[B]رحل بعد أن حفر ذكراه في قلوب أبنائه شبابا وشيبا أصحاء أو معوقين فلم يملكوا الا أن يلهجوا له بالدعاء بالمغفرة والرضوان في الذكرى السادسة لوفاته. انه الأمير الراحل المغفور له باذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي أسر القلوب بعطفه وعطائه فكان لها أميرا و عني بأبنائه ذوي الاعاقة أيما عناية و خط في سبيل ذلك خطى ثابتة تعدت حدود وطنه لتصل الى العالمية في زمن العولمة. فقد ذهل العالم بمدى رعاية الكويت و أميرها لفئة ذوي الإعاقة و توفير مقومات المستقبل لهم لتشمل جميع جوانب الحياة المالية و النفسية و التعليمية و الاجتماعية حتى حملت هذه الظاهرة الفريدة في عام 2005 شيري بلير حرم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير على الاعتراف بأن “ما تقدمه الكويت من خدمات و تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة يفوق بمراحل ما تقدمه بريطانيا”. ففي عام 2001 تم توقيع اتفاقية اطلاق جائزة سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح للبحوث الخاصة بالمعوقين و ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للثقافة و الفنون و الآداب (يونسكو). وتبلغ قيمة الجائزة 500 الف دولار أمريكي و تقدم كل سنتين مناصفة بين فائز عربي واخر غير عربي حرصا من الامير الراحل على خدمة ذوي الإعاقة و تسليط الضوء على هذه الفئة بما يحقق لها الرفاهية و العناية الكاملة. وكان رحمه الله يمد يده الى المحتاج قبل ان تنطق شفة الاخير بمعاناتها ويغدق بالعطاء الجزيل ويأبى الا أن ينسب الخير لمحبوبته الكويت. وبمبادرة من الأمير الراحل في 15 يناير 1998 وأثناء زيارة لكل من جمعية المكفوفين الكويتية ونادي المعاقين و جمعية الصم الكويتية تبرع بمبلغ 20 ألف دينار لكل جهة منها كما تقرر صرف هذه المبالغ بشكل سنوي. وكان سموه يدعم المجلس الأعلى لشؤون المعاقين بمبلغ سنوي يفوق ثمانية ملايين دينار تصرف على ذوي الاحتياجات الخاصة و أمر سمو البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح باستمرار صرف المبلغ بعد تسلمه مقاليد الحكم. ومن تبرعاته رحمه الله مبلغ 17 الف دينار في 22 اغسطس من عام 1993 للأنشطة الشبابية لمراكز الشباب و ذوي الاحتياجات الخاصة والجوالة و معسكرات العمل جريا على عادته كل عام في تشجيع النشء على ممارس هوايتهم و صقل مواهبهم و استغلال فراغهم بما يعود عليهم و على الوطن بالنفع. وفي عهد الشيخ جابر ايضا تقرر صرف المساعدات المادية للمعاقين من فئة الداون منذ ولادتهم و ذلك من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل. ولم يقتصر اهتمام الأمير الراحل على التبرعات و الهبات بل كان يحرص على زيارة المؤسسات التي تعنى بذوي الاعاقة و ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل دوري وعلى التواصل مع ابنائه من تلك الفئات ولاسيما في الأعياد الدينية و المناسبات القومية. وفي مجال دمج تلك الفئات باقرانهم من الأسوياء فقد قطعت الكويت شوطا كبيرا في عهد الشيخ جابر تمثل في اطلاق برنامج الفصول الخاصة للأبناء بطيئي التعلم عام 1995 و هو برنامج علمي و نفسي اتبع من قبل اختصاصيين كويتيين وطبق على المراحل الدراسية من الصف الثالث الإبتدائي و حتى الرابع المتوسط وتم تخريج أول دفعة في 2001. وتبع ذلك الاعلان عن فتح فصول جديدة لاستقبال أول دفعة من أطفال متلازمة الداون بالمرحلة الابتدائية في مدارس التعليم العام التابعة لوزارة التربية في خطوة تهدف الى كسر الحواجز النفسية و الاجتماعية و التربية التي لطالما جعلت هذه الفئة في معزل عن العملية التربوية باطارها العام و جعلهم بذلك قوة منتجة تساهم في نهضة بلدهم و تقدمه. وفيما يتعلق بالقوانين و التشريعات الخاصة بهذه الفئة فقد كان ابرزها اقرار قانون 49 لسنة 1996 بشأن رعاية المعاقين و الذي الزم الدولة برعاية ذوي الاعاقة طبيا و اجتماعيا و تربويا و ثقافيا و رياضيا و كفل حقهم بالسكن و التأهيل و العمل كما أنشئت على أساسه الهيئة العامة لرعاية المعاقين. ونص القانون على توفير الدولة لمساكن ذوي الاعاقة بمواصفات خاصة تتناسب مع متطلبات اعاقتهم وعلى زيادة علاوة الأبناء بمقدار 50 بالمئة من قيمتها الاصلية عن كل ولد معاق كما الزم القانون الجهات الحكومية بالالتزام بالمواصفات العالمية التي يحتاج اليها ذوو الاحتياجات الخاصة في الاماكن التي يرتادونها. وتضمن القانون كذلك عقوبات جزائية لمن يخل ببنود القانون بعقوبات تصل الى الفي دينار اضافة الى الحبس بحسب المخالفة.[/B]