[B]تفضل سمو أمير البلاد فشمل برعايته وحضور ممثل سموه، سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفل افتتاح مبنى بيت عبدالله لرعاية الاطفال وذلك بمنطقة الصليبخات.
ووصل موكب سموه وكان في استقباله لدى وصوله الدكتور هلال الساير رئيس مجلس ادارة بيت عبدالله لرعاية الاطفال، والدكتور قيس الدويري الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة واعضاء مجلس الادارة واللجنة العليا المنظمة للحفل.
شهد الحفل كبار الشيوخ وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمحافظون وكبار المسؤولين في الدولة.
كلمة الساير
وألقى الدكتور هلال الساير رئيس مجلس ادارة بيت عبدالله لرعاية الاطفال كلمة جاء فيها: إن خدمات الرعاية المنزلية لبيت عبدالله بدأت تحت مظلة الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى منذ عام 2006.
وقال إنه سيتم توفير الدعم للاطفال المرضى وأسرهم، مع التركيز على تحسين نوعية حياة الطفل عن طريق الخبرة العلاجية في التحكم بآلام الطفل والأعراض المصاحبة للمرض.
واضاف ان بيت عبدالله يشمل أجنحة للطفل برفقة الأم لتقديم الرعاية في المراحل الحرجة من المرض، إضافة إلى الاستخدام الواسع لمرافق الرعاية النهارية كما تتضمن الرعاية المنزلية طوال أيام الأسبوع ولمدة 24 ساعة يوميا.
وبيّن أن بيت عبدالله صُمم ليكون منظمة ذات اداة علاجية تشمل اللعب التفاعلية، ويعتبر هذا التصميم في حد ذاته نموذجا جديدا للرعاية والعلاج.
أنشطة متكاملة
وأضاف أنه ومنذ إبريل 2006 كانت هناك أنشطة وإنجازات متعددة ليس على مستوى جمع التبرعات وإجراءات الشراء للمتطلبات المختلفة لبناء المشروع، بل امتد النشاط إلى تطوير المرحلة الأولى للبرنامج الإكلينيكي، وهي خدمة الرعاية المنزلية للأطفال ذوي الحالات المستعصية.
وأوضح أنه منذ عام 2006 بدأت خدمات الرعاية المنزلية لبيت عبدالله تحت مظلة الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال من خلال فريق من المختصين من خلال تقديم ما يسمى بالرعاية التلطيفية لأكثر من 80 طفلا يعانون من المرض العضال ودعم عائلاتهم.
وأفاد الساير بأن بيت عبدالله يشمل أجنحة للطفل برفقة الأم لتقديم الرعاية في المراحل الحرجة من المرض، إضافة الى الاستخدام الواسع لمرافق الرعاية النهارية، مضيفا أن خدمة بيت عبدالله تتضمن أيضا الرعاية المنزلية طوال أيام الأسبوع ولمدة 24 ساعة يوميا.
وذكر أن البيت مجهز أيضا بالقاعات الدراسية للطفل الراغب في مواصلة الدراسة وصالة للألعاب الرياضية ومسبح للعلاج المائي للاسترخاء ومسرح صغير للأنشطة الفنية والترفيهية والموسيقية، إضافة إلى ان المشروع يتيح للطفل واسرته بأكملها الاقامة في احد الشاليهات لمدة قصيرة بعيدا عن اجواء المنزل.
واشار الى ان العناصر الصديقة التي تغلب على تصميم بيت عبدالله «كما أثبتته تجربتنا وتجربة الآخرين» تأتي استجابة مباشرة للاحتياجات التي يعبر عنها الأطفال والعائلات الذين يتم دعمهم.
آلام الصغار
وبين أنه عندما يكون الأطفال يعانون من الآلام سواء الجسدية او النفسية والتعامل مع أعراض المرض الرئيسية بشكل جيد، فإن هؤلاء الاطفال يتمتعون ويشاركون بالنشاطات نفسها كغيرهم من الأطفال «لقد تعلمنا ذلك، وعلى وجه الخصوص من الطفل عبدالله ـ رحمه الله ـ ذي السنوات الاربع منذ 22 عاما».
و قال الساير «ما دفعنا لإنشاء هذا البيت هو ذلك الطفل الكويتي عبدالله الذي ذهب لإنكلترا لتلقي العلاج من السرطان في ذلك الوقت وبعد عامين من العلاج فشلت التجربة، وأخبروا أسرته بأن عليه العودة للكويت لقضاء ما تبقى من عمره، في تلك الأثناء وعقب عودته وعدته الأم بأنه لن يدخل المستشفى ثانية، وأنها ستقدم له العلاج في البيت.
12 مليون دينار
أعلن الساير أن التكلفة حتى الآن بلغت 12 مليون دينار، ولا نزال بحاجة لمزيد من التبرعات لاستكمال ما تبقى من المشروع.
وتابع بالقول كنا قد أسسنا الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المنزل، وجاءت الأم إلينا وطلبت منا مساعدتها في علاجه بالبيت، ووقتها كوّنا فريقا متكاملا، كنت أنا رئيسا لقسم الجراحة بالمستشفى الأميري وكانت الدكتورة عزة شلتوت رئيسة لقسم الأطفال وخدمتنا الصدفة، إذ كان لدينا طبيب سوري شاب اسمه دريد تخرج حديثا في هذا التخصص من الولايات المتحدة فتم ضمه معنا.
أيضا، كانت لدينا ممرضة واختصاصية رعاية الطفل وكان المرحوم عبدالله يتألم كثيرا حتى انني أتذكر أننا كنا نحضر له بعض الأدوية من الخارج عبر الحقيبة الدبلوماسية.
فرحة غامرة
وقال: عندما تخف آلام الطفل يريد أن يشعر بانه طفل طبيعي يلعب مع أصحابه، لذا فبعد أن خفت آلامه بدأ يلعب ويمرح، لكنه مع مرور الوقت عاد يعاني بشدة من المرض، وفي أواخر أيامه طلب أن يحضر للعب مع أطفالي، لأنه نشأت بينه وبينهم صداقة، وبالفعل بدأنا نأخذه الى بيتنا يلعب مع أولادنا، وفي يوم من الأيام كان لدينا في البيت، فطلب من والدي أن يذهب معه إلى بيت أسرته ويحكي له قصة. وبالفعل الوالد ذهب معه الى البيت وحكى له القصة، وفي الليلة نفسها توفي الطفل عبدالله في حضن أمه.
في تلك الأثناء كنا نساعد الأم ونساندها بواسطة ممرضة انكليزية جاءت خصيصا من إنكلترا، كانت مهمتها تحضير الوالدة للحظة الوفاة وتلك التجربة أعطتنا دافعا لمساندة باقي الأطفال في الكويت، ومن هنا ولدت فكرة المشروع وفي تلك الأثناء كانت هناك طالبة كويتية تدرس في السنة الأخيرة في كلية الهندسة، هي علياء بنت عبدالرحمن الغنيم، عرفت أننا ننوي إنشاء المشروع، فجاءت إلينا ومكثت معنا وفهمت ماذا نريد ووضعت التصميم الذي نراه اليوم للبيت، وأنا افتخر بالمشروع، لأنه لا يوجد له مثيل في العالم بشهادة الخبراء، لذا سوف نتقدم به إلى جائزة الأغاخان، لأنها تمنح جوائز في تصميم المشاريع المتميزة، وهذا المشروع يستحق.
الحمد: السعة الاستيعابية 500 مريض و«الصحة» توفر 40 ممرضة
قالت المديرة التنفيذية لبيت عبد الله رشا عبد اللطيف الحمد إن المشروع سوف يستوعب في مرحلته النهائية 500 طفل مريض، وهو ما يعني في الوقت نفسه أن طاقته الاستيعابية من الأطفال وأسرهم في حدود من 1500 إلى 4000 فرد مجهز لاستيعابهم تماما.
وأضافت أن المرحلة الحالية تبدأ باستقبال 50 طفلا من مرضى السرطان الذين تتعامل معهم جمعية رعاية الأطفال، منذ نحو 6 سنوات، مشيرة إلى أن البيت يقدم أربعة أنواع من الخدمة؛ هي الرعاية اليومية التي يتم خلالها تحسين نوعية الحياة للطفل، وهناك رعاية داخلية للأطفال لمدة ليلتين، والخدمة الثالثة، هي الزيارة في البيت لتخفيف العبء عن الأسرة، والخدمة الرابعة هي الإقامة في الشاليهات.
وأوضحت أن وزارة الصحة سوف تقدم 40 ممرضة لبيت عبد الله خلال الأسبوع المقبل حتى تقوم جمعية رعاية الأطفال في المستشفى بتقديم التدريب النوعي اللازم لهم، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو تخفيف الألم عن هذه النوعية من الأطفال حتى لا يعانون في أيامهم الأخيرة.
ألعاب للأطفال
قال الساير: عندما شرعنا في تأسيس البيت كنا نسأل الأطفال في ذلك الوقت: ماذا يريدون؟ وماذا يتمنون؟ فتحدثوا عن «ديزني لاند»، لذا وفرنا لهم تلك الألعاب التي تضم «أم الحسن داره» و«بساط الريح» وغيرهما من الألعاب التي تجعله وكأنه في «ديزني لاند».
مساحة المشروع
مساحة المشروع أكثر من 22 ألف متر مربع، يضم عدة مبانٍ، هي: مدرسة وجيم للرياضة ومسرح ومسجد، ومدينة الألعاب – التي تحدثنا عنها – ومكتبة كبيرة ومطعم، وصيدلية.
خدمات صحية
تحدث الساير عن الخدمات قائلا: إن بيت عبدالله يقدم خدمات كثيرة، أولها خدمة منزلية، بدأنا فيها قبل أربع سنوات، عالجنا نحو 80 طفلا نذهب إليهم في المنازل ونقدم لهم الخدمة الصحية، ولدينا فريق متكامل يضم طبيبا وممرضة واختصاصية حياة طفل، ولدينا سيارتان مجهزتان، عبارة عن تبرع كريم لهذه الخدمة.
خدمات للمواطنين والمقيمين
العلاج والخدمة اللذان يقدمهما البيت هما بالمجان، ولا يقتصران على أطفال الكويت فحسب، وإنما يقدمان لجميع الموجودين على أرض الكويت من دون تفرقة، على أساس الجنس أو اللون أو الديانة. أي طفل مريض يمكنه تلقي الخدمة نفسها بالمستوى نفسه داخل «بيت عبدالله».
حُلم تحقَّق
عبَّر الساير عن بهجته بالمشروع، قائلا: كنت أحلم بهذه اللحظة، وقد تحقق حلمي اليوم. لذا، فأنا في قمة سعادتي، وأحب أن أقول إن كل هذا الجهد من أم خالد زوجتي، وأنا كنت عاملا مساعدا.
التئام شمل الأسرة
قال الساير: الشاليهات تضم غرف نوم للأسرة ككل مع الطفل، وجميعهم يقيمون لدينا خلال تلك الفترة، فيما نتولي نحن رعاية الطفل لمدة يومين أو ثلاثة، لأن الأسرة في تلك الأثناء تعاني من القلق الشديد والتوتر، ونحن نساهم في تقليل المعاناة.
تكريم المساهمين في المشروع
تفضَّل سمو نائب الامير ولي العهد الشيخ نواف الاحمد بتكريم مجموعة من المساهمين في إنشاء بناء «بيت عبدالله»، لرعاية الاطفال، بعدها تم تقديم هدية تذكارية لسموه، بهذه المناسبة. بعدها، قام سموه برفع الستار عن اللوحة التذكارية للمبنى، ثم قام سموه بجولة داخل المبنى والاطلاع على الاجنحة التخصصية للمبنى والتعرف على احدث نظم الرعاية الصحية للاطفال.[/B]