[B]«نعم لا تعيق طموحي ولا تثبط همتي، بل تزيدني إصرارا وتحديا في مواجهة صعابي»، بهذه الجملة وصف أحمد عبدالله رؤيته لإعاقته، حيث بين أن ذوي الاعاقة جزء فعال من المجتمع، حقق الانتصارات والانجازات ما يدل على أنهم قد يكونون من ذوي الاعاقة البدنية لكنه أصحاء عقليا.
استضافت احمد عبدالله، احد نماذج التحدي التي تجسدها فئة ذوي الاعاقة، استطاع اكمال دراسة الثانوية العامة في تعليم الكبار ومن ثم الالتحاق بدراسته الجامعية في تخصص اللغة الانكليزية وآدابها، فكان اللقاء التالي:
• عرفنا بنفسك…
– اسمي احمد عبدالله محمد ابراهيم طالب في الجامعة العربية المفتوحة فرع الكويت تخصصي اللغة الانكليزية وآدابها في السنة الأولى وهذا ثاني فصل دراسي لي في الجامعة.
• ماذا عن اعاقتك؟
– اعاقتي كانت منذ الولادة حيث ولدت بتشوهات في القدمين واليدين، وقد تقبلت هذا الامر بشكل طبيعي، وأحمد الله على كل حال.
• وما قصتك مع التعليم؟
– بعد انقطاعي عن الدراسة سنوات عدة قررت ان اكمل تعليمي في مراحل الثانوية، وبالفعل التحقت بأحد مراكز تعليم الكبار حتى انجزت مراحل الثانوية العامة وتخرجت منها ولله الحمد، وكان هدفي منذ ان التحقت بمراكز التعليم للكبار هو اكمال دراستي الجامعية، ولذا كان خبر قبولي في الجامعة العربية المفتوحة افضل خبر وعندما يصل المرء الى هذه المرحلة يشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس، لانها مرحلة لم يصل اليها الا كل من ثابر وجعل امام عينه هدفا ينفع نفسه وغيره به، فالحياة الاكاديمية كانت هدفا اسعى الى تحقيقه منذ نعومة أظافري وبفضل الله تعالى قد تحقق.
• هل هناك من يدعم مسيرتك الجامعية؟
– الرسوم الدراسية على حسابي الخاص ولا يوجد دعم من اي جهة.
• كيف يتعامل معك أعضاء هيئة التدريس في الجامعة؟
– لم ألتمس من اعضاء الهيئة التدريسية تلك النظرة التي تشعرني بأنني من اصحاب ذوي الاعاقة، وتعاملهم معي كتعاملهم مع اي طالب وبكل احترام وتقدير، واتمنى الا تتغير هذه المعاملة لان المعاق لا يحتاج الى هذه النظرة بل يحتاج التشجيع المعنوي واشعاره بقدراته لا بعجزه.
• وماذا عن الادارة الجامعية؟
– جميع ادارة الجامعة بالاضافة الى جميع الاداريين في الجامعة متعاونون جدا.
• ما الصعوبات التي واجهتها في الجامعة؟
– الصعوبات التي واجهتها تتمثل في عدم توفير مصعد كهربائي لا سيما عندما تكون بعض المحاضرات في الطابق العلوي، لذا أتمنى من ادارة الجامعة أخذ طلبي بعين الاعتبار، لا سيما ان الجامعة قبلت هذه الفئة، فيجب أن توفر لهم كل مستلزماتهم التي لا تعيق مسيرتهم الاكاديمية ولهم منا كل الشكر.
• هل ساهمت الصعوبات التي واجهتك وتحديك لها في تشكيل شخصيتك؟
– لا شك ان الظروف في كثير من الاحيان قد تغير نمط واسلوب حياة الفرد، فعندما تواجهك هذه العوائق او التحديات فانك تحاول جاهدا ان تقهر هذه التحديات من خلال الجهد والمثابرة لكي تكون لك بصمة في هذا المجتمع، ولعل هذه التحديات كانت سببا في ان اكون جادا في اتخاذ اي قرار سواء كان مهنياً او في مجال التعليم او في أي أمر آخر.
• ماذا عن الحياة الاجتماعية…
– اعتقد ان المعاق شخص قد ابتلاه الله في جسمه وليس مجردا من المشاعر والعواطف، وكل انسان واع وعاقل من حقه ان يكون أسرة لانها سنة الحياة.
• كيف تؤثر اعاقتك على هذا الجانب؟
– من المؤسف جدا ان بعض الاسر ترفض اقتران ذوي الاعاقة ببناتهم بشكل قاطع، فالبنسبة لي قد واجهت هذه المشكلة كثيرا عندما اتقدم للزواج أواجه بالرفض من الاباء رغم ان الفتاة قد لا تمانع ذلك.
• هل تجيد استخدام التكنولوجيا وتقنياتها الحديثة؟
– استخدامي للتكنولوجيا ليس بمتقدم كثيرا، وانا احاول جاهدا ان استغلها بما يعود عليَّ بالمنفعة.
• كيف تقضي يومك؟
– روتيني اليومي باستثناء العطلة الاسبوعية، دائما استيقظ مبكرا عند الساعة السابعة صباحا للاستعداد الى الذهاب الى الجامعة وبعد انتهاء المحاضرات اذهب الى العمل مباشرة ولا أعود الى المنزل الى بعد التاسعة مساء.
• ما موقع الرياضة بين اهتماماتك؟
– للاسف أنا لا أملك الوقت الذي استطيع ان أمارس فيه الرياضة، بسبب انشغالي في الجامعة والعمل مباشرة ولكن احيانا يوم الجمعة أقوم ببعض التمارين البسيطة.
• ما رسالتك الى المجتمع؟
– رسالتي الى المجتمع ألا ينظر الى اصحاب الاعاقة نظرة شفقة وعطف وألا ينظر لهم نظرة الاستغراب والدهشة، فمن المؤسف ان بعض الناس ينظر الى ذوي الاعاقة نظرة تشعرهم وكأنهم غير مرغوب فيهم رغم وجود الدور الاعلامي الكبير الذي من المفترض ان يكون قد أزال هذه الغشاوة من أعين الجميع.
[/B]