[B]كثيراً ما نسمع أن هذا الفنان أحيا حفلة لمصلحة هذه الجمعية الخيرية أو ذلك المستشفى أو المركز المخصص للفقراء والمحتاجين… ونتساءل: هل يتقاضى أجراً في هذه الحفلة؟ هل يساهم في الأعمال الخيرية؟ وما مدى مساهمته؟
مع تنامي الظواهر الاجتماعية التي تزيد بؤس البشر ومعاناتهم، لم يعد الفنان يعيش في برجه العاجي، بل نزل إلى أرض الواقع وتلمس هموم الناس وازدادت مساهماته بهدف التخفيف من المعاناة، وبتنا نراه يزور دور رعاية الأيتام ويشارك بفاعلية في أعمال الخير. وكم من فنانين لهم أيادٍ بيضاء في كثير من المراكز والمستشفيات، لا سيما تلك التي تعنى بالأطفال المرضى والمحتاجين.
الفنان وعمل الخير لنجوم العرب وسجلت انطباعاتهم ورؤيتهم من خلال تجربتهم الشخصية في هذا المجال بعيداً عن أضواء الشهرة.
رسم بسمة في قلوب محتاجة
أحمد عبدالمحسن
عبدالله الرويشد
«أن يهتمّ الفنان بالجانب الإنساني الذي يتجلى بالمشاركة في أعمال خيرية، أمر مهمّ، لأنه يساهم في التخفيف من معاناة الفقير والمحتاج والمتألم»، في رأي النجم عبدالله الرويشد الذي يشارك على الدوام في أعمال خيرية تتعلق بالطفولة، وفي حملات التبرعات منها التبرع بالدم.
يضيف: «كانت لدي مشاركة في دعم المواهب الكويتية، وأذكر منها على سبيل المثال مشاركتي في معرض كويتي، كذلك أدعم فئة عزيزة على قلبي وهي فئة الاحتياجات الخاصة، ففي الحفلات والمهرجانات التي أحييها أخصص أماكن مريحة لها تخولها الاستماع الجيد».
يوضح الرويشد أن هذه الأمور لا يكشف عنها الفنان لأنها خاصة بين العبد وربه، مبدياً سعادته العارمة برسم بسمة على ثغر فقير ومحتاج ومعوق، مشيراً إلى أن هذا هو الوجه الحقيقي للفنان.
طارق ميامي
«تقديم الإنسان المساعدة إلى أخيه الإنسان لا يقتصر على الفنان بل يطاول كل مواطن كويتي، وهذا أمر نلاحظه لدى الفئات كافة التي تبادر إلى تقديم المعونة برضى كلي ومن دون أي مقابل أو محفّز»، يقول طارق ميامي (أحد أعضاء فرقة ميامي الكويتية)، مشيراً إلى أن هذا ما أمرنا به الدين الإسلامي وأوجبه على الجميع.
يكشف طارق أن فرقة «ميامي» شاركت في حفلات خيرية، سواء خارجية أو في دولة الكويت، بصدر رحب وهي حاضرة في مثل هذه الأمور ولا تتذمّر من عمل الخير، خصوصاً للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
يضيف: «كانت آخر مشاركة لنا في افتتاح بيت عبد الله لذوي الاحتياجات الخاصة تحت رعاية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. المهم عدم التباهي لأن عمل الخير أمر فرضه علينا ديننا ويجب أن نعمل على هذه الطاعة وعلى مساعدة المحتاجين».
عبد العزيز الأسود
{منذ تخرجي في برنامج «ستار أكاديمي» قبل سبعة أعوام وأنا ألبي الدعوات من أي جهة تتبنى أعمالاً خيرية أو تقيم حفلات ومناسبات لها طابع خيري أو تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة أو جمع التبرعات للفقراء والمساكين»، يكشف الفنان عبد العزيز الأسود موضحاً أن ثمة دعوات وجهت إليه من دولة الإمارات ودول خليجية أخرى، لإحياء حفلات يعود ريعها إلى مرضى السرطان، وقد لباها برحابة صدر، مؤكداً أنه يفعل ذلك لأهداف إنسانية ولا يتعلّق بأي مصلحة مهما كانت.
أسامة المهنا
في داخل كل إنسان جانب للخير وآخر للشرّ، لكن جانب الخير هو الطاغي خصوصاً في دولة الكويت، فلله الحمد أهل الكويت معروفون بالعطاء والكرم وحب الخير»، يشير الفنان أسامة المهنا مؤكداً أن الفنانين هم الأكثر مشاركة في مثل هذه الأمور، وعليهم المساعدة بطرق معنوية ومادية.
يلفت إلى أنه أحيا مهرجانات وملتقيات لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، «بالتأكيد لا أحد يرفض هذه الدعوة فما بالكم بالفنانين، لا سيما أن هذه المساعدة تنبض بعوامل إنسانية وعاطفية، لذا حتى لو وجهت الدعوة إلي من آخر العالم سألبيها لأن هدفها زرع بسمة في قلب كل محتاج».
عاصي الحلاني
«مشاركتي في الأعمال الخيرية تشعرني بسعادة عارمة، وأن نرسم بسمة على ثغر طفل مريض أو فقير هو إنجاز بحد ذاته»، يؤكد عاصي الحلاني الذي يعتبر أن الفنان يخسر نجوميته إذا فقد الإحساس بأنه إنسان لديه التزام أخلاقي نحو المجتمع.
ويضيف أنه لا يتخلى عن أي شخص يطلب منه مساعدة، خصوصاً إذا كان طفلاً، لأنه يعتبر أي طفل بمثابة ابنه، يقول: «أحب الأطفال، وأشعر بالفرح عندما أرسم بسمة على وجوههم، ويؤلمني منظر الأطفال وهم يتسوّلون في الشوارع ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين».
يوضح أن استغلال الأطفال إنسانياً أو جنسياً وقتل طفولتهم بإجبارهم على التسول أمر معيب، داعياً نجوم الصف الأول إلى المشاركة في حفلات خيرية لمساعدتهم، ومطالباً مؤسسات الدولة بالاهتمام بهم والقبض على ذويهم الذين يدفعونهم إلى التسول، كذلك يطالب المؤسسات المعنية بأن تمنع هذه الظاهرة، لافتاً إلى أنها غير موجودة في الغرب لأنه يحترم قيمة الإنسان.
يذكر أن عاصي الحلاني أحد أكثر نجوم العالم العربي الذين يحيون حفلات يعود ريعها إلى جميعات خيرية وإنسانية، خصوصاً تلك التي تعنى بسرطان الأطفال ومشاكل الطفولة.
صابر الرباعي
«أشعر بفرح عارم عندما أسمع أن مريضاً شفي من أي مرض عضال»، يقول صابر الرباعي الذي يشارك بشكل فاعل وواضح في حملات مكافحة مرض «التصلب المتعدد»، مؤكداً ضرورة إعطاء أمل لكل شخص مريض.
يضيف: «مشاركتي في هذه الحملات هي واجب إنساني لا أستطيع التخلي عنه، وسأبذل كل ما في وسعي لمساعدة هؤلاء المرضى، خصوصاً أن العلاج يمتد فترات طويلة، فضلاً عن أنه مزمن وتكاليفه باهظة».
يوضح أنه كان يجهل هذا المرض، كون أعراضه غير معروفة وتتشابه مع أمراض أخرى، مشدداً على أن واجبه الإنساني يفرض عليه عدم تجاهل هكذا أمر، لاسيما أن نسبة كبيرة من المصابين هم شباب وفي عز قوتهم وعنفوانهم.
ماغي بو غصن
«أفرح كثيراً حين أشاهد أطفالاً مرضى يبتسمون ويمرحون عندما أمنحهم التفاتة مادية أو معنوية»، تقول الممثلة ماغي بوغصن التي قدمت الجائزة المالية التي فازت بها في برنامج «ديو المشاهير» في موسمه الثاني (على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال») وقدرها 50 ألف دولار أميركي إلى مركز سان جود للأبحاث السرطانية الخاص بالأطفال والتابع لمستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وتحضّر لإطلاق أغنية خاصّة بها تهديها إلى المركز.
تضيف: «أزور هذا المستشفى منذ سنوات وتجمعني ببعض المرضى علاقة متينة، ينتابني شعور غريب حين أشاهد بريق الأمل يشعّ من عيون هؤلاء الأطفال مع أن المرض ينهكهم، لذلك علينا السعي إلى تقوية إرادتهم ورسم مستقبل زاهر ومضيء أمامهم ليتغلبوا على معاناتهم».
تؤكد أن الأعمال الإنسانية التي يقوم بها أي شخص هي من باب مشاركة الإنسان لأخيه الإنسان أوجاعه ومساعدته على تخطي أزمته «لأننا كلنا أخوة في الإنسانية» حسب رأيها.
طوني بارود
«مشاركتي السنوية في الحملة وفي المسيرة التي تنظمها جمعية «الينبوع» الهادفة إلى دمج المعوق في المجتمع وتغيير مفهوم الآخر للإنسان المختلف، إحدى أهم الخطوات التي أنجزها نظراً إلى الرسالة الإنسانية التي تحملها وعلى كل واحد منا تقبلها وتفهمها»، في رأي مقدم البرامج طوني بارود الذي نوّه، في حديث له، بأهمية تقبل الآخر وبالنتيجة الإيجابية التي يعكسها هذا النشاط السنوي في قلوب أشخاص وُلدوا مختلفين لكنهم أذكياء، ويمكن الاستفادة من مهاراتهم ومواهبهم.
علاقة الفنانين مع الأعمال الخيرية في مصر تسير على ثلاثة خطوط: تولي مناصب سفراء النوايا الحسنة في الأمم المتحدة، إقامة موائد الرحمن للمحتاجين في شهر رمضان، زيارة مستشفيات ودور الاعجزة…
نجوم كثر تولوا منصب سفراء النوايا الحسنة من بينهم: صفية العمري التي تعتبر أول فنانة عربية شغلت هذا المنصب (-1994 2006)، محمود ياسين (سفير الأمم المتحدة لمكافحة الجوع)، حسين فهمي (سفير للنوايا الحسنة لبرنامج التنمية)، عادل إمام (سفير لمفوضية شؤون اللاجئين)، محمود قابيل (سفير لمنظمة «اليونيسف»)، وهند صبري التي حملت اللقب نفسه.
موائد الرحمن
فيفي عبده إحدى أوائل الفنانات اللواتي يقمن موائد الرحمن في شهر رمضان من كل سنة، كذلك الراحل فريد شوقي كان يقيم موائد الرحمن، وهو ما تابعته زوجته وابنته رانيا بعد رحيله.
بدورها تحرص شريهان على إقامة الموائد وأنشطة خيرية أخرى كثفتها بعد إصابتها بالمرض، وتكلف شيرين عبد الوهاب والدها الإشراف على المائدة التي تقدمها كل سنة في رمضان في حي البساتين حيث ولدت ونشأت، الأمر نفسه بالنسبة إلى روبي وبوسي سمير ولوسي التي تقدم مائدة أمام المطعم الذي يملكه زوجها سلطان الكاشف في شارع الهرم.
زيارات لمستشفيات الأطفال ودور العجزة والأيتام… مظهر آخر من اهتمام النجوم بالأعمال الخيرية في محاولة لتوظيف نجوميتهم وفنهم لتقديم الخير للناس، كما فعل سعد الصغير الذي بنى مسجداً في مسقط رأسه بلغت كلفته ثلاثة ملايين جنيه.
قضايا مختلفة
توضح صفية العمري أنها روجت، من خلال منصبها كسفيرة، لقضايا مختلفة كالرعاية بالصحة الإنجابية والتعليم، أما منة شلبي، فاجتهدت، من خلال منصبها كسفيرة لمكافحة الإيدز، للترويج لسبل الوقاية من الإصابة بهذا الداء، مشيرة إلى أنها اختارت أعمال الخير تطوعاً ويشرفها ذلك ومن دون ألقاب.
بدوره يؤكد هاني سلامة أن عمله كسفير لمكافحة شلل الأطفال هو تطوعي إنساني، يهدف إلى تقديم المساعدة إلى من يحتاج وليس وجاهة اجتماعية، فالموضوع قيمة مضافة يستفيد منها الطرفان، مؤكداً أن الشهرة يجب ألا يستفيد منها الفنان فحسب بل أن يفيد عبرها المجتمع أيضاً، لأن تأثيره على الجمهور أكبر.
من جهته يؤكد محمود قابيل أن اختيار النجوم لمثل هذه الأنشطة يعود إلى مكانتهم لدى الجمهور ونجاحهم في التأثير عليه.
رسالة سامية
يرى محمد فؤاد أن الفنان لا بد من أن يساهم في حلّ مشاكل المواطنين الاقتصادية، ويدعو زملاءه إلى المشاركة في الأعمال الخيرية طوال العام وليس في شهر رمضان فحسب، فيما توضح نادية مصطفى أن العمل التطوعي جزء من حياة الفنان، وواجب وطني لتحقيق أهداف نبيلة وغايات سامية، تقول: «عندما يشارك فنان في حفلات يعود ريعها إلى مؤسسات وهيئات خيرية، ينبع ذلك من إحساسه بمسؤولية تجاه وطنه وشعوره بالانتماء لهذا العمل، فدور الفنان لا يقلّ أهمية عن دور السياسي». وتضيف أن البعض يعتقد بأن وراء الأعمال الخيرية التي يقوم بها الفنان دعاية له لكسب مزيد من الشهرة والنجومية، مشيرة إلى أن ذلك ربما يشكل نسبة ضئيلة، إلا أن الدافع الأكبر، من وجهة نظرها، هو الرغبة في فعل الخير.
كذلك تشير عزة بلبع إلى أن الغناء رسالة سامية لا تقتصر على تقديم الأغاني وتصوير الكليبات، بل تتعداهما إلى مساعدة المحتاجين وتقديم العون لهم بأي طريقة، وتنفي ما يتردّد من أن مشاركة الفنانين في هذه الأعمال الخيرية هو من باب الدعاية أو الشهرة.
من جهتها تؤكد فيفي عبده أن كل عمل خيري تقوم به يشعرها بأهمية العمل التطوعي الذي تعتبره قضية إنسانية تعكس مدى إنسانية كل شخص يقوم به. أما يسرا فترى أنه ينبغي على كل إنسان المشاركة في دعم الأعمال الخيرية، مضيفة أنه لا يجوز التحدث عن أي عمل إنساني يقوم به الشخص، لأنه يصبح نوعاً من الرياء.
أخيراً يعرب تامر حسني عن سعادته لاختيار «اتحاد سفراء الطفولة العرب» له كسفير للطفولة العربية، مؤكداً أن الأعمال الخيرية التي يقوم بها هي واجب وطني، لا سيما أنه يشعر، كفنان، بمعاناة المواطن العربى
[/B]