[B]لا شك أن «العطاء المتدفق بلا حدود» هو السمة الغالبة على أبناء المجتمع الكويتي الحريص على صنع الأمل ورسم الابتسامة على وجوه ذوي الاحتياجات الخاصة.
وهذا ما جسدته متطوعتان من ذوات الأيادي الكويتية الشابة التي جعلت من التطوع في سبيل خدمة هذه الفئة عنواناً لرسالتهما في الحياة وعملهما الدؤوب الذي لا يعرف المستحيل عاملاً مشتركاً، بل وخلقا من سلاح الأمل منهاجاً قوياً لأبرز محطات الحياة.
إنهما المتطوعتان في جريدة الأمل الالكترونية إلهام الفارس وعائشة الشمري، مؤسستا ديوان نساء الأمل تحت شعار «كلنا أمل» وهو ملتقى اجتماعي إنساني يستهدف الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهن بإدارة طبية.
الهدف المشترك من هذا الديوان هو تعزيز ثقة الفتيات بأنفسهن واندماجهن بإيجابية في المجتمع، فضلا عن غرس مبدأ الصراحة وكسر حاجز الخجل والحياء، وخاصة في الحديث عن المشاكل التي تواجههن.
وتتفق الفارس والشمري على أن الفتاة ذات الإعاقة في المجتمع الكويتي تواجه حزمة من المشاكل، سواء من جانب عدم تفهم الأسرة لها والوقوف عائقاً أمام تكوين عش الزوجية، أو من خلال نظرة المجتمع السلبية تجاهها، ناهيك عن المشاكل الدراسية عند تقدمها للدراسات العليا ونطاق الوظائف المحدودة.
التقت مؤسستي الديوان وسلطت الضوء على دوافع إنشاء هذا الديوان وأبرز أنشطته في هذا الحوار:
ما هو ديوان نساء الأمل؟
– إلهام: هو ديوان اجتماعي إنساني نسائي يعقد مرة شهرياً، ويستهدف فتيات ذوات الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهن، بعيداً عن الحساسية والخجل تحت إشراف وإدارة طبية من مختلف التخصصات.
الهدف
ما الهدف منه؟
– عائشة: تعزيز الثقة بالنفس والاندماج بايجابية في المجتمع، وتنمية حس الإبداع في شخصية الفتيات من ذوات الإعاقة، فضلاً عن الصراحة في الحديث عن المشاكل التي تتعرض لها الفتاة مع المختصين.
– إلهام: ثمة أهداف أخرى يسعى الديوان إلى تحقيقها، منها تطوير مهارات التعامل مع الآخر واتخاذ القرار، فضلاً عن زرع روح العفوية للفتاة، وعدم الإحراج من الجنس الآخر، بالإضافة إلى اجتماع أولياء الأمور بعضهم مع بعض، وتبادل الخبرات والتجارب لكسر الحواجز، خاصة اننا في مركب واحد نعاني القضية ذاتها.
نقطة الانطلاق
من أين استوحيتم هذه الفكرة؟
– إلهام: الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، بل موجودة منذ فترة وأردنا تحويلها إلى أرض الواقع، خاصة بعدما لاحظنا الخجل والانطوائية على البنات، وأن هناك بعض الأمور تحتاج الفتاة للحديث عنها مع ولية الأمر بوجود متخصص من دون تجريح، منها على سبيل المثال السمنة المفرطة.
مواضيع
ما المواضيع التي يتم التطرق إليها في الديوان؟
– عائشة: جميع مشاكل واحتياجات الفتاة والأمهات من ناحية الاستشارات النفسية والتعليمية والفنية والثقافية والتربوية، إلى جانب فن التجميل.
أنشطة وخدمات
ما الأنشطة والخدمات التي يقدمها الديوان؟
– عائشة: ثمة خدمات عديدة يقدمها الديوان، منها استضافة المتخصصين من الخارج لمناقشة المشاكل التي تواجه الفتاة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل بسيطة، مثل التدبير المنزلي (الطهي والتصميم)، فضلا عن ورشة للتوعية الدينية باستضافة واعظ أو واعظة دينية.
صعوبات
ما الصعوبات التي واجهتكم؟
– إلهام: من أبرز العراقيل التي اعترضتنا عدم وجود الدعم المادي لتنفيذ مشاريعنا وتحويلها إلى واقع، الأمر الذي اقتصر على جهود المتطوعين في جريدة الأمل.
مشاكل الفتيات
ما المشاكل التي تواجه الفتاة ذات الإعاقة في المجتمع الكويتي؟
– إلهام: ثمة مشاكل عديدة تقف حاجزاً أمام فتاة هذه الفئة، منها عدم فهم الأهل لها، خاصة أنها حساسة أكثر من غيرها، فضلاً عن عدم توفير الحياة السعيدة لها، والوقوف في طريق زواجها بذريعة الخوف والقلق على مستقبلها.
– عائشة: من وجهة نظري أرى أن نظرة المجتمع السلبية دائما للفتاة ذات الإعاقة على أنها عاجزة وغير قادرة على الإنجاز تعد من أبرز الإشكاليات التي تواجهها هذه الشريحة، علما بأنهن أقدر وأكثر انجازا من غيرهن، إلى جانب كلمات التجريح التي يسمعنها، ناهيك عن المشاكل التي تواجهها الفتاة في التوظيف، فنجد أن نطاق الوظائف محدود، بالإضافة إلى الظلم الواقع عليهن عندما يتقدمن للدراسات العليا حيث يتم تفضيل غير المعاقات عنهن.
مشاريع
ماذا عن المشاريع المستقبلية؟
– عائشة: العمل على مشروع لتعليم مناهج الرياضيات للفتيات، بالإضافة إلى تنظيم حلقات في الاستشارات النفسية وطب الأسنان، إلى جانب برامج للتوعية الدينية.
معاناة الأمهات
حرصت على المشاركة في الاجتماع الأول لديوان نساء الأمل لرصد مشاكل الفتيات ووليات أمورهن، اللاتي انتهزن الفرصة لسرد معاناتهن وتجاربهن الشخصية فضلاً عن مقترحاتهن.
البداية كانت مع أم مشاري، وهي ولية أمر طفل توحدي، حيث وصفت أم المعاق بـ«المثقفة» بحكم تجربتها مع طفلها وحرصها على تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب من سبقها في هذا الأمر، مقترحة تخصيص يوم لاجتماع وليات الأمر لتبادل خبراتهن واستعراضها.
وأبدت استعدادها للتطوع وإعطاء محاضرات في هذا المجال، بالإضافة إلى سرد تجربتها منذ البداية وكيفية تعايشها مع حالة طفلها.
القرض الإسكاني
والتقطت أطراف الحديث أمل، وهي من ذوي الإعاقات الحركية، حيث تحدثت عن منحة القرض الإسكاني، لافتة إلى أن المرأة المعاقة سواء غير المتزوجة وتعيش في بيت ورثة أو المتزوجة بغير كويتي، واقع عليها الظلم، حيث ان قانون المعاقين الجديد لم يسلط الضوء عليها.
أما الباحثة في صعوبات التعلم د. مريم الكندري، وهي ولية أمر طفل يعاني صعوبات في اللغة الاستقبالية، فقالت إن هذا الديوان يعد فرصة جيدة للتنفيس عن همومنا، لافتة إلى معاناة الأم من جفاء الأسرة الطبية في مستشفى الطب التطوري.
وأضافت أن وضع ولية الأمر أصعب من طفلها المعاق، لأنها تعيش في صراع مع ذاتها حول مستقبل طفلها والعديد من التساؤلات.
حادث أليم
أما أم علي، وهي الأم المثالية كما وصفها الحضور، حيث تغيرت حياتها من أم لشاب طليق الحركة إلى آخر قعيد نتيجة حادث أليم أدى إلى إعاقته حركياً.
ولم تقف أم علي عند ذلك، فواصلت الحديث عن سرد إنجازات ابنها الشاعر المبدع المطرب والمشهود له بدماثة خلقه، وبصوت مشحون بالألم وبتعابير حزينة فضحتها تقاسيم وجهها، قالت «للأسف شعرت بالإحباط مرة أخرى، خاصة أن ابني لم يجد وظيفة مناسبة له، الأمر الذي اضطره لبيع الشرائط أمام الجمعيات، إلا أن البلدية ومديري الجمعيات حاربوه، والآن جالس في البيت الأمر الذي سيؤثر على نفسيته مرة أخرى.
نادي الفتيات
ذوات الإعاقة
تمنت عائشة الشمري من الحكومة تخصيص نادٍ ترفيهي وثقافي للفتيات ذوات الإعاقة، بحيث يتسنى لهن الاجتماع بعضهن مع بعض وممارسة مختلف أنواع الرياضة.
منحة السكن
تطرقت عائشة والهام إلى موضوع منحة القرض الإسكاني التي تواجهها الفتاة المعاقة، وخاصة تلك التي لم يحالفها الحظ في الزواج، بالإضافة إذا كانت تعيش في بيت ورثة، وتساءلتا: هل الحكومة ستتكفل بمسكنها وخاصة إذا كانت يتيمة؟
تعاون
أشارت عائشة الشمري إلى تعاون الجهات الحكومية من حيث تبادل الفعاليات والمشاركة فيها، ومنها اليوم العالمي للمعاق، فضلاً عن تعاون دار التأهيل.
إشادة
أشادت إلهام الفارس بدور الهيئة العامة للشباب والرياضة، وجهودها الحثيثة لتوفير المقر المناسب للديوان النسائي، إلى جانب تفاعل الناشطات في مجال الإعاقة وأولياء الأمور مع ما يطرحه الديوان.
فائدة التطوع
سلطت إلهام وعائشة الضوء على فوائد التطوع، ككسب الأجر والثواب، بالإضافة إلى نيل الإنسان البركة في حياته وصحته وتعريف الناس بعضهم ببعض، بالإضافة إلى أنه تهذيب للنفس وإدارتها سلوكياً وتربوياً على نحو جيد، علاوة على غرس ثقافة الصدق والصبر على الناس.
مواضيع محظورة النقاش
لفتت الفارس إلى المواضيع التي لا يتطرق إليها الديوان، ومنها المواضيع السياسية والطائفية وكذلك السلبية.
[/B]