0 تعليق
473 المشاهدات

رحاب بورسلى : الظروف التى ترافق كل أسرة ترزق بطفل معاق جسديا أو ذهنيا



[B]ناقش المشاركون في المؤتمر، الذي شارك فيه حشد من المهتمين بمجال الطفل، العديد من القضايا والمشاكل النفسية والقانونية والإعلامية والثقافية والأسرية التي يعاني منها الطفل الكويتي، ونأمل أن تجد توصياتهم أذنا صاغية لدى صناع القرار لما فيه مصلحة أبنائنا.

«من الضروري والمهم تكاتف جهود جميع الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والأهلي لأداء الواجب والمسؤولية تجاه الجيل الجديد من أطفال الكويت حتى نوفر لهم البيئة الصحية والسليمة ليكونوا رجال المستقبل الذين ستؤول إليهم مسؤولية متابعة مسيرة النهضة والتنمية التي أرساها الآباء والأجداد».
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الشيخ صباح محمد صباح السالم الصباح نيابة عن والدته الشيخة فريال دعيج السلمان الصباح رئيسة مبرة خير الكويت في حفل افتتاح مؤتمر «الطفولة المعاصرة.. تنشئة سليمة.. سعادة مستدامة» الذي أقيم تحت رعايتها في بيت لوذان وحضره حشد من الشخصيات العامة وسيدات المجتمع وأولياء الأمور والمهتمين بقضايا الطفل من مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام.
استهل الحفل الذي قدمت فقراته الإعلامية فيحاء السعيد بكلمة ترحيبية بالحضور والتنبيه إلى الأبعاد التوعوية المتوخاة من تنظيم المؤتمر من خلال طرح ومناقشة القضايا والمشاكل النفسية والقانونية والإعلامية والثقافية والأسرية التي يعاني منها الطفل الكويتي رغم توافر احتياجاته المادية، كما شكرت السعيد منظمي المؤتمر والشركات الراعية وهي بنك بوبيان، وشركة المعجل للأدوية، ومعرض تال بانو، وشركة KDD، وشركة هيلث كومياني، ومعرض روزا واي ماس للزهور Rosa Y Mas، وفندق كويت كونتيننتال، التي قام ممثل راعية الحفل بتوزيع الدروع التذكارية على ممثليها كما وزع الدروع على المشاركين في الجلسة الحوارية الأولى.
بعد ذلك بدأت الجلسة الحوارية التي ترأستها الدكتورة سهام الفريح رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل، وشارك فيها الاستشاري النفسي والاجتماعي والتربوي د. كاظم إبل، والإعلامية عائشة اليحيى، وعضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان المحامية فوزية الشطي، ورحاب بورسلي رئيسة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين والإعلامي المتخصص بأدب الطفل د. طارق بكري.
أذى نفسي ومعنوي
أعربت د. سهام الفريح في بدء الجلسة الحوارية عن تقديرها لفكرة المؤتمر وأهدافه، وشكرت راعيته ومنظميه وعبّرت عن أملها في أن يكون بداية لتكاتف الجهود على مختلف المستويات الرسمية والأهلية والخاصة لحل ما يعاني منه الطفل الكويتي من مشاكل، وقدمت لمحة عن الجمعية الوطنية لحماية الطفل الكويتي التي شارك في تأسيسها مجموعة من الشخصيات التي سعت لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل الكويتي من قبل أقرب المقربين إليه، وضعت في مقدمة أهدافها إصدار قوانين تعنى بحقوق الطفل، لافتة الى جهود بذلت مع أعضاء في مجلس الأمة، ومع وزراء الشؤون المتعاقبين، لكن ما حدث أنه تم استنساخ قانون الطفل المصري لتطبيقه على الكويت.
وأكدت أن الطفل يتأذى في الأسرة السوية من الإهمال من قبل الأهل حيث يترك للمربيات والسواقين، إضافة إلى الأذى النفسي والمعنوي والجنسي، وطالبت بالعمل على تطبيق وصية الجاحظ للمعلم بقوله: «كن للمتعلم أحسن من أمه وأبيه».
برامج التوجيه
بدوره استشهد د. كاظم أبل بمجموعة من الشواهد الواقعية التي تكشف الاستهتار بالقانون وأساليب التربية البالية والتعنيف المعنوي واللفظي الذي يمتد من الأسرة إلى المدرسة وحتى الشارع، وبيّن أن %60 من الأطفال يتعرضون للإساءة من الأب أو الأم أو الاثنين معا إضافة إلى الخدم، كما أن الظروف الأسرية والتربوية المتبعة تفرز الانحرافات وانتشار المخدرات، واللجوء إلى العنف وزيادة معدلات الجنح والجنايات بين الأحداث، لأن القدوة مفتقدة على كل المستويات.
واقترح د. كاظم أبل مجموعة من التوصيات آملا من المسؤولين الأخذ بها وتطبيقها ومنها، إنشاء مؤسسات رعاية بديلة للأطفال المعنفين من ذويهم، والتدخل المبكر من الجهات المختصة لرعاية الأطفال، وتطبيق برامج التوجيه والإرشاد، ومحاسبة الأب في جرائم الأحداث بدلا من الاكتفاء بمحاسبة الحدث ليكون ذلك دافعا للآباء لأداء مسؤولياتهم التربوية والتوجيهية لأبنائهم بدلا من تركهم للإهمال.
انحياز القانون
من جانبها تطرقت المحامية فوزية الشطي إلى الجانب القانوني قائلة لا يتضمن القانون الكويتي نصوصا محددة تتناول العنف الأسري تجاه الأطفال، وتدرج هذا السلوك ضمن قانون الجزاء الذي لا يحدد بدوره أنواع العنف والعقوبة التي تطال من يعتدي على الطفل سواء كان الأب أو المدرس، وغالبا ما يقف القانون إلى جانب الآباء رغم وجود دلائل على استخدامهم العنف على أولادهم، مع العلم أن الكويت رغم توقيعها على الاتفاقية الدولية لحماية الطفل منذ عدة سنوات فإنها لم تصدر قانونا لحماية الطفل. وفي حالة تعرض البنات للعنف الأسري وزنى المحارم لا يجدن أماكن يلجأن إليها هربا من الأذى، فيهربن من المنازل إلى الأماكن العامة ليصبحن عرضة لوحوش الشوارع، كما أن الطفل وفقا لقانون الأحوال الشخصية يكون الضحية الأولى عند طلاق الوالدين ويتنازعان على حضانته وتشهد المحاكم الكثير من المآسي التي تدمي القلوب عندما يجد طفل لا يتجاوز عمره 7 سنوات نفسه وسط معركة تدور بين والديه لاحتضانه وعليه الاختيار بينهما.
وقدمت الشطي توصيات من أهمها سن قانون لحماية الطفل من العنف الأسري، وإنشاء خط ساخن لتلقي شكاوى الأطفال المعنفين أو أقاربهم، وإنشاء دور للإيواء، وتعزيز الدور الإعلامي في محاربة ظاهرة العنف.
جهود مبعثرة
وتحدثت الإعلامية عائشة اليحيى بحرقة عن واقع الطفل الكويتي، وطالبت بالكف عن إطلاق الشعارات المكررة مثل «أطفال اليوم.. رجال المستقبل» والانطلاق نحو العمل وبدء التطبيق الفعلي، حيث إن الجهود مبعثرة والتوصيات التي يتم التوصل إليها في هذا المؤتمر وسواه تبقى حبرا على ورق، وقالت كنت أتمنى لو أننا عند احتفالنا بالعيد الوطني قد احتفلنا بيوم الطفل وكرمنا أطفالنا، لكن هؤلاء الأطفال مهمشون وينقصهم الاهتمام حتى لو توافر لهم كل شيء، حيث إن برامج التلفزيون كلها عنف، وإذا تعرض أطفالنا للعنف وحتى القتل من قبل الخادمات تتدخل السفارات لمنع تنفيذ القصاص العادل بهن ويتم الاكتفاء بتسفيرهن إلى بلدانهن، والأغرب من هذا تدخل بعض النواب لمنع تطبيق القانون على مرتكبي الجرائم ضد الأطفال، حتى أن أحد النواب تدخل للإفراج عن مجرم اعتدى جنسيا على طفل في أحد المساجد، ولذلك يمكن القول إن التشريع غائب والقانون مفقود، ويوجد في بيوتنا وحوش بشرية هم أقرب الناس للطفل.
وتساءلت اليحيى في ختام كلمتها عن دور الأم الكويتية تجاه هذه الوقائع الأليمة، ومتى يتخلى بعض أولياء الأمور عن لامبالاتهم وغفلتهم والتخلي عن مسؤولياتهم تجاه أبنائهم.
الطفل المعاق
وركزت رحاب بورسلي في كلمتها على الظروف التي ترافق كل أسرة ترزق بطفل معاق جسديا أو ذهنيا، مما يقلب سعادتها بقدوم مولود جديد إلى صدمة قد يصعب استيعابها لفترات تتراوح مدتها بين أسرة وأخرى ووفقا لنوع الإعاقة، وأشارت إلى أن الإنكار والرفض يأتيان بعد الصدمة، ثم الشعور بالذنب من قبل الأبوين حيث يحمّل كل واحد منهما الآخر المسؤولية عن إعاقة الابن، يتلو ذلك الشعور بالمرارة والغضب المعلن أو المكتوم ونبذ هذا الطفل، وأخيرا التكيف مع الأمر الواقع، حتى أن بعض الأهل يحتاج إلى عدة سنوات لاستيعاب الأمر الواقع مما يجعل الطفل المعاق يعاني من الحرمان العاطفي.
وبينت بورسلي أن الإعاقة تتنوع بين بدنية وذهنية وأن الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية أكثر عرضة للإساءة والتعنيف لأنهم لا يستطيعون التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم.
وقدمت نصائح للأم التي تنجب طفلا معاقا من أبرزها أن تتقبل هذا الطفل من منظور إنساني بالدرجة الأولى، وأن تتحلى بالصبر في التعامل معه وتحمّل كامل المسؤولية التي تناسب عمره العقلي وإمكاناته الجسدية، وإعطائه الفرصة للثقة بنفسه والاعتماد على نفسه، ومعاملته بالتقدير والاحترام وعدم الاستهزاء به أو التقليل من شأنه، والالتزام بالتعليمات والعادات الصحية التي تناسبه.
ثقافة الطفل
ومن جانبه قال الإعلامي اللبناني المتخصص بأدب الطفل وصحافته وصاحب أكثر من 500 قصة للأطفال الدكتور طارق البكري إن وسائط ثقافة الطفل في العصر الحديث تنوعت بشكل كبير، ولم يعد للوسائط التقليدية الدور الأكبر في تشكيل شخصية الطفل، وتنمية قدراته الابداعية المتميزة، وأكد أنَّ الطفل الكويتي يتمتع بكثير من المزايا الشخصية والمجتمعية، فضلاً عما تتميز به المؤسسات التعليمية، وما يتعرض له يومياً من ابتكارات علمية وتكنولوجية فتحت أمامه آفاق الإبداع والتوسع الفكري إلى أبعد مداه، منوهاً بأهمية كل ذلك في حال تم توجيه هذه المزايا وضبطها بطريقة علمية سليمة مبتكرة.
ودعا البكري إلى صياغة منهج تربوي تعليمي قائم على الأسس الأدبية النقدية الحديثة، بعيداً عن الأساليب المتكررة، التي يحتاج الأطفال اليوم إلى تطويرها وتحسينها بما يتواءم مع التطور الحديث، والابتكارات الفكرية والتقنية الجديدة، وقال إن الأساليب التقليدية لم تعد تجدي نفعاً اليوم، وهي تحتاج إلى نقلة نوعية تتسق مع المفاهيم العصرية.

الرويشد: مبرة خير الكويت ستتبنى توصيات المؤتمر
أشادت دلال الرويشد عضو مجلس إدارة مبرة خير الكويت في مداخلة لها بفكرة المؤتمر التي تتناول أهم شريحة في المجتمع حاليا وفي المستقبل وتستحق الاهتمام والرعاية من الأسرة والمجتمع والجهات المعنية كافة بما فيها الرسمية والخاصة، ووعدت بأن تطرح ما تمت مناقشته من توصيات في أول اجتماع لمجلس ادارة مبرة خير الكويت وان تتبناها المبرة ولاسيما الخط الساخن وتشريع قانون لحماية الطفل الكويتي مما يساهم في الحد من معاناة الأطفال الذين يتعرضون للأذى والعنف والإساءة داخل الأسرة وخارجها.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0