[B]تمكن باحثان من مركز جامعة تكساس للأبحاث الطبية وكلية بايلور للطب من اكتشاف آلية يعمل وفقها الجهاز العصبي خلال إدراكه للصور يمكن الاعتماد عليها في مساعدة فاقدي البصر على رؤية العالم من حولهم.
يذكر الأستاذ مايكل بوشام الباحث الرئيسي في هذه الدراسة من جامعة تكساس: "لا زال هناك الكثير لنقوم به في هذا المجال، لكن إمكانية تحقيق هذا الإنجاز متوافرة، وإن نجحنا في مساعينا، فكل ما علينا فعله هو أن نقوم بتجاوز العينين التين لا تعملان والقيام مباشرة بتحفيز الدماغ على توليد الصور، ضمن ما يسمى الرؤية الصنعية".
ويعتمد مبدأ هذه الرؤية الصنعية على زرع كاميرات (ويب كام) في عدسات النظارات التي يرتديها العميان، تقوم هذه الكاميرات بنقل المعلومات البصرية إلى رقاقة صغيرة مزروعة في الدماغ والتي تقوم بدورها بتنشيط "عين الدماغ" الداخلية.
ويضيف دانييل يوشير أستاذ الجراحة العصبية في كلية بايلور للطب والذي شارك بوشام في هذه الدراسة "مع كل التقدم الذي شهده مجال التكنولوجيا والحواسيب في الفترة الماضية، حان الوقت لكي نقوم بتصميم رؤية صنعية، ولكن العائق الأكبر حتى هذا الوقت كان عدم فهمنا الكامل للكيفية التي يًدرك بها الدماغ المعلومات البصرية على أنها صور، أما هذه الدراسة فهي خطوة نحو تحقيق هدفنا بفهم أفضل لآلية الإدراك البصري، وبالتالي الاقتراب خطوة أكثر نحو تصميم رؤية صنعية مفيدة".
وقد قام الباحثان في هذه التجربة بالتحفيز المباشر لأدمغة ثلاث مرضى مصابين بالصرع تطوعوا للمشاركة في هذه الدراسة في المركز الطبي الذي يشرف عليه الدكتور يوشير، وتراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة والسابعة والأربعين، ونجح الباحثان لدى المرضى الثلاثة بتحفيز منطقة معينة من الدماغ جعلت المرضى يرون وميضاً ضوئياً لم يكن أمام أعينهم من قبل.
والملاحظة الأساسية التي خرج بها الباحثون هي أن تحفيزهم للفص القفوي أدى إلى رؤية الوميض فقط في حال وجود نشاط في منطقة دماغية أخرى تقع فوق الأذن تقريباً وتدعى الوصل الصدغي الجداري، أما في حال انخفاض النشاط الكهربائي في هذه المنطقة لم يرَ المشاركون الوميض عندما حفز الباحثون الفص القفوي بالإشارات الكهربائية.
وتتضمن الخطوة التالية وفقاً للباحثين إجراء التجارب على عدد أكبر من المرضى وزيادة عدد إشارات الوميض التي يستطيع المريض رؤيتها عند كل تنبيه، إذ أن العدد الحالي هو واحد فقط، في حين يحتاج المرء لقراءة رسالة على سبيل المثال حوالي 27 وميضاً في الثانية على الأقل.
[/B]