0 تعليق
460 المشاهدات

سوزان لويل: العسر القرائي هو الأكثر شيوعاً بين مختلف أنواع صعوبات التعلم بنسبة تمثل 80% من إجمالي الطلاب الذين يعانون منها



[B]أكدت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العالمية للعسر القرائي الخبيرة الأميركية سوزان لويل أن العسر القرائي (الدسلكسيا) هو الأكثر شيوعا بين مختلف أنواع صعوبات التعلم بنسبة تمثل 80% من إجمالي الطلاب الذين يعانون منها، لافتة إلى أن العسر القرائي ليس إعاقة عقلية حيث يتمتع الأطفال الذين يعانون من العسر القرائي بنسبة ذكاء عادية أو مرتفعة. وأشارت لويل إلى النظرة السلبية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم تؤثر على اندماجهم في المجتمع وتحد من تطورهم وتحرم المجتمع من الاستفادة من طاقاتهم وأن تعلم الكلام يختلف عن تعلم القراءة، فتعلم الكلام عادة ما يحدث بشكل تلقائي من خلال الانغماس في بيئة غنية باللغة، بينما تحتاج القراءة لتعليم نظامي وإتقان لمهارات متداخلة، لافتة لحالة القلق العالمية من الآثار السلبية المترتبة على العزلة الإليكترونية والتي أدت لغياب لغة الحوار داخل الأسرة وكانت سببا مباشرا في ضعف حصيلة المفردات لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. وأوضحت أن إنشاء لجنة وطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة في الكويت أضحى ضرورة مجتمعية لفهم علمي أفضل لطبيعة العسر القرائي على الصعيد المحلي والحصول على قاعدة بيانات واقعية وأسلوب أمثل للتدخل العلاجي. التقت الخبيرة الأميركية سوزان لويل، فإلى التفاصيل:

حدثينا عن طبيعة الزيارة وسببها وهل هي زيارتك الأولى للكويت؟

٭ في الواقع هي زيارتي الأولى للكويت وللأمانة استمتعت بها كثيرا. وأود أن أشير إلى أن الزيارة تأتي في إطار برنامج تبادل الخبراء والمدعوم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. أما عن الفكرة وترتيبات الزيارة فبدأت من خلال لقاءاتي المتعددة مع المدير التنفيذي لمركز تقويم وتعليم الطفل د.جاد البحيري في مجلس إدارة الجمعية الدولية للعسر القرائي (الدسلكسيا) والذي من مهامه التنسيق مع الجمعيات المهتمة بصعوبات التعلم بصفة عامة والدسلكسيا بصفة خاصة، وبالتالي تحدثنا أنا ود.جاد البحيري حول إمكانية ترتيب زيارة للكويت لتقديم استشارات لمركز تقويم وتعليم الطفل أضع فيها خلاصة تجاربي وأحدث المستجدات على الساحة في مجال العسر القرائي في متناول القائمين عليه.

ما انطباعك عن الكويت وأهلها وماذا ستقولين للناس عنها عندما تعودين لبلدك؟

٭ الكويت بلد مذهل ومتحضر وغني بتنوعه الثقافي وشعبها ودود ومضياف ويرحب بالأجانب بطريقة مميزة. وعلى المستوى الشخصي لن أنسى زياتي لبيت السدو والقطع الفنية الرائعة بالإضافة للجمال الخلاب للخليج العربي وعبق التراث في سوق المباركية. وللأمانة استمتعت جدا بزيارتي للكويت.

كيف رأيت مركز تقويم وتعليم الطفل من ناحية الإمكانيات الفنية والتشخيصية والكوادر المدربة؟

٭ مركز تقويم وتعليم الطفل هو أحد أفضل المراكز الشاملة في معالجة العسر القرائي ومختلف صعوبات التعلم من حيث الإمكانيات المتاحة والكوادر المدربة، فالمركز يحتوي على برنامج تربوي صباحي وآخر مسائي، وحدة تشخيص على أعلى مستوى، وحدة تطوير اختبارات، وحدة تدريب، وحدة الأبحاث والمؤتمرات، خط ساخن للاجابة عن استفسارات اولياء الامور ومكتبة مميزة تحتوي على احدث مراجع مجال صعوبات التعلم، تميز هذا المركز يرجع الى انه من النادر ان نجد مركزا يجمع كل هذه الخدمات تحت سقف واحد.

ما التعريف العلمي للدسلكسيا او العسر القرائي؟

٭ عسر القراءة «الدسلكسيا» هي صعوبة تعلم نمائية خاصة تعبر عن نفسها في عدم القدرة او الصعوبة في تعلم مهارات القراءة والكتابة والتهجئة وتتعلق بالطريقة المختلفة التي يستقبل بها المخ المعلومات ويخزنها ويستعيدها، تصاحبها احيانا مشكلات في تذكر المعلومات وترتيبها وفي مهارات التنظيم والتتابع.

ما نسبة الدسلكسيا بين إجمالي صعوبات التعلم المتعارف عليها؟

٭ العسر القرائي «الدسلكسيا» هو الاكثر شيوعا بين مختلف صعوبات التعلم بنسبة تصل الى 80% من اجمالي الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم، وستندهش ان قلت لك ان طالبا من كل 5 او 7 طلاب يعاني من العسر القرائي، الاهم هو كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب فهم طلاب يتمتعون بذكاء متوسط او فوق المتوسط ولكن مشكلتهم الوحيدة هي صعوبة القراءة وهذا ما يؤثر على حالتهم النفسية وقدرتهم على التحصيل الدراسي.

ما أعراض العسر القرائي؟ وهل هناك سمات مشتركة لكل الاطفال الذين يعانون من العسر القرائي ام ان الاعراض تختلف باختلاف البيئة؟

٭ هناك العديد من اوجه الشبه والسمات المشتركة من حيث الاعراض ولكن الاختلاف يكون في التهجئة والكتابة على حسب اللغة المراد تعلمها فاللغة الاسبانية كل حرف له صوت يمثله بينما اللغة الانجليزية لكل حرف اكثر من صوت يمثله، ومن ابرز مظاهر العسر القرائي هي صعوبة معرفة اصوات الحروف، صعوبة معرفة تشابه نهايات اصوات الكلمات، صعوبة معرفة قواعد التهجئة وتذكرها، صعوبة التعرف على الاصوات المتشابهة في النطق، صعوبة وبطء تعلم الحروف والكلمات وصعوبة استعادة اشكال الحروف في اثناء الكتابة وفي التهجئة، هذه الاعراض تظهر بدرجات متفاوتة تتدرج من البسيطة الى المتوسطة والشديدة في الاطفال الذين يعانون من العسر القرائي، وتحدد عملية التشخيص درجة الصعوبة وبالتالي طرق المساعدة اللازمة لكل حالة.

ما أبرز محفزات تعلم القراءة؟

٭ تعلم الكلام يختلف عن تعلم القراءة، لان تعلم الكلام عادة ما يحدث بشكل تلقائي من خلال الانغماس في بيئة غنية باللغة والتي توجد حيثما وجد البشر كأساس لتعايشهم، علاوة على ان الدماغ البشري غير مجهز لتعلم القراءة بشكل تلقائي، لان القراءة تحتاج لتعليم نظامي واتقان لمهارات متداخلة ولذلك ظهرت الحاجة لتعلم القراءة في مرحلة متقدمة من مراحل التطور البشري.

وهنا يجب ان نشير الى مدى صعوبة القراءة بالنسبة للدماغ البشري ولذلك يعاني الكثيرون او يفشلون في تعلمها، فنشأة الطفل في بيئة محفزة للقراءة وغنية بالكتب تيسر له تعلم القراءة بصورة افضل، وعلينا ان نعترف بأن البيئة الغنية بالمفردات يكون اطفالها اكثر استعدادا لتعلم القراءة بصورة افضل من نظرائهم الذين نشأوا في بيئات فقيرة بالمفردات، وأظهرت الدراسات التي اجريت على اهمية المفردات في تطور القراءة اختلافات مذهلة بين اطفال البيئات الفقيرة وأطفال الطبقات المتوسطة والعليا من حيث عدد المفردات، فكلما زادت المفردات زاد الذكاء اللفظي للطفل نظرا لارتباط نمو المفردات بمعدلات النمو الادراكي.

هل نحن في حاجة ماسة لتغيير اتجاهات المجتمع خصوصا فيما يتعلق بالنظرة السلبية لصعوبات التعلم؟

٭ في البداية علينا ان نقر بأن صعوبات التعلم هي نوع من انواع الاعاقات الخفية ولكن الطفل الذي يعاني من صعوبة ما من صعوبات التعلم ليس متخلفا عقليا حيث يتمتع بنسبة ذكاء عادية او مرتفعة ولكنه يحتاج لاسلوب مختلف في تدريسه وبالتالي فان النظرة النمطية السلبية للمجتمع للاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم تؤثر على اندماجهم في المجتمع وتحد من تطورهم وتحرم المجتمع من الاستفادة من طاقاتهم وبالتالي فنحن بحاجة الى تغيير هذه النظرة بكل الوسائل المتاحة وتتعاون فيها الجهات الحكومية والوزارات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني من منطلق انها مسؤولية مجتمعية.

ما نصيحتك لأولياء الامور في مرحلة ما قبل المدرسة بحيث يتمكنون من التشخيص المبكر لحالات اطفالهم الذين يعانون من العسر القرائي؟

٭ عادة لا يتم كشف العسر القرائي في مرحلة ما قبل المدرسة ولكن يظل تعريض الطفل لبيئة تعلم غنية بالمفردات من خلال الاغاني والايقاع بحيث يصل الطفل لمرحلة رياض الاطفال بمخزون عالٍ من المفردات تحببه في اللغة وتيسر عليه تعلم اساسيات القراءة.

هل ساهمت الابحاث المتقدمة في الحد من الآثار المترتبة على العسر القرائي والتقليل من معدلاته العالمية؟

٭ هناك تعاون مميز على مستوى المجتمع المهني المهتم بصعوبات التعلم بصفة عامة والعسر القرائي بصفة خاصة من خلال اجتماعات دورية بين الجمعيات المختلفة على مستوى العالم لمناقشة الابحاث والدراسات والافكار الجديدة وهذا بلا شك اثر على مدى فهمنا لطبيعة العسر القرائي وأساليب علاجه وبالتالي يسهم بطريقة او بأخرى في التقليل من معدلاته العالمية عن طريق كشف النسب الحقيقية لتواجده في كل مجتمع وبالتالي تحديد حجم ومستوى التدخل العلاجي، فعلى سبيل المثال نجد ان بيانات اللجنة الوطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة في الولايات المتحدة تظهر ان 37% من طلاب الصف الرابع في الولايات المتحدة الاميركية يفشلون في تحقيق انجاز القراءة الاساسي و60% من اجمالي هذا العدد ينتمون للبيئات الفقيرة وعليه عملت اللجنة على تحديد 6 متغيرات ذات علاقة سببية تمثل الدافع لتحسين مستويات القراءة ومنها معرفة حروف الهجاء، ادراك اصوات الكلام، التسمية الآلية السريعة للحروف او الارقام، التسمية الآلية السريعة للاشياء والالوان، الكتابة او كتابة الاسم وذاكرة اصوات اللغة، وهي القدرة على تذكر المعلومات المحكية لفترة قصيرة من الزمن.

ما المهارات الاساسية المرتبطة بتطور القراءة والكتابة؟

٭ اللجنة الوطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة حددت 5 مكونات لتعلم القراءة الفعالة في ادراك النطق، علم الصوتيات المنهجي، الطلاقة، المفردات والاستيعاب بالاضافة الى 5 مهارات اضافية لها ارتباط بتطور قدرة القراءة والكتابة وهي مفاهيم حول النص المطبوع، بحيث يفهم الطفل ان الاسطر المكتوبة تمثل كلمات او افكارا ولغة مكتوبة، التحليل القرائي، الاستعداد للقراءة من خلال الجمع بين معرفة حروف الهجاء، ومفاهيم النص المطبوع، المفردات، الذاكرة، ادراك اصوات اللغة، اللغة الشفهية والقدرة على انتاج او استيعاب اللغة المحكية والمعالجة البصرية.

الى اي مدى اثرت العزلة الالكترونية على العسر القرائي وضعف حصيلة المفردات لدى الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة خصوصا في ظل حالة الصمت التي تعيشها الاسر في مختلف دول العالم؟

٭ هناك الكثير من الابحاث التي تتناول مدى تأثير العزلة الالكترونية على الاطفال وانشغالهم لفترات كبيرة بالاجهزة الالكترونية، بالاضافة الى التأثيرات سواء الايجابية او السلبية على الدماغ من جراء الافراط في استخدام الاجهزة التكنولوجية وللاسف الى الآن لا توجد اجابة شافية لذلك، عموما هناك حالة من القلق تسود الاوساط العلمية بسبب قلة اللغة المحكية داخل الاسرة وبالتالي ضعف حصيلة المفردات.

هل اصبح انشاء لجنة وطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة في الكويت ضرورة لفهم علمي افضل لطبيعة العسر القرائي في المجتمع الكويتي؟

٭ في الواقع ان انشاء لجنة وطنية للتعلم المبكر للقراءة والكتابة في الكويت ضرورة مجتمعية لفهم علمي افضل لطبيعة العسر القرائي على الصعيد المحلي والحصول على قاعدة بيانات واقعية بالاضافة الى اجراء دراسات عن مستوى تعلم القراءة والكتابة باللغة العربية وانطلاقا من هذه الدراسات نستطيع الوصول للاسلوب الامثل لمقترحات التدخل العلاجي، فمجال التعليم لا يختلف عن المجالات العلمية الاخرى من حيث اعتماده على الابحاث والدراسات العلمية المستمرة، وانشاء هذه اللجنة سيكون عاملا مميزا في دعم الكوادر المهنية عن طريق التنمية المستدامة.

الى اي مدى تؤيدين نظرية الدمج التعليمي للطلاب الذين يعانون من العسر القرائي؟ ام ان الافضل هو فصل هؤلاء الطلاب في وحدات دراسية منفصلة؟

٭ لدينا ثلاثة مستويات للعسر القرائي متفاوتة الدرجات من الخفيف والمتوسط الى الشديد، والعسر القرائي كصعوبة من صعوبات التعلم يحتاج لاسلوب مختلف في التدريس وتكرار وزيادة في جرعات الدراسة على حسب الحاجة ومدى التجاوب ومستوى التقدم، فاذا كانت المدرسة مستعدة لذلك من خلال الامكانات المادية والبشرية والقدرة على توفير برنامج مسائي لمتابعة الطلاب فلا مانع من اتباع الدمج التعليمي.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0