[COLOR=#000000][B]
وسط الأحداث السوداء أشرقت الأنوار الجميلة في نفوسنا وترقرقت دموع الفرح في أعيننا، نحن أهالي طلبة الصف الثاني عشر في مدرسة «معهد فوزية السلطان التخصصي»، وذلك في حفل التخرج الذي أقامته المدرسه برعاية محافظ حولي سعادة الفريق م. عبدالله عبدالرحمن الفارس، حيث تضمن الحفل كلمات للشخصيات التي حضرت الحفل وكلمات لبعض الطلاب والطالبات الخريجين. وكم كان اعجابنا شديداً بقوة الشخصية التي يتمتع بها هؤلاء الطلبة وبإجادتهم التامة للغة الإنكليزية، وبالفيلم الذي عرض علينا، وهو من إعدادهم، ويتضمن الأنشطة والفعاليات التي يقومون بها في المدرسة. ان عدد الكويتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة يقارب 25000 فرد، تتنوع إعاقاتهم بين إعاقات جسدية (بصرية وسمعية) وحركية وتعليمية ونفسية وعقلية والتوحد وبطء التعلم وغيرها. ولقد وفرت الدولة للبعض من هذه الإعاقات مدارس حكومية (الأمل والنور والرجاء). إن إعداد المعلم لهذه الفئة يتطلب تواصلاً أكاديمياً مع الجهات المناظرة عالمياً، وتدريباً عملياً تخصصياً في مجال الإعاقة الذي يتم إعداد المعلم له. وتعتبر «التربية الخاصة» وسيلة فعالة في تقديم الدعم لذوي الاحتياجات الخاصة للتكيف النفسي السليم مع البيئة المحيطة بهم، بحيث يصبحون قادرين على العطاء الأمثل والجودة بالإنتاجية تماماً كخريجي مدرسة «معهد فوزية السلطان التخصصي». ان الدولة مسؤولة عن رعاية وتعليم ابنائها وبناتها من ذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية تامة، كما ينص دستورها ويؤكد ذلك ميثاق الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان المعاق.
ان إصدار التشريعات والقوانين الدولية والإقليمية والمحلية أكدت على أهمية النظر الى الإنسان المعاق ضمن معيار الإنسان العادي، مع اهمية اتاحة جميع الفرص له للاستفادة من البرامج والخدمات التربوية والتعليمية. اننا نتساءل: لماذا لا يكون خريجو المدارس الحكومية في مجال الإعاقات المختلفة، وبخاصة الإعاقة الحركية وبطء التعلم، متمتعين بالمهارات المتنوعة التي تؤهلهم للعمل بكفاءة وجدارة في مختلف جهات العمل؟ ان مدرسة «معهد فوزية السلطان التخصصي» مدرسة خاصة لهذه الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة. ونظرا للجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون فيها، وكذلك لتواصلها بشكل دائم مع الخبرات العالمية في هذا المجال وتطوير برامجها وفقا للنظريات التربوية الحديثة، فإن تكلفة الدراسة مرتفعة وليس باستطاعة جميع الأسر الكويتية تحملها. ولهذا، فإننا نناشد حكومتنا الرشيدة اما بتوفير الفرصة للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الاعاقات التي تقبلها المدرسة للالتحاق بها وذلك بدفع الرسوم عنهم، أو بافتتاح مدرسة حكومية مماثلة لمدرسة «معهد فوزية السلطان التخصصي» تشرف على اعدادها ادارة هذه المدرسة الخاصة حتى يتم تأهيل كل ذوي الاحتياجات الخاصة بها ليكونوا لبنات في بنيان الوطن، وكذلك الأمر بالنسبة للإعاقات الأخرى. لقد انشأ السيد فوزي مساعد الصالح هذه المدرسة على المنهج الأميركي كمبادرة تطوعية لتكريم ذكرى زوجته الراحلة فوزية السلطان عام 1993، والمدرسة تستقبل الطلبة من سن 7 – 12 سنة من الذين لديهم صعوبات في التعلم بسيطة أو متوسطة.
ويا حبذا لو يوجه مجلس الامة جهوده الضائعة حالياً ويتبنى انجاز مثل هذه المشاريع الايجابية او يقوم بجمع التبرعات من القادرين مادياً لدفع رسوم الطلبة في مدرسة «معهد فوزية التخصصي». والله يشهد – وبناء على خبرتنا معها – ان هذه المدرسة متميزة تربويا وتعليميا وهي مثال يحتذى في الشرق الاوسط في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. بارك الله فيها وفي من انشأها وفي من سميت المدرسة باسمها وهي السيدة فوزية السلطان، رحمها الله، مؤسسة مدرسة بيان ثنائية اللغة.
د. بهيجة بهبهاني [/B][/COLOR]