0 تعليق
379 المشاهدات

الزهايمر وكبار السن



[COLOR=#000000][B]د.عزت بدوي استشاري أمراض جلدية وتناسلية

مع التقدم الحضاري الذي نعيش فيه، والتقدم في الخدمات الصحية، ارتفع متوسط معدل الأعمار لتصل الى سبعين حتى تسعين عاما وقد تزيد. وهو الأمر الذي يزيد من نسبة الإصابة بمرض الزهايمر الذي يظهر مع التقدم في العمر والدراسات في بعض البلدان أثبتت وجود ازدياد في معدل الإصابة كلما ازداد العمر، وبالطبع تختلف نسبة الإصابة من بلد إلى آخر. والآن العلم استطاع ان يصل لدواء لهذا المرض، هذا الدواء ممكن ان يحمي هؤلاء الذين قد يتطور بهم الأمر ليكونوا فريسة لذلك المرض.

وحتى نعطي بعض الضوء على مرض الزهايمر، يجب ان نعرف طبيعة التغيرات التي تحدث داخل الجسم، والتي تؤدي الى الأعراض المصاحبة له، والتي سنسردها في هذه المقالة، فهو مرض يؤثر على المخ بشكل أساسي، ويتطور تدريجيا الى ان يصل الأمر بموت الخلايا العصبية نتيجة تراكم أنواع من البروتينات الغريبة على تلك الخلايا.

وعادة ما تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيا، بطريقة لا تشعر الكثيرين منا بأن هناك أعراضا غريبة على المصابين به، والمرض عادة ما يؤثر في البداية على الذاكرة عند الشخص المصاب، وهذا العرض قد يكون عرضا طبيعيا لدى كبار السن. ولكن مع مرور السنين يصعب على المرضى من كبار السن تكوين ذاكرة جديدة. ومع الوقت يستمر المرض في الانتشار ليصيب مناطق أخرى من المخ، ليقتل المزيد من الخلايا وتزداد الأعراض التي تقلل من قدرة المريض على ان يتولى شؤونه الحياتية بنفسه وهذا الازدياد في انتشار.

المرض يجعل المريض ينتقل كل فترة الى مرحلة أكثر تقدما في المرض، والتي تؤثر تباعا على قدرات المريض، سواء الذهنية أو البدنية، وكذلك علاقته مع الآخرين. وتختلف أعراض المرض في عدة نواح فتتأثر القدرة المعرفية لدى المريض، مما يؤثر على قدراته في الفهم والكلام وكذلك تتأثر ذاكرته، كما تظهر الأعراض السلوكية والمزاجية، ويتأثر كذلك نشاطه اليومي.

وكما ذكرنا آنفا، فقد تبدو بعض الأعراض كأنها أعراض عادية لكبير السن مثل كثرة النسيان، ويتبع ذلك أعراض أخرى مثل فقدان الأشياء، فيكثر نسيان المفاتيح ومحفظة النقود والتلفون المحمول، والمتعلقات الشخصية، وغير ذلك وقد يتسبب النسيان في بعض المشاكل مثل نسيان الطعام في الفرن مثلا وقد تكون بعض الأعراض منطقية أو غير منطقية مثل صعوبة اتخاذ القرار المناسب أو اتخاذ قرار غير مفهوم أو قرار لا يتماشى مع المنطق السليم لدى المقربين من المريض وتتفاقم الأعراض أحيانا فيضل المريض طريقه نظرا لصعوبة تعرفه على الأماكن المعتادة ولا يتسنى له الرجوع للمنزل وحده ويظهر عدم إدراكه للأماكن المعروفة لديه كجزء من فقدان الذاكرة، وتظهر لديه كذلك صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة، وتزداد الأعراض فيتكلم بكلام غير واضح أو غير مفهوم.

ومن الأعراض التي قد يستغربها المحيطون به عدم القدرة على التمييز بين الأشياء المعتادة للمريض والتي تعتبر من الأشياء العادية، وقد يصل الأمر كذلك الى عدم التعرف على أفراد أسرته، وذلك قد يحزن الأسرة.

وتظهر بعض الأعراض التي تؤثر على حياته اليومية وتكون مثار استهجان من يعرفه ومن لا يعرفه مثل تركه الاستحمام وعدم غسل الوجه والأسنان، وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي مثل عدم تصفيف الشعر، وبعض الأعراض ترجع لعدم قدرته على فعلها مثل عدم قدرته على فك وغلق أزرار الملابس، وعدم قدرته على لبس الحذاء بمفرده، وقد تتفاقم الى درجة عدم استطاعته الوقوف في وضع مستقيم، وعدم القدرة على المشي. وتؤدي الى عدم القدرة على تمييز الأشياء الى كثير من المشاكل، مثل دفع مبالغ طائلة في المتاجر عند شراء أشياء بسيطة نظرا لأنه لا يميز بين فئات الأوراق المالية.

وتنتاب المريض بعض الأعراض السلوكية أو المزاجية مثل القلق غير المبرر، وسرعة الغضب بشكل غير معتاد وقد يصل الأمر الى الهياج والتعدي على الأشخاص.

ومن الأعراض ايضا ظهور السلوكيات الغريبة على المريض، وتكون غريبة بالنسبة للمحيطين به مثل التحدث بصوت عال جدا، وكذلك محاولات خروجه من المنزل دون سبب، أو السير في نفس المكان ذهابا وايابا. وقد يقوم بالمشي أثناء النوم، وتظهر بعض الأعراض التي قد يصفها البعض بأنها من مظاهر الجنون، مثل توهم رؤية أشخاص غرباء، وفي الوقت نفسه لا يتعرف على أشخاص محيطين به، ومن الأعراض التي تسبب مشاكل لدى المحيطين به توهم المريض ان اشخاصا يحاولون سرقته، وقد يتهم أقرب الأقرباء بمحاولة سرقته أو انه محتال وغير ذلك من التهم التي تكون سببا في المشاكل الأسرية اذا لم تتفهم الأسرة طبيعة المرض.

وقد ذكرنا كل هذه الأعراض حتى ننتبه جميعا للأشخاص كبار السن المحيطين بنا والذين نحبهم ونتمنى ألا يصلوا لتلك المراحل المتقدمة من المرض، فهو مرض يستغرق سنوات قد تصل الى عشر سنوات، وهي مدة قد تبدو طويلة ولكن أي وقت يضيع دون علاج معناه فقدان بعض قدرات المريض الحياتية مثل الذاكرة أو التفكير السليم أو غير ذلك، فالدواء لا يعالج ما تم من إصابات في خلايا المخ، ولكن يحمي خلايا المخ غير المصابة من حدوث تلف بها، ونحمد الله انه قد هدانا الى علاج لهذا المرض الكئيب الذي بقي فترة طويلة ليس له علاج ناجع، ولنحاول جميعا الاهتمام بآبائنا وأجدادنا الذين سهروا الليالي، حتى نرى الحياة ونحن في صحة جيدة، والآن جاء دور بسيط يمكننا ان نعمله من اجلهم، ولعل الله ان يثيبنا وإياهم على ذلك، ويكفي انهم كلما طال بهم العمر يمكن ان تكون احدى دعواتهم سببا في دخولنا الجنة.ان مراحل تطور مرض الزهايمر تستغرق من 8 إلى 10 سنوات، وكلما تم اكتشاف الحالة مبكرا أمكننا ذلك مساعدة المريض لكي تكون حياته أفضل. معا نستطيع.

[/B][/COLOR]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0