[B]موجة من المشكلات اللامتناهية.. وصرخات مدوية تحتاج إلى من يسمع صداها.. هموم عالقة في بحر المطالب والآمال، هذه هي حال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ما زال هناك العديد من المشاكل التي تواجه ذوي الإعاقة يومياً سواء من حيث نظرات الشفقة التي تقتل آمالهم وطاقاتهم، أو المواقف المختطفة من قبل الأسوياء وهي أبسط حقوقهم، فضلاً عن تكافؤ الفرص الوظيفية وتهميشهم وعن الدمج التعليمي الذي لا يتناسب وجميع الإعاقات، نظراً لاختلاف الفروق الفردية فيما بينهم، ناهيك عن افتقار المستشفيات الخاصة ولا سيما ذوي الإعاقات الحركية من أجل العلاج الطبيعي.
حقوق منسية وأولويات تحتاج إلى تحرك وصحوة من قبل المسؤولين وتفعيل وتطبيق عملي لبنود القانون، بحيث يعكس وجودهم وحبهم للحياة لا عبوسهم وتفكيرهم المتواصل في حل هذا.
حرصت على لمس معاناة ذوي الإعاقة الذين انتهزوا الفرصة وفتحوا قلوبهم في لقاء مفتوح من القلب للقلب لنقل همومهم وطرح مشكلاتهم:
في البداية، قالت روان الجيعان (موظفة في وزارة المالية وتعاني من إعاقة حركية) إن مشكلة التوظيف تعد من أبرز المشكلات التي تواجهها هذه الفئة، مشيرة إلى افتقار المجتمع لثقافة فهم المعاق وتقدير طاقاته في القطاعات والدوائر الحكومية.
أما ناصر عبدالله (من ذوي الإعاقة البصرية وطالب بكلية الآداب في جامعة الكويت)، فرأى أن الدمج التعليمي يمثل عائقا بالنسبة له، نظراً لإعاقته الأمر الذي لمسه عقب تخرجه في مدارس التربية الخاصة وانتقاله للمرحلة الثانوية، متسائلاً ما المشكلة من تخصيص لجان خاصة وكتب بطريقة برايل فالتكنولوجيا سهلت أمورا كثيرة علينا ؟
وتناول عبدالله مسألة تكافؤ الفرص الوظيفية، موضحاً أن كثيرا من المكفوفين يتجهون للوظائف المتدنية عقب الجامعة، حيث لا توجد جهة تقبلهم.
وتمنى تطبيق هذا المبدأ، لافتا إلى دور ذوي الإعاقة الفعال في بناء وتعمير الأوطان مثل نظرائهم الأسوياء وتنمية البلاد، فضلاً عن أهمية التبادل الثقافي بين مختلف الإعاقات.
مشكلات اعتبرت رئيسة فريق العمل وضحة الياقوت أن ثمة عراقيل ومشكلات عدة تواجه هذه الفئة، أبرزها افتقار المواقف والصعدات في المرافق كافة بما فيها المصالح الحكومية، متجاهلين اختلاف طاقات وقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة عن نظرائهم الأسوياء.
ولم تكتف الياقوت بهذا بل أعربت عن استيائها من عدم احترام خصوصية ذوي الإعاقة أو الإحساس بمشاعرهم، مدللة بذلك من خلال اختطاف مواقفهم وعدم الاكتراث بإعاقتهم.
وتحدثت عن حالة ابنتها وهي من فئة بطئي التعلم حيث إنها تدرس في إحدى المدارس الخاصة بهذه الفئة، مشيرة إلى تزويد المدرسة بالصعدات والمصاعد الملائمة لهم. وأشارت الياقوت إلى أن الدمج التعليمي لفئة صعوبات التعلم يعد ظلماً لهم بخلاف الدمج الأسري الذي اعتبرته خطوة إيجابية نحو التفاعل المجتمعي.
ومن جانب أولياء الأمور، قالت صديقة الأنصاري وهي عضو في الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون وولية أمر لطفل من فئة الداون (6 سنوات) أنه على الرغم من إقرار قانون ذوي الإعاقة الذي يعد من أفضل القوانين في الوطن العربي والعالم، إلا أن فيه ثغرات ومثالب تحتاج إلى بنود ومذكرات تفسيرية لشرح كل مادة لوزارات الدولة بدلاً من التفسير الاجتهادي.
وأضافت : بالنسبة لي لا توجد مشكلة تواجهني في الوقت الحالي، حيث إنني في طور البداية كما أنني انتمي للعصر الذهبي الذي يتميز بالمعرفة والعلم، حيث أصبحت لدي خلفية معلوماتية حول الإعاقات وتصنيفها وكيفية التعاطي معها بخلاف إخواتي (صراع من أجل البقاء)، ناهيك عن الاستفادة من إقرار القانون الجديد الخاص بذوي الإعاقة وإلمامه بالأمورالمعنية بهذه الشريحة كافة.
الإعلام والمعاقون
أشادت العبدالله بالدور الإعلامي تجاه ذوي الإعاقة من خلال تخصيص صفحات أسبوعية لهم تتناول أبرز همومهم ومحطات إنجازاتهم وإبداعاتهم بالإضافة إلى توصيل صدى صوتهم للمسؤولين.
ينقصنا الدعم
قالت ولية الأمر صديقة الأنصاري إن انعدام الدعم الحكومي يعد من أبرز العراقيل التي تعترض الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون رغم إشهارها وأسعارها الرمزية، مثمنة دعم الأمانة العامة للأوقاف للجمعية.
إياك والخادمات
أشارت الأنصاري إلى عدم تفضيلها مسألة ملازمة الخادمات لذوي الاحتياجات الخاصة حتى لا يتعلموا لغتهم وعاداتهم، مشددة على ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم من هذه الشريحة، لا سيما عند البلوغ.[/B]