[B]
طغت رائحة دماء شهداء بيت القرين الذكية قبل 21 عاما، على عطر الورود التي نثرها المشاركون في فعالية «على قلب واحد» أمس في بيت الشهداء، والذي ازدحم بالمشاركين الذين رفعوا علم الكويت وعزفوا السلام الوطني بصوت واحد.
وفيما زها بيت القرين بإكليل ورد أميري ارسله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، في مشاركة أبوية اسعدت المشاركين، استذكر الحاضرون وهم يكفكفون دموعهم حزنا وألما على اروح شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم، في ملحمة القرين الخالدة، التي جسدها الشباب المقاومون، وهم الناجون من معركة القرين الاربعة: جمال البناي وطلال الهزاع وسامي هادي العلوي وحازم جابر، الذين قدموا مشهدا تمثيلا للمعركة. وسجل الوزراء والنواب كلمات تكريم لشهداء بيت القرين.
وقال وزير الاعلام محمد العبدالله، ان «بيت القرين جسد التلاحم الوطني، واختلطت دماء ابناء الكويت في وجه الهجمة الصدامية الوحشية»، لافتا الى أن «اهل الكويت بيد واحدة، استطاعوا ان يجسدوا اجمل تلاحم وطني بين جميع شرائح المجتمع».
وأضاف ان الحكومة قدمت تسهيلات كبيرة للشباب للمساهمة في انجاح هذه الفعالية، وهم انفسهم يتحدثون عنها، مشيرا الى ان بيت القرين الماثل امامنا جسد اروع صور التضحية.
من جانبه، قال النائب فيصل اليحيى أن مشهد بيت القرين أعاد ذكريات الوحدة الوطنية التي وصف بها المجتمع الكويتي إبان العدوان الغاشم، حيث كانت روح حب الوطن هي السمة السائد في تلك الفترة التي وحدت الكويتيين على قلب واحد هو حب الكويت.
وطالب اليحيى المواطنين بضرورة الوحدة كما كانت في فترة العدوان وترك الطائفية، والقبلية التي تمزق الوطن وضرورة وضع الكويت امام كل شيء، ووضع الخلافات الشخصية جانبا امام مصلحة الكويت، ومن الضروري ان تعيش معنا هذه الايام التي جسدت الوحدة بقية حياتنا.
وقال الرئيس الفخري للنادي الكويتي لسباق حمام الزاجل الشيخ خالد الصباح، ان النادي أطلق في احتفالية شهداء القرين 500 حمامة زاجل تعبيرا عن السلام ورمزا للحرية، ومساهمة من النادي هذه الاحتفالية التي تجمع اهل الكويت.
وأضاف ان النادي مستعد المشاركة في اي فعالية وطنية تسهم في دعم الروح الوطنية وتعزز التلاحم الوطني، لافتا الي النادي كان بوسعه مشاركة بإعداد اكبر من حمام الزاجل في اي مناسبة وطنية مقبلة.
وبدوره، قال مدير عام الهيئة العام للشباب والرياضة اللواء فيصل الجزاف، ان هذا اليوم يوم وطني لابد ان يجسد الوحدة الوطنية، وان نستذكر كل يوم هذه الملحمة الوطنية، لانها تجسد الوحدة الوطنية وتعكس تلاحم ابناء الكويت من خلال هذا البيت الذي سالت فيه دماء الكويت.
ومن جانبه، قال النائب صالح عاشور، ان مشاركة جموع المواطنين امام بيت القرين جسد الوحدة الوطنية، مشيرا ان الوحدة الوطنية ليست في حاجة الى سن قوانين، بل الممارسة الحقيقية على ارض الواقع في المنتدى والمدرسة، لان الوحدة الوطنية تنبع من داخل الانسان وإيمانه بها.
ولفت عاشور ان التفاف المواطنين الكويتين في بيت القرين دليل على انه لا يوجد خيار امامنا الا الوحدة الوطنية، مطالبا في ذات الوقت بضرورة إبعاد القضايا التي تزعزع الوحدة الوطنية عن الممارسات والمناهج الدراسية، وضرورة العمل بكل قوة على زرع الوحدة الوطنية التي كانت إبان العدوان العراقي على بلدنا الحبيب.
وقال وزير التربية وزير التعليم العالي السابق أحمد المليفي، ان بيت القرين يجسد بعد عشرين عاما تلاحم ابناء الكويت وتعاونهم من اجل الحفاظ على وطنهم الذين استطاعوا بتكاتفهم وتلاحمهم والوقوف في وجه الاعداء ودفعوا دماءهم رخيصة من اجل حماية الوطن.
وقال النائب عدنان عبدالصمد «اليوم رأينا في مهرجان القرين الأصالة الكويتية وفي الحقيقة الغزو بالرغم من المعانات والالام التي تحملناها، الا ان الغزو كان له إشراقة، وهي قضية الالفة والوحدة الوطنية التي تجلت أثناء الغزو وابرز معاني الوحدة الوطنية، ان دماء هؤلاء الشهداء الأبرار في القرين وفي الكويت عمدت ورسخت الوحدة الوطنية، اما بقية الامور، (…) التوتر السياسي او الاصطفاف سحابة صيف عابرة، وهذا المهرجان يعبر عن الوحدة الوطنية».
بدوره، قال النائب مسلم البراك ان هذا التجمع العفوي الذي دعا اليه الشباب المغردون، دليل على ان أبناء الكويت شديد والحرص على الوحدة الوطنية والتواجد امام المكان الذي جسد معاني العزة والكرامة والوحدة الوطنية في التصدي الى اعتى قوة إقليمية وهو العدوان العراقي الغاشم على الكويت، مشيرا إلى انه يشعر بالعزة والكرامة اثناء وقوفه امام بيت القرين.
وأشار البراك ان «كل المواطنين دافعوا عن الكويت سني شيعي بدوي حضري الكل التف حول الكويت وقدموا افضل وأغلى ما يملكه الانسان، حيث فدوا الكويت بأرواحهم، ولا نملك لهؤلاء الشهداء الا ان نمشي وراءهم ونحذو حذوهم».
ثامر الجابر: وحدتنا الوطنية طوق الأمان
أكد وكيل ديوان سمو رئيس الوزراء الشيخ ثامر الجابر الأحمد أن فعالية «على قلب واحد» في بيت شهداء القرين تجسد الملحمة الوطنية التي اختلطت فيها دماء الكويتيين جميعا دون فوارق، وهي بمثابة الخيمة الوطنية التي تلهم جيل الحاضر والمستقبل أهمية التضحيات التي سطرها أبناء الكويت في مرحلة مهمة من تاريخها، وتنير الطريق إلى مستقبل زاهر ومشرق.
وشـــدد الشـــيخ ثامــــر على أن وحدتنا الوطـــنية هي طوق الامان، وأن الفتنة عمياء لو استفحلت فإنها تأكل الجميع، داعيا إلى التعاون لإخماد الفتنة، ومؤملا بقانون الوحدة الوطنية وما يعنيه لأهل الكويت الذين ضربوا الأمثلة في وحدتهم وتعاضدهم وهم ينتظرون هذا القانون حتى نحافظ على بلدنا الحبيب.
لقطات
• انهـــمــــرت دمـــوع إحدى المواطـــــنات عـــلى شهـــداء الكـــويـــت.
• حـــفـــيد أحـــد الــــشهــداء وضــــع الــــزهـــور أمـــام بيـــن القرين.
• نادي الكويت للحمام الزاجل شارك بـ 500 حمامة في تلك الفعالية.
• مشاركة للكثير من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الاحتفالات.
[/B]