0 تعليق
676 المشاهدات

أشكناني: مرضي كشف لي زيف الحياة



[B]عشت أجمل أيام حياتي بين أهلي وأصدقائي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، خاصة عندما أصبت بمرض التصلب العصبي ms، وكانت المفاجأة عجز وخوف وفقدان أمل، هكذا بدأ المدرس بجامعة الكويت والخليج والإعلامي المتميز د. أيوب أشكناني والحاصل على دكتوراه علم النفس الإدراكي وماجستير علم النفس الاجتماعي قصته المثيرة التي وإن دلت على شيء فإنما تدل على الطموح وقوة الإرادة والإيمان بالله، وأردف
د. أشكناني قائلا: لم يقتصر الأمر على ذلك، ولكن هول المأساة هو اكتشافي الأشخاص الحقيقيين من المزيفين من خلال مرضي، وضمن المزيفين زوجتي التي أحببتها وتحديت صعاب الدنيا وتزوجتها لكونها من بلد وأنا من بلد آخر وبعد إصابتي بالمرض حققت لها رغبتها في الانفصال تقديرا واحتراما لذاتي وبقوة الإيمان جعلت من مأساتي نقطة تحول لحياتي للأفضل لكونها جعلتني أقيّم كل من حولي، كما تطرق إلى إهمال وسائل الإعلام للطفل المعاق ومدى افتقاده للثقافة التلفزيونية والتي تنظر للمعاق نظرة شفقة دون أن تطرق الباب لقضاياه المهمة. دفعنا الفضول لسماع المزيد من أفكار وآراء د. أشكناني، فالتقيناه وإليكم التفاصيل.

لماذا اخترت مجال علم النفس الإدراكي وكذلك الاجتماعي؟ وما الفرق بينهما؟
اخترت مجال علم النفس نتاج قراءتي في مجالاته، والتي كانت مسار فضولي وإعجابي منذ صغري، ما جعل بداخلي رغبة داخلية لمعرفة ماهية عقلية الإنسان وما يدور في رأسه. والفرق بينهما يتلخص في أن علم النفس الاجتماعي يبحث في سلوك الناس وتأثير المجتمع فيهم وتأثرهم به، أما علم النفس الإدراكي هو العمليات العقلية وتأثيرها على سلوك الإنسان وتصرفاته.

محطات مهمة
ماهي المحطات المهمة في حياتك؟
منذ ولادتي كل يوم لدي محطة جديدة ومهمة، ولكن أهم المحطات في حياتي أول مرة شعرت فيها بالحب عندما أحببت فتاة وبعد حب عنيف وعلاقة أرستقراطية استطعت الارتباط بها لأنها كانت إيرانية، وتزوجنا وعشنا حياة جميلة وأنجبنا أطفالا، ولكننا لم نستمر معا وانفصلنا، أما المحطة الثانية في حياتي كانت إصابتي بمرض التصلب العصبي (ms)، وكانت المفاجأة التي ظهرت في العجز والخوف وفقدان الأمل، ومن خلال المرض اتضحت لي أمور كثيرة وتبين لي الأصدقاء الحقيقيون من المزيفين، ولهذا السبب اكتشفت أن الأصدقاء الحقيقيين ليسوا أصدقاء فقط، بل أخوة لي في الدنيا، وتجولت في العديد من دول العالم بحثا عن العلاج، ولكن لم أصل للعلاج ولكنني وصلت إلى حقيقة مؤكدة وهي أن المرض هبة من الله واختبار، وقبلت والحمد لله وأصبحت سعيدا جدا.
والمحطة الثالثة الأكثر قسوة في حياتي هي اكتشافي أن حبي للمرأة التي أحببتها وكانت هي نقطة التغير في حياتي للأفضل، كان حبا من طرفي أنا فقط ومن خيالي، ولكن من طرفها لم يكن حبا ولهذا السبب وتقديرا لذاتي قمت بخطوة الانفصال وشعرت بعدها بالراحة النفسية وبدأت حياتي من جديد.

معاهدة سلام
ما أهم هذه المراحل؟
أهم هذه المراحل هي الفترة الحالية، لأني قمت بعملية معاهدة سلام بيني وبين المرض، وقلت له من خلال هذه المعاهدة لن أغضب منك، وأنا سعيد بك وسوف أجتهد لأحصل على علاج، وإذا لم يوجد حمدا وشكرا، فصارت بيننا معاهدة صلح وهذه هي مرحلة السعادة الفعلية.
حدثنا عن مشاركاتك
الحمد لله، بدأت في كتابة روايات، ومن ناحية أخرى تم الاتفاق بيني وبين جامعة بيروت لإعطاء كورسات للتدريس وأعطيتهم كورسات من قبل، بالإضافة إلى مشاركاتي في محطات تليفزيونية من خلال عدة برامج.

مشاركات إعلامية
نود أن نعرف المزيد عن مشاركاتك الإعلامية
منذ بداية المرض دخلت مجال الإعلام كطبيب نفسي وكانوا يرشحونني ويطلبوني للقاءات، وقامت بعض القنوات الخاصة بإعطائي مساحة لتقديم بعض البرامج وكان أول برنامج من إعدادي وتقديمي اسمه «الإنسان» علي قناة الأنوار وكان يتكلم عن الإنسان وانتقلت إلى إذاعة الكويت بعدة برامج أسرية.
هل حاولت العلاج؟
قمت بإجراء عملية توسعة شرايين الدم وأجراها لي طبيب كويتي هنا داخل الكويت ونجحت للبعض نجاحا باهرا ولكنها لم تنجح معي والسبب أنني أجريتها متأخرا بعد مرور عشر سنوات من المرض.

دور العائلة
حدثنا عن دور العائلة
كلمة حق أحب أن أقولها: لو كل يوم نقبل قدم الأم فهذا قليل، أمي ساعدتي مساعدة لا أظن إنسان يساعد إنسانا آخر هذه المساعدة وأمي كانت لي الممرضة والطبيبة والأم وكنت مرهق جسمانيا ونفسيا، وكانت تقول لي أنت أجمل، ولا أنكر موقف والدي وإخواني وكانوا دائما معي وفي كل الأحوال أفتخر بهم.

وضع المعاق
كيف ترى وضع المعاق في الكويت؟
الحكومة هي الأم البديلة للكثير من المعاقين، ولكن ينظر المجتمع لهذه الفئة نظرة متدنية، مع أنهم أفراد طبيعيون ولكنهم يعانون قصورا في جزء معين وهناك أفراد نظرتهم سيئة للمعاق.
هل هناك دول أخرى تهتم بالمعاق أكثر من الكويت؟
الدول الأوربية -خاصة ألمانيا واليابان- يهتمون بالمعاق من مختلف النواحي سواء المعيشية أو الثقافية أو التعليمية أو الترفيهية.

المعاق في عيون الإعلام
ما رأيك في ما تقدمه وسائل الإعلام للطفل المعاق؟
ما تقدمه وسائل الإعلام للطفل المعاق سيء بدرجة (- 10) وتكاد تكون منعدمة، والطفل المعاق مهمل، وإذا كان هناك تركيز من وسائل الإعلام فيكون من باب الشفقة فقط لا غير.
ومن أين تأخذ أم المعاق ثقافتها؟
وسائل الثقافة غير موجودة لدينا والبحث عنها صعب للغاية، فعلى أم المعاق أن تأخذ ثقافتها من مصدر قوي وهو تكوينها وطبيعتها وتجعل حبها وحنانها هو دليلها.

ثقافة تليفزيونية
هل يحتاج الطفل المعاق إلي ثقافة تليفزيونية تناسبه؟
يبقى الطفل المعاق دائما، وأبدا إنسانا ذا عقلية متكاملة، ربما بعض أجزائها ضعيف أو مهمش، ولكنه إنسان ومادام كذلك فلا يوجد به نقص لأن الله خلقه كاملا وحتى إذا كان هناك نقص فخلفه أشياء كاملة، فدعونا في برامجنا نخاطب فيه الإنسان ككل بقدراته الظاهرة والخفية.
أم المعاق دائمة القلق والتوتر وبصفتك طبيبا نفسيا بماذا تنصحها؟
أنصحها نصيحة غاية في البساطة أقول لها: القلق والخوف سيزولان سريعا حين تأتي فرحة النجاح وبعدها تطالع ابنها المعاق سيختلف الأمر.
رسالة تود توجيهها؟
رسالة حب وامتنان ووقوف باحترام لكل أم مسحت دمعة طفلها المعاق، ولكل أم ابتسمت للطفل المعاق ولكل أب داعب ابنه المعاق ولكل أخ وأخت افتخر بأخيه المعاق.
وانتهز الفرصة وأقدم كل الشكر والتقدير لجريدة والقائمين عليها للاهتمام لطرحها المتميز واهتمامها بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0