0 تعليق
581 المشاهدات

طفلكِ المتوحد… تعاملي معه بطريقة صحيحة



[B]أينشتاين ونيوتن وبتهوفن ودافنشي… مشاهير من كل زمان ومكان تفوقوا إلى درجة أن إنجازاتهم تستمرّ من جيل إلى جيل، على رغم أنهم في طفولتهم عانوا مرض التوحد أو «الأوتيزم» الذي ينتشر اليوم بين الأطفال بشكل كبير، ما يعني أن الأطفال المتوحّدين يمكن أن يتمتعوا بسمات العبقرية.
في التحقيق التالي، يقدّم خبراء علم النفس نصائح للأهل لاتباع أساليب صحيحة مع طفلهم المريض، تخوله الالتحاق بالمدرسة والتواصل مع المجتمع بشكل طبيعي، بل يتمتع أطفال متوحدون بسمات العبقرية.

تروي إنجي مشهور، والدة الطفل المتوحد ياسين (9 سنوات) تجربتها مع ابنها: «عرفت أن ابني مريض بالتوحد حين كان عمره عامين، فلاحظت أنه يشعر بالسعادة عندما يلعب بمفرده بعيداً عن أقرانه، ويتواصل معي بلغة الإشارة. أكثر من ذلك لم يكن يتكلم نهائياً على رغم بلوغه العامين».
تضيف: «بعد اكتشافي المرض بحثت عن مدرسة مخصصة لأطفال الأوتيزم، وتوجهت إلى الجمعية المصرية للأوتيزم، ومع الوقت تحسّن إدراك طفلي وأصبحت لديه حصيلة لغوية كافية للتواصل مع الآخرين، فتحول من طفل لا يستجيب للأوامر ولا يدرك الخطر إلى طفل مدرك للصح والخطأ».
تشير إنجي إلى أنها كانت تتعامل مع ياسين بشكل طبيعي مثل شقيقه، وتؤكد أن كل ما يحتاجه هو صبر أكثر, «ومع الوقت أصبح كل شخص في الأسرة يعرف كيف يتعامل معه بسياسة, ونتجنب الأماكن المزدحمة حتى لا ينفعل».
بدورها لاحظت دينا حسن مرض طفلها عمر (9 سنوات) عندما كان عمره سنتين وتقول: «لم يكن يستجيب عندما أناديه ولا يعير انتباهاً لأحد، فقلقت بشأن سمعه وعرضته على الأطباء، إلا أن أحداً لم يعرف أنه مصاب بالتوحد».
تضيف: «عندما اكتشفت أنه مصاب بالأوتيزم لم أتمكن من إلحاقه بمدرسة مناسبة لعجزه عن التواصل والكلام لغاية اليوم إلى جانب معاناته من عيوب سلوكية، فهو لا يجلس إلا في وجود شخص إلى جانبه. لكني بدأت إخضاعه لجلسات تخاطب في المنزل، ثم تابعت مع زوجي دورات تدريبية لمدة ثلاث سنوات، للتعرف إلى مرض الأوتيزم وكيفية التعامل مع طفلنا».
يوضح د . شريف عطالله (استشاري الطب النفسي) أن مرض «الأوتيزم» يصعب على الأطباء اكتشافه لأن معلوماتهم عنه محدودة، أما أعراضه فتبدأ في مرحلة الطفولة، ومنها عدم التواصل مع الغير، ميل إلى العزلة، غضب شديد، فيما ينتابه في سن المراهقة صرع وتشنجات.
ويلفت إلى أن ما من إحصائيات دقيقة في العالم العربي ترصد نسبة المصابين بالتوحد، وإن كانت ثمة دراسات تشير إلى 78% في السنوات الأخيرة وهي نسبة عالية.

اضطراب الأعصاب

تحدّد د. هند إمبابي (أستاذة علم النفس في الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام) التوحد بأنه إعاقة متعلقة بالنمو، تظهر عادة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وتنتج من اضطراب في الجهاز العصبي، ما يؤثر في وظائف المخ.
وتعدد ثلاث نواح أساسية يبرز فيها شذوذ سلوكي عند الطفل المتوحّد هي: خلل في التفاعل الاجتماعي، خلل في التواصل والنشاط التخيلي، قلة ملحوظة في الأنشطة والاهتمامات والسلوك المتكرر آلياً.
تضيف إمبابي: «اضطراب التوحد أحد أصعب اضطرابات النمو لما له من تأثير ليس على الفرد المُصاب به فحسب، إنما على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه أيضاً، نظراً إلى الخلل الوظيفي الذي يفرضه على المصاب به، ويظهر في التواصل، اللغة، التفاعل الاجتماعي، الإدراك الحسي والانفعالي، ما يُعيق النمو واكتساب المعرفة وتنمية القدرات والتفاعل مع الآخرين».
كذلك تشير إلى أن التدخل العلاجي والتأهيلي للطفل المصاب بالتوحّد أمر في غاية الأهمية،و ينبغي أن تتكاتف في سبيله جهود الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكدةً أن الأسرة تؤثر بشكل ملموس على حاضر الطفل المصاب بالتوحد ومستقبله لأنها المكان الأول الذي يعيش فيه، لذا لا يمكن لأي اختصاصي تدريب الطفل المتوحّد أو تأهيله بمعزل عن الأسرة التي ينتمي إليها، بل توثيق العلاقة وتطويرها بين الأسرة والاختصاصيين.
تنصح إمبابي بضرورة توعية الأهل وتوفير المعلومات وتدريبهم لمواجهة المجتمع الذي لا يتقبّل هؤلاء الأطفال، ذلك بتفعيل دورهم وإشراكهم في إعداد برامج تربوية وتعليمية متعلقة بأبنائهم، وتوعيتهم بحقوق هولاء والدفاع عنها.

وعي اجتماعي

توضح د. داليا سليمان (رئيسة الجمعية المصرية للأوتيزم) أن التوحد هو قصور في الخيال والتواصل الاجتماعي، وتنقسم حالاته إلى: صعبة, متوسطة, وخفيفة، وتقول: «يعيش الطفل منطوياً على ذاته لأنه لا يستطيع الكلام أو تكوين صداقات ولا يدرك الخطأ من الصواب، بمعنى أنه لا يوجد لديه وعي اجتماعي كافٍ ليتعامل مع المجتمع».
وتضيف سليمان: «يعاني الطفل المتوحد نقصاً في الخيال ينتج منه اضطراب في السلوكيات مثل الاهتزاز والمشي على أطراف الأصابع, الرفرفة باليد والتربيت على الرأس، عندما يكون سعيداً جداً أو حزيناً جداً أو عندما يشعر بالملل أو الخوف لتهدئة نفسه»، مشيرة إلى أن 20% من الأطفال الذين يعانون التوحد يصابون في سن البلوغ بحالات صرع يكون علاجها صعباً، بالتالي يلاقون عقبات في المدرسة، لكن إذا تابعوا العلاج بشكل صحيح يمكنهم العيش بشكل طبيعي.
لا تجزم سليمان بأن طفل الأوتيزم يمكن أن يصبح طبيعياً مائة بالمائة، «شرط أن ندرّبه على التعايش مع المجتمع، في الدراسة والعمل والزواج بهدف إيصاله إلى مرحلة يصبح فيها قادراً على التعامل مع البيئة المحيطة به». وتلفت إلى أن مريض التوحد، إذا كانت حالته صعبة، لا يمكنه العيش بمفرده أو الزواج، ولا بد من وجود شخص يعتمد عليه. أما إذا كانت متوسطة فلا يمكنه الزواج إنما العمل وتكوين صداقات بسيطة، فيما في الحالات الخفيفة يكون بمقدوره الدراسة والعمل والزواج إنما تظهر عليه سمات نفسية مثل الانطواء.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0