[B]أكدت رئيسة مركز تقويم وتعليم الطفل د. فاتن البدر أن %10 من أطفال الكويت يعانون صعوبات التعلم، التي اعتبرتها ظاهرة خطيرة يجب معالجتها، داعية إلى ضرورة الدمج التعليمي والاجتماعي لصعوبات التعلم مع أقرانهم الأسوياء، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمون إليه، متطلعة إلى انتشار الدمج في جميع المناطق التعليمية في الكويت. واعتبرت أن قانون المعاقين الجديد بحاجة إلى مراجعة، حيث إن المادة الأولى من القانون والخاصة بالإعاقة التعليمية لصعوبات التعلم تتطلب أن تكون أكثر وضوحاً، لاسيما أن القانون في مادتيه التاسعة والعاشرة اهتم بفئتي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم من حيث تشخيصهم وتقديم الخدمات التربوية والنفسية وتدريب العاملين بالمدارس ودمجهم في المدارس والمجتمع والعمل والإنتاج.
وفندت البدر في حديثها المفاهيم الشائعة حول صعوبات التعلم، موضحة أنها إعاقة مخفية يتم التدريب على التكيف معها وليست مرضاً كما هو معتقد، كما أن طفل هذه الفئة ليس غبياً، بل ذكاؤه متوسط أو فوق المتوسط. وأشارت إلى أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب من خلال استشارة اختصاصي نفسي ـ تربوي، الذي يسهم بدوره في زيادة قدرة الأفراد ذوي صعوبات التعلم ودافعيتهم على العمل والنجاح. وأشادت بمدى التعاون الوثيق بين المركز وغيره من المراكز المحلية والإقليمية والعالمية، حيث إنه يبذل جهوداً حثيثة فيما يخص تبادل المعلومات ـ المبنية على أسس علمية ـ باللغتين العربية والإنكليزية مع جهات مختلفة لتحقيق أهدافه في مجال زيادة الوعي في الوسط المحلي والإقليمي وإعداد المتخصصين وتبادل الخبرات حول أفضل الطرائق للتشخيص والتعليم وتقديم الدعم للأفراد ليتمكنوا من المساهمة الكاملة والإيجابية في المجتمع.
وتطرقت البدر بالحديث عن البرنامجين الصباحي والمسائي بالتعاون مع وزارة التربية، حيث يتم انتقال الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم ويدرسون لدينا على مدى 4 ـ 5 سنوات، ثم يعودون مجدداً للمرحلة الثانوية في وزارة التربية ومنها للجامعة، وفيما يلي نص اللقاء.
هل لنا من نبذة تعريفية عن المركز؟
ــــ تأسس مركز التقويم والتعليم عام 1984، على يد مجموعة من الأمهات الكويتيات اللائي تحققن من أن أطفالهن يعانون صعوبات تعلم، ولم يجدن من ينصحهن محلياً، فكن بالتالي يسافرن إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يمكن تشخيص حالات الأطفال هناك، ويوصى لهم بالبرامج اللازمة، لذا وجدت هذه المجموعة أهمية إنشاء مركز في الكويت يشخص حالات الأطفال ذوي صعوبات التعلم ويقدم لهم الخدمات والبرامج التعليمية المناسبة وبمساعدة أولياء الأمور والأصدقاء أنشئ المركز في الشويخ منذ 23 عاماً تقريباً، وسجل كجمعية نفع عام تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمساعدة الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم.
وانتقل المركز إلى مبناه الجديد في قلب منطقة السرة مع بداية العام الدراسي 2006 ـ 2007، وقد بني بالكامل بأموال متبرعين يؤمنون بأهمية دور المركز.
صعوبات التعلم
ما أهداف المركز و الخدمات التي يوفرها لأطفال ذوي صعوبات التعلم؟
ـــــــ لقد كان هدف المركز واضحاً منذ البداية، بألا تقتصر الخدمات التي يقدمها على مساندة الأفراد ذوي صعوبات التعلم فقط، بل تمتد لتشمل تقديم خدمات لأسرهم ومعلميهم وباقية المهن الأخرى ذات الصلة للتغلب على التحديات التي تشكلها صعوبات التعلم.
ويبذل المركز جهوداً بالغاً على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، حيث يهتم بتبادل المعلومات ـ المبنية على أسس علمية ـ باللغتين العربية والإنكليزية مع جهات مختلفة لتحقيق أهدافه في مجال زيادة الوعي في الوسط المحلي والإقليمي وإعداد المتخصصين وتبادل الخبرات حول أفضل الطرائق للتشخيص والتعليم وتقديم الدعم للأفراد، ليتمكنوا من المساهمة الكاملة والإيجابية في المجتمع.
إلى جانب هذا، يقدم المركز الخدمات التشخيصية والعلاجية لهؤلاء الطلبة وقد قطع درباً طويلاً في هذه المسيرة، إذ كان يوفر في البداية خدمات التشخيص النفسي والتربوي على أيدي اختصاصيين نفسيين وتربويين، يبنى على أثرها برنامج علاجي فردي للدخل يطبق في المدرسة، إلا أن المركز كان يقدم خدمات التدريس الخاصة لتنمية المهارات الضعيفة لدى هؤلاء الأطفال على أساس فردي في الفترة المسائية وسرعان ما أصبح واضحاً أن هناك حاجة كبيرة إلى برنامج صباحي لتقديم الخدمات العلاجية.
حالات صعبة
ما الحالات التي يستقبلها المركز ؟
ــــــ يستقبل المركز الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم وفرط النشاط بدءا من سن الثامنة للتأكد من أن الطفل بدأ يقرأ ويكتب في المدرسة، ومن ثم يتم التشخيص والنظر إلى الأسباب سواء النفسية أو التربوية وتقديم العلاج المناسب، ولاسيما أنها تعتبر مشكلة فيزيولوجية، ولكن حلها تربوي وذلك من خلال اختبارات مقننة على الطفل لمعرفة نواحي القوة والضعف لديه ويتم على أثرها متابعة الطفل حتى بداية المرحلة الثانوية.
كما يتم تقديم البرنامج المسائي له ومتابعته في ذات الوقت في مدرسته إلى أن يصل إلى الجامعة و بعدها لا علاقة لنا فيه، وحاولنا مع الجامعات، ولكن إلى الآن وجدنا أن الجامعات الخاصة فيها بعض من الخدمات غير أن جامعة الكويت لا يوجد فيها خدمات لصعوبات التعلم لذا نأمل توفير هذا.
إنجازات
ما أهم الإنجازات التي حققها المركز ؟
ــــــ يعد برنامج الدمج التعليمي من المشاريع المهمة التي حققها المركز حيث أخذنا منطقة تعليمية كاملة وحولناها إلى مدارس ابتدائية، حيث تم البدء في تنفيذ هذا المشروع منذ عام ونصف العام، على أن يتم الانتهاء منه خلال عام، ويصبح جاهزاً لاستقبال صعوبات التعلم من البنين والبنات وتدريب العاملين فيها بدءاً من الناظر إلى الوكيل وأعضاء الهيئة التدريسية حول كيفية التعامل معهم وتدريسهم، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة السديم في منطقة مبارك الكبير المتخصصة في صعوبات التعلم والتي افتتحها أخيراً وزير التربية.
تعاون مع التربية
حدثينا عن الوحدات التي يتكون منها المركز ؟
ــــــ يتكون المركز من وحدات مختلفة منها، وحدة التدريب حيث يوفر المركز التدريب لمختلف العاملين في مجال صعوبات التعلم ومجال التربية وعلى فترات مختلفة أثناء العام الدراسي من خلال تقديم دورات تدريبية تعمل على زيادة الوعي بها وتقوية معارف الأفراد وأولياء الأمور والمعلمين وغيرهم من المهنيين والمهتمين بكيفية التعامل مع تحديات صعوبات التعلم كما يستفيد المركز من التواصل الفعال وزارة التربية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فضلاً عن المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة في تطوير مبادرات وبرامج تدريبية في مجالات صعوبات التعلم.
قسم التقويم
أما قسم التقويم، فهو يتضمن وحدتين مختلفتين، وهما وحدة التشخيص التي تقدم تحليلاً موضوعياً للصعوبات التي يواجهها الطفل، يعقبه نصائح عملية مفيدة للمشكلة، حيث إن بعض الأسر يبدي مظاهر قلق حول نمو طفلهم أو سلوكه أو تقدمه الدراسي، مما يحدو بهم إلى طلب الاستشارة من الاختصاصي النفسي، كما توفر هذه الوحدة تشخيصاً شاملاً للطفل وفق معايير واضحة، وبمجرد أن يستكمل الطفل الاختبارات يناقش الاختصاصي النفسي و التربوي النتائج مع الوالدين وتقديم التوصيات المناسبة، ووحدة تطوير الاختبارات والتي توفر الاختبارات النفسية والتربوية المختلفة وتطويرها وتقنينها بما فيها اختبارات القدرات العقلية العامة والاختبارات التحصيلية والمعرفية والتشخيصية.
إلى جانب برامج التدخل العلاجي والذي يضم البرنامج التربوي الصباحي والمسائي، وهو عبارة عن عقد بين المركز ووزارة التربية، حيث يتم انتقال الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم ويدرسون لدينا على مدى 4 ـ 5 سنوات ثم يعودون مجدداً للمرحلة الثانوية في وزارة التربية للانتقال ومنها للجامعة، ففي البرنامج الصباحي يدرس الطفل في المركز مناهج وزارة التربية في الكويت على يد متخصصين في مختلف جوانب صعوبات التعلم تدريسا فرديا، وتقيّم حالة كل طفل قبل التسجيل في البرنامج، وإذا تبين ملاءمة هذه البيئة التعليمية للطفل، يجري للطفل اختبار آخر لضمان إعداد خطة تعليمية فردية تناسب احتياجاته، ويتبع هذا البرنامج فلسفة في التدريس تعتمد على النظرة الكلية للطالب ومحاولة رفع مستواه التعليمي وصقل شخصيته، بالإضافة إلى التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية لطلاب من خلال خدمات الإرشاد النفسي.
التواصل مع أولياء الأمور
ذكرت البدر أن مركز تقويم الطفل يحرص على توعية أولياء الأمور من خلال تقديم الدورات التدريبية المستمرة حول كيفية التعامل مع ذوي صعوبات التعلم.
دمج المعاقين
سألنا البدر: برأيك، ما الذي ينقص صعوبات التعلم؟ فقالت: نريد مزيداً من الاهتمام في وزارة التربية بشأن دمج المعاقين، ونأمل أن ينتشر الدمج في جميع المناطق التعليمية في الكويت.
سلبيات القانون الجديد
أكدت البدر أن القانون الجديد للمعاقين يحتاج إلى مراجعة، لا سيما المادة الأولى من قانون المعاقين الجديد، الخاصة بالإعاقة التعليمية، بحاجة إلى أن تكون أكثر وضوحاً، فالقانون اهتم بصعوبات التعلم وبطيء التعلم في مادتيه التاسعة والعاشرة، من حيث تشخيصهم وتقديم الخدمات التربوية والنفسية وتدريب المعلمين والعاملين في المدارس، فضلا عن دمجهم في المدارس والمجتمع والعمل والإنتاج.
مشاريع ودعم
كشفت فاتن البدر عن مشاريع آنية وأخرى مستقبلية، حيث أنجزنا برنامجا لصعوبات التعلم، وهو كتاب المعلم والتلميذ، وهذا لا يعطى في المدارس، وإنما في العلاج الفردي، وهو مشروع ضخم بإعانة الأمانة العامة للأوقاف ويشتغل فيه اختصاصيون نفسيون أجانب وعرب، وحاليا نقوم بإنجاز برنامج رياضيات مشابه له.
زواج الأقارب
ما أكثر أنواع صعوبات التعلم انتشارا في المجتمع الكويتي؟
– جميع الأنواع منتشرة، ولكن «الدسلكسيا» أكثرها انتشاراً، حيث تصل نسبة إعاقة صعوبات التعلم أعلى نسبة من أي إعاقة أخرى، وتصل نسبتها من %5 الى %7 في العالم، أما في الكويت فتصل الى %10، وهي ظاهرة خطيرة تجب معالجتها. ووجدنا أن الدول التي يحدث فيها تزاوج أقارب تحتل النسبة العليا في صعوبات التعلم.
مشكلات
لفتت البدر إلى المشكلات التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، موضحة أن مشكلاتهم تتركز بصفة عامة في صعوبات القراءة والتهجئة والكتابة والحساب، وغالباً ما يكون خليطاً متشابكاً من هذه الحالات، كما أن البعض منهم يعاني صعوبات أخرى في التركيز والانتباه وفرط النشاط ومشكلات سلوكية واجتماعية وانفعالية أخرى.
رسالة عطاء
رسالة المركز تتمثل في العطاء المتواصل ومساعدة الطفل والدولة في مجال صعوبات التعلم، هذا ما ذكرته فاتن البدر في حديثها.
[/B]