[B]
على الرغم من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك والرسائل القصيرة فان شريحة كبيرة من المواطنين المشاركين في انتخابات مجلس الامة (2012) يفضلون الوسائل التقليدية المتمثلة في الندوات والمقار الانتخابية في التعريف بالعرس الديموقراطي.
وفي هذا السياق استطلعت آراء شريحة من المجتمع ضمت كبارا في السن وشبابا وآخرين من مستخدمي التكنولوجيا وخدمات التواصل الاجتماعي بعضهم يدخل المعترك الديموقراطي لأول مرة.
من جهته، قال المدير العام المركز الاقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية الدكتور نادر معرفي ان للدعاية الالكترونية اولوية في تواصله كناخب مع المرشحين والاطلاع على برامجهم الانتخابية لانها الاسرع اضافة الى كونها فرصة لتبادل الاراء والافكار مع المرشح اولا فأولا. وأكد في الوقت ذاته ان تواصله مع المرشحين «لا يكون كاملا من دون» الدعاية التقليدية وحضور الدواوين والندوات الانتخابية. وشدد معرفي على ضرورة التحري من كون الحساب الموجود في تلك الوسائل الالكترونية هو الحساب الشخصي للمرشح المعني وليس لاخرين ينتحلون شخصيته وقد يؤثرون على نتيجة انتخابه اما سلبا او ايجابا. من جانبه، قال الناخب عبدالله سهر وهو استاذ في العلوم السياسية بجامعة الكويت ان الوسائل التقليدية هي «اتصال مباشر دون اخفاء للهوية بين الناخب والمرشح» في اشارة الى انه يفضل تلك الوسيلة في التعرف على ممثله في مجلس الامة المقبل. وذكر ان وسائل الاتصال الالكترونية «قد تكون مع اشخاص وهميين» داعيا الى ضرورة ان يوصل الناخب صوته للمرشح من خلال الطرح المباشر أمام الجميع في المقر او الديوانية او على صفحات الجرائد. من جهتها، قالت اختصاصية تنسيق المعاملات في وزارة الداخلية الناخبة هدى النصار ان الدعاية الالكترونية تخاطب فئات معينة من المجتمع هي الشباب والمثقفون فيما تخاطب الطرق التقليدية فئات المجتمع ككل لاسيما انها تضم شريحة كبيرة من كبار السن ومثلها من الاميين في وسائل الاتصال الالكترونية. وخالف هذا الرأي احد معلمي برنامج بطيئي التعلم في مدرسة عامر بن عمر الاستاذ احمد مصطفى يعقوب حيث قال ان الوسائل الالكترونية «اسهل وافضل في الاستخدام والنقاش من الوسائل التقليدية». وأضاف يعقوب ان عدم استخدام بعض المرشحين او تقليلهم من اهمية الوسائل الحديثة في التعريف بهم وببرامجهم الانتخابية يعد «فشلا للمرشح» في التواصل الاجتماعي مع ناخبي دائرته. من جانبه رأى الناخب ابراهيم دشتي وهو رئيس لقسم الشؤون الادارية في المستشفى الاميري ان المواجهة المباشرة بين اطراف العملية الانتخابية تعطي تصورا افضل للناخب من خلال اجابة المرشح عن كل تساؤلاته «وعدم التهرب منها كما يحدث في كثير من وسائل التواصل الاخرى». أما جنان علي وهي طالبة في جامعة الكويت تدخل معترك الانتخابات للمرة الاولى ففضلت ان تكون صلتها مباشرة بمرشحي الدائرة مضيفة ان «المقابلة الشخصية تعطيني مساحة أكبر من حرية الرأي للتعرف عن كثب على المرشح وبرنامجه الانتخابي وفكره والاسلوب الذي ينتهجه حاليا ومستقبلا في الحوار». وقالت ان كل ما سبق «امور لا يمكن معرفتها بدقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية».
من جانبه، قال سلطان العجمي وهو طالب في الجامعة العربية المفتوحة ان شبكات التواصل الالكتروني تعطي مساحة اوسع من حرية الرأي وهي بعكس المقار الانتخابية والديوانيات «لا تلزم الناخب» بالتواجد والتعبير عن رأيه في مكان وزمان معينين. وفضل العجمي هذا النوع من الدعاية للمرشح «لما قد يحويه من ابداع وتنوع في التصاميم واستخدام الوسائط المختلفة من صور وفيديو وغيرهما». واعتبرت زمزم حسين وهي ربة منزل ان الدعاية الالكترونية كافية «ويمكن الاستغناء عن الاعلانات التجارية او المقار الانتخابية» مضيفة ان «مصداقية المرشح تتضح بعد تشكيل مجلس الامة وادائه حينذاك وليس من خلال الشعارات والندوات» قبل الاقتراع. بدوره، دعا الناخب فهد علي الحربي شركات الاتصالات المعنية بتقديم خدمات التواصل الاجتماعي الى «عدم فرض خدماتها بالقوة» على الناخبين «غير الراغبين» في الحصول على أخبار المرشحين أولا فأولا. وقال الحربي وهو طالب في الـ21 من العمر ان الناخبين ليسوا بحاجة لتكوين قناعاتهم عن مرشحيهم للانتخابات المقبلة «فالقناعة قد تكونت بالفعل وما هي الا ايام ويتم مهرها على اوراق الاقتراع». وأشار الى ضرورة ان تقلل تلك الشركات من تواجدها بالقوة على هواتف الناخبين النقالة والاجهزة الالكترونية الذكية مبينا انه حجب كثيرا من المرشحين من على شاشة هاتفه النقال «نتيجة ذلك» الامر الذي قد يؤدي الى العزوف عن المرشح المعني او قد يعطيه صورة خاطئة عن العدد المتوقع للراغبين في انتخابه. من جهتها قالت نادية صالح (50 عاما متقاعدة) ان استخدام التكنولوجيا اثر سلبا على فهم ابنائها البالغين للعملية الانتخابية فبدلا من الاحتكاك الحي والمباشر مع المرشحين اصبح الجميع اسير تلك الشاشة الالكترونية لساعات طويلة من اليوم.
[/B]