[B]افتتح مرشح الدائرة الأولى د.علي جمال مقره الانتخابي في منطقة بيان وسط حضور غفير لأهالي الدائرة الأولى تقدمه النائبان السابقان عبدالمحسن جمال وعدنان عبدالصمد والوزير السابق عبدالهادي الصالح، وتخللته ندوة تحت عنوان «الكويت من جديد» ولقاء مفتوح مع ناخبي «الأولى» أجاب من خلاله المرشح د.علي جمال على جميع أسئلة الحضور، وقد أدار الندوة مذيع قناة «الراي» محمد حياة. في البداية قال مرشح الدائرة الأولى د.علي جمال: أصبح من الصعب أن يأتي مرشح بأفكار بناءة لخدمة الوطن في الظروف الحالية التي تؤدي الى حل المجالس وإعادة الانتخابات مرة أخرى، اذ أصبح الهم الآن أن نأتي ببرنامج لجميع ألوان الطيف الكويتي، ولذلك وجب علينا الحديث بكل صراحة ووضوح وشفافية من القلب الى القلب لنتمكن من حل مشاكلنا، خاصة أننا نردد كلمة العرس الديموقراطي ولدينا المعاريس، ولكن أين العروس الكويت بلدنا الذي تربينا به من عرسنا الديموقراطي؟ ونحن نفكر بالاحتفال في 25 فبراير بعيد الاستقلال و26 فبراير بعيد التحرير، ولكن اليوم همنا الحقيقي هو تحرير بلادنا من الطائفية والعنصرية والقبلية، وكل ما من شأنه تفتيت مجتمعنا مستذكرا شهداء «القرين» الذين لم يكونوا مرشحين أو أعضاء أو وزراء، بل هم أهل الكويت الذين قدموا أرواحهم، ليقف اليوم علي جمال وبقية المرشحين ليتكلموا بكل حرية، ومن حقهم علينا أن نفكر ألف مرة قبل أن نطرح الطرح الفئوي والعنصري والطائفي والقبلي.
واستشهد جمال بتاريخ الكويت الذي جسد أسمى معاني الإخاء والمحبة والألفة بين أهل الكويت جميعا من مختلف الطوائف، مرورا بحرب الرقة قبل 250 عاما في عام 1783 وحرب الجهراء عام 1920 وصولا الى الاستقلال عام 1961 وما تلا ذلك من أزمات حتى تعطيل الحياة البرلمانية في عام 1986 وحراك دواوين الاثنين، ووجود المعارضة الحقيقية التي كانت تعمل كصمام أمان لحماية الوطن والمواطنين ومن ثم المجلس الوطني والطامة الكبرى التي تجسدت بالاحتلال العراقي الغاشم عام 1990 والتي بينت معدن أهل الكويت الأصيل بمختلف أطيافهم حاكما ومحكوما، خاصة في مؤتمر جدة الذي جمع المعارضة والموالاة يدا بيد لإعادة الوطن من جديد حتى عادت الكويت لأهلها.
وأضاف جمال: اننا اليوم لدينا مشكلة حقيقية تكمن في حكومة ضعيفة ومجلس انتهازي، فالحكومة انتقائية في تطبيق القانون وتسعى للاستمرار وليس الانجاز وتوزيع الحقوق المدنية للمواطنين كهبات لتكوين غالبية برلمانية لصالحها وهي في الغالب ليست دائمة وتتغير بتغير الأحوال، وفي المقابل لدينا مجلس انتهازي يعتبر البعض به قاعة عبدالله السالم حلبة مصارعة ويستعرضون عضلاتهم بها، وهم قد أقسموا على العمل بالدستور وتعاملوا بكل شيء إلا الدستور وأيضا البعض يتكلم باسم المكتسبات الشعبية ويعمل للتكسب على حساب الشعب، مؤكدا أن الفساد كبير ويحتاج للمواجهة والحلول بتحصين المؤسسات الدستورية من العبث وترسيخ هذا المبدأ من قبل السلطتين وتعاونهما، وليس كما نرى اليوم مشاكل السلطة التشريعية والتنفيذية ومحاولة إقحام السلطة القضائية في هذه المشاكل مما يحتم علينا تحصين القضاء مع إقرار قوانين أخرى مثل «مخاصمة القوانين».
وأشار جمال الى ان أغلب المرشحين يتكلمون عن كشف الذمة المالية ومكافحة الفساد، رغم أنها قوانين موجودة بالأدراج، لكن لم تقر ولم تتحرك من مكانها، ولو كانت قد أقرت لما وقفنا اليوم هكذا كمرشحين، لكن من الواضح أن هناك من لا يريد إقرارها، فالمال السياسي موجود منذ دحرجة البراميل لإعطاء الأراضي ويعطى لتكوين الولاءات، ومن أشكاله اليوم «العلاج بالخارج» الذي يفوق الـ 100 مليون دينار وأيضا نحن اليوم للأسف بحاجة لقوانين لحماية الوحدة الوطنية التي يتكلم بها الجميع ويضربها في الوقت نفسه والتي لا تعتبر شعارات أو قصائد أو مسيرات، وإنما ممارسة حقيقية يجب أن تبدأ من الأسرة، كما يجب حين يتكلم منها نائب سني يردعه نائب سني، وان كان شيعيا يردعه نائب شيعي، ويقول له «حدك هذيلا كويتيين» وليس ما نشاهده للأسف من قبل بعض النواب بالحديث عن مسجد أو حسينية أو مسجد للبهرة، فحرية الاعتقاد مطلقه «والدستور ليس قطعة قماش يفصلها أي شخص على مقاسه عند خياط في شارع احمد الجابر» والبعد الاستراتيجي الحقيقي للدستور هو وحدة أهل الوطن وتلاحمهم.
وقال جمال: من يعتقد ان الكويت دولة مؤقتة لا يسوق هذه الفكرة عندنا، وان كان الله سبحانه وجل شأنه قد جعلنا في منطقة صراعات فهذه حكمته، ولكن الكويت دولة دائمة بأهلها ولها حكامها ودستورها منذ أكثر من 300 عام، وستبقى كذلك بفضل الله عز وجل وأهلها حاكما ومحكوما، وان كان البعض يفتخر بإنجازات ناطحات سحاب أو محافل رياضية، فنحن نفتخر بدستور 1962 على كل شعوب المنطقة.
وبشأن المرأة، قال جمال إن للمرأة الكويتية دورا كبيرا في بناء الوطن وأيضا في الحفاظ عليه، ولا ننس موقف الكويتيات في تاريخ 3/8/1990م، وأيضا عدد شهيدات الكويت ابان الاحتلال العراقي الغاشم، ومن المؤسف والمعيب ما نشاهده من بعض المرشحين حين يتكلمون بهدف دغدغة مشاعر المرأة وهم كانوا من يعارضون حقوقها، وهذا أمر مخجل بهدف كسب أصوات المرأة، ثم عرج على الوضع الصحي قائلا: اليوم نجد مواطنا يعالج بتكلفة تزيد على المليون دينار وآخر يعالج بحبة «بندول» تقليد، وآخر مستشفى تم بناؤه عام 1983 وبعضها كان مؤقتا، والى الآن تحيا بحالة الترقيع من خلال إزالة السيراميك ووضع الرخام بدلا منه رغم ان الدستور كفل الخدمات الصحية، مؤكدا على أهمية وجود شراكة مع القطاع الاهلي وتطبيق التأمين الصحي من خلال شركات تأمين يكون المواطن شريكا بها، ومبينا ان العلاج في الخارج يعني خارج وزارة الصحة وليس الى خارج البلاد، فيمكن الاستعانة بالقطاع الخاص الصحي وتأهيله أيضا لخدمة دول المنطقة.
الشباب لا يسعى لإزالة الخبرات
قال د. علي جمال ان الشباب لا يسعى لإزاحة الخبرات، وهذا كلام غير صحيح لأن العمل السياسي ليس له سن تقاعد أو تاريخ صلاحية، ولكن في المقابل على الجميع أن يعلم أن الشباب الكويتي يشكل 60% ولديه طروحات وأفكار، فلماذا نمنعه من هذا المجال، واختتم جمال ندوته بقضية البدون قائلا: هذه أزمة حقيقية تعيشها البلاد منذ أكثر من 50 عاما، والحكومة لا تريد حلها، والمجلس يطرح أفكارا لها ولا يطبقها، ويجب أن يأخذ المستحقون حقهم ويعوضوا عن السنوات السابقة، وعلى الحكومة مواجهة غير المستحق وهي قضية ذات شق إنساني عميق، فقد كان «البدون» في بعض الايام السابقة محروما حتى من «الموت»، وعلينا ان نرفق بالكويت التي هي اليوم تحت المجهر.
[/B]