[COLOR=#000000][B]
فيما أشاد بتجربة الكويت الرائدة في الالتفاف ورعاية ذوي الإعاقة الذهنية بمختلف درجاتها، وذلك مقارنة بكثير من الدول، أقر الرئيس التنفيذي لمجلس أمناء رحلة الأمل يوسف عبدالحميد الجاسم بأنه لا يوجد اهتمام كامل حتى الآن، فعلى الرغم من أنها تقف في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، إلا أنه ليس على نحو متكامل، بل يحتاج إلى المزيد.
وحول رؤيته بشأن ما ينقص هذه الشريحة، اعتبر أن إيجاد بيئة حاضنة لاحتوائهم وتعليمهم وتوظيفهم أمر ضروري، مدللاً على ذلك بطاقتهم وقدرتهم على العمل، غير أن أرباب العمل يحدون إطلاق مواهبهم.
ودعا الجاسم إلى الالتفاف إلى هذه الشريحة فضلا عن عدم التعامل معها على أنها ثانوية، بل انها عناصر مهمة ومكملة، ممكن أن تغير وجه العالم، مقترحاً إنشاء نادٍ خاص لهم، بحيث يحتويهم، لا سيما بعد الانتهاء من دراستهم لصقل مواهبهم وممارسة هواياتهم وإبداعاتهم.
لماذا الإعاقة الذهنية؟!
ورغم يقينه بأن ذوي الإعاقة بجميع فئاتها، درجاتها وأنواعها يمثلون قضية المجتمع، أرجع الجاسم السبب في تخصيص هذه الرحلة لذوي الإعاقات الذهنية إلى قصور المجتمعات في التعامل مع هذه الفئة واستيعابه.
نظرة خطأ
وأوضح أنه على الرغم من أن الكويت تقف في مصاف الدول المهتمة بالإعاقات بشكل عام والذهنية على نحو خاص، إلا أن كثيراً من الدول يتعاملون مع أصحاب هذه الإعاقات على أنهم «مجانين»، بخلاف الأمر بالنسبة الى المكفوفين والصم، حيث إن المجتمعات متآلفة ومتعارفة على وجود هذه الفئات، لكن «التوحّد» و«الداون» و«بطيء التعلم» فئات لا تزال «مهملة» في المجتمعات، لذلك يتم التركيز عليها.
وأوجز التعريف بالرحلة في سطور قائلا «إنها رحلة بحرية جريئة كويتية المنطلق، إنسانية المضامين، عالمية الأبعاد، تبدأ برعاية سامية من سمو أمير البلاد – حفظه الله ورعاه – وصولاً إلى العاصمة الأميركية واشنطن، ثم العودة إلى الكويت.
نقطة الانطلاق
وتحدث الجاسم عن مصدر الفكرة ونقطة انطلاقها، لافتاً إلى أنها انطلقت من مجموعة من أولياء الأمور لديهم تجارب ناجحة مع أبنائهم من ذوي الإعاقات الذهنية من فئات متلازمة الداون والتوحديين والحالات الذهنية الأخرى، عملت منذ عام 2003 تحت مسمى الفريق الخاص بمجموعة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية والإعلامية والثقافية الموجهة لمصلحة ذوي الإعاقات الذهنية، داخل الكويت وخارجها، وارتأى هذا الفريق اختتام أنشطته بعمل ذي صدى مؤثر داخل الكويت وخارجها، يلفت انتباه العالم إلى احتياجات ذوي الإعاقات الذهنية محلياً وخارجياً، ويعكس صورة الكويت الحضارية وتجربتها في رعاية المعاقين ذهنياً في جميع أنحاء العالم.
أهداف سامية
وعدد الجاسم أبرز الأهداف التي تسعى الرحلة إلى تحقيقها، منها: إبراز وجه الكويت الحضاري ونقل تجاربها في رعاية هذه الشريحة إلى العالم، فضلاً عن التقارب بين الأجناس والأديان واستنهاض جهودها ولمصلحتهم، بالإضافة إلى إثبات قدرتهم على تنفيذ أعمال بطولية كبيرة للفت الانتباه إلى احتياجاتهم والتآزر المجتمعي معهم، وذلك للقضاء على حالات عزل فئات ذوي الإعاقات الذهنية في المنازل، علاوة على دمجهم في المجتمع وتطوير وصقل مواهبهم وقدراتهم بمساعدة أولياء أمورهم لتجاوز صعوبات التعامل معهم وتخفيض الصدمات والآثار النفسية المترتبة على المواليد الجدد من هذه الفئة بتسليط الضوء على إنجازاتهم وتنميتها.
مفاهيم
وأضاف قائلاً «إلى جانب تقليص المفاهيم الخطأ بشأنهم عن طريق ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي ونشرها، فضلاً عن التعريف بالجهات التطوعية التي ترعى مصالحهم وتحث على التكاتف معها، وتشجيعها على الاستمرار وإبراز الجوانب الإيجابية والحضارية التي تقدمها مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة بذوي الإعاقات الذهنية إلى جانب دعم حملات الفحص المبكر قبل الزواج.
دعم
وثمن مبادرة سمو أمير البلاد الشيح صباح الأحمد من خلال مباركته للفكرة ودعمه لهذا المشروع الكويتي المنطلق، الإنساني الأبعاد، حيث تبرع سموه في 22 يونيو 2011 بمبلغ مليون دينار بدعم ميزانية الرحلة، التي تبلغ حوالي 3 ملايين دينار، ما بين متطلبات الرحلة، إلى جانب تبرع كل من شركات التأمين بالكويت بالتنقية التأمينية المطلوبة وشركة زين للاتصالات من خلال دعمها للخطة الإعلامية بمبلغ 400000 دينار، كاشفا في السياق ذاته عن دعم اتحاد مصارف الكويت، الذي يمثل القطاع المصرفي للرحلة بمبلغ سيتم الإعلان عنه لاحقاً، ناهيك عن الاتصال مع جهات أخرى في القطاع الخاص لدعم الرحلة باعتبارها فكرة وطنية.
مراحل
وحول مراحل الاستعداد للانطلاق بالرحلة، قال الجاسم «لقد باشرنا العمل التنفيذي في تاريخ 1 يوليو، حيث بدأ التعاقد على قارب الرحلة مع مصنع محلي، رغبةً في أن تكون الرحلة كويتية المنشأ والتصنيع، حيث تم تصميم القارب من قبل جاسم الرشيد، باعتباره متخصصاً في بناء القوارب، لافتاً إلى أنه تم تصميم القارب بحيث يتلاءم مع الإبحار في البحار العالمية والمحيطات، كما تمت الاستعانة بشركة عالمية هولندية للتأكد من سلامة التصميم وملاءمته لعبور المحيط، حيث تولت هذه الشركة مراجعة التصاميم واعتمدتها بعد التعديلات وتم التعاقد على القارب، وكذلك إطلاق حملة الترويج للرحلة، إيذاناً للتعريف بها وبأهدافها.
وأعرب عن أمله في أن تنطلق الرحلة في التاريخ والتوقيت المحددين لها، وهما: الساعة الــ 12 ظهر يوم الــ 12 من شهر ديسمبر 2012، إذا لم تحدث أي متطلبات مناخية أمنية متعلقة بعبور المحيط في وقت معين. وأشار الجاسم إلى أن الرحلة سوف تستغرق تسعة أشهر (أربعة أشهر ونصف الشهر ذهابا والأخرى إياباً)، معللا طول مدة الرحلة بالاعتبارات التوعوية والسلامة الأمنية، حيث إنها تبحر نهاراً وتتوقف ليلاً في الموانئ لمدة تصل الى يومين أو ثلاثة، للتعريف بالقضية وإلقاء المحاضرات فضلاً عن المشاركة في الأنشطة والفعاليات.
اتصالات متنوعة
وأشار إلى اتصالاتهم مع الجهات الحكومية التي تمكن الاستعانة بمساعدتهم، منها وزارة الدفاع، حيث جهزت بالتعاون مع الجيش الأميركي احتياجات مرافقات القطع البحرية الأميركية للرحلة في القرن الأفريقي من أعمال القرصنة وعبر المحيط لمراقبة سلامة الرحلة والإنقاذ، بالإضافة إلى سفارات الكويت في الدول التي سوف تمر بها الرحلة، وعددها 32 دولة، حيث أبدوا استعدادهم لاستقبال قارب الرحلة وتوفير الرخص والحمايات اللازمة، إلى جانب اتصالاتنا مع وزارة الداخلية لاحتياجات خفر السواحل والمواصلات، فضلاً عن وزارة الصحة لتخصيص فريق طبي متخصص.
الأنشطة المصاحبة للرحلة
1- إطلاق حملات تبرعات محلية وخارجية لمصلحة الجمعيات والمنظمات الأهلية الراعية لذوي الإعاقات الذهنية، سواء في المرحلة التي تسبق انطلاق الرحلة أو أثناء مغادرتها وعودتها.
2- سلسلة احتفاليات مصاحبة للرحلة منذ الانطلاق ثم الاستقبال والتوديع في مختلف الموانئ بمشاركة الجمعيات والمنظمات المحلية المختصة بهذه الفئات في الدول الواقعة على خط سير الرحلة.
3- تغطيات إعلامية محلية وعربية وعالمية للرحلة بدءاً من الانطلاق وصولا إلى العودة وبوسائل ترويجية، يصممها متخصصون في هذا المجال، بالتعاون مع الجهات الراعية.
متطلبات الأمن والسلامة في رحلة الأمل
عما إذا كانت هناك صعوبات اعترضت مراحل تنظيم الرحلة وتشييد القارب، قال يوسف الجاسم: لا نزال على الشاطئ، لكن ثمة صعوبات متعلقة بالتوقيت، حيث طلبنا نظراً الى مطلبات التأمين والشركة التي تراجع تصميم القارب أن نتأخر قليلاً لتحقيق متطلب السلامة، ونأمل في أن نتجاوز الصعوبات التي نتخوف منها والتغلب عليها من خلال تعاون الدول التي يمر بها القارب لاعمال التراخيص والإنقاذ والإسعافات والحراسة.
خدمة ذوي الإعاقات الذهنية
حسم الجاسم مصير القارب بعد عودته من الرحلة المقررة، مشيراً إلى أنه سيتم تسخيره لخدمة ذوي الإعاقات الذهنية ودعم جمعياتها الخاصة، كما أن هناك حزمة من الخطط حول إلحاق القارب بالمتحف الوطني، حيث يتوافد على زيارته كل من الطلاب والطالبات، ليكون بانوراما للرحلة وتاريخها، كما أن هناك تبرعات للدخول الرمزي لهذا القارب، إن وجد، بحيث يقام عليه أنشطة بحرية لمصلحة هذه الجمعيات (أو أن يكون مزادا للجمعيات) لأن الأموال التي يتم تحصيلها الآن موجهة لتغطية تكاليف الرحلة، والفائض عنها سيخصص لدعم الجمعيات الأهلية.
16 مغامراً على متن القارب
يبلغ عدد طاقم القارب حوالي 16 شخصا من بينهم اثنان من أولياء الأمور وثلاثة من الطاقم الإعلامي واثنان من متلازمة الداون، وهما أول غواصين من فئة الداون في البلاد، وهما: مشعل البدر (27 عاماً) وحصل على 30 ميدالية ذهبية وفضية على مستوى العالم، والثاني خالد الدوسري (17 عاما) وحصل على أول ترخيص غوص بالمعدات كأصغر طفل داون في العالم، وشارك في مسابقات دولية حصل خلالها على 30 ميدالية أيضا.
غرفة مراقبة
قال الجاسم: نحن نعمل مع وزارة الدفاع لتخصيص غرفة مراقبة مزودة بالرادار وأجهزة الالتقاط والاتصال مع الرقابة عبر الستالايت بحيث يكون القارب تحت بصر الدولة الأم في أي لحظة.
احتياجات لوجستية
لفت الجاسم إلى أن القوتين البحريتين الأميركية والبريطانية أبدتا استعدادهما لمساعدتنا في جدول الاحتياجات اللوجستية (الغذاء والأدوية).
دعم وزارة الإعلام
أشاد الجاسم بدور وزارة الإعلام التي تعكف بالترتيب معهم على إعداد خطة للتغطيات اليومية للرحلة من خلال تخصيص قمر اصطناعي وإفراد قناة خاصة للرحلة بشكل يومي، وكذلك تغطية جملة من البرامج، سواء على القارب أو أثناء الإبحار، ليتم بثها بتلفزيون الكويت، ومن ثم ربطها بشبكة من القنوات. هذا، علاوة على حرصها على التغطية العالمية بالتنسيق مع القنوات التي تبث باللغتين العربية والإنكليزية، مثل: «سي إن إن»، «بي بي سي» و«سي إن بي سي» و«سكاي نيوز» والقنوات الفرنسية والألمانية والروسية والصينية. ورحب باستعداد قناتي العربية والجزيرة بتغطية أخبار الرحلة، إلى جانب باقي القنوات المنتمية لاتحاد الإذاعات العالمية والعربية.
عباقرة.. ولكن!
أعاد الجاسم إلى الأذهان نماذج حية لعباقرة من ذوي الإعاقات الذهنية (التوحد والدسليكسيا) ممن غيَّروا وجه البشرية من أمثال اينشتاين وبيل غيتس، لافتاً إلى أن المعاقين الكويتيين بينهم عباقرة، لكنهم يفتقدون للدعم والمساندة.
تدريب لمواجهة التقلبات الجوية
أشار الجاسم إلى التدريب النظري الذي توفره الكلية الأسترالية لطاقم قارب رحلة الأمل في الدورة التدريبية المتكاملة حول استخدام جهاز المحاكاة التدريبي (الجاهز التمثيلي)، الذي يعد من أحدث الأجهزة الموجودة في العالم، حيث يتم تدريب الطاقم في مختلف الموانئ وكيفية التعامل مع الأحوال الجوية والأوضاع الطبيعية للبحار، إلى جانب التدريب العملي من خلال عبور المحيط الهندي للتدريب على مواجهة العواصف وتقلبات الأحوال الجوية، لافتاً إلى أن الطاقم له باع طويل في ركوب البحر بشكل متواصل.
تعاون مع الأمم المتحدة
لفت الجاسم إلى تعاونهم مع الجمعيات الأهلية المعنية بذوي الاعاقات الذهنية إقليميا (في دول الخليج) وعالمياً، منها الأولمبياد الدولي والتي ستسلمنا رسالة الرحلة في واشنطن إلى جانب التعاون مع الأمم المتحدة في احتفالية الوصول إلى نيويورك ضمن فترة الاحتفال بالمعاقين عالمياً، كذلك مع جمعية الاحتواء الشامل المعنية بالإعاقات الذهنية شعبياً في حوالي 50 دولة، وأغلبها في الدول التي ستمر بها الرحلة.
[/B][/COLOR]