[B]
مثل أعلى لم يسبق له مثيل في تحدي الإعاقة،طردت اليأس وابتسمت للحياة ورغم أن جميع الأبواب أقفلت أمامها يوما ما فإنها لم تيأس،وتشيد بكرم الكويت وأهلها ووقوفهم بجوارها ما أعطاها الأمل للحياة من جديد بعد أن فقدت ساقيها وكفيها نتيجة خطأ طبي من أحد المستشفيات وحينما التقيناها وجدناها بكامل زينتها ولم نصدق إلا بعد سماع الحكاية.
وحش مخيف
تبدأ ميرال حديثها شاردة والدموع في عينيها تتذكر وتتنهد: القدر ياله من وحش مخيف غادر يختفي ولا نراه ولكن حينما نراه ربما تكون صدمتنا كبيرة وأنا ممن صدمهم القدر وقت أن كنت طفلة صغيرة طبيعية،أجري والعب مثل بقية الأطفال، وكنت أعيش بين أهلي وصديقاتي ومنذ ولادتي بدولة الكويت ودخلت فترة المراهقة وأنعم بحب الجميع من حولي.. وذات يوم لم أكن أعلم أن القدر في انتظاري بمأساة حافلة بالمفاجآت المرعبة وكان يحسب خطواتي ويترصدني، وذهبت إلى البحر مع عائلتي أجري والهو كأي فتاة من سني الذي لم يتجاوز الخمسة عشر ربيعا.
وفجأة وقعت على الأرض وقمت وإذا بي أرى جرحا ودماء في قدمي، وعلي الفور اصطحبني والدي إلى المستشفي وهناك وجدت القدر اللعين بانتظاري وتم إجراء الإسعافات لي وطلبوا من والدي أن أظل في المستشفي ولم أكن أعلم أنني سأكون حقل تجارب بين أيدي المختصين.
معاناة مراهقة
تستكمل ميرال حكايتها قائلة: لم أكن أعرف أن رحلة المعاناة التي يخفيها القدر ستبدأ عندي مبكرة وفي مرحلة المراهقة وما حدث لا يوصف بل يكتب في مجلدات ولم أتخيل أن أدخل المستشفى بجرح بسيط لأخرج منه فاقدة ساقين وكفين بعد إصابتي بانسداد الشرايين نتيجة خطأ طبي. وأجلس على كرسي متحرك لمدة 25 عاما مع أنني كنت شديدة الإلحاح على والدي أن أترك المستشفي قبل قرارهم بإجراء البتر لأول مرة ولكنه رحمه الله كان يردد عبارة (هذا مستشفى متخصص ويعرفون العلاج المناسب).
القلوب الطيبة
وتستكمل ميرال القول: لقد عاد لي الأمل بعد 25 عاما بوجود القلوب الطيبة من أهل الكويت بعد أن تكفل أحد الأشخاص بتركيب أطراف صناعية جاءت خصيصا لي من ألمانيا وهي مكلفة إلى حد كبير وقام الاختصاصي محسن عبد الرحمن بمستشفى العلاج الطبيعي بتركيبها لي بعد أن شجعني وأعطاني الأمل بالسير مرة أخرى وبالفعل تمكنت من السير بشكل منتظم.
لحظات الفرح
وتستكمل ميرال؛ كم كنت أشتاق إلى هذه اللحظة ودخلت على والدتي وأنا أمشي فبكت وأخذتني في حضنها وكم كنت اشتاق إلى صدر أمي بعد أن غبت عنه ربع قرن من الزمان وبكيت وبعد أن دق جرس الباب أسرعت أفتح وكانت المفاجأة بعودة الأمل إلى أسرتي .
[/B]