0 تعليق
565 المشاهدات

أم عبدالوهاب تحتضن طفلين من دور الرعاية وتنشئ صفحة على الـ facebook للكويتيات الحاضنات



[B]
تعتبر قضية “أبناء الشؤون”، كما يطلق عليهم البعض، قضية شائكة وحساسة، رغم ما نشهده من انفتاح وتطور على الصعيدين الثقافي والاجتماعي، إذ يرى البعض أن هؤلاء الأيتام بذرة شيطانية أتت بخطيئة، بينما يراهم آخرون ضحايا من الواجب التعامل معهم بإنسانية.
ومن هذا النموذج الأخير المؤيد والمناصر لهذه القضية، شابة كويتية، شاء القدر أن تتبنى طفلين من دور الرعاية التابعة للشؤون، ولم تتوقف إنسانية “أم عبدالوهاب” كما فضلت أن نناديها، عند هذا الحد، بل كرست كل طاقاتها وجهودها لمساعدة قريناتها المحتضنات، لتصبح أول كويتية تنشئ صفحة عبر الـ”فيس بوك” لمناقشة قضايا هذه الفئة، وتوعية الراغبات في الإقدام على احتضان أي منهم… في هذا الصدد كان لـ”الجريدة” مع أم عبدالوهاب في منزلها الحوار التالي حول قصة احتضانها ومشروعها الإنساني.
حدثينا عن بداية قصتك مع الاحتضان؟
جاءت بالمصادفة، فقد كانت لدي صديقة تعمل في أحد المستشفيات التابعة للدولة، وفي احد الأيام بعثت لي عبر “الموبايل” بصورة لطفلة مجهولة الأبوين، أودعت المشفى الذي تعمل به، كانت الطفلة صغيرة جداً وجميلة وكان وجهها يشع نوراً، أعجبت بها ومن وقت لآخر كنت أقوم بفتح الصورة فقط لرؤيتها، لكنني ودون قصد مسحت الصورة من جهازي، وبعد أسبوعين اتصلت بتلك الصديقة لأسألها عن مصير هذه الطفلة، خصوصاً أن ملامحها الصغيرة لم تكن تفارقني، لتخبرني بأنها أودعت دور الرعاية التابعة للشؤون، فذهبت دون أن يعلم زوجي إلى مبنى الشؤون بالصليبيخات.
لم أكن اعلم حينئذ ما هو السبب الرئيسي الذي دفعني إلى رؤية هذه الطفلة من جديد، إلا أن هاجساً ما كان يعتريني كأي امرأة وزوجة، يكون بين يديها رضيع تحضنه، فقد راودتني رغبة ملحة في أن تكون هذه الطفلة ابنتي، وبالفعل عدت إلى منزلي وصارحت زوجي ووالدي برغبتي تلك، خصوصاً أنني لم أرزق أطفالاً، وكانت ردة فعلهما في البداية الاستنكار، لكنهما سرعان ما وافقا على رغبتي، ومن الجميل أن الجميع كان يحضر لاستقبال الطفلة “نور” كما تفعل أي عائلة في انتظار مولود جديد.
وماذا عن ابنك عبدالوهاب؟
عندما بلغت نور الثالثة من عمرها، كانت كثيراً ما تلح أن يكون لديها أخت، وبعد نقاش طويل مع زوجي قررنا أن نحتضن طفلة أخرى، لكن الإداريين هناك كانت لديهم وجهة نظر أخرى، كون عدد الأولاد في الدار يفوق الفتيات، فالإقبال على احتضان الفتيات يفضله أغلبية المحتضنين محلياً، فارتأيت أن احتضن ولداً، وجاء اختياري لعبدالوهاب تحديداً، لأنه ما إن وقعت عيني في عينيه حتى بادرني بابتسامة لن أنساها ما حييت.
حدثينا عن الإجراءات الخاصة بالتبني؟
الإجراءات سهلة وميسرة، تبدأ العملية بتقديم طلب، ومن ثم تأتي المشرفة لعمل بحث حالة للتأكد من مقدرة العائلة أو الحاضنة من تربية الطفل مادياً ومعنوياً، وهنا أود أن أشير إلى أن الشؤون تقوم بتقديم مساعدات مالية للراغبين بالمساعدة بالإضافة إلى متابعة الطفل في المدرسة والمنزل، ففي السابق كانت الإجراءات أصعب وتستغرق وقتا طويلا، بخلاف اليوم فقد باتت العملية أسهل وأسرع. في الماضي كانت تعقد الاجتماعات الخاصة بالطلبات مرة أو مرتين من كل عام، أما اليوم فقد أصبحت شهرية نظراً لازدياد عدد الأيتام والراغبين بالاحتضان.
هل برأيك أن قضية الاحتضان بدأت تلاقي إقبالا ؟
هناك فئة كبيرة لازالت متحفظة، وهناك من يود الانخراط معي في هذا العمل الإنساني إلا أنهم كثيراً ما يصرون على عدم الإفصاح عن هوياتهم، في الحقيقة أنا لا ألوم هذه الفئة خصوصاً أن بعض أولياء الأمور لا يحبذون احتكاك الأيتام وأبناء الشؤون بأبنائهم، فكثيراً ما يلوم أبناء المجتمع هؤلاء الأطفال على وضعهم.
ألا ترين أن هناك ظلماً لهذه الفئة من قبل المجتمع؟
حتماً، فابنتي نور على سبيل المثال وجدت وكان عمرها يوما واحدا أمام باب المسجد، فهل لم تكن والدتها ترغب في الاحتفاظ بها لولا ظروفها؟ وأنا هنا لا أبرر بل أحلل على الأقل وضعها، فمن المؤكد أنها كانت تريد لابنتها أن تعيش حياة كريمة، بالإضافة إلى الأمهات اللاتي يرمين أبناءهن في حاويات القمامة أو المصاعد وحتى مواقف السيارات في ظروف خطيرة وفي الغالب ما تكون مهلكة بجهالة وسوء تقدير.
ومازال مسلسل رفض هذه الفئة مستمرا رغم التمدن والانفتاح الذي نشهده اليوم، فالطفل بالتأكيد ليس له ذنب في مصير كتبه الله عز وجل عليه، وللأسف فإن كثيراً من الناس ينظر إلى هؤلاء الأطفال على أنهم بذرة شيطانية منبوذة، أتوا بخطيئة، وهنا أود أن اطرح سؤالا مهما: لماذا يعاقب إنسان على ذنب لم يقترفه أو حتى لم يكن له رأي فيه؟ فعلينا أن نتقي الله في هذه الفئة تحديداً.
هل مازال المجتمع ـ برأيك ـ في حاجة إلى مزيد من الوعي بشأن قضية الاحتضان؟
بالطبع، خصوصاً أن الأيتام وأبناء الشؤون كانوا ومازالوا للأسف مغيبين وقضيتهم لا تتعدى أسوار دور الرعاية، كنا في السابق نسمع عن أيتام تم إيداعهم في دور الرعاية التابعة للشؤون، ثم تنقطع أخبارهم، وأحمل ذلك للتعتيم الإعلامي بشأن هذه الظاهرة وهذه الفئة “المحسوبة” على المجتمع… وهنا أنا لا أشجع على الخطيئة ولا على تخلي الأمهات والآباء عن أبنائهم، بل أطالب الجميع بتفهم قضية الاحتضان والمحتضنين، والعمل على تأمين حياة كريمة لهؤلاء الأطفال، فهذا جل ما يتمنونه في الحياة.
من المسؤول الرئيسي عن تدني ثقافة الاحتضان ونبذ المحتضنين محلياً؟
هنا لن أتهم الشؤون، فالمتهم الرئيسي، برأيي، هو المجتمع بصفة عامة، فكثيراً ما أجتمع بأمهات حاضنات مازلن للأسف يشعرن بالخجل من أن يفصحن عن أمرهن أمام المجتمع، هنا أتساءل: إلى متى نطأطئ رؤوسنا في قضية يتفاخر بها الغرب إنسانيا، في حين ننبذها نحن اجتماعياً.
أجد أن غالبية الحاضنات بحاجة إلى وعي وتثقيف بمفهوم الاحتضان، لأنهن بشكل أو بآخر مساهمات رئيسيات إلى جانب المجتمع في تدني ثقافة الاحتضان ونبذه محلياً، فمن المهم أن تعمم هذه القضية، وأن يتقبلها المجتمع طواعية، كما من المهم أن يعرف الطفل حقيقة وضعه وأنه يتيم ومحتضن، لا أنكر ان المسألة صعبة ومعقدة، إلا أنها بمنزلة طوق نجاة لهؤلاء الأيتام، فكثير من المحتضنين عانوا صدمات نفسية إثر اكتشافهم حقيقة عدم انتمائهم إلى العائلة المحتضنة، خصوصاً أننا في الكويت نحتضن الأطفال ولا نتبناهم.
ما الشعور الذي ينتابك تجاه وَلدَيكِ؟
الحب والخوف عليهما، فوضعهما مازال حساساً، أتمنى أن ينفتحا على المجتمع أكثر، لكنني أخشى المجازفة لأنهما مازالا طفلين، ما أريده هو حمايتهما كأي أم، لديها رغبة شديدة في أن يتسلح أبناؤها بالمعرفة والقوة لمواجهة العالم بأسره دون خوف.

حدثينا عن مصارحتك لهما بحقيقة انتمائهما خصوصاً أنهما مازالا صغيرَين؟
دفعتني إلى ذلك صديقة أجنبية لديها ابن بالتبني، فقد كانت هذه الصديقة تشتري القصص الخاصة بالتبني وعندما بلغ عمر ابنها ثلاث سنوات ونصفا كانت تقرأ له القصص وتستبدل أسماء الشخصيات باسم ابنها حتى بدأ يتفهم واقعه خطوة بخطوة، مؤكدة أن الطفل كان غالباً ما يطرح أسئلة حول واقعه وانتمائه وكانت تجيبه بكل صراحة، لذا وجدت أنه من الضروري مصارحتي لولدَيَّ كذلك، بدافع من حبي لهما وخوفي على مستقبلهما، فكثيرة هي الحالات التي أصيب بها المحتضنون بحالات نفسية خطيرة، أدت في بعض الأحيان بإصابتهم بردود فعل عكسية تجاه محتضنيهم من جراء اكتشافهم لحقيقة واقعهم.
هل استعنت باختصاصيين نفسيين عندما أقدمت على هذه الخطوة؟
في الغالب، كنت أستعين بالكتب الأجنبية الخاصة بالتبني، بحيث كنت أتبع المعلومات المدونة خطوة بخطوة، ومن اللافت أن كل سؤال كان يطرحه كل من “نور ووهابي” كنت أجد له الإجابة الشافية في هذه الكتب، كما استعنت بمؤلفة إحدى الكتب، وهي أميركية الأصل، للرد على بعض الاستفسارات الخاصة بالاحتضان سواء عن طريق شبكة الإنترنت، أو هاتفياً بمقابل مادي لا يتعدى العشرين دولاراً.
برأيك، هل هذه الخطوة مهمة أم من الممكن تجاهلها؟
بالطبع مهمة، فبناء الثقة بين الحاضن والمحتضن في مراحله الأولى أمر ضروري، خصوصا عندما يبلغ المحتضن سن المراهقة، فهنا من الطبيعي أن يبدأ في البحث عن أصوله “من أنا؟ من أشبه؟ فالطفل في سن السادسة من عمره يبدأ اكتشاف ملامحه وأنه مختلف عن بقية أفراد العائلة، حسبما جاءت به الكتب الخاصة بالتبني.
للأسف كثيراً ما يتجاهل البعض أمرا مهما، وهو أن هؤلاء الأيتام، قد وهبهم الخالق سرعة بديهية وذكاء ميزهم به عن غيرهم، فصمتهم في الغالب تكون وراءه مجموعة تساؤلات، بحاجة إلى إجابة كي يستمروا في العيش دون شك أو قلق.
ومن المحزن أن دور الرعاية ترتكب خطأ فادحا فهي تطالب الحاضنين بأن يخبروا الأيتام بأن والديهم قد توفوا، وهذا مرفوض في ظل التطور التكنولوجي والانفتاح الذي نشهده اليوم، خصوصاً مع انتشار مواقع الإنترنت التي بدأت في الآونة الأخيرة تقديم خدماتها للأيتام، ومن هذه الخدمات البحث عن والدي اليتيم من خلال عينة DNA التي يقوم بإرسالها لمطابقتها مع أبويه.
ما ردة فعل نور خصوصاً أنها الأكبر سناً والأكثر وعياً؟
لاحظت عزوف نور عن قراءة القصص الخاصة بالتبني، وعندما بادرتها بالسؤال عن السبب، قالت لي باختصار شديد إنها “مؤلمة”، فسألتها عن سبب إحساسها بهذا الشعور، فأكدت أنها كثيراً ما تشعر بأن والدتها في مكان ما، بعيد عن عالمها سعيدة بطفل آخر، وبأنها لا تشعر برغبة في البحث عنها.
حينها أكدت لها أنه من المستحيل أن تنسى الأم طفلا حملته في أحشائها تسعة اشهر، وأن سبب ابتعادها قد يكون لظروف خارجة عن إرادتها، فطلبت منها أن تسأل والدتي ما إذا كانت قد نسيت أبناءها الثلاثة الذين خسرتهم أثناء فترة حملها، فكان ردها غريبا مؤكدة أنها ستسأل والدتي، وأنها لا تريد مناقشة موضوع والدتها من جديد.
كنت في حيرة من أمري بسبب التطورات التي طرأت على حياتنا، فقد كنت قلقة من ردة فعلها ومن سؤالها عن والدتها، ففضلت أن اسأل احد الاختصاصيين أثناء زيارتي لـ “s.o.s فيلج” في لبنان، وهو مشروع خاص بالأيتام، عن ردة فعل نور، فكان رده بأن نور جل ما تستطيع فعله هو أن تصارع الحياة فهي لديها رغبة شديدة في أن تعيش وتمضي حياتها بسلام، والدليل على ذلك طلبها بأن تغلق موضوع والدتها فهي راضية كل الرضا عن وضعها، وما يؤكد ذلك هو عودة نور بعد فترة لقراءة القصص الخاصة بالتبني، ومن الجميل إقدامها على كتابة قصة خاصة بها.
حدثينا عن قصة نور Adoption Story؟
هي قصة صادقة نابعة منها، من طفلة يتيمة محتضنة، تحكي واقعها وحقيقة وجودها، فقد اعتدنا أنا والأطفال قراءة القصص الأجنبية الخاصة بالاحتضان بين حين وآخر، وفي يوم فاجأتني نور بكتابة قصة خاصة بها، أتت القصة شبيهة إلى حد كبير بقصتها، أعجبتني كما أعجب بها كل من حولنا، خصوصاً أنها كما أسلفت نابعة من داخلها، دون تدخل مني أو من والدها، كانت قصة جميلة، وساعدتني على اكتشاف شيء كنت أجهله وهو مدى تقبل نور لوضعها وتسامحها الداخلي مع واقعها كونها يتيمة ومحتضنة.
كيف كانت البداية مع صفحتك الخاصة في «فيس بوك»؟
عندما قمت باحتضان ابنتي نور، وكان عمرها حينها لا يتجاوز 36 يوما، كانت تعاني حرارة في الرأس واحمرارا في الخدين، فراجعت دار الرعاية بصفتها الجهة الوحيدة التي من المفترض أن تكون لديها فكرة عن حالة نور الصحية، لكن للأسف لم يكن لديها أدنى فكرة عن حالتها أو حتى ملف صحي لها عندما أودعت لديها.
ولا أخفيكم سراً فقد كنت اجهل حينها تربية الأطفال كأي أم حديثة، ولم تكن لدي خبرة عما قد يصيب الأطفال حديثي الولادة من أمراض أو حتى أعراض طبيعية، ففضلت حينها أن يفحصها الدكتور الخاص بالدار، وكان رده بأن أعطيها “بندول”! إلا أنني لم اقتنع فقد كان لدي إحساس بأن هناك خطأ وان نور تعاني شيئا لا اعلمه، لذا لجأت بعدها إلى احد المستشفيات الخاصة، وعاينها دكتور الأطفال هناك، واكد أن الأطفال في عمر الثلاثة أشهر من غير الممكن إعطاؤهم “البندول”، ومن النادر أن يصابوا بالحرارة، فمن الواجب أن تدخل الطفلة المستشفى لتكون تحت الملاحظة.
ولم يكن حينها لدي أي إثبات خاص بنور، كما لم تكن الأوراق قد جهزت بعد، تذكرت في تلك اللحظة إصراري على تسلم نور من الدار على الرغم من عدم انتهاء الأوراق والإجراءات الروتينية، فقد كان يراودني آنذاك شعور من عدم تركها هناك، ومازال وقع كلمات الاختصاصيات في الدار بأن آخذها خصوصاً أنها الحالة الأولى من نوعها كونها سلمت دون انتهاء أوراقها، فقمت بالاتصال بإحدى الأخوات وهي عضوه في “كاتش”، وهي جمعية تعد الطفل نفسياً واجتماعياً لأي إجراء طبي قد يحدث للطفل داخل المستشفى.
وطلبت منها المساعدة في هذا “المأزق”، وبالفعل قامت مشكورة باستقبالنا في المستشفى الأميري، وحينها اكتشفنا أنها تعاني مرض السحايا، ومن هنا كانت بداية فكرة الصفحة، المتمثلة في إحصاء عدد النساء الحاضنات في الكويت، إضافة إلى متابعتهم عن طريق المحادثة عبر الصفحة الخاصة بي، ومناقشة بعض الأمور والمشاكل الخاصة بالأطفال وحلها قدر الإمكان.
هل وجدت قبولا لفكرة الصفحة من قبل الحاضنات؟
لله الحمد، خصوصاً أن عددا كبيرا من الحاضنات عانين الأمرين، جراء إصابة أبنائهن بالاحتضان بأعراض وأمراض، تكون في بعض الأحيان خطيرة ومن المهم اكتشافها مبكراً، خصوصاً أن دور الرعاية تمنع منعاً باتاً تسليم الملفات الصحية الخاصة بأطفال الشؤون للأسر الحاضنة، فضلا عن إحساس بعضهن بالأمان خصوصاً أننا نلتقي عبر شبكة الإنترنت، فهذه الميزة ساعدت الكثيرات، خصوصاً اللاتي لا يرغبن في الإفصاح عن أسمائهن.
كم عدد النساء اللاتي استطعت أن تتعرفي إليهن عبر صفحتك؟
كثيرات، إلا أنهن ما زلن متحفظات، وبدأت أتفهم وجهة نظرهن كما أسلفت، وهنا أود أن أشير إلى أن هناك كثيرا من الحاضنات يفضلن أن تكون المناقشة المتعلقة بأبنائهن المحتضنين “خاصة”، حتى لا يفشى سرهن، خصوصاً الأمهات الحديثات، في الغالب ما يكن في حاجة ماسة للإطلاع على تجارب قريناتهن والاستفادة منها، وعلى الأخص في مسألة الاحتضان كونها حساسة وتحتاج الى أساليب ومناهج مدروسة، كي يعيش أبناؤهن في بيئة سوية وصحية على الصعيدين النفسي والاجتماعي.
على الصعيد الشخصي كيف تقيمين تجربتك مع الاحتضان؟
أحمد ربي ليلاً ونهاراً، على أنه رزقني نور وعبدالوهاب، هما نعمة من الله وأمانة، فعندما يحرم الإنسان من الإنجاب وفجأة يرزق “ببنوتة حلوة” ولد جميل، يشعر برغبة شديدة بأن يصنع المستحيل للمحافظة عليهما، وكثيراً ما اتهم بأني أبالغ في رعايتهما والاهتمام بهما. قد أكون كذلك لأني قد وضعت هدفا معينا نصب عيني، وهو “أن يصبح نور ووهابي أحسن الناس”، لم أجرب هذا الإحساس إلا أنني أتوقع أن الأم الحقيقة قد ينتابها الشعور ذاته.
نور وعبدالوهاب
• تبلغ نور السادسة من عمرها وعبدالوهاب الرابعة من عمره.
• لدى وصلنا الى منزل السيدة “أم عبدالوهاب” كان باستقبالنا “وهابي” بكل حب وود قائلاً “عندچ علچ”.
• بدت نور محبة للمحيط الذي تعيش فيه، فكثيراً ما كانت تردد على مسامعنا “I love being her”.
• علمنا من “أم عبدالوهاب” بأن نور وعبدالوهاب اخوان من الرضاعة، فقد أتما رضعاتهما الست لدى سيدة تقطن في الأردن، في وقت لم يتبرع أحد من المقربون لعائلة أم عبدالوهاب لإرضاعهما.
• أكد أبو عبدالوهاب أن وجود نور ووهابي في حياته نعمة، وبأنه سعيد بقرار تبنيهما، مؤكداً أنه كثيراً ما يشعر بأن نور وعبدالوهاب وجدوا في هذه الدنيا لتبدأ حياتهما كزوجين من جديد.
• يحرص أبو عبدالوهاب على رؤية الأطفال وتخصيص وقت لهما، وإن تعارض هذا الوقت مع وقته المخصص لممارسة هواياته خارج المنزل.
• تشير أم عبدالوهاب الى أن فرط تدليل زوجها للأطفال يعرقل بعض القرارات التي من الواجب أن تتخذها تجاه الأولاد.
• بدت عائلة أم عبدالوهاب مثالية إلى ابعد الحدود، وما أكد ذلك احترام الأطفال الواضح للآخرين إضافة إلى تآلفهما مع محيطهما بصورة لافتة تستحق الإشادة والتقدير.
• تجدر الإشارة إلى أن عبدالوهاب ونور ألحقا بمدرسة ثنائية اللغة تعد من أهم المدارس الخاصة محلياً.
[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0