[B]
أشار سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى ان «الكويت أولت منذ نشأتها اهتماما كبيرا بأبنائها باعتبارهم اللبنة الأولى التي تعتمد عليها الأوطان في بناء نهضتها، وبلوغها المرتبة التي تتمناها بين سائر الأمم والشعوب. وانطلاقا من إدراكها الكامل بأن الإنسان الكويتي هو الثروة الحقيقة للكويت ومصدر قوتها ومبعث عزتها ونهضتها، عملت على استثمار طاقات كل أبنائها وفي مقدمهم ذوو الاحتياجات الخاصة».
وبمناسبة رعايته حفل افتتاح الملتقى العلمي الحادي عشر للجمعية الخليجية للإعاقة (لتوظيف وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة بدول مجلس التعاون)، قال المحمد: «لقد برز هذا الاهتمام جليا حينما وفرت الكويت لذوي الاحتياجات الخاصة مراكز التعليم والتأهيل بعد إدخال التعليم النظامي حيز التنفيذ في مطلع الستينيات من القرن الماضي، منطلقة بذلك من كون هؤلاء أبناء هذا الوطن ولهم من الحقوق مثلما عليهم من الواجبات ولديهم الطاقات والإمكانيات التي لا يمكن تجاهلها، باعتبار هذه الفئة جزءا فاعلا في المجتمع ومكونا أساسيا من مكونات بناء الوطن». واضاف: «لقد كانت الكويت سباقة بالذات إلى تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال اكتشاف ما حباهم الله به من مواهب ذاتية وفي مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية والرياضية والمهنية، فأخذت بأيديهم ووفرت لهم سبل العمل الكريم بمختلف مؤسساتها ودوائرها حتى برعوا وفاقوا قرناءهم في كثير من مناحي العمل». وتابع المحمد: «لقد حظي أبناء الكويت من ذوي الاحتياجات الخاصة بدعم كبير في عهد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، وتجلى ذلك الاهتمام بصدور القانون رقم ثمانية لسنة 2010 الذي نظم الحقوق والواجبات ووفر الوسائل والاحتياجات وحدد المتطلبات لفئة المعاقين، وبخاصة لجهة التأكيد على حق المعاق بالتأهيل والعمل دون تمييز بينه وبين أقرانه في الباب الرابع من القانون، مؤكداً على أن «احتضان الكويت لهذه الكوكبة من الإخوة والأخوات الذين أخذوا على عاتقهم البذل والعطاء من اجل أبنائهم المعاقين من أبناء دول مجلس التعاون بدول الخليج العربية في الملتقى الحادي عشر، والذي يتناول مسألة توظيف وتشغيل المعاقين بدول المجلس، إنما يؤكد الحرص المشترك بين دول مجلس التعاون على بحث قضايا هذه الفئة والعمل على دمجها. وهذا اللقاء يعد فرصة ثمينة للتباحث وتبادل الأفكار والرأي، وصولا لأفضل التوصيات والحلول والوسائل لمعالجة كل المعوقات التي تحول دون تحقيق ما نتمناه جميعا، والتي تصب في مصلحة وطموحات هذه الفئة من ابناء مجتمعاتنا الخليجية». واعرب المحمد عن «سعادته برعايته لهذا الحدث»، مرحبا «بكل المشاركين في الملتقى»، ومسجلا تقديره «لدورهم في مساعدة ورعاية هذه الفئة الغالية على قلوبنا». بدوره، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للمعاقين الشيخ جابر المبارك: «لقد جبل أهل الكويت على عمل الخير، والكويت حريصة على إعطاء الاهتمام والرعاية والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام في شؤونهم من الجوانب كافة، علما بأننا ننظر إليهم نظرة إيجابية حضارية لأننا مؤمنون بكونهم جزءا فعالا لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا»، مشدداً على «ضرورة مساندتهم من خلال كل الوسائل المتاحة». ودعا «الأفراد والمؤسسات كافة سواء كانت أهلية أو خاصة إلى تقديم الدعمين المعنوي والمادي لهذه الفئة المميزة من أبنائنا»، مثمنا «الجهود التي يبذلها القائمون على الاهتمام بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة»، ومشيدا «بالانجازات التي توصلوا إليها والتي ساهمت في رفع اسم الكويت عاليا».
توصيات الملتقى
• التأكيد على ضرورة تفعيل القوانين والتشريعات الخليجية والدولية الخاصة بتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي كافة وتشكيل جهات للمتابعة والرصد.
• التأكيد على الجهات التعليمية والتدريبية بضرورة تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بالمهارات التواصلية والتقنية اللازمة للنجاح في سوق العمل.
• العمل على توعية القطاع الصناعي بآليات تطبيق الوصول الشامل في بيئات العمل وتطوير الصناعة مما يتلاءم مع المعايير الحديثة الخاصة بالعمل.
• مطالبة جهات العمل بالمساواة في الترقيات والتطور الوظيفي في كافة القطاعات للأشخاص ذوي الإعاقة وعدم الاستثناء بسبب الإعاقة.
• العمل على تشكيل جهة استشارية من الخبراء في المجالات المختلفة لتقديم الدعم لجهات العمل فيما يتعلق بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
الكندري: أهم الإنجازات إقرار القانون الجديد
رأى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محمد الكندري «أن رعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة هي أحد المعايير المهمة لتقدم المجتمعات والدول، وأن أهم ما قامت به دولة الكويت في مجال رعايتهم هو إقرار القانون الجديد وما تضمنه من امتيازات للمعاقين، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم».
سداي: لتنمية قدراتهم المهنية
أكد رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة جاسم سداي على أن «حق العمل مكفول لكل القادرين عليه وفقا للدساتير والقوانين المستقرة في دولنا بمجلس التعاون الخليجي، وهو حق مكفول للأشخاص ذوي الإعاقة شأنهم شأن الآخرين، باعتباره حقا من حقوق المواطنة. ولذا فإن رعايتهم وتأهيلهم وتعليمهم وتدريبهم مهنيا لتنمية قدراتهم على العمل والاندماج في سوق العمل تأخذ أهمية خاصة، ويجب أن تأتي على قمة أولويات عمل المؤسسات المعنية الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، مع ضرورة التنبيه لربط جهود هذه الجهات في خطط عمل مترابطة ومكملة لبعضها البعض».
بورسلي: لتعزيز ثقافة تقبل الآخر
توجهت رئيسة اللجنة التحضيرية العليا رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي «بعظيم الشكر والامتنان لسمو الشيخ ناصر المحمد الرئيس الفخري للجمعية، لتفضل سموه برعاية الملتقى وحضور احتفالنا هذا. والشكر موصول لكل من ساهم في إنجاح فعاليات هذا الملتقى من رعاة ومشاركين وعاملين ومتطوعين وإخواننا من ذوي الإعاقة».
وقالت: «إن الاختلاف هو الهدف من الخلق، ولأجل أن تُعَّمر الأرض، ولهذه الغاية السامية أصبح لزاماً علينا كبشر في المقام الأول وكمسلمين ومعنيين بشؤون فئات أولى بالرعاية والدعم، أن نعزز في أنفسنا ونغرس في نفوس وعقول أبنائنا جيلاً بعد جيل ثقافة تقبل الآخرين برغم اختلافه وبرغم ما قد يتسم به من ضعف أو قصور لا يد له فيه، ولنبحث عن المساحة المشتركة بيننا وبين ابناء هذه الفئة، ونسعى إلى توسعتها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا».[/B]