[B]تحت شعار «التربية الفنية ومواجهة العنف»، تعقد كلية التربية الفنية في جامعة حلوان مؤتمرها الدولي الثالث اليوم وغداً، بمشاركة خمس دول عربية هي: الكويت، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة. كذلك تشارك الولايات المتحدة الأميركية في فعاليات المؤتمر.
يقول عميد كلية التربية الفنية في مصر دكتور محمد إسحاق إن الاستعداد لمؤتمر «التربية الفنية ومواجهة العنف» ليس وليد اللحظة، بل وليد تراكمات حدثت في المجتمع المصري وغيره من مجتمعات عربية نتيجة بطء العدالة وانتشار الفقر وانهيار القيم السلوكية، ما أدى إلى تزايد معدلات العنف في الشارع المصري.
وتعددت محاور المؤتمر لتشمل العنف في المدارس والشارع والجامعة، وخمسة منها توفر درجة من عمق الإسهام المتخصص بما يفعِّل رسالة التربية الفنية كي تأخذ دورها الطبيعي في إحياء القيم الإيجابية داخل المجتمع.
يتناول المحور الأول التربية الفنية ومواجهة العنف ضد الإنسان عموماً والطفل خصوصاً، ويناقش محاربة العنف الأسري والمدرسي والحفاظ على حقوق الطفل وبناء الشخصية الإيجابية واكتشاف الذات وتنمية السلوك الإيجابي والمهارات الإبداعية. أما المحور الثاني فيناقش تدعيم القيم الإنسانية لمواجهة العنف في المؤسسات التعليمية، فيما يحاول المحور الثالث الإضاءة على مواجهة العنف على الموروث الحضاري وأهمية التراث وحمايته وتعزيز الانتماء.
المحور الرابع يعرض لأهمية مواجهة العنف ضد البيئة وتنمية الوعي البيئي ومواجهة العشوائية وسلبيات الشارع، فيما يركز المحور الخامس على ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وتنمية سلوكياتهم الإيجابية ومهاراتهم الإبداعية.
توصيات
يؤكد إسحاق أنه تقدم إلى المؤتمر عدد كبير من الخبراء في مجالات علم النفس والاجتماع وأصول التربية والفنون التشكيلية، من مختلف البلدان العربية. لكن لجنة التحكيم استقرت على اختيار 101 بحث فقط لاتفاقها مع مضمون المؤتمر وأهدافه.
كذلك يشير إلى أنه «من خلال مناقشة محاور المؤتمر الخمسة سنخرج بتوصيات للجهات المعنية لتفعيلها، بما فيها وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني، فضلاً عن وزارة الثقافة والمجلس القومي للشباب، بهدف تصحيح مسار المجتمع وبناء قيم ومثل مصرية أصيلة في المجتمع وجامعة الدول العربية.
ويرى إسحاق أن السبب في تزايد العنف في المدارس إلغاء الأنشطة الطلابية والتعليمية فيها، ما أحدث نوعاً من عدم الاتزان السلوكي للتلامذة من خلال ممارسة سلوكيات يخرجون فيها طاقتهم الحركية، فكان العنف إحدى وسائل التعبير عن حقوق الإنسان. لكن عندما يعود التلامذة إلى رسم لوحات يعبرون فيها عن مشاعرهم يتهذب سلوكهم ويصلون إلى نوع من الاتزان النفسي من خلال وسيلة شرعية وإيجابية للتعبير عن الذات ومشكلاتها.
من جانبه، يقول منسق المؤتمر دكتور حاتم شافعي: الهدف من المؤتمر ومحاوره الخروج باستراتيجية متكاملة لتفعيل رسالة التربية الفنية في مواجهة العنف على المستويات كافة، وبالشكل الذي يعيد لمنظومة الحياة في المجتمع المصري الكثير من الاطمئنان. لا شك في أن ذلك ينسحب تلقائياً على مجتمعنا العربي كله، فما يحدث في مصر لا ينأى عنه أي من المجتمعات العربية المحيطة وقد يشكّل جمع العناصر المهتمة في هذا الشأن والمتخصصة من الدول العربية والأجنبية فرصة ينبغي استثمارها كي نعيد لرسالة التربية الفنية رونقها وحيويتها، فتأخذ دورها الطبيعي في بناء الإنسان والقيم الإيجابية في المجتمع. هكذا يصبح الرهان على المستقبل أمراً ممكنناً وجدياً».
يشير شافعي إلى أن فعاليات المؤتمر تشمل، بالإضافة إلى الندوات العلمية المتخصصة وجلسات عرض الأوراق البحثية وتجارب الدول المشاركة، ورش عمل حول كل محاور المؤتمر وملتقى فنون أطفال العرب، ذلك بالتنسيق مع السفارات العربية في القاهرة لمشاركة تلامذة مدارسها الموهوبين في الملتقى.
[/B]