[B]عندنا تقدم الجوائز بعد فوات الأوان فهي كما عبر الأديب الانكليزي الإيرلندي شو : كطوق النجاة الذي رمي على السباح بعد ان وصل الى بر الأمان!
لا ادري لماذا يكرم رجال النهضة في بلدي بعد وفاتهم. إذ لا قيمة معنوية يتلقاها احدهم بعد وفاته… ويردد أبناؤه رحمك الله يا ابي… كم تمنيت ان ترى هذا التقدير!
هناك جوائز تقدمها الدول المحترمة للمثقفين والعلماء والأدباء والمصلحين والكتاب واللاعبين والفنانين… الذين قدموا أدوارا نافعة لاوطانهم وامتهم..والأجمل ان يكرم ويكتفى بهم بعد نجاحاتهم مباشرة. ومن يظن ان الامم لا تنهض الا بالاصحاء فهو مخطئ، فالابداع والنجاح غير متعلق بكمال الخلقة…!
من منا لا يعرف هيلين كيلر عاشت من 1880-1968 التي أصيبت بالتهاب دماغي في الشهر الخامس من ولادتها أفقدها السمع والبصر… والنطق! ثم هي بعد ذلك تتخرج من كمبرديج بامتياز، كل ذلك عن طريق لمس اليدين، وقراءة الشفاه، وتصبح حديث الناجحين والعظماء!
ترى هل هي الإرادة القوية وادارة الذات ام الرعاية الشاملة التي تقدمها الدولة للإنسان؟ لا تكاد تجد في المنطقة العربية رعاية تعليمية وتربوية خاصة للمبدعين والمتفوقين.. فضلا عن الأذكياء من ذوي الاحتياجات الخاصة… والغريب ان التقدم التكنولوجي والصحي والنهضة العالمية في مجال التشخيص والتدخل المبكر وصلت في العالم الى مراكز متقدمة، مما يفترض ان تنتهي معه مشكلات التأخر والتخلف التنموي، ومع ذلك لم نسمع عن مبدعين وعلماء، والاغرب انه في زمن ما قبل النهضة الحديثة وتقدمها العلمي والطبي برز الرافعي وقد كان أصم ونجح طه حسين عميد الادب العربي وعضو المجمع اللغوي وقد كان أعمى ولمع نجم الادب العربي بشعره الصافي النقي مع أمير الشعراء شوقي وقد كان يتاتيء..! وقديما كان قبلهم ابو العلاء المعري قد كان أعمى… وبشار بن برد…والقائمة طويلة…
والمقصود، لتفتش الدولة عن رجال التنمية والنهضة في كل المجالات والميادين… لتكرمهم… قبل فوات الأوان… الاصحاء منهم والمعاقون… ففي كل خير… فهم ثروة البلاد وعمادها.. وحتى لا يقنط العاملون لخدمة الوطن… ويلبسوا طوق النجاة.
د. مبارك الذروة[/B]