[B]وهكذا ينطلق «مركز 21» ليضيف إسهامة جديدة سامية في مسيرة المواطن الكويتي ووعيه لمسؤولياته ودوره تجاه أهله ووطنه.
«مركز 21» هو مركز مستقل، يسعى أعضاؤه ومنتسبوه إلى وضع المعاق على عتبة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز قدراته الذاتية سواء البدني منها أو النفسي، ودفعه إلى الاعتماد على نفسه لمواجهة متطلبات الحياة بأكبر قدر ممكن.
فكرة المركز انطلقت من واقع مؤلم في الكويت يتعلق بعدم قبول المعاقين بعد سن الحادية والعشرين في مدارس الدولة، وهو أمر كثيراً ما شكل عبئاً وحيرة للمعاقين وأهلهم في كيفية إشراكهم في المجتمع وتمكينهم ليصبحوا أعضاء فاعلين بقدر الإمكان.
تم تنظيم المركز بشكل تقني جيد، حيث قسم إلى قسمين متساويين للرجال وللنساء، ويحتوي على وحدات مستقلة لكل إعاقة، بدأ بوحدة فئة الشلل الدماغي، ثم الشلل الرعاشي، وفرقة التوحد، والداون، وشلل الأطفال، حيث يتم تقسيم كل وحدة إلى فصول يضم كل فصل منها فئة متجانسة من حيث نوع الإعاقة.
ويتكامل عمل هذا المركز الإنساني ليشمل خدمات ترفيهية، منها ما هو داخل المركز كالمقاهي والمطاعم وأحواض السباحة وصالات اللعب الرياضية والألعاب الإلكترونية! ومنها ما هو داخل الكويت من رحلات برية وبحرية!
كما يمتد برنامج المركز الترفيهي ليشمل خدمات ترفيهية خارج الكويت لحضور منافسات رياضية أو للتواصل مع مجتمعات خارج الكويت.
كما يوفر «المركز 21» أقساماً لتأهيل المعاق وتدريبه عملياً لتلبية حاجات سوق العمل، وجمعية لأولياء أمور المعاقين ومركزاً طبياً لمتابعة حالة المعاق وأطباء أسنان وأعصاب وطبيباً نفسياً واختصاصي تغذية وهكذا. كما يوفر المركز الأمن والأمان لأعضائه من خلال كاميرات مراقبة للمخارج والمداخل.
كل هذا الجهد يشرف عليه مجلس إدارة مكون من أولياء الأمور يتولى مراقبة تطبيق القرارات الإدارية والتواصل مع الجهاز التنفيذي والوظيفي.
«مركز 21» ليس قفزة نوعية في الإسهام بتأهيل المعاقين وتوطينهم داخل مجتمعهم وحسب، وإنما هو كمركز يأتي معالجاً لإعاقة المجتمع الإدارية والتي عجزت أو تجاهلت ضرورة احتواء المعاقين في جميع مراحلهم العمرية، وليس في سن العشرين فقط! «مركز 21» يأتي ليضيف لبنة جديدة في لبنات المجتمع المدني الواعي لدوره ولقضاياه ولمسؤولياته! وهو (أي مركز 21) لا يوفر نافذة لمن تجاوز الحادية والعشرين من المعاقين فقط، بل ويفتح طاقة أمل أمام شريحة تثبت في كل يوم أنها أقوى من الإعاقة!
«مركز 21» هو صوت لمن لا صوت له من أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أهملتهم الدولة وبكل أسف، وتجاهلتهم قوانينها، فتبناهم هذا المركز الشاب في انطلاقته والسامي في أهدافه!
كل التوفيق والدعم لـ «مركز 21».. قلوبنا وأقلامنا وجهودنا معكم أيها الرائعون![/B]