[B]تعد عربات الدفع الكلاسيكية (الكراسي المتحركة)، التي يستخدمها كبار السن والمعاقون، خدمة لتجاوز مرحلة الطواف والسعي دون إجهاد، إلا أن استخدامها في مرحلة السعي بالحرم المكي الشريف يشكل معاناة لكثرتها وتناوب العاملين عليها والتسابق بها، مما يتسبب في ربكة بتحركاتها.
وحسب ما نشرته «الشرق الأوسط» فإن تلك الربكة كانت وليدة فكرة اختراع اشترك فيه ثلاثة من الشباب السعوديين ممن يدرسون الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، بابتكار جهاز إلكتروني يعمل على خدمة كبار السن والمعاقين، لأداء منسك السعي، دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص، حيث يمكنهم هذا الجهاز من الركوب في العربة التي يتم التحكم بذاتها، لأخذ جميع أشواط السعي بين الصفا والمروة، للقضاء على مشكلة الازدحام التي تسببها العربات يدوية التحكم.
الشبان الثلاثة، محمد الدخيل ومحمد ابانمي وناصر الضاوي، قاموا بعمل يتركز على كراسي متحركة مزودة بقطع تحكم وحساسات تجعلها تتحكم ذاتيا، دون الحاجة للتدخل البشري، وتخوض بها الكراسي الإلكترونية أشواطا بين الصفا والمروة عبر مسارات مصممة خصوصا لها، وهذا الاختراع قدم من قبل الشبان الثلاثة كمشروع تخرج لهم.
ويقول م.محمد الدخيل، صاحب الابتكار: «إن المشروع يتكون من 600 كرسي إلكتروني مزود بأجهزة تحكم ذاتية، وحساسات وإكسسوارات».
ويضيف: «استغرق إتمام المشروع، دراسة وتحليلا، أكثر من عام، شمل التواصل مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، وزيارة المسجد الحرام لعمل قياسات مساحة الصفا والمروة، وكذلك مراقبة الوضع وأعداد العربات بجميع أنواعها، وكذلك تصميم الصفا والمروة عبر برامج التصميم الهندسية».
وبين م.الدخيل أن «نموذج المشروع بلغت تكلفته 8 آلاف ريال، وكذلك صممنا المسعى والعربة عبر برامج التصميم الهندسية».
وأوضح أنه «تمت مقابلة مدير معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى ولقي إعجابه، وستتم المشاركة في الابتكار في الملتقى العلمي لأبحاث الحج هذا العام بإشراف البروفيسور محمد المدني، أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة».
ولم يقف الابتكار عند ذلك الحد، بل قام المهندسون بتحديد تكلفة المشروع على أرض الواقع بمبلغ 25 مليون ريال.
كان الهلال الأحمر السعودي قد أعلن، في وقت سابق، عن إصابات داخل المسجد الحرام تتراوح بين البالغة والخفيفة في كل موسم، من أثر عربات الدفع التي يشتكي منها الكثير من زوار بيت الله الحرام.
ومن المتوقع أن يستفيد معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج من هذا المشروع، في حال إقناع تلك الجهة به، الذي يحد من التزاحم ومشاكل العربات في الصفا والمروة.[/B]