0 تعليق
357 المشاهدات

العنايه بالمعاقين وحقوقهم



[B]خطبة الجمعة المذاعة والموزعة بتاريخ 6 من جمادى الآخرة 1433هـ الموافق 27/ 4/ 2012م الْعِنَايَةُ بِالْمُعَاقِينَ وَحُقُوقِهِمْ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الإِسْلاَمَ أَمْناً لِلْمُجْتَمَعَاتِ وَاسْتِقْرَارًا، وَذُيُوعاً لِلطُّمَأْنِينَةِ وَانْتِشَارًا، وَكَتَبَ عَلَى مَنْ حَادَ عَنْهُ ذِلَّةً وَصَغَاراً، وَأَلْبَسَهُ لِبَاسَ الْخَيْبَةِ تَقَهْقُراً وَانْحِدَاراً، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَلَّ إِلهَاً وَعَظُمَ عِزَّةً واقْتِدَاراً، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى اللهِ جَهْراً وَإِسْرَاراً، وَالْمَبْعُوثُ لِلْخَلِيقَةِ سِرَاجاً وَمَنَاراً، رَفَعَ اللهُ بِبِعْثَتِهِ أَغْلاَلاً وَآصَاراً، وَنَالَتِ الأُمَّةُ بِقِيَادَتِهِ تَقَدُّماً وَازْدِهَاراً، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ آثَرُوا الْحَقَّ إِيثَاراً، فَفَتَحُوا بِهِ بِلاَداً وَأَمْصَاراً، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ مَا تَعَاقَبَ الْجَدِيدَانِ إِقْبَالاً وَإِدْبَاراً. أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ -أيُّهَا النَّاسُ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، فَلاَ تَزَالُ نِعَمُهُ عَلَيْكُمْ تَتَوَالَى، فَصَاحِبُ التَّقْوَى أَحْسَنُ النَّاسِ حَالاً وَأَسْعَدُهُمْ مَآلاً، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى:  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا  [الطلاق:4]،  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5]. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: خَاطَبَ اللهُ عَزَّ شَأْنُهُ الإِنْسَانَ بِأَكْرَمِ مَا فِيهِ، خَاطَبَهُ بِإِنْسَانِيـَّتِهِ، الَّتِي يَتَمَيَّزُ بِهَا عَنْ سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ، خَاطَبَهُ بِقَوْلِهِ:  يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الإنفطار:6-8]، خَلَقَهُ فَأَحْسَنَ خَلْقَهُ؛ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ  [التين:4]، فَالنَّاسُ مُكَرَّمُونَ فِي أَصْلِ خِلْقَتِهِمُ الإِنْسَانِيَّةِ؛ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء:70]، لاَ تَفَاضُلَ بَيْنَهُمْ إِلاَّ بِالتَّقْوَى  إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، وَالْخَلْقُ مُبْتَلَوْنَ بِمَا أَعْطَاهُمُ اللهُ وَمَنَحَ، وَبِمَا أَخَذَهُ مِنْهُمْ وَسَلَبَ، مُبْتَلَوْنَ بِكَمَالِ الْخَلْقِ، وَبِتَمَامِ الصِّحَّةِ، وَبِسَلاَمَةِ الْجَسَدِ، كَمَا أَنَّهُمْ مُبْتَلَوْنَ بِضِدِّ ذَلِكَ، مِنَ النَّقْصِ وَالإِعَاقَاتِ وَالْعَجْزِ، قَالَ تَعَالَى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، وَمِنْ أَجْلِ هَذَا: فَالإِنْسَانُ مَوْضِعُ الْعِنَايَةِ وَالرِّعَايَةِ وَالْحِفَاظِ عَلَى الْكَرَامَةِ، مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُهُ، وَمَهْمَا ابْتُلِيَ بِهِ مِنْ عَوَائِقَ وَإِعَاقَاتٍ. مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: وَإِنَّ اهْتِمَامَ الأُمَّةِ بِأَفْرَادِهَا جَمِيعاً، بِكُلِّ فِئَاتِهِمْ، وَتَنَوُّعِ أَحْوَالِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَمُؤَهَّلاَتِهِمْ: دَلِيلٌ عَلَى حُسْنِ تَدَيُّنِهَا، كَمَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَى تَقَدُّمِهَا وَتَحَضُّرِهَا، نَاهِيكُمْ إِذَا كَانَ لَهَا عِنَايَةٌ خَاصَّةٌ بِذَوِي الاِحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ، وَالْمُبْتَلَيْنَ بِنَقْصٍ فِي قُوَاهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ. وَدِينُنَا – بِفَضْلِ اللهِ وَمِنَّتِهِ – سَبَّاقٌ فِي هَذَا الْمَيْدَانِ، وَفِي كُلِّ مَيْدَانٍ، انْطِلاَقاً مِنْ مَبْدَإِ التَّكَافُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ، يُجَلِّي ذَلِكَ وَيُجَسِّدُهُ قَوْلُهُ : «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]، وَقَوْلُهُ : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ: مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ: إِخْوَانُنَا وَأَخَوَاتُنَا، وَأَبْنَاؤُنَا وَبَنَاتُنَا ذَوُو الاِحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ: هُمْ جُزْءٌ عَزِيزٌ مِنْ بِنَائِنَا وَنَسِيجِنَا الاِجْتِمَاعِيِّ، إِنَّهُمْ عَنَاصِرُ فَعَّالَةٌ ذَاتُ إِسْهَامٍ وَاضِحٍ فِي هَذَا الْبِنَاءِ، حَقُّهُمْ أَنْ تُوَفَّرَ لَهُمُ الْبِيئَةُ الصَّالِحَةُ، وَالظُّرُوفُ الْمُلاَئِمَةُ لِمَنْحِهِمُ الْفُرَصَ الْحَقِيقِيَّةَ الْمُنَاسِبَةَ مِنْ أَجْلِ الْبِنَاءِ وَالْعَطَاءِ، وَتَوْظِيفِ الْقُدُرَاتِ وَاسْتِثْمَارِهَا لَهُمْ وَلَنَا. ذَوُو الاِحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ مَحْفُوظَةٌ حُقُوقُهُمُ الدِّينِيَّةُ، وَالْعِلْمِيَّةُ، وَالْعَمَلِيَّةُ، وَالنَّفْسِيَّةُ، وَالْجِسْمِيَّةُ، وَالاِجْتِمَاعِيَّةُ، وَالْمَالِيَّةُ، وَفِي سَائِرِِ شُؤُونِهِمْ. وَإِنَّ فِي دِينِنَا الْكَثِيرَ الْكَثِيرَ مِنْ مُفْرَدَاتِ الْعِنَايَةِ وَالاِحْتِفَاءِ بِهَذِهِ الْفِئَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ إِخْوَانِنَا، عِنَايَةٌ وَرِعَايَةٌ يَسْتَوُونَ فِيهَا مَعَ غَيْرِهِمْ مِنَ الأَصِحَّاءِ وَالأَسْوِيَاءِ. وَمِنْ أَجْلَى مُفْرَدَاتِ الْعِنَايَةِ وَالاِحْتِفَاءِ بِهِمْ: مَا يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالدَّمْجِ وَالاِنْدِمَاجِ وَفُرَصِ الْمُشَارَكَةِ، فَتَأَمَّلُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ – هَذِهِ التَّوْجِيهَاتِ الْعَظِيمَةَ وَالدَّقِيقَةَ، فَهَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ  الرَّجُلُ الأَعْمَى، عَاتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً  مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ تَعَالَى: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ [عبس:1-11]. فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ وَذَاكَ التَّوْجِيهِ: نَمُوذَجٌ لأُصُولِ التَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الْفِئَةِ الْكَرِيمَةِ، الْكَرِيمَةِ عَلَى اللهِ، وَالْكَرِيمَةِ عَلَى النَّاسِ، وَالْكَرِيمَةِ عَلَى أَهْلِ الْعُقُولِ وَالْحِجَى، وَأَهْلِ النُّصْحِ وَالصَّلاَحِ، وَأَهْلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ الْحَقَّةِ، فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: أَنَّهُ لاَ تَمْيِيزَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ مِنْ عِلْيَةِ الْقَوْمِ وَوُجَهَائِهِمْ، فَضَلاً عَنْ سَائِرِ النَّاسِ. وَقَدْ عُوتِبَ أَشْرَفُ الْخَلْقِ ؛ لأَنَّهُ الْتَفَتَ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ اِبْنَا رَبِيعَةَ، وَفِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عُوتِبَ  لأَجْلِ تَقْدِيمِهِ مَصْلَحَةَ أُولَئِكَ الْكِبَارِ عَلَى مَصْلَحَةِ ذَلِكَ الأَعْمَى ، وَسُجِّلَ هَذَا الْعِتَابُ فِي قُرْآنٍ يُتْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الصَّحَابِيَّ الْجَلِيلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ  لَمْ يَكُنْ عَمَى بَصَرِهِ مَانِعاً مِنَ النَّظَرِ فِي كَفَاءَتِهِ وَمَقْدِرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَخْلَفَهُ النَّبِيُّ  عَلَى الْمَدِينَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَالنَّقْصُ فِي جَانِبٍ: لاَ يَسْتَلْزِمُ النَّقْصَ فِي كُلِّ الْجَوَانِبِ، بَلْ فِي ذَلِكَ مَا يُنَبِّهُ إِلَى أَنَّ الْبَشَرَ – كُلَّ الْبَشَرِ – فِيهِمْ جَوَانِبُ نَقْصٍ، كَمَا أَنَّ فِيهِمْ جَوَانِبُ كَمَالٍ. وَلَقَدْ شَهِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ  فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَمَعَهُ اللِّوَاءُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ قُتِلَ فِيهَا شَهِيداً  وَأَرْضَاهُ. هَذَا الأَعْمَى  كَانَ يَقُومُ بِوَظِيفَةِ الأَذَانِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ  وَفِي مَسْجِدِهِ الشَّرِيفِ، بَلْ كَانَ هُوَ الْمَسْؤُولَ عَنْ ضَبْطِ الْوَقْتِ لِلصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ، فَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا- أَنَّ بِلاَلاً كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. وَلِمَزِيدِ دَمْجِهِ وَإِدْمَاجِهِ  فِي الْمُجْتَمَعِ – وَهُوَ نَمُوذَجٌ لِغَيْرِهِ-: لَمْ يَأْذَنْ لَهُ رَسُولُ اللهِ  فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجَمَاعَةِ، عَلَى الرَّغْمِ مِمَّا أَبْدَاهُ مِنَ الأَعْذَارِ الْكَثِيرَةِ؛ فَهُوَ أَعْمَى، وَلَيْسَ لَهُ قَائِدٌ يَقُودُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ عَوَائِقُ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ : «أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ؟»، قَالَ : نَعَمْ، قَالَ : «أَجِبْ، لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ] وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ عِبْرَةٌ للأَِصِحَّاءِ وَالأَسْوِيَاءِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ عِبْرَةً لأَمْثَالِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَمِنَ التَّوْجِيهَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ فِي الاِحْتِفَاءِ بِهَذِهِ الْفِئَةِ وَدَمْجِهَا وَمُشَارَكَتِهَا: مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا [النور:61]، قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَانُوا يَتَحَرَّجُونَ مِنَ الأَكْلِ مَعَ الأَعْمَى؛ لأَنَّهُ لاَ يَرَى الطَّعَامَ وَمَا فِيهِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، فَرُبَّمَا سَبَقَهُ غَيْرُهُ إِلَى ذَلِكَ، وَلاَ مَعَ الأَعْرَجِ؛ لأَنَّهُ لاَ يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجُلُوسِ، فَيَفْتَاتُ عَلَيْهِ جَلِيسُهُ، وَالْمَرِيضُ لاَ يَسْتَوْفِي مِنَ الطَّعَامِ كَغَيْرِهِ؛ فَكَرِهُوا أَنْ يُؤاكِلُوهُمْ لِئَلاَّ يَظْلِمُوهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ رُخْصَةً فِي ذَلِكَ. وَثَمَّةَ اعْتِبَارَاتٌ أُخْرَى ذَكَرَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ، مِنْهَا: أَنَّ أَصْحَابَ الاِحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ مُرْهَفُو الشُّعُورِ، رَقِيقُو الْعَاطِفَةِ، دَقِيقُو الإِحْسَاسِ، يَخْشَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونَ وُجُودُهُ مَعَ الأَسْوِيَاءِ مُكَدِّراً أَوْ مُؤْذِياً، فَيَنْحَرِجُ مِنْ مُخَالَطَتِهِمْ أَوِ الأَكْلِ مَعْهُمْ، فَجَاءَتْ الآيَةُ الْكَرِيمَةُ لِتَنْفِيَ ذَلِكَ. وَرُبَّمَا سَاءَ خُلُقُ بَعْضِ النَّاسِ، فَنَفَرَ مِنَ الأَكْلِ مَعَ هَذِهِ الْفِئَةِ الْكَرِيمَةِ كِبْراً وَتَقَذُّراً وَتَعَزُّزاً، فَجَاءَتِ الآيَةُ الْكَرِيمَةُ لِتَرْفَعَ كُلَّ هَذِهِ الاِحْتِمَالاَتِ، وَتُدْمِجَ كُلَّ الْفِئَاتِ، لِيَعِيشُوا جَمِيعاً فِي بِيئَةٍ مُتَرَاصَّةٍ، مُتَرَاحِمَةٍ مُتَآخِيَةٍ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ، كُلُّ ذَلِكَ فِي إِنْسَانِيَّةٍ أَخَّاذَةٍ، وَرِفْقٍ جَمِيلٍ، وَإِبْعَادٍ عَنِ الْخَجَلِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَالاِسْتِنْقَاصِ وَالاِزْدِرَاءِ. وَمِنَ التَّوْجِيهَاتِ الْمُسْتَنْبَطَةِ فِي الْمُشَارَكَةِ وَالاِنْدِمَاجِ: مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ : «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ»، قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ]. إِنَّهُ هَدْمٌ لِلْحَاجِزِ بَيْنَ الْمَرِيضِ وَغَيْرِهِ، وَفَتْحٌ لِلأَبْوَابِ أَمَامَهُ وَأَمَامَ الْمُجْتَمَعِ بِالْخُلْطَةِ وَالْمُشَارَكَةِ دُونَ خَوْفٍ، فَلاَ يَتَرَدَّدُ صَحِيحٌ، وَلاَ يَخَافُ مُبْتَلىً، مَعَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ، وَاتِّقَاءِ الْمَخَاطِرِ الَّتِي أُشِيرَ إِلَيْهَا فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : «لاَ يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ]. وَمِنْ جَمِيلِ حَضَارَتِنَا، وَطَرِيفِ تُرَاثِنَا، وَاحْتِفَائِهَا بِكُلِّ رِجَالاَتِهَا: أَنَّهَا أَبْقَتْ عَلَى رِجَالاَتِ الأُمَّةِ وَقَادَتِهَا الْعِلْمِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ، أَبْقَتْ عَلَيْهِمْ بِأَلْقَابِهِمْ، مِنْ غَيْرِ خَجَلٍ وَلاَ انْتِقَاصٍ، فَنَجِدُ مِنْ عُظَمَاءِ الأُمَّةِ وَأَعْلاَمِهَا: مَنْ كَانَ يُلَقَّبُ بِالأَعْرَجِ، وَالأَعْمَشِ، وَالأَصَمِّ، وَالأَخْفَشِ، وَغَيْرِهِمْ، وَلَقْدَ كَانَ لأَِصْحَابِ هَذِهِ الأَلْقَابِ مَكَانَتُهُمُ الْعِلْمِيَّةُ، وَلِذَلِكَ خَلَّدَ التَّارِيخُ ذِكْرَهُمْ بِأَلْقَابِهِمُ الْمَذْكُورَةِ. نَسْأَلُ اللهُ تَعَالَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ لَهُ سَهْمٌ وَافِرٌ فِي إِظْهَارِ عَظَمَةِ الإِسْلاَمِ، وَفِي خِدْمَةِ كُلِّ مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ إِليْنَا، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الخطبة الثانية الْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ الْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الْحَالِ وَالْمَآلِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، تَفَرَّدَ بِالْعَظَمَةِ وَالْجَلاَلِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَكْرَمَهُ اللهُ بِأَفْضَلِ الْخِصَالِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، وَأَحْسِنُوا التَّعَامُلَ مَعَ نِعَمِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَمِمَّا يَنْبَغِي تَقْرِيرُهُ وَالاِهْتِمَامُ بِهِ- أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ-: أَنَّ أَصْحَابَ الاِحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ يَحْتَاجُونَ إِلَى رِعَايَةٍ خَاصَّةٍ تَلِيقُ بِوَضْعِهِمْ وَحَالِهِمْ، يَجِبُ أَنْ لاَ نُشْعِرَهُمْ بِمَا ابْتُلُوا بِهِ مِنَ النَّقْصِ، فَلِسَانُ حَالِهِمْ يَقُولُ: هَـلْ شَرِبْتَ الْمُرَّ مِثْلِي هَـلْ تَوَسَّدْتَ الأَنِينْ؟! وَتَجَرَّعْتَ الْمَآسِـــــــي وَتَقَيَّأْتَ الْحَـنِيــــــــنْ ؟! أَشْعِرُونِـي بِكِـيَانِـــي لَيْسَ بِالْعَطْفِ الْمَهِينْ أَدْمِجُونِي مَعْ رِفَاقِـي وَاقْمَعُوا حُزْنِي الدَّفِينْ وَاطْرُدُوا عَنِّي الْكَآبَــــهْ وَتَبَارِيـــــــــحَ السِّنِيــنْ خَفِّفُــــوا عَنِّي قُـيُودِي إِنَّنِـي مِثْـلُ السَّجِيــــنْ غَـيْرَ أَنِّي يَا صَدِيقِــي مُـــــــؤْمِـنٌ جَلْـدٌ رَزِينْ أَسْتَمِـدُّ الْعَـوْنَ دَوْمــــاً مِـنْ إِلَــــــــهِ الْعَالَمِيـنْ إِنَّهُ لاَ شَكَّ أَنَّهُمْ يُوَاجِهُونَ مُشْكِلاَتٍ وَمُعَوِّقَاتٍ، لاَ يَسْتَطِيعُونَ مَعَهَا مُوَاجَهَةَ مُعْتَرَكِ الْحَيَاةِ بِقُدُرَاتِهِمُ الذَّاتِيَّةِ، مِمَّا يُوجِبُ بَذْلَ مَزِيدٍ مِنَ الْعِنَايَةِ وَحُسْنِ التَّعَامُلِ؛ لِتَتَحَقِّقَ لَهُمْ طُمُوحَاتُهُمْ، وَإِشْبَاعُ حَاجَاتِهِمْ. إِنَّ لِهَؤُلاَءِ الأَفَاضَلِ الْكِرَامِ الْحَقَّ فِي إِيجَادِ الْوَسَائِلِ الْمُسَاعِدَةِ، وَتَوْفِيرِ الْبِيئَةِ الْمُلاَئِمَةِ، وَتَهْيِئَةِ الظُّرُوفِ فِي عَمَلِهِمْ، وَتَعْلِيمِهِمْ، وَتَنَقُّلِهِمْ، وَتَحَرُّكِهِمْ دَاخَلَ الْمَسَاكِنِ وَالطُّرُقَاتِ، وَالْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَأَمَاكِنِ الْعَمَلِ، وَدُورِ التَّعْلِيمِ وَغَيْرِهَا. يَجِبُ تَقْدِيمُ كُلِّ الْمُسَاعَدَاتِ الْمُعِينَةِ عَلَى التَّكَيُّفِ مَعَ الْبِيئَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ؛ لِتَتَحَقَّقَ لَهُمْ أَقْصَى الدَّرَجَاتِ الْمُمْكِنَةِ مِنَ الْفَاعِلِيَّةِ الْوَظِيفِيَّةِ، وَالتَّوَافُقِ مَعَ قُدُرَاتِهِمْ؛ لِيَعْتَمِدُوا – بَعْدَ اللهِ – عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيَجِبُ أَنْ تَتَضَافَرَ الْجُهُودُ فِي ذَلِكَ، وَتَتَحَوَّلَ إِلَى بَرَامِجَ وَخُطَطٍ، وَجُهُودٍ مُنَظَّمَةٍ لِسَدِّ الاِحْتِيَاجَاتِ، بَلْ لإِشْبَاعِهَا وَحُسْنِ تَوْظِيفِهَا، وَتَحْقِيقِ الرِّعَايَةِ الاِجْتِمَاعِيَّةِ الْحَقَّةِ؛ لِتُصْبِحَ إِحْدَى الرَّكَائِزِ الأَسَاسِيَّةِ لِلدُّوَلِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ؛ لِلْوُصُولِِ إِلَى أَفْضَلِ مُسْتَوىً مَعِيشِيٍّ لأُِولَئِكَ الْكِرَامِ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْكِرَامُ: لَيْسَتِ الإِعَاقَةُ هِيَ النَّقْصُ فِي جَانِبٍ مِنَ الْجَوَانِبِ، مَادَامَ وُجِدَ الْحِرْصُ لاِسْتِدْرَاكِ النَّقْصِ، إِنَّمَا الْمُعَوَّقُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ مَنْ لاَ يَسْتَفِيدُ مِنَ الْكَمَالِ الَّذِي وَهَبَهُ اللهُ لَهُ، فَيُعَطِّلُ كَثِيراً مِنَ آلاَتِ الْكَمَالِ عَنْ عَمَلِهَا وَعَطَائِهَا وَلَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي أَقْوَامٍ:  لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179] وَقَالَ سُبْحَانَهُ: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ [الأنفال:22]. عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِمَّا يُذْكَرُ بِالْفَخْرِ وَالاِعْتِزَازِ: مَا تَبْذُلُهُ الدَّوْلَةُ مِنِ اهْتِمَامٍ قَلَّ نَظِيرُهُ بِهَذِهِ الْفِئَةِ الْكَرِيمَةِ، فَقَدْ بَنَتْ لَهُمْ مُؤَسَّسَاتٍ يَنْعَمُونَ فِيهَا بِالرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ وَالتَّغْذِيَةِ السَّلِيمَةِ، وَالتَّأْهِيلِ الْبَدَنِيِّ وَالتَّعْلِيمِ، وَأَنْشَأَتْ دُوراً لِرِعَايَتِهِمْ, وَأَحْضَرَتِ الْمُتَخَصِّصِينَ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِتَعْلِيمِهِمْ، وَوَفَّرَتْ لَهُمْ كُلَّ سُبُلِ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ وَالاِجْتِمَاعِيَّةِ، وَأَوْجَدَتْ لَهُمْ فُرَصَ الْعَمَلِ الَّتِي تُنَاسِبُهُمْ، وَتَسْعَى لِتَأْمِينِ الْمَسَاكِنِ اللاَّئِقَةِ بِهِمْ، وَرَفْعِ مُسْتَوَى الْخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لَهُمْ، نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُبَارِكَ فِي هَذِهِ الْجُهُودِ الْعَظِيمَةِ، وَيَجْزِيَ الْقَائِمِينَ عَلَيْهَا خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَيُوَفِّقَهُمْ لِلمْزَيِدِ. اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الصِّدْقَ وَالأَمَانَةَ، وَجَنِّبْنَا الْغَدْرَ وَالْخِيَانَةَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا يَا رَبَّنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقِ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا فِي طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً دَارَ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ. لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة ودروس الإمام [/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0