[B] في يوم الاثنين من كل اسبوع يقوم نحو 12 مسنا بتمارين رياضية في مقر جمعية «اخوان الفقراء الصغار» في بوزنان مع مدربتهم لودفيكا كوتشمان.. المسنة ايضا.
وتؤكد لودفيكا «اتمرن ثلاث ساعات يوميا وعلى الرغم من بلوغي السادسة والستين انجح في القيام بالحركات نفسها التي يقوم بها ابناء الثامنة عشرة». ولودفكيا مدربة رياضة متطوعة في هذه الجمعية التي تهدف الى مكافحة تهميش المسنين.
وتضيف هذه الرياضية التي تؤكد انها لم تمرض مرة واحدة في غضون 23 سنة «اريد ان يدرك كل هؤلاء الاشخاص انهم في حال اعتنوا باجسادهم، سيبقون في صحة جيدة». هذه التمارين تشغل خصوصا المفاصل الضرورية لحركة المسنين وكل ذلك على وقع الموسيقى.
يقول ستينسلاف سولوش (72 عاما) وهو احد مسني الجمعية «بفضل التمارين الرياضية تكون حركاتنا سلسة اكثر ونحن سعداء وفرحون. هذه التمارين مهدئة جدا للاعصاب وتعطينا الكثير من الامل للحاضر والمستقبل». ومن النشاطات الاخرى التي تقترحها الجمعية الرقص والمسرح وزيارات المتاحف. وتنظم ايضا زيارات الى المنازل لتسلية الاشخاص المعزولين ومساعدة اخرين لا يتمتعون باستقلالية.
وتقول جانينا كليزان (80 عاما) التي تعاني من مشاكل في النظر ومن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم «اقيم وحيدة منذ ست سنوات بعدما ماتت ابنتي اثر مرض مفاجئ».
ماريا تيتولا المسنة والمتطوعة ايضا في الجمعية اتت لتسليتها في عزلتها. وتقول ماريا «نتبضع معا ونتنزه ونذهب الى السينما او عند الطبيب. اننا نتكامل» مشددة على ان جانينا نادرا ما كانت تخرج من منزلها قبل ان تتعرف إليها. وتلتقي الامرأتان اللتان اصبحتا لا تفترقان تقريبا، بانتظام منذ سنة.
وتضيف «من خلال وجودي الى جانبها والوقت الذي امضيه معها، احاول ان اجعل حياتها اكثر متعة» لكنها تقر انها باتت عاجزة عن القيام بمجهود جسدي كبير لمساعدتها في المهام الصعبة.
ومنذ تأسيس الجمعية في فرنسا العام 1946 من قبل ارمان ماركيزيه، بات لـ «اخوان الفقراء الصغار» وجود في المانيا واسبانيا وايرلندا. ومنذ العام 2002، اصبحت پولندا ثامن دولة ينتشرون فيها. وللجمعية مكاتب في ثلاث مدن پولندية هي وارسو وبوزنان ولوبلين. وتوضح آنا كوسيكوفسكا رئيسة الجمعية في بوزنان «قبل دخول پولندا الى الاتحاد الاوروبي سافر عدد كبير من المتطوعين الى فرنسا للتدرب. ولكن في مطلع الالفية ارادت الجمعية في فرنسا ان نكون جزءا من الاتحاد الدولي لاخوان الفقراء الصغار». وقد امضت شخصيا خمسة اشهر في ليل ودانكيرك وباريس حيث خضعت للتدريب. وفي السنوات الاولى التي تلت تأسيسها في پولندا كانت الجمعية تتمتع بدعم مادي من شركات فرنسية. لكن منذ العام 2006 باتت الجمعية مستقلة وتمول البلدية مشاريع لها بـ 80 الف زلوتي في السنة اي 20 الف يورو.
وتضيف آنا «هذا المبلغ يؤمن اجر الموظفين الاثنين لدينا والزيارات الثقافية للمسنين فضلا عن المشاريع الاكثر اهمية». وقد تم لفترة، درس امكانية زيارات متبادلة مع فرنسا الا ان الامر لم ينجح.[/B]