في بداية السبعينات تصور هوارد جاردنر تواجد الدليل المقنع على وجود العديد من القدرات الفكرية الذاتية للبشر، والتي أشار إليها لاحقاً بمصطلح الذكاء الإنساني. ومن هنا شرع جاردنر في دراسة القدرات العقلية مستفيداً من الأبحاث النفسية للعلوم البيولوجية، إضافة إلى البيانات المتعلقة بتطور المعرفة واستخدامها في مختلف الحضارات. وفي عام 1987 قام جاردنر بنشر كتابه " أطر العقل”Frames of Mind ، وقدم فيه نظريته لتعدد الذكاء ، واكد فيها ان الذكاء ليس موحداً أو عاماً حيث أشار إلى أن العديد من الذكاءات يمكن أن يمتلكها الإنسان أو يمتلك بعضاً منها وقد عرف جاردنر الذكاء بأنه "القدرة على حل المشكلات أو إضافة ناتج جديد يكون ذو قيمة في واحد أو أكثر من الإطارات الثقافية معتمداً في ذلك على متطلبات الثقافة التي نحيا في كنفها" ومن الملاحظ ان معظم النظريات القديمة ركزت على ربط الذكاء، بالنشاط العقلي. وقد راجت في الغرب فكرة قياس الذكاء على أساس قياس قوة هذا النشاط. ولذلك كان "I-Q" عندهم، هو نسبة ذكاء الفرد الى متوسط الذكاء في المجتمع. أما بالنسبة للأطفال فيأخذون بالحسبان العمر الزمني للطفل, مقارنة بعمره العقلي. وقد أرست مدرسة "ستانفورد – بينيه" قواعد نظام يعتبر أن معدل ذكاء الفرد في المجتمع هو 100، وان كل من يملك ذكاء فوق ال 100 يعتبر ذكيا. وآلية قياس الذكاء, هي امتحانات عادية بورقة وقلم، تقيس القدرة العقلية للفرد، اعتمادا على ثلاثة محاور أساسية هي القدرة على الحساب, المنطق, والبراعة اللفظية ولكن لاحظ جاردنر ، أن هناك أنواعا من القدرات والمواهب الفردية لا تستطيع الامتحانات قياسها. وحدث أن كثير من الموهوبين قد فشلوا في امتحانات الذكاء التقليدية – عند دخولهم للجامعة مثلا – ولكنهم برزوا بعد ذلك في كثير من مجالات الحياة، سواء في الجامعة التي عادت وقبلتهم، أو خارجها. وهذا ما دعا جاردنرالى توسيع مفهوم الذكاء, بحيث تشمل قدرات ومواهب للفرد غير القدرات الحسابية أو المنطقية. وفي كتابه "أطر العقل" الصادر سنة 1987، عدد عالم النفس "هاوارد جاردنر"، وهو أستاذ في جامعة هارفارد، سبعة أنواع من الذكاء (تاركا الباب مفتوحا للزيادة). لقد حدد جاردنر سبعة أنواع من الذكاءات في بداية الأمر في عام 1987م ثم أضاف عليها في عام 1995م عاملاً جديداً أسماه بالذكاء الطبيعي حيث أشار العديد من الباحثين في مجال علم النفس المعرفي أن أنواع الذكاء الثمانية كل واحد منها منفصلة عن الأخرى ولها صفات متمايزة، حيث يتميز كل عامل أو نوع معين من الذكاء بنشاط عقلي وقدرة ذهنية معينة تؤدي وظائف محددة لقد وصل عدد أنواع الذكاءات المعروفة حتى الآن إلى اثني عشر على الأقل في وقتنا الحاضرلكن حدد جاردنر ثمانية منها يمكننا أن نصفها على النحو التالي: الذكاء البدني bodily-kinesthetic intelligence انه القدرة على التحكم بنشاط الجسم الحركات وتنسيقها. وهو ما يسميه جاردنر بالذكاء الجسدي والحركي،. وهو مهارة لا شك يملكها الرياضيون والراقصون وعارضو الأزياء، وغيرهم من المتأنقين بأجسامهم والمعتزين بها. ولكل فرد نصيب من هذه المهارة. والشخص السليم يملك القدرة على التحكم بجسمه وبرشاقته وتوازنه وتناسقه. وان التمرين المتواصل قد يزيد من هذه القدرات. ولكن منها ما يظهر عند بعض الإفراد, حتى قبل أن يبدأ بالتمرين، كلاعبي كرة القدم المتفوقين مثلا. تماما كما تظهر براعة بعض الأفراد في الحساب قبل ان يتعلموا الحساب. كما أن علاقة هذه المهارة بالمخ واضحة أيضا. وبما أن كل نصف من المخ يسيطر على حركات نصف الجسم المضاد له, فان ضررا يصيب أحد نصفي المخ, قد يؤدي الى عجز تام للمرء عن القيام بحركات إرادية في النصف المضاد. والإقرار بهذه المهارة كنوع من الذكاء, يضطرنا الى الإقرار بان لاعب كرة القدم المجيد هو شخص ذكي, كذلك الراقصة التي تعجب الجمهور برقصها. وهو ما يعارضه بعض العلماء المخالفين. الذكاء الاجتماعي intelligence intrapersonal ويسمى ذكاء التعامل مع الآخرين ويتكون من القدرة على العمل التعاوني والقدرة على الاتصال الشفوي وغير الشفوي مع الآخرين ويتضمن استعمال فهم الشخص لأهداف الآخرين ودوافعهم ورغباتهم لكي يتفاعل معهم بطريقة مرضية كما يفعل السياسي والبائع. وهو القدرة التي يملكها الفرد على التواصل مع الآخرين. والسياسيون ممن يحظون بشعبية واسعة, والأشخاص الذين يتميزون بجاذبية خاصة (الصفة الكارازماتية)، من القياديين, يمتلكون هذه القدرة. وعلى الرغم من أن الناس يستطيعون الحياة فرادى, الا أن الإنسان هو حيوان اجتماعي بطبعه، مثله مثل النمل أو النحل, لا يستسيغ الحياة معزولا عن أبناء جنسه. والحياة مع الناس والتواصل معهم ليست حاجة اقتصادية فقط, أو تعاونية , بل هي حاجة نفسية وجسدية أيضا. وقد توصل بعض العلماء الى أن إصابة بليغة في مقدمة الرأس تؤدي الى الإضرار بهذه المهارة, حيث يقع جزء المخ الذي يتحكم بها. يقول جاردنر: "إن الذكاء في العلاقات المتبادلة بين الناس هو القدرة على فهم الآخرين، وما الذي يحركهم، وكيف يمارسون عملهم، وكيف نتعاون معهم". أما فيما يتعلق بذكاء الشخصية الاجتماعية وتميزها، فقد حدد أربع مواصفات: هي القيادة، والمقدرة على تنمية العلاقات، والمحافظة على الأصدقاء، والقدرة على حل الصراعات، والمهارة في التحليل الاجتماعي. * الذكاء الذاتي intelligence interpersonal وهو قدرة الشخص على فهم ذاته من جوانبها المختلفة من المشاعر والعواطف وردود الفعل والتأمل الذاتي ومن أمثلة الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من هذا النوع من الذكاء هم الروائيين والفلاسفة وعلماء النفس. وهو أن يعي الانسان نفسه والعالم الذي يعيش فيه، ويدرك العلاقات التي تربط الامور والظواهر المحيطة به، مهما بدت بعيدة أو منفصلة الواحدة عن الاخرى. ووعي المرء لنفسه يعني ان يتعمق في نوعية مشاعره, وماهية وجوده. وهو وعي يقود عاجلا أو آجلا, الى الاعتزاز بالنفس وتقديرها, والى قوة الشخصية الذي يميز الانبياء والمفكرين والمصلحين الاجتماعيين. أما ضعف هذا النوع من الذكاء, فيؤدي الى ضعف وعي الشخص بذاته، والى انقطاعه عن المحيط الذي يعيش به, كما يحدث للأطفال الفاقدي الصلة بما حولهم autistics””. وكثيرا ما لا يبرز هذا النوع من الذكاء في الأشخاص الذين يملكونه من الخارج، الا اذا عبر عنه في صيغ مناسبة وملموسة، كالكتابة مثلا والرسم، فنرى تفجر الشخصية التي بدت لنا على السطح شخصية راكدة أولا. أو حين يعبر عنها بصيغ غير ملموسة كالفرح والغضب. الذكاء المنطقي أو الرياضي logical\ mathematical intelligence وهو القدرة على التفكير المنطقي والمحاكاة العقلية والتعامل مع الأرقام وإنشاء أنماط عددية والتعرف على الأنماط المجردة كما يفعل المحققون والمباحث والعلماء والفلكيون. وهو أكثر نقر به جميعا على أنه ذكاء. أنه "الأب النموذجي""archetype"، للذكاء. وهو ما يمكّن الأشخاص من التفكير الصحيح، باستعمال أدوات التفكير المعروفة, كالاستنتاج والتعميم، وغيرها من العمليات المنطقية. وهذه القدرة الرياضية لا تحتاج الى التعبير اللفظي عادة, ذلك ان المرء يستطيع ان يعالج مسألة رياضية في عقله دون أن يعبر عما يفعل لغويا. ثم ان الأشخاص الذين يملكون قدرة حسابية عالية, يستطيعون معالجة جل المسائل التي يعتمد حلها على قوة المنطق. *الذكاء الإيقاعي الموسيقي Musical intelligence بعض الناس موسيقيون أكثر من غيرهم. وحب الموسيقى والاحساس بالايقاع والتفاعل معه, تظهر عند هؤلاء "الموسيقيين", سواء تعلموا الموسيقى أو لا، والمران قد يطور القدرة الموسيقية، ولكنه لا يوجدها من فراغ. وكان "موتسارت" مثلا, قد بدأ يعزف الموسيقى ويؤلف الالحان, وهو لا يزال طفلا صغيرا. بينما يبدو بعض الناس غير موسيقيين البتة، دون أن يؤثر ذلك على مجرى حياتهم الطبيعية. وكما في باقي أنواع الذكاء، فان المهارة الموسيقية ترتبط بمناطق محددة في المخ. وعلى الرغم من المهارة الموسيقية تبدو بعيدة الشبه بالمهارة الحسابية مثلا, الا أنها تملك الاستقلال الذي يجعلها جزءا منفصلا من الذكاء الانساني. * الذكاء اللغوي أو الشفوي ( اللفظي) وهو القدرة على توليد اللغة والتراكيب اللغوية التي تتضمن الشعر وكتابة القصص واستعمال المجازوهوالقدرة على التعبير اللغوي واستعمال الكلمات. قدرة يملكها أفراد أكثر من غيرهم. والخطباء المفوّهون، ورؤساء القوم، يملكون هذا النوع من الذكاء ويطورونه بالمران. وربما استغلوه في الوصول الى عقول الناس. وفي مسرحية "يوليوس قيصر" لشكسبير, يظهر لنا بوضوح كيف يكسب "بروتوس" الرأي العام لجانبه معتمدا على قوة خطابه. والأمثلة في التاريخ العربي كثيرة. فالحجاج بن يوسف, وهو معلم أولاد سابق, لم يكن يمتاز بحنكته العسكرية, اكثر مما يمتاز بقوة بلاغته وتعبيره. وخطبته في أهل العراق معروفة. وفي الآونة الأخيرة اكتشفت العلاقة الوثيقة بين اللغة والعقل. ذلك أنه لو أصاب منطقة في المخ تدعى منطقة "بروكا" أي ضرر مادي, فان هذا سيؤثر على قدرة الشخص على الكلام. وعلى الرغم من أن المصاب يظل يفهم معنى الكلمات التي يستعملها, الا أنه يصبح عاجزا عن التركيب ألقواعدي للجملة. وقد لاحظ جاردنر أن الأطفال الصغار والصم, يطوّرون لغتهم الخاصة بهم, عندما لا يملكون خيارا آخر للغة عامة يستعملونها. ان القدرة على فهم اللغة وبنائها قد تختلف من شخص الى آخر, ولكن اللغة كسمة معرفية هي ظاهرة عالمية. * الذكاء الفضائي أو البصري intelligence visual\ spatial وهو القدرة على إبداع الصور العقلية والتخيل والفنون البصرية والتصميم المعماري وهو القدرة على تصور الأشكال وصور الاشياء في الفراغ (الفضاء), أي المكان ذي الثلاثة أبعاد. ونحن نستعين بهذه المهارة كلما رغبنا في صنع تمثال أو استكشاف نجم في الفضاء. وترتبط هذه القدرة بما يسمى ادراك التواجد في المكان. وبعض الناس تختلط عليهم الامكنة (عند السفر مثلا), ولا يعرفون المكان الذي يتواجدون فيه. ويستطيع آخرون العودة الى المكان الذي كانوا فيه قبل سنوات, بينما لا يستطيع غيرهم أن يحدد الجهات حتى في مكان سكناه. وقد دلت الكشوف المخبرية الأخيرة ارتباط هذا النوع من الذكاء بمنطقة تقع في النصف الأيمن من المخ. بحيث لو تضررت هذه المنطقة لسبب ما, لفقد الإنسان القدرة على تمييز الأمكنة حتى المعروفة لديه سابقا, أو التعرف الى أقرب الأشخاص اليه. ومن المهم أن نميز بين الذكاء الفراغي وبين ملكة الرؤية بالعين. وعادة ما يخلط الناس بين الاثنين، ما داموا يعتمدون في تمييزهم للأجسام وإدراكها على حاسة النظر. فالأعمى يستطيع أن يدرك الأشياء بأن يتحسسها وبدون أن يراها. وهو ما يؤكد استقلال الذكاء الفراغي عن حاسة البصر, وتشكيله جزءا من الذكاء البشري عموما. الذكاء الطبيعي intelligence naturalist وعنوا به قدرة المرء على أن يصنف ويحدد أنماطا في الطبيعة. مثلا كان الانسان القديم يستطيع أن يميز بين ما يمكن اكله وما لا يمكن من الاحياء والجوامد. أما في العصر الحديث, فان الذكاء الطبيعي يظهر في قدرة المرء على تمييز التغييرات الحاصلة في المجتمع والظواهر الطارئة. أنواع أخرى من الذكاء والممتع في نظرية جاردنر أنه يبقي الباب مفتوحا على وجود أنواع أخرى من الذكاء, غير التي أشار اليها. وهو نفسه قال ان هناك حوالي عشرين مدخلا كالتي سجلها. ولذلك فقد اجتهد آخرون غيره, في إيجاد وتسمية أنواع أخرى من الذكاء. ومن هذا الأنواع ما أضيف مؤخرا الى القائمة كالذكاء العاطفي emotional intelligence"". وهو حسب دانيل جولمان "أن تكون قادرا على حث نفسك باستمرار في مواجهة الإحباطات والتحكم في النزوات، وتأجيل إحساسك بإشباع النفس وإرضائها، والقدرة على تنظيم حالتك النفسية، ومنع الأسى أو الألم من شل قدرتك على التفكير، وأن تكون قادرا على التعاطف والشعور بالأمل" والذكاء الروحي يعتبر أحدث أنواع الذكاءات المتعددة والأشخاص الذين لديهم ذكاء روحي يتميزون بالصفات التالية:الإحساس بالزمن والأوقات والأرواح.الإيمان بالمفاهيم والمعتقدات الزمنية ( مثل الطرق الصوفية ).الاعتقاد في الظواهر والأحداث الطبيعية.استخدام الحدس والثقة في هذا الاستخدام.أداء المناسك وفرائض العبادة في دور العبادة أوالأماكن المخصصة لذلك.الإيمان بالتعامل على أساس الصدق مع الآخرين أهمية استخدام نظرية الذكاء المتعدد فى تعليم اطفال التوحد إمكانية التعرف على القدرات العقلية للطفل التوحد بشكل أوسع: فالرسم والموسيقى والتفاعل داخل المجتمع كلها أنشطة حيوية تسمح بظهور نماذج وأنماط تربوية وتعليمية جديدة مثلها في ذلك مثل البرامج التربوية. لقد أكدت الدراسات على أن العديد من اطفال التوحد يحصلون على درجات منخفضة أو متوسطة في الأداء على مقاييس الذكاء التقليدية التي تعتمد على الأقلام والأوراق والأسئلة والإجابات القصيرة، وهؤلاء الأطفال يؤدون أداء جيداً للأنشطة والمهارات التي تعتمد على الرسم والطبيعة، وأنهم يحصلون على درجات عالية في مقاييس الذكاء المتعددة، مما يجعلنا نتشكك في الجدوى التربوية للاختبارات التقليدية للذكاء. تقديم أنماط جديدة للتعليم تقوم على إشباع احتياجات اطفال التوحد بحيث يكون الفصل الدراسي عالم حقيقي للطفل ، وحتى يصبح التلاميذ أكثر كفاءة ونشاطاً وفاعلية في العملية التعليمية. تزايد أدوار ومشاركة الآباء والمجتمع في العملية التعليمية:وهذا يحدث من خلال الأنشطة التي يتعامل من خلالها التلاميذ مع الجماهير ومع أفراد المجتمع المحلي خلال العملية التعليمية. قدرةاطفال التوحد على تنمية مهاراتهم وقدراتهم المعرفية من خلال المجتمع عندما نقوم بالتعليم والتدريب من اجل الفهم والاستيعاب سوف يتجمع لدى الاطفال ويتكون لديهم العديد من المهارات والخبرات الإيحائية والقابلية نحو تكوين نماذج وأنماط جديدة لحل المشكلات في الحياة. التوصل إلى شكل بر وفيلات الذكاءات المتعددة لدى الاطفال والتعرف على أهم ملامح هذه البروفيلات مما يسهل معه عملية تقييم الذكاء المتعدد لدى هؤلاء الأطفال، مما يمكن معه وضع البرامج الملائمة لصقل قدراتهم وزيادة مهاراتهم المختلفة. كما تقرر نظرية الذكاء المتعدد وجود العديد من التطبيقات داخل موسسة الرعاية وداخل المجتمع، كذلك توضح النظرية أن كل أنواع الذكاء المتعدد تحتاج إلى إنجاز وإنتاج وظيفة في المجتمع، ولهذا فإن المعلمون يجب أن يفكروا في كل أنواع الذكاء المتعدد حيث تتساوى أهميتها جميعاً معا وهذا يختلف مع نظم البرامج التقليدية التي تهتم وتؤكد على تنمية الذكاء اللفظي والمنطقي الرياضي فقط الذكاء المتعدد والخطة الفردية لطفل التوحد في ضوء نظرية الذكاء المتعدد يتوجب مراعاة ما يلي: – – تطوير المنظومة المعرفية للخطة الفردية لطفل التوحد من خلال مخاطبة الذكاء المتعدد الذي يمتلكه الطفل أو يظهرون قوة فيه، والكف عن التعامل معهم فقط على أساس الذكاء الذي لا يمتلكونه أو التي يظهرون ضعفاً واضحاً فيه، بل ينبغي الاهتمام بالأنواع التي يمتلكونها ومحاولة تنمية تلك التي لا يمتلكونها أو يظهرون ضعفاً محددا فيها. – مراجعة نظام التقييم القائم الذي يقيس ما لا يعرفه الطفل أكثر مما يعرفه، إذ تسعى الاختبارات إلى قياس جوانب معرفة دنيا وإهمال جوانب معرفة تتصف بقدرات عليا، وبالتالي يكون التقييم قاصراً على استخدام أساليب محددة للقياس ولم يرق إلى المفهوم الحقيقي لمعنى التقييم. ولذا ينبغي أن يكون التقييم منصباً على الأنواع المختلفة من الذكاء دون استثناء. -التوسع في مضمون الخطة الفردية ليشمل تعددية في المواد والأنشطة والمهارات المستخدمة بما تقابل وتناغم التعددية في القدرات العقلية بحيث يتسع لمكونات المنظومة المعرفية من عمليات معرفية لطيف من المجالات، والأنشطة المجتمعية المعاصرة والمتوقعة، بل على واضعي الخطة الفردية ومنفذيها أن يعيدوا هيكلة الخطة وإدارتها بحيث تسمح بمرونة الاختيار والتشعبات والتنوع، وذلك بالتكافؤ في المستوى وليس بالتطبيق في المضمون، وفتح القنوات بين التشعبية والتنويعات بما يتيح التواؤم الطردي مع مواقع القوة في قدرات المتعلم اللغوية والرياضية والبصرية والمكانية والإيقاعية الموسيقية والحركية الجسدية وقدرات الاتصال بالذات والتعامل مع لآخرين والتفاعل المنتج مع مصادر ومكونات الطبيعة. تعديل النظام التعليمىلطفل التوحد بحيث يكون هناك مراكز متعددة تنمي أنواع الذكاء المتعدد وتصقلها، بحيث تتضمن المدرسة الواحدة ثمانية مراكز أساسية تعد مصادر لإكساب المتعلمين القدرات المختلفة من الذكاء