[B]
ينظم مركز تقويم وتعليم الطفل والجمعية الكويتية لاختلافات التعليم المؤتمر الدولي الأول لذوي الإحتياجات الخاصة تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. حيث يعقد المؤتمر بعنوان «صعوبات التعلم واضطرابات تشتت الانتباه- فرط النشاط « وتحت شعار «المستقبل يجمعنا»، يومي 4 و5 ديسمبر المقبل.
و فى هذا الاطار قال مساعد المدير التنفيذي للتشخيص والتدريب في مركز تقويم وتعليم الطفل الدكتور موفق المنابري الذي لفت الى ان «هذا المؤتمر الدولي سيؤكد ريادة الكويت في الخدمات المقدمة لذوي صعوبات التعلم من اختبارات تشخصية، برامج علاجية وتدريبية، بالإضافة الى المشروعات التربوية التي أسهمت بها الكويت في مجال صعوبات التعلم»، وفيما يأتي تفاصيل الحوار:
• بصفتك مساعد المدير التنفيذي للتشخيص والتدريب بمركز تقويم وتعليم الطفل، فما هي المهام التي تضطلع بها وحدتا التدريب والتشخيص في المركز؟
– ان وحدة التدريب تمثل إضافة نوعية لجملة الخدمات التي يوفرها مركز تقويم وتعليم الطفل بهدف المساهمة في العملية التربوية تدريباً وبحثاً، وتهدف هذه الوحدة إلى تحقيق جملة أهداف منها توفير برامج التدريب وإعادة التدريب لمساعدة المعلمين والمختصين والمهتمين على اكتساب المهارات والخبرات في مجال التعامل مع ذوي صعوبات التعلم كل في مجاله بهدف توظيفها في تنمية وتطوير مؤسساتهم، وتوفير الاستشارات والخدمات التدريبية للبرامج التربوية التي تساعد في تنمية المحتاجين لها، ومواكبة متطلبات المجتمع مع ملاحظة التقدم الحاصل في كل المجالات التكنولوجية والعلمية، وتوظيف البحوث والدراسات النظرية والميدانية والاستفادة من نتائجها في تطوير الميدان التعليمي في مجال صعوبات التعلم، بالإضافة الى تقديم المحاضرات وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل في مجال صعوبات التعلم.
أما في ما يخص وحدة التشخيص، فإن المركز يؤمن بأهمية التدخل العلاجي المبكر وتقدم وحدة التشخيص تحليلاً موضوعياً للصعوبات التي يواجهها الطفل، يعقبه نصائح عملية مفيدة للمشكلة موضوع الشكوى. وتعد وحدة التشخيص من أوائل الوحدات في المركز إذ كانت بداية عملها مع بداية إنشائه، حيث يتم إجراء اختبارات الذكاء والاختبارات التربوية بالرياضيات واللغة العربية واللغة الإنكليزية لجميع الحالات التي تحول للمركز ومن ثم يتم تحويلها للجهات المناسبة بعد موافقة ولي الأمر.
• صعوبات التعلم تتخذ أشكالا متعددة، فما هي ابرز أنواع هذه الصعوبات المترددة على مركز تقويم وتعليم الطفل؟
– نعم، أنواع صعوبات التعلم وأشكالها متعددة ولعل من أبرزها صعوبات القراءة (القراءة الجهرية أو الصامتة، والفهم القرائي) وهي تشكل النسبة العظمى من طلبة صعوبات التعلم، ويليها صعوبات الكتابة (الإملاء، الخط اليدوي، التعبير الكتابي)، ومن ثم صعوبات الحساب (العمليات الأساسية الأربع: الجمع، الطرح، الضرب، القسمة). كما نجد بعض الطلبة الذين يعانون من صعوبات في اللغة التعبيرية أو اضطراب تشتت الانتباه/فرط الانتباه، أو مشكلات الإدراك البصري أو الإدراك السمعي. كما يشكل اضطراب الذاكرة مشكلة كبيرة لعدد كبير من الطلبة.
• ما أهم القضايا التي سيناقشها المؤتمر الدولي الأول لذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه/فرط النشاط، والذي سوف ينظمه المركز بالتعاون مع الجمعية الكويتية لاختلافات التعليم الشهر المقبل؟
– يهدف المؤتمر الى بيان دور المؤسسات الحكومية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الخيرية والانسانية في تقديم الخدمات التعليمية لطلاب صعوبات التعلم وتشتت الانتباه/فرط النشاط، وتعزيز المشاركة التفاعلية بين المدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية للنهوض بالخدمات التعليمية، الى جانب تعزيز التواصل ونشر الوعي بين الجهات المختلفة وكذلك تبادل الأفكار والخبرات والتجارب في مجال التخصص، والاطلاع على آخر البرامج العلاجية واستراتيجيات التدريس العالمية، وذلك بحضور نخبة من المحاضرين والباحثين المختصين العالميين في معالجة صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه/فرط النشاط من مختلف أنحاء العالم.
• وماذا عن تفاصيل انعقاد المؤتمر، وهل من أوراق علمية ستقدم فيه؟
– يعقد المؤتمر في فندق ريجنسي بالاس يومي 4 – 5 ديسمبر المقبل، والموقع الإلكتروني المخصص له هو: ( [url]http://www.q8ldconference.com/?l=en[/url] ). وسيتضمن المؤتمر الكثير من أوراق العمل التي ستقدم خلال فعالياته المختلفة، كما سيشهد انعقاد 30 محاضرة علمية وورشة عمل.
• من الدول أو الجهات المشاركة في المؤتمر؟
– يشارك في المؤتمر محاضرون من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وعدد من الدول العربية، بالإضافة لعدد كبير من المحاضرين الكويتيين. أما بالنسبة للحضور فالمؤتمر مفتوح أمام الجميع من داخل الكويت وخارجها من خلال الموقع الإلكتروني المخصص له، ويشارك بصفة خاصة في المؤتمر من دولة الكويت: وزارة التربية بنخبة من الإداريين والموجهين والاختصاصيين والمعلمين بكل تخصصاتهم، بالإضافة للمدارس الخاصة العربية والأجنبية، ووزارتي الشؤون والصحة وجمعيات النفع العام.
• ما ملخص ورقة العمل التي ستقدمها في المؤتمر؟
– ان ورقة العمل التي سأقدمها ستكون تحت عنوان «الدسكلكوليا (عسر الحساب).. التشخيص والتدخل العلاجي»، وهي تطرح موضوع حديث نسبياً في مجال صعوبات التعلم حيث كان الاهتمام على مدى سنوات منصباً على (عسر القراءة)، وتهدف هذه المحاضرة إلى توضيح مفهوم عسر الحساب (الدسكلكوليا) بوصفها إحدى صعوبات التعلم وإحدى الإعاقات التعلمية الهامة، وأهمية التعرف على الدسكلكوليا وأنماطها، وعرض مجموعة من الاستراتيجيات لمساعدة المدرس في تدريس المعسرين رياضياً. وعلى الرغم من أن المقصود في المحاضرة المعلمين في الفصول الدراسية العادية، فإنها ستفيد أيضاً معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء الأمور.
وسيتمكن من يحضر المحاضرة من فهم تعريف صعوبات التعلم في الرياضيات، وأهمية التعرف على ذوي صعوبات تعلم الرياضيات، والتعرف على قلق التحصيل في الرياضيات، والتعامل مع استراتيجيات تعليمية عامة في الرياضيات واستراتيجيات تتعلق بالمفاهيم والمهارات وحل المشكلات في الرياضيات بالإضافة لأمثلة تعليمية مناسبة.
• تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة تتراوح ما بين 10-12 في المئة من المجموع العام للسكان، ماذا عن نسب الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الكويتي وما هي برامج الدمج التي يقوم بها مركز تقويم وتعليم الطفل؟
– نحن في مركز تقويم وتعليم الطفل والجمعية الكويتية لاختلافات التعلم مختصون بواحدة من فئات ذوي الحاجات الخاصة فقط ألا وهي فئة صعوبات التعلم، والتي تتمتع بقدرات ذكاء طبيعية أو أعلى وتعاني من اضطراب في واحدة أو أكثر من مهارات الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو الذاكرة أو الحساب نتيجة قصور في الجهاز العصبي المركزي، وتحتل هذه الفئة النسبة الأكبر من بين ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى. وعموماً، تشير الدراسات العالمية إلى أن نسبة الطلاب ذوي صعوبات التعلم في المدارس تتراوح بين 10-15 في المئة.
اما بالنسبة لموضوع الدمج فإن برامج الدمج التي ينادي بها العالم المتقدم تهدف إلى وضع الطالب في أقل البيئات تقييداً له، تلك البيئة التي تقدم له الحاجات التعليمية والاجتماعية وترعاه من جميع الجوانب الوجدانية والنفسية والمعرفية. ولعل أفضل البيئات هي بيئة الصف العادي، لذا كانت الفكرة أن يبقى طالب صعوبات التعلم الذي يعاني من صعوبات بسيطة إلى متوسطة في مدرسته وفي الفصل نفسه، على أن تقدم له حاجاته التعليمية والإجتماعية والنفسية في هذا الوضع.
وقدم مركز تقويم وتعليم الطفل مشروعاً متكاملاً للدمج التربوي بدعم من الأمانة العامة للأوقاف في منطقة مبارك الكبير التعليمية، ويشترك في هذا المشروع بالإضافة للمركز وزارة التربية ومؤسسة(IQM) البريطانية. وعمل المشروع على تأسيس مناخ وبيئة صالحة للدمج شملت جميع العاملين في مدارس المشروع البالغ عددها(28) مدرسة بالإضافة الى القائمين على رعايتها من معلمات وإداريات واختصاصيات ورئيسات أقسام وفنيات وموجهين وموجهات وأولياء أمور وطلبة، بالإضافة لإنشاء مدرسة متخصصة للطلاب ذوي صعوبات التعلم الشديدة لرعايتهم حيث يعمل في تلك المدرسة كوادر مؤهلة ومدربة تدريبا كاملا، وسميت هذه المدرسة بمدرسة السديم الابتدائية النموذجية للبنين، ويستمر هذا المشروع لمدة ثلاث سنوات وينتهي في مارس 2012.
• إذا كانت نسبة صعوبات التعلم في زيادة مستمرة تدريجيا، فما الحلول من وجهة نظركم؟
– إن صعوبات التعلم قد تزداد نسبتها أو درجة شدتها ما لم تلاق البرامج العلاجية التي تتعامل معها، والكويت من أوائل الدول العربية التي وفرت البرامج العلاجية لذوي صعوبات التعلم إلا أن المؤسسات التي تقدم تلك البرامج محدودة وطاقتها الاستيعابية لا تستوعب الأعداد الكبيرة من ذوي صعوبات التعلم مما يجعل نسبة معقولة منهم لا تتلقى الخدمات العلاجية المناسبة لها في المدارس العادية، وبالتالي فإن الكثير من هؤلاء الطلاب يواجهون صعوبات وضغوطات كبيرة جداً مما يضطر قسم منهم إلى الانسحاب والانقطاع عن المدرسة.
ونحن في مركز تقويم وتعليم الطفل نوفر العلاج التربوي لهذه الفئة في الفترة الصباحية بدوام كامل، وكذلك نوفر تلك الخدمات العلاجية في الفترة المسائية لكل طفل من ذوي صعوبات التعلم يقطن على أرض الكويت. وأخيراً جاء برنامج الدمج لتقديم الخدمات التربوية العلاجية لأكبر نسبة من ذوي صعوبات التعلم.
• كيف يمكن اكتشاف صعوبات التعلم في مرحلة مبكرة من العمر؟
– عالميا، التشخيص الرسمي لذوي صعوبات التعلم يتم في الصف الثاني الابتدائي بعد ملاحظة مشكلات لدى الطفل في تعلمه الأكاديمي، إلا أن هناك 3 مؤشرات أساسية في مرحلة مبكرة من عمر الطفل قد تنبئ بصعوبات التعلم تجعلنا نتدخل كجانب وقائي وهذه المؤشرات هي تطور الطفل اللغوي، تطوره الحركي، وتطوره الاجتماعي. وهناك مؤشرات ثانوية أخرى مثل تمييز الألوان والأحجام والأشكال وردود الأفعال، الى غير ذلك من المؤشرات الاخرى.
• ما أهمية القانون الجديد لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الكويت؟
– ان القانون الجديد قدم الكثير لذوي الاحتياجات الخاصة ويعد وثيقة مهمة جداً تبين حقوق وواجبات هذه الفئة، وما يهمنا نحن العاملين في مجال صعوبات التعلم أن هذا القانون في مادتيه التاسعة والعاشرة اهتم بفئتي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم، وهاتان المادتان تقدمان الكثير لطلاب صعوبات التعلم من حيث تشخيصهما وتقديمهما الخدمات التربوية والنفسية وتدريب المعلمين والعاملين بالمدارس ودمجهم في المدارس والمجتمع والعمل والإنتاج.
[/B]