0 تعليق
642 المشاهدات

طريقة برايل أنامل تبصر الحياة



[B]

هناك في فصل تعليمي تراهم يمررون أناملهم على الحروف البارزة، ويشبكون الحرف في الحرف لتصبح الكلمة مجاورة للكلمة، ومن ثم تبزغ العبارة على سطور من نور العلم والانفتاح على الثقافة التي هي معادل موضوعي للحياة كلها.

إنهم المكفوفون الذين فقدوا أبصارهم، لكنهم لم يفقدوا بصائرهم، وظلت قلوبهم مشرقة بحب العلم وعشق التعلم، ورسموا على صفحة الكون آمالهم وطموحاتهم وعانقوا الأحلام بطموحاتهم التي لا تحد، وكانت أناملهم هي عيونهم المفتوحة، والكتب المطبوعة بطريقة برايل هي مصباحهم المضيء ونافذتهم التي يطلون منها على كل جديد في فروع العلوم والمعارف.

هناك أيضا في ركن قصي من مكتبة توفر الكتب المطبوعة بطريقة برايل ترى المكفوفين يقرأون بشغف كل ما تقع عليه أناملهم، ويدينون بالفضل لمكتشف هذه الطريقة في القراءة و الكتابة الفرنسي لويس برايل، ويشعرون برباط روحي بينهم وبينه.

إنها الوسيلة التي يستخدمها ذوو الإعاقات البصرية للتواصل مع الآخرين، إلى جانب القراءة و الكتابة والحصول على الشهادات العلمية.

ولا تقتصر منافع هذه الطريقة على الناحية التعليمية وحسب، بل تمثل فرصة جيدة لهم للاندماج والانخراط في بيئة العمل من خلال فتح مجالات وظيفية مختلفة، وتعزيز خوضهم معترك الحياة بلا تردد، على عكس البرامج السماعية التي قد تفرض عليهم العزلة من خلال التركيز الكلي على الاستماع.

القبس التقت شرائح متنوعة من ذوي الإعاقات البصرية، وفتحت لهم المجال للحديث عن خبايا هذه الطريقة، فضلا عن منافعها من منظورهم الخاص، وتقييمهم لدور الحكومة في توفير الكتب المطبوعة بطريقة برايل.

وبينما أشاد المكفوفون بريادة الكويت وسبقها في طريقة برايل، انتقدوا عدم وجود دراسات علمية أكاديمية وميدانية عن المكفوفين عامة، عن طريق برايل مثل دراسات حول متلازمة الكتابة بالأنامل، وبرمجة الكتابة والقراءة، فضلا عن صعوبات التعلم والقراءة عند المكفوفين.

ووجهوا أصابع الاتهام في هذا التقصير إلى كل من جمعية المكفوفين ووزارة التربية والمجتمع أيضا.

التكنولوجيا ضرورة.. ولكن!

أكد عدد من ذوي الإعاقة البصرية أهمية التكنولوجيا في حياتهم، معتبرين أنها حاجة ملحة وضرورة، سواء للحصول على المعلومات أو قراءة الصحف اليومية، فضلا عن التثقيف.

ولفتوا في السياق ذاته إلى أن الإنسان العادي لم يصل إلى الآن للدرجة التي يستغني فيها تماما عن الكتاب الورقي، إذ لا بد للمكفوف أيضا ان يكون له نصيب من هذه المطبوعات الورقية.

مطالب بتوفير «برايل سنس» لتخزين المعلومات

أشار عدد من المكفوفين إلى عدم توافر جهاز برايل سنس للمكفوفين، والخاص بتخزين المعلومات، والذي يتم توصيله بالكمبيوتر للحصول على المادة المطبوعة بطريقة برايل، متمنين من الجهات المعنية في البلاد أن تمنحه للطالب بعد تخرجه من المرحلة الثانوية كمكافأة اقتداء بالدول المجاورة مثل السعودية والإمارات، حيث يصل سعره إلى 2000 دينار وهو ما قد لا يمكن أن يوفره عدد من أولياء الأمور لأبنائهم.

أين الجهات الخاصة؟

طالب ناشطون في قضايا المعاقين المؤسسات الخاصة وغير الرسمية بأن تأخذ شريحة المكفوفين بعين الاعتبار، لافتين إلى أن هناك مشاريع تهدر المال وتكرر الجهد في ما يتعلق بمطبوعات القارئ العادي.

صعوبة الحصول على كتب برايل

بين عدد من ذوي الإعاقات البصرية أن نصيب القارئ العربي من القراءة والكتابة قليل ولا يتجاوز 1 % مقارنة بالشعوب الأخرى، معتبرين أن مشكلة المكفوفين أكثر لأنهم يعتمدون على طريقة برايل ووسيلة الحصول على كتاب برايل صعبة.

الكويت رائدة

لفت غانم العودة إلى أن الكويت سبقت الكثير من الدول العربية في الاهتمام بالمعاقين ومساندتهم، ماديا ومعنويا، نظراً لنمو الوعي الفكري حول كيفية التعامل مع هذه الفئة والتكيف مع إعاقتها.

أين أطلس الكويت؟

انتقد المكفوفون تقصير وزارة التربية وجميع الجهات المعنية في ما يتعلق بأطلس الخرائط بطريقة برايل، معتبرين أنه خطأ فادح يجب أن يتدارك تجنباً لعواقبه التي قد تؤثر على الطلبة.

المكفوفون يقرأون دستور الكويت

الكويت تعد أول دولة عربية تطبع دستورها بطريقة برايل إلى جانب طباعة اللائحة الداخلية لمجلس الأمة بهذه الطريقة أيضا. وهذا يدل على أن هذه الفئة جزء من قضايا المجتمع ولهم رأي في المشاركة في خدمة المجتمع.

[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0