[B]قلب الأم بفطرته مليء بالعطف والحنان والتضحية والعطاء، وتلك سمات كل أم بجانب تحليها بالصبر دون كلل أو ملل، فما بالنا بمن رزقها الله بأبناء من ذوي الإعاقة، هؤلاء هم الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وقلب كبير، ولكن هل اختلفت مشاعر الأمومة مع كثرة الأعباء ومتطلبات الحياة، وخروج الأم إلى العمل، أم مازالت كما هي نهرا متدفقا من الحب والعطاء، وهل تهرب أم المعاق أحيانا من مسؤولياته عندما تصاب بالملل أم تواجهها العقبات؟ ولمعرفة رأي أمهات ذوي الإعاقة خرجت «الكويتية» في عيد الأم وسط الأمهات وإليكم التفاصيل:
بداية قالت أميرة الشمري أم الطفلة دانة «متلازمة داون»، التي كرمت كأم مثالية من قبل لكونها معاقة وأما لطفلة معاقة، إن أهم ما يجب أن تتحلى به أم المعاق هو الإيمان بالله، حتى تستطيع أن تؤدي دورها على أكمل وجه، وتعطي المزيد من الرعاية والاهتمام لابنها المعاق.
وأردفت: الأم أيام زمان كانت تراعي ابنها بمفردها مع عدم وجود الخدم، ولكن في الوقت الحاضر اعتمدت العديد من الأسر على الخدم، وهذا يشكل خطرا كبيرا على تربية الطفل ونشأته، خاصة في مرحلة الطفولة، فحرمان الطفل من حضن أمه واعتمادها على الخادمة في تربيته ليس من العادات الحسنة، وهذا هو الفرق بين أمهات الجيل السابق وأمهات الجيل الحالي.
عادات الأمومة
وأضافت الشمري: بعض الأمهات تضع ابنها المعاق في دور الرعاية، ولكن كل ذلك لا يمنع أن هناك بيننا أمهات مازلن يحتفظن بعادات الأمومة، خاصة أم المعاق في مجتمعاتنا العربية، وهن كشمعة تحترق في بحر من الحنان الذي تغمره، وغير نادمة على احتراقها وتفانيها في رعايته.
وبمناسبة عيد الأم أنتهز الفرصة لأقول لكل أم احتضنت طفلا معاقا كل: عام وأنت بخير ولن يضيع أجرك عند الله.
الظروف اختلفت
من جهتها أكدت خلود العلي -وهي أم لأربعة أبناء من بينهم اثنان من ذوي الإعاقة، وكرمت كأم مثالية في أحد الأعوام: إن المعاق يحتاج إلى قلب مليء بالعطف والحنان، وعلى الأم أن تكون مستعدة لمواجهة أي حالة غير عادية لابنها حتى لا يصاب بأذى.
وأضافت العلي: أمهاتنا زمان كن متفرغات لأبنائهن وبيوتهن، وأمهات الزمن الحالي مع زحمة العمل لم تقل مشاعر الأمومة لديهن، كما أن خروج الأم إلى العمل لم يقلل من اهتمامها بأبنائها، حتى ولو كانت مشغولة، وظروف الحياة اختلفت وأصبح على عاتق الأم مسؤوليات طائلة.
وأضافت العلي: أقول لكل أم في عيدها ربنا يحفظك لأبنائك، ومهما كبر ابنك يظل صغيرا ومحتاجا لحنانك ورعايتك، وأقول لأم المعاق: شدي حيلك وأعطي المزيد، وعلى عاتقك المزيد وبقدر ما تعطي لابنك المعاق الله سيعطيك.
أمهات الماضي
أما سبيكة الغيص فهي أم لخمسة أبناء من بينهم عائشة «شلل دماغي»، فقد أكدت أن أمهات الماضي أفضل من أمهات الحاضر، لأن حياتهن كانت بسيطة وتفكيرهن كذلك، ولكن أمهات الحاضر يتعبن أكثر، فهن بين البيت والعمل ورعاية الأبناء، وخاصة إذا كان بينهم ابن معاق.
وأضافت: زمان كانت الأم تحب أبناءها ولكن لا تعبر عن الحب، وتحب في صمت، ولو أنه حب قوي ولكن في الزمن الحالي أصبح تعبير الأم عن حبها لأبنائها أقوى، والحب موجود ولن يتغير في أي زمن.
كما أكدت الغيص أن أم المعاق لا تختلف عن أم الأصحاء، وأي أم عندما يصاب ولدها بنزلة برد وهيأابسط الأمراض ستعطيه الحب والحنان بنفس القدر إذا كان معاقا، وواجب الأم دائما إعطاء الحب والحنان والرعاية للأبناء في أي مرحلة سواء الطفولة أو الشباب.
وأردفت الغيص: أقول لكل أم في عيدها أظهري حبك لأبنائك، وبسطي مفهوم الحب وشجعيهم على التعبير عن حبهم ومشاعرهم واحتضنيهم واحتويهم.
[/B]