0 تعليق
417 المشاهدات

ظاهرة إهمال بعض الأسر للابن المعاق



[B]كشف استبيان على عينة عشوائية قوامها 200 معاق في مختلف المناطق، أن %70 من المشمولين بالاستطلاع يرفضون فكرة إسناد تربية ذوي الإعاقة للخادمات، فيما وافق %30 على مشاركة الخادمة للأم في رعاية طفلها المعاق لكن بشروط، لاسيما في أوقات عملها، لكن كعامل مساعد وليس رئيسياً.
وأشار %40 من المشاركين إلى أنهم يعرفون ذوي إعاقة تعرضوا للانتهاك البدني والنفسي على يد خادمات خلال غياب أولياء الأمور عن المنزل، فيما نفى %60 هذا الأمر.
واعترف %44 من المعاقين بتعرضهم للعنف على يد خادمات نظراً لانشغال الأهل عن المتابعة الدائمة، في حين %36 نفى ذلك، واجاب %20 بـ«لا أدري».
وحول أسباب إسناد تربية ذوي الإعاقة للخادمات، أجمع %70 من المشاركين على أن إهمال الأم وقصورها سبب رئيسي في ذلك، مؤكدين ان أغلب الخادمات غير مؤهلات لرعاية المعاقين، و%20 أرجعوا السبب إلى عملها واضطرارها للجوء إلى الخادمة لمساندتها في التربية مقابل %10 قالوا ان ثمة مبررارت أخرى تدفعها لذلك.
فكرة مرفوضة

لا شك في أن اعتماد الأمهات على الخادمة في تربية الأبناء من ذوي الإعاقة وغيرهم – إلى جانب قضاء الأمور المنزلية – بات أمراً جلياً، لا سيما في المجتمعات الخليجية، وذلك بحكم عدد من المبررات الوهمية، منها: انشغال الأم بعملها لتعزيز الدخل، صاحبه فراغ من المسؤولية والإهمال!
إن ذوي الإعاقة، سواء كانوا من فئة شديدي الإعاقة أو الفئات الأخرى، يحتاجون إلى اهتمام ورعاية لصيقة ودائمة، بالإضافة إلى حنان الأمومة، الذي لا يمكن تعويضه من خلال الأم البديلة، وهذا ما يغفله عدد من الأمهات اللاتي سقمن بتسليم قيادة البيت للخامة والاستعانة بها في أمور حساسة ومهمة، مما يجعلها تستحوذ على سلطة واسعة ومطلقة في شؤون العائلة، فضلاً عن تهميش دور ربة المنزل، كذلك التأثيرات السلبية التي قد تؤثر في البنية النفسية والفكرية للأطفال من خلال اللغة والتأثر بالسلوك، إضافة إلى نقل وغرس العادات والأعراف الاجتماعية الغريبة عن مجتمعاتنا الشرقية، نظراً الى تنوع بيئات الخادمات، وهنا يستدعي قرع أجراس التنبيه والخطر تفادياً للعواقب الوخيمة غير متوقعة!
التقت عدداً من ذوي الإعاقة وأولياء الأمور، للتعرف على وجهة نظرهم في هذا الموضوع وتسليط الضوء على تأثير إسناد التربية للخادمات في ذوي الإعاقة نفسياً وبدنياً واجتماعياً.. وكانت حصيلة الحصاد التالي:
تقول نعيمة الحاي – ولية أمر طفل توحدي – إن لكل إنسان طاقة وحجم إرادة لتغيير حياته، موضحة أنه في حال تهاون الأم في تربية ابنها المعاق فإنها تفقد كثيرا من الحسنات لإدخالها الجنة.
واعتبرت أن ذوي الإعاقة نعمة وليسوا نقمة، وإسقاطها على حياتهم هو المشاركة في الحفاظ على هذه النعمة في مداواتهم والتعايش معهم ومع إعاقاتهم، فضلاً عن جعلهم جزءا لا يتجزأ من الحياة والمجتمع، الذي ينتمي إليه، لافتةً إلى أن إهمال بعض الأمهات لهذه النعمة هو نقمة بالنسبة اليهم، حيث إنها تركت الأجر والثواب للخادمة التي أسندت إليها هذه المهمة.
وأشارت إلى تغيير وجهة النظر الدونية تجاه هذه الشريحة، لا سيما في السنوات الأخيرة، وذلك من خلال اهتمام وسائل الإعلام بإظهار دور هذه الفئة والحرص على مشاركتهم كجزء فاعل ومكمل، الأمر الذي دفع الناس الى تقبل فكرة الإعاقة والتكيف معها.
وحول أبرز أسباب إهمال وليات الأمر برعاية هذه الفئة والاعتماد على الخادمة، أشارت الحاي إلى عدم تحليهن بالصبر على الابتلاء، فضلاً عن فقدانهن الإرادة والعزيمة القوية، ورفضهن تقبل فكرة الإعاقة ذاتها واعتبارها عيباً.
ولفتت إلى أن طريقة التعامل مع هذه الفئة تلعب دوراً كبيراً على حالتهم النفسية والاجتماعية مع الآخرين، فإحسان معاملتهم تساعدهم على إثبات حسن النوايا والتجاوب الإيجابي، أما في حال الإساءة اليهم فإن ذلك يرد الصاع صاعين ويثقل هموم من يرعاهم.
والتقطت أطراف الحديث إلهام الفارس وهي ولية أمر لثلاثة أبناء من ذوي الإعاقات الذهنية، وأكدت أن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى رعاية واهتمام خاص عن الآخرين، لافتة إلى أن الأم غير المثقفة تعتمد على الخادمة بشكل كلي بخلاف المثقفة التي تسند إليها أمورا معينة ثانوية وليست أساسية.
ولفتت إلى أن الأم العاملة مضطرة الى اللجوء إلى الخادمة لتساعدها في رعاية ابنها أثناء فترة العمل، مشددة على ضرورة خضوع الخادمة لعدة تجارب ومعاملتها بطريقة خاصة، لكسبها ولضمان حسن رعايتها لابنها المعاق ومعاملتها له.
وتناولت الحديث عن سلبيات العمالة المنزلية من خلال متابعتها لوسائل الإعلام المختلفة من حيث العنف والقسوة وعدم الاهتمام بالطفل بشكل عام، سواء كان من ذوي الإعاقة أو طفلاً عاديا، إلى جانب العادات السيئة التي قد يكتسبها الطفل ويتعلمها منها، لا سيما أنهن قادمات من بيئات مختلفة بعادات وتقاليد مغايرة والتي لا تتناسب مع العادات الشرقية، ناهيك عن أن تعود الأطفال عليهم ينعكس على نفسية الطفل، خاصة في حال سفرها، وهو أمر مرفوض اجتماعيا.
وتطرقت بالحديث عن المزايا الممنوحة لأم المعاق في القانون الجديد بشأن تخفيض ساعات العمل، لافتة إلى أنه في حال الاستفادة من هذه الميزة لم تتم معاملتهن كموظفات عاديات، بل كأنهن مذنبات، على الرغم من أنه مرسوم أميري!
وأضافت: ان وزارة الصحة كانت آخر وزارة طبقت القانون من حيث تخفيض ساعات العمل، وذلك قبل تقاعدها، الأمر الذي دفعها الى اللجوء إلى الخادمة ومن ثم بعدها الحضانة.

أين المسؤولية؟!
ومن جانبه، اعتبر أبومشعل – ولي أمر طفل داون – أن تربية ورعاية ذوي الإعاقة مسؤولية جامعة واجتماعية قائمة على كل من أولياء الأمور والمجتمع، لافتاً إلى أن خجل اولياء الأمور من أبنائهم المعاقين ذهنيا يدفع بعض الخادمات للعطف عليهم.
وأضاف ان بعض الخادمات يعاملن أبناء هذه الفئة بطريقة أفضل من أولياء أمورهم، وآخرون يتعرضون للعنف من الأهل، مثل سجنه في سرداب المنزل، خجلاً منهم! مشدداً على ضرورة أن يحظى الطفل المعاق بحنان ورعاية مباشرة من قبل الأهل، فهذه هي وظيفتهم. أما الخادمة فهي عامل مساعد ويقتصر دورها على القيام بالأعمال الشاقة فقط!

جهل وإهمال
وبين أن إسناد مهمة التربية للخادمات نابع من الجهل وعدم التوعية، الأمر الذي ينعكس على حالته النفسية والاجتماعية والبدنية، لافتاً إلى ان من يشعر بمسؤولية تجاه المعاقين يدبر حالته بطريقة ما في سبيل رعايته والالتفاف إليه، فلا يوجد عمل يصل إلى 24 ساعة يومياً.
وقال فهد المويزري – من ذوي الإعاقات الجسدية – إن طفولته كانت تحظى باهتمام ومتابعة من قبل الأهل، الأمر الذي يساهم في تعزيز ثقته بنفسه، فضلاً عن التغلب على إعاقاته والتكيف معها، رافضا فكرة إسناد تربية ذوي الإعاقة للخادمة، خصوصا ذوي الإعاقة الذهنية (الداون)، الأمر الذي يزيد من انطوائيته وعدم دمجه مع الآخرين، فضلاً عن تأثير ذلك النفسي والاجتماعي في شخصية الطفل.

غصة
وجه كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة همسة عتاب إلى أسرهم التي تتركهم للخادمات، مؤكدين أن حنان الأمومة لا يعدله حنان.
وأشار ذوو الاحتياجات الخاصة إلى أن الرعاية الأسرية مطلب ملح وضرورية لهم لتجاوز إعاقتهم والتغلب عليها، لكن الإهمال بمنزلة إعاقة أخرى، على حد قولهم.

فكرة مرفوضة
اعترض المويزري على فكرة إسناد التربية للخادمة، معللا ذلك بأن وظيفتها مقصورة على قضاء بعض الأمور المحددة التي يتم تكليفها بها، أما التربية والقيادة فهما مسؤولية أولياء الأمور، متسائلاً: كيف يمكن أن تصنع الخادمة من نفسها أما بديلة؟!

لا مبرر للأم
أشار خبراء في شؤون المعاقين إلى عدم وجود مبرر مقنع يدفع أمهات ذوي الإعاقة لإسناد تربية أبنائهم للخادمة، خاصة أن قانون المعاقين الجديد 8 لسنة 2010 خدم أم المعاق، سواء بالتقاعد أو بتخفيض ساعات العمل في سبيل رعايته.

ابتعاد الأم عن المعاق يفقده الإحساس بالأمان
شدد الاختصاصي النفسي علي الشمري، على أن ابتعاد الام عن ابنها المعاق يزيد معاناته ويعزز مخاوفه من المجتمع كله، ويبدد شعوره بالامان.
وأضاف: ترتكب بعض الأمهات أخطاء بالغة عندما يتخلين عن دورهن في رعاية أطفالهن المعاقين.
وأشار إلى أن الخادمة لا يمكن ان تعوض الطفل عن حنان الأم على الإطلاق!
[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3780 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4157 0
خالد العرافة
2017/07/05 4697 0