة إلى أنها تحرص خلال هذا الشهر على ممارسة طقوسها الدينية والروحانية، منها الإكثار من الدعاء والابتهال وقراءة القرآن الكريم، فضلاً عن الابتعاد عن الجدال والتحلي بالتسامح والعفو.
وفي السياق ذاته، لفتت السبع إلى أن هذا الشهر يمثل شهر المغفرة والطاعة وتوثيق صلة الأرحام، فالكل فيه رابح.
وبطريقتها العفوية، هنأت سارة المرهون (تعاني من إعاقة حركية) الجميع بحلول هذا الشهر، معتبرة أنه شهر مميز عن باقي الأشهر، فهو شهر العبادات والطاعة والتقرب إلى الله، إلى جانب ذلك فإنه تزامن مع فصل الصيف، حيث يمتد فيه النهار بخلاف الليل.
تنظيم الوقت
ولفتت المرهون إلى حرصها على تنظيم الوقت ما بين قراءة القرآن والصلاة والتقرب إلى الله، وما بين زيارة الأهل والأقارب وتوثيق صلة الرحم، موضحة أن هذا الشهر له فضل كبير في تعليم الصبر والجلد والإحساس بالفقراء والمحتاجين.
والتقط أطراف الحديث فهد المويزري من ذوي الإعاقات الحركية، مؤكدة على أهمية الرياضة وحرصه على ممارسته خلال هذا الشهر إلى جانب الزيارات العائلية ومتابعة المسلسلات.
وبحكم تجربته في الصيام خارج البلاد في السنوات السابقة لتزامنها مع البطولات الرياضية، أقر المويزري أن لهذا الشهر في بلده طعما خاصا وطابعا مميزا يختلف عن باقي الدول الأوروبية التي تفتقر للأجواء الروحانية والدينية، ويغلب عليها الطابع الروتيني العادي، حيث لمة الأهل والأكلات الشعبية التي افتقدها في البطولات السابقة.
وثمّن المويزري الناحية الإنسانية والأخلاقية التي ليست غريبة على صاحب السمو أمير البلاد، الذي يحرص خلال هذا الشهر الفضيل على استقبال جميع شرائح الشعب دون تمييز بينهم على حد تعبيره.
ومن جانب مسؤولي جمعيات النفع العام المعنية بذوي الإعاقة، أشاروا إلى أن مشاركة الجمعيات خلال هذا الشهر تلعب دوراً مهماً في دمج ذوي الإعاقة مع أقرانهم وغرس وتعزيز الجانب الإيماني والروحاني في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن شرح طقوس وعادات هذا الشهر من خلال تنظيم الأنشطة الرمضانية المتنوعة.
صعوبات
لفت عدد من أولياء أمور ذوي الإعاقات الذهنية إلى بعض الصعوبات التي يواجهونها مع أبنائهم من واقع تجربتهم مع أبنائهم في الأيام الأولى من الصيام، منها عدم الالتزام بفترة الصيام إلى جانب شرح مبسط عن أهمية الصيام والعبادات الدينية.
تأثير الصيام على التوحد
أشار ولي أمر طفل توحدي إلى أن الصيام له فوائد نفسية وعضوية على الطفل التوحدي، لأنه من التدريبات السلوكية، لافتاً إلى أن التزام الأسرة بالتواجد على مائدة واحدة وتبادل المناقشات الدينية، التي تدور على مائدة واحدة حول تعريف الأبناء بمبادئ الدين والمعاملات والعبادات تساعد على التغلب على المشكلات السلوكية التي تواجه هؤلاء الأطفال.
عائد صحي ونفسي
أجمع عدد من أولياء الأمور على أن هناك أهمية كبيرة بالنسبة لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة لأقرانهم في المناسبات الاجتماعية والدينية والوجدانية، لأنهم يشعرون كغيرهم، هذا إلى جانب أن الصيام له عائد نفسي وصحي كبير، سواء بالنسبة للأصحاء أو ذوي الإعاقة.
[/B][/COLOR]